4 - (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) لجمالها (وإن يقولوا تسمع لقولهم) لفصاحتها (كأنهم) من عظم أجسامهم في ترك التفهم (خشب) بسكون الشين وضمها (مسندة) ممالة إلى الجدار (يحسبون كل صيحة) تصاح كنداء في العسكر وإنشاء ضالة (عليهم) لما في قلوبهم من الرعب أن ينزل فيهم ما يبيح دماءهم (هم العدو فاحذرهم) فإنهم يفشون سرك للكفار (قاتلهم الله) أهلكهم (أنى يؤفكون) كيف يصرفون عن الإيمان بعد قيام البرهان
يقول جل ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وإذا رأيت هؤلاء المنافقين يا محمد تعجبك أجسامهم لاستواء خلقها وحسن صورها " وإن يقولوا تسمع لقولهم " يقول جل ثناؤه : وإن يتكلموا تسمع كلامهم يشبه منطقهم منطق الناس " والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " يقول كأن هؤلاء المنافقين خشب مسندة لا خير عندهم ولا فقه لهم ولا علم ، وإنما هم صور بلا أحلام ، وأشباح بلا عقول .
وقوله " يحسبون كل صيحة عليهم " يقول جل ثناؤه : يحسب هؤلاء المنافقون من خبثهم وسوء ظنهم وقلة يقينهم ، كل صيحة عليهم ، لأنهم على جل أن ينزل الله فيهم أمراً يهتك به أستارهم ويفضحهم ،ويبيح للمؤمنين قتلهم وسبي ذراريهم ، وأخذ أموالهم ، فهم من خوفهم من ذلك كلما نزل بهم من الله وحي على رسوله ، ظنوا أنه نزل بهلاكهم وعطبهم ، يقول الله جل ثناؤه لنبيه صلى الله عليه وسلم : هم العدو يا محمد فاحذرهم ، فإن ألسنتهم إذا لقوكم معكم وقلوبهم عليكم مع أعدائكم ، فهم عين لأعدائكم عليكم .
وقوله " قاتلهم الله أنى يؤفكون " يقول : أخزاهم الله إلى أي وجه يصرفون عن الحق .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهيب ، قال : قال ابن زيد ، وسمعته يقول في قول الله " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم " ، قال : هؤلاء المنافقون .
واختلفت القراء في قراءة قوله " والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " فقرأ عامة قراء المدينة والكوفة خلا الأعمش و الكسائي " خشب " بضم الخاء والشين ، كأنهم وجهوا ذلك إلى جمع الجمع ، جمعوا الخشبة خشاباً ثم جمعوا الخشاب خشباً ، كما جمعت الثمرة ثماراً ثم ثمراً ، وقد يجوز أن يكون الخشب بضم الخاء والشين إلى أنها جمع خشبة ، فتضم الشين منها مرة وتسكن أخرى ، كما جمعوا الأكمة أكماً وأكماً بضم الألف والكاف مرة ، وتسكين الكاف منها مرة ، وكما قيل : البدن والبدن ، بضم الدال وتسكينها لجمع البدنة ، وقرأ ذلك الأعمش و الكسائي ( خشب ) بضم الخاء وسكون الشين .
والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان ، ولغتان فصيحتان ، وبأيتهما قرأ القارئ فمصيب وتسكين الأوسط فيما جاء من جمع فعلة على فعل في الأسماء على ألسن العرب أكثر وذلك كجمعهم البدنة بدناً ، والأجمة أجماً .
قوله تعالى: " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ".
قوله " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم " أي هيئاتهم ومناظرهم. "وإن يقولوا تسمع لقولهم " يعنى عبد الله بن أبي. قال ابن عباس: كان عبد الله بن أبي وسيماً جسيماً صحيحاً ذلق اللسان، فإذا قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالته. وصفه الله بتمام الصورة وحسن الإبانة. وقال الكلبي: المراد ابن أبي وجد بن قيس ومعتب بن قشير، كانت لهم أجسام ومنظر وفصاحة. وفي صحيح مسلم: وقوله " كأنهم خشب مسندة " قال: كانوا رجالاً أجمل شئ كأنهم خشب مسندة، شبههم بخشب مسندة إلى الحائط لا يسمعون ولا يعقلون، أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام. وقيل: شبههم بالخشب التي قد تآكلت فهي مسندة بغيرها لا يعلم ما في بطنها. وقرأ فنبل وأبو عمرو والكسائي خشب بإسكان الشين. وهي قراءة البراء بن عازب واختيار أبي عبيد، لأن واحدتها خشبة. كما تقول: بدنة وبدن، وليس في اللغة فعلة يجمع على فعل. ويلزم من ثقلها أن تقول: البدن، فتقرأ والبدن. ذكر اليزيدي أنه جماع الخشباء، كقوله عز وجل: " وحدائق غلبا " وأحداتها حديقة غلباء. وقرأ الباقون بالتثقيل وهو رواية البزي عن ابن كثير وعياش عن أبي عمرو، وأكثر الروايات عن عاصم. واختاره أبو حاتم، كأنه جمع خشاب وخشب، نحو ثمرة وثمار وثمر. وإن شئت جمعت خشبة على خشب كما قالوا: بدنة وبدن وبدن. وقد روي عن ابن المسيب فتح الخاء والشين في خشب. قال سيبوبه: خشبة وخشب، مثل بدنة وبدن. قال: ومثله بغير هاء أسد وأسد ووثن ووثن. وتقرأ خشب وهو جمع الجمع، خشبة وخشاب وخشب، مثل ثمرة وثمار وثمر.
والإسناد الإمالة، تقول: أسندت الشيء أي أملته. و"مسندة" للتكثير، أي استندوا إلى الأيمان بحقن دمائهم.
قوله تعالى: " يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو " أي كل أهل صيحة عليهم هم العدو. ف هم العدو في موضع المفعول الثاني، على أن الكلام لا ضمير فيه. يصفهم بالجبن والخور. قال مقاتل والسدي: أي نادى مناد في العسكر أن انفلتت دابة أو أنشدت ضالة ظنوا أنهم المرادون، لما في قلوبهم من الرعب. كما قال الشاعر وهو الأخطل:
ما زلت تحسب كل شئ بعدهم خيـلاً تكـر عليـهـم ورجـالاً
وقيل: " يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو " كلام ضميره فيه لا يفتقر إلى ما بعد، وتقديره: يحسبون كل صيحة عليهم أنهم قد فطن بهم وعلم بنفاقهم، لأن للريبة خوفاً ثم استأنف الله خطاب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: " هم العدو " وهذا معنى قول الضحاك وقيل: يحسبون كل صيحة يسمعونها في المسجد أنها عليهم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر فيها بقتلهم، فهم أبداً وجلون من أن ينزل الله فيهم أمراً يبيح به دماءهم، ويهتك به أستارهم. وفي هذا المعنى قول الشاعر:
فلـو أنهــا عصفـورة لحبستهـا مسـومـةً تـدعـو عبيـدا وأزنمـا
بطن من بني يربوع. ثم وصفهم الله بقوله: " هم العدو فاحذرهم " حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم. وفي قوله: " فاحذرهم " وجهان: أحدهما - فاحذر أن تثق بقولهم أو تميل إلى كلامهم. الثاني- فاحذر ممايلتهم لأعدائك وتخذيلهم لأصحابك.
" قاتلهم الله " أي لعنهم الله، قاله ابن عباس وأبو مالك. وهي كلمة ذم وتوبيخ. وقد تقول العرب. قاتله الله ما أشعره ! فيضعونه موضع التعجب. وقيل: معنى " قاتلهم الله " أي أحلهم محل من قاتله عد قاهر، لأن الله تعالى قاهر لكل معاند. حكاه ابن عيس.
" أنى يؤفكون " أي يكذبون، قاله ابن عباس. قتادة: معناه يعدلون عن الحق.
الحسن: معناه يصرفون عن الرشد. وقيل: معناه كيف تضل عقولهم عن هذا مع وضوح الدلائل، وهو من الإفك وهو الصرف. وأني بمعنى كيف، وقد تقدم.
يقول تعالى مخبراً عن المنافقين أنهم إنما يتفوهون بالإسلام إذا جاءوا النبي صلى الله عليه وسلم, فأما في باطن الأمر فليسوا كذلك بل على الضد من ذلك, ولهذا قال تعالى: "إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله" أي إذا حضروا عندك واجهوك بذلك, وأظهروا لك ذلك, وليس كما يقولون, ولهذا اعترض بجملة مخبرة أنه رسول الله فقال: "والله يعلم إنك لرسوله" ثم قال تعالى: "والله يشهد إن المنافقين لكاذبون" أي فيما أخبروا به وإن كان مطابقاً للخارج لأنهم لم يكونوا يعتقدون صحة ما يقولون ولا صدقه, ولهذا كذبهم بالنسبة إلى اعتقادهم.
وقوله تعالى: "اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله" أي اتقوا الناس بالأيمان الكاذبة والحلفان الاثمة ليصدقوا فيما يقولون, فاغتر بهم من لا يعرف جلية أمرهم, فاعتقدوا أنهم مسلمون, فربما اقتدى بهم فيما يفعلون وصدقهم فيما يقولون, وهم من شأنهم أنهم كانوا في الباطن لا يألون الإسلام وأهله خبالاً, فحصل بهذا القدر ضرر كبير على كثير من الناس, ولهذا قال تعالى: "فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون" ولهذا كان الضحاك بن مزاحم يقرؤها " اتخذوا أيمانهم جنة " أي تصديقهم الظاهر جنة أي تقية يتقون به القتل, والجمهور يقرؤها "أيمانهم" جمع يمين, وقوله تعالى: "ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون" أي إنما قدر عليهم النفاق لرجوعهم عن الإيمان إلى الكفران, واستبدالهم الضلالة بالهدى, فطبع الله على قلوبهم فهم لايفقهون. أي فلا يصل إلى قلوبهم هدى ولا يخلص إليها خير فلا تعي ولا تهتدي.
وقوله تعالى: "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم" أي وكانوا أشكالاً حسنة وذوي فصاحة وألسنة, وإذا سمعهم السامع يصغي إلى قولهم لبلاغتهم, وهم مع ذلك في غاية الضعف والخور والهلع والجزع والجبن, ولهذا قال تعالى: " يحسبون كل صيحة عليهم " أي كلما وقع أمر أو كائنة أو خوف يعتقدون لجبنهم أنه نازل بهم كما قال تعالى: "أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيراً" فهم جهامات وصور بلا معاني, ولهذا قال تعالى: "هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون" أي كيف يصرفون عن الهدى إلى الضلال, وقد قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد, حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي عن إسحاق بن بكير بن أبي الفرات عن سعيد بن أبي سعيد المقبري, عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن للمنافقين علامات يعرفون بها: تحيتهم لعنة وطعامهم نهبة وغنيمتهم غلول ولا يقربون المساجد إلا هجراً, ولا يأتون الصلاة إلا دبراً, مستكبرين لا يألفون ولا يؤلفون, خشب بالليل صخب بالنهار" وقال يزيد بن مرة: سخب بالنهار.
4- " وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم " أي هيئاتهم ومناظرهم، يعني أن لهم أجساماً تعجب من يراها لما فيها من النضارة والرونق "وإن يقولوا تسمع لقولهم" فتحسب أن قولهم حق وصدق لفصاحتهم وذلاقة ألسنتهم، وقد كان عبد الله بن أبي رأس المنافقين فصيحاً جسيماً جميلاً، وكان يحضر مجلس النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالته. قال الكلبي: المراد عبد الله بن أبي وجد بن قيس، ومعتب بن قيس كانت لهم أجسام ومنظر وفصاحة، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل لكل من يصلح له، ويدل عليه قراءة من قرأ يسمع على البناء للمفعول، وجملة "كأنهم خشب مسندة" مستأنفة لتقرير ما تقدم من أن أجسامهم تعجب الرائي وتروق الناظر، ويجوز أن تكون في محل رفع على أنها خبر مبتدأ محذوف، شبهوا في جلوسهم في مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستندين بها بالخشب المنصوبة المسندة إلى الحائط التي لا تفهم ولا تعلم، وهم كذلك لخلوهم عن الفهم النافع والعلم الذي ينتفع به صاحبه، قال الزجاج: وصفهم بتمام الصور، ثم أعلم أنهم في ترك الفهم والاستبصار بمنزلة الخشب. قرأ الجمهور " خشب " بضمتين، وقرأ أبو عمرو والكسائي وقنبل بإسكان الشين، وبها قرأ البراء بن عازب، واختارها أبو عبيد لأن واحدتها خشبة كبدنة وبدن، واختار القراءة الأولى أبو حاتم. وقرأ سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب بفتحتين، ومعنى مسندة أنها أسندت إلى غيرها، من قولهم: أسندت كذا إلى كذا، والتشديد للتكثير. ثم عابهم الله سبحانه بالجبن فقال: "يحسبون كل صيحة عليهم" أي يحسبون كل صيحة يسمعونها واقعة عليهم نازلة بهم لفرط جبنهم ورعب قلوبهم، وفي المفعول الثاني للحسبان وجهان: أحدهما أنه عليهم، ويكون قوله: "هم العدو" جملة مستأنفة لبيان أنهم الكاملون في العداوة لكونهم يظهرون غير ما يبطنون، والوجه الثاني أن المفعول الثاني للحسبان هو قوله: "هم العدو"، ويكون قوله: "عليهم" متعلقاً بصيحة، وإنما جاء بضمير الجماعة باعتبار الخبر، وكان حقه أن يقال: هو العدو، والوجه الأول أولى. قال مقاتل والسدي: أي إذا نادى مناد في العسكر أو انفلتت دابة أو أنشدت ضالة ظنوا أنهم المرادون لما في قلوبهم من الرعب، ومن هذا قول الشاعر:
مازلت تحسب كل شيء بعدهم خيلاً تكر علهم ورجالاً
وقيل كان المنافقون على وجل من أن ينزل فيهم ما يهتك أستارهم ويبيح دماءهم وأموالهم. ثم أمر الله سبحانه رسوله بأن يأخذ حذره منهم فقال: "فاحذرهم" أن يتمكنوا من فرصة منك أو يطلعوا على شيء من أسرارك لأنهم عيون لأعدائك من الكفار. ثم دعا عليهم بقوله: "قاتلهم الله أنى يؤفكون" أي لعنهم الله، وقد تقول العرب هذه الكلمة على طريقة التعجب، كقولهم: قاتله الله من شاعر، أو ما أشعره، وليس بمراد هنا، بل المراد ذمهم وتوبيخهم، وهو طلب من الله سبحانه طلبه من ذاته عز وجل أن يلعنهم ويخزيهم، أو هو تعليم للمؤمنين أن يقولو ذلك، ومعنى "أنى يؤفكون" كيف يصرفون عن الحق ويميلون عنه إلى الكفر. قال قتادة: معناه يعدلون عن الحق. وقال الحسن معناه يصرفون عن الرشد.
4- "وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم"، يعني أن لهم أجساماً ومناظر، "وإن يقولوا تسمع لقولهم"، فتحسب أنه صدق، قال عبد الله بن عباس: كان عبد الله بن أبي جسيماً فصيحاً ذلق اللسان، فإذا قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوله. "كأنهم خشب مسندة"، أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام.
قرأ أبو عمرو والكسائي: "خشب" بسكون الشين، وقرأ الباقون بضمها.
"مسندة"، ممالة إلى جدار، من قولهم: أسندت الشيء، إذا أملته، والتثقيل للتكثير، وأراد أنها ليست بأشجار تثمر، ولكنها خشب مسندة إلى حائط، "يحسبون كل صيحة عليهم"، أي لا يسمعون صوتاً في العسكر بأن نادى مناد أو انفلتت دابة وأنشدت ضالة، إلا ظنوا -من جبنهم وسوء ظنهم- أنهم يرادون بذلك، وظنوا أنهم قد أتوا، لما في قلوبهم من الرعب.
وقيل: ذلك لكونهم على وجل من أن ينزل الله فيهم أمرا يهتك أستارهم ويبيح دماءهم ثم قال: "هم العدو"، وهذا ابتداء وخبره، "فاحذرهم"، ولا تأمنهم، "قاتلهم الله"، لعنهم الله "أنى يؤفكون"، يصرفون عن الحق.
4-" وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم " لضخامتها وصباحتها . " وإن يقولوا تسمع لقولهم " لذلاقتهم وحلاوة كلامهم ، وكان ابن أبي جسيماً فصيحاً يحضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع مثله ، فيعجب بهيكلهم ويصغي إلى كلامهم . " كأنهم خشب مسندةً " حال من الضمير المجرور في " قولهم " أي سمع لما يقولونه مشبهين بأخشاب منصوبة مسندة إلى الحائط في كونهم أشباحاً خالية عن العلم والنظر ن وقيل الـ" خشب " جمع خشباء وهي الخشبة التي نخر جوفها ،شبهوا بها في حسن المنظر وقبح المخبر ، وقرأ أبو عمرو و الكسائي و قنبل عن ابن كثير بسكون الشين على النخفيف ،أو على أنه كبدن في جمع بدنة " يحسبون كل صيحة عليهم " أي واقعة عليهم لجبنهم واتهامهم ، فـ" عليهم " ثاني مفعولي " يحسبون " ، ويجوز أن يكون صلته والمفعول : " هم العدو " وعلى هذا يكون الضمير للكل وجمعه بالنظر إلى الخبر لكن ترتب قوله : "فاحذرهم " عليه يدل على أن الضمير للمنافقين . " قاتلهم الله " دعاء عليهم وهو طلب من ذاته أن يلعنهم ، أو تعليم للمؤمنين أن يدعوا عليهم بذلك . " أنى يؤفكون " كيف يصرفون عن الحق .
4. And when thou seest them their figures please thee; and if they speak thou givest ear unto their speech. (They are) as though they were blocks of wood in striped cloaks. They deem every shout to be against them. They are the enemy, so beware of them. Allah confound them! How they are perverted!
4 - When thou lookest at them, their exteriors please thee; and when they speak, thou listenest to their words. They are as (worthless as hollow) pieces of timber propped up, (unable to stand on their own). They think that every cry is against them. They are the enemies; so beware of them. The curse of God be on them! How are they deluded (away from the Truth)!