37 - (إن يسألكموها فيحفكم) يبالغ في طلبها (تبخلوا ويخرج) البخل (أضغانكم) لدين الإسلام
قوله تعالى " إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم "
قوله تعالى : " إن يسألكموها فيحفكم " يلح عليكم ، يقال : أحفى بالمسألة وألحف وألح بمعنى واحد ، والحفي المستقصي في السؤال ، وكذلك الإحفاء الاستقصاء في الكلام والمنازعة ، ومنه أحفى شاربه أي استقصى في أخذه " تبخلوا ويخرج أضغانكم " أي يخرج البخل أضغانكم ، قال قتادة : قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان ، وقرأ ابن عباس و مجاهد و ابن محيصن و حميد ( وتخرج ) بتاء مفتوحة وراء مضمومة ، ، ( أضغانكم ) بالرفع لكونه الفاعل ، وروى الوليد عن يعقوب الحضرمي ( ونخرج ) بالنون ، و أبو معمر عن عبد الوارث عن أبي عمرو ( ويخرج ) بالرفع في الجيم على القطع والاستئناف والمشهور عنه ( ويخرج ) كسائر القراء ، عطف على ما تقدم .
يقول تعالى تحقيراً لأمر الدنيا وتهويناً لشأنها "إنما الحياة الدنيا لعب ولهو" أي حاصلها ذلك إلا ما كان منها لله عز وجل, ولهذا قال تعالى: "وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم" أي هو غني عنكم لا يطلب منكم شيئاً وإنما فرض عليكم الصدقات من الأموال مواساة لإخوانكم الفقراء, ليعود نفع ذلك عليكم ويرجع ثوابه إليكم, ثم قال جل جلاله: "إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا" أي يحرجكم تبخلوا "ويخرج أضغانكم" قال قتادة: قد علم الله تعالى أن في إخراج الأموال إخراج الأضغان. وصدق قتادة فإن المال محبوب ولا يصرف إلا فيما هو أحب إلى الشخص منه. وقوله تعالى: "ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل" أي لا يجيب إلى ذلك "ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه" أي إنما نقص نفسه من الأجر وإنما يعود وبال ذلك عليه "والله الغني" أي عن كل ما سواه وكل شيء فقير إليه دائماً, ولهذا قال تعالى: "وأنتم الفقراء" أي بالذات إليه, فوصفه بالغني وصف لازم له, ووصف الخلق بالفقر وصف لازم لهم لا ينفكون عنه.
وقوله تعالى: "وإن تتولوا" أي عن طاعته واتباع شرعه "يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" أي ولكن يكونون سامعين مطيعين له ولأوامره. وقال ابن أبي حاتم وابن جرير: حدثنا يونس بن عبد الأعلى, حدثنا ابن وهب, أخبرني مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الاية "وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم" قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إن تولينا استبدل بنا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال: فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه ثم قال "هذا وقومه ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس" تفرد به مسلم بن خالد الزنجي, ورواه عنه غير واحد, وقد تكلم فيه بعض الأئمة رحمة الله عليهم, والله أعلم.
آخر تفسير سورة القتال ولله الحمد والمنة.
37- "إن يسألكموها" أي أموالكم كلها "فيحفكم" قال المفسرون: يجهدكم ويلحف عليكم بمسألة جميعها، يقال أحفى بالمسألة وألحف وألح بمعنى واحد، والمحفي المستقصي في السؤال، والإحفاء الاستقصاء في الكلام، ومنه إحفاء الشارب: أي استئصاله، وجواب الشرط قوله: "تبخلوا" أي إن يأمركم بإخراج جميع أموالكم تبخلوا بها وتمتنعوا من الامتثال "ويخرج أضغانكم" معطوف على جواب الشرط، ولهذا قرأ الجمهور يخرج بالجزم، وروي عن أبي عمرو أنه قرأ بالرفع على الاستئناف، وروي عنه أنه قرأ بفتح الياء وضم الراء ورفع أضغانكم، وروي عن يعقوب الحضرمي أنه قرأ بالنون، وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن محيصن وحميد بالفوقية المفتوحة مع ضم الراء. وعلى قراءة الجمهور فالفاعل ضمير يعود إلى الله سبحانه، أو إلى البخل المدلول عليه بتبخلوا. والأضغان: الأحقاد، والمعنى: أنها تظهر عند ذلك. قال قتادة: قد علم الله أن في سؤال المال خروج الأضغان.
37. " إن يسألكموها فيحفكم "، أي يجهدكم ويلحف عليكم بمسألة جميعها، يقال: أحفى فلان فلاناً إذا جهده، وألحف عليه بالمسألة.
" تبخلوا "، بها فلا تعطوها.
" ويخرج أضغانكم "، بغضكم وعداوتكم، قال قتادة : علم الله أن في مسألة الأموال خروج الأضغان.
37-" إن يسألكموها فيحفكم " فيجهدكم بطلب الكل والإخفاء والإلحاف المبالغة وبلوغ الغاية يقال : أحفى شاربه إذ استأصله " تبخلوا " فلا تعطوا " ويخرج أضغانكم " يضغنكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والضمير في يخرج لله تعالى ،ويؤيده القراءة بالنون أو البخل لأنه سبب الإضغان ، وقرئ وتخرج بالتاء والياء ورفع " أضغانكم " .
37. If He should ask it of you and importune you, ye would hoard it, and He would bring to light your (secret) hates.
37 - If He were to ask you for all of them, and press you, ye would covetously withhold, and He would bring out all your ill feeling.