34 - (وكأسا دهاقا) خمرا مالئة محالها وفي سورة القتال وأنهار من خمر
وقوله : " كأسا دهاقا " يقول : وكأساً ملأى متتابعة على شاربيها بكثرة وامتلاء ، وأصله من الدهق : وهو متابعة الضغط على الإنسان بشدة وعنف ، وكذلك الكأس الدهاق : متابعتها على شاربيها بكثرة وامتلاء .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا مروان ، قال : ثنا أبو يزيد يحيى بن ميسرة ، عن مسلم بن نسطاس ، قال : قال ابن عباس لغلامه : اسقني دهاقاً ، قال : فجاء بها الغلام ملأى ، فقال ابن عباس : هذا الدهاق .
حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، قال : ثنا موسى بن عمير ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قوله " كأسا دهاقا " قال : ملأى .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : أخبرني سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت ابن عباس يسئل عن " كأسا دهاقا " قال : دراكاً ، قال يونس ، قال : ابن وهب : الذي يتبع بعضه بعضاً .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " كأسا دهاقا " يقول : ممتلئاً .
حدثني يعقوب قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا حميد الطويل ، عن ثابت البناني ، عن أبي رافع عن أبي هريرة في قوله " كأسا دهاقا " قال : دمادم .
قال : ثنا ابن علية ، قال : ثنا أبو رجاء ، عن الحسن ، في قوله " وكأسا دهاقا " قال : ملأى .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، عن يونس ، عن الحسن " كأسا دهاقا " قال : الملأى .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد " وكأسا دهاقا" قال : ملأى .
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا ابن أبي عدي ، قال : ثنا شعبة ، عن منصور عن مجاهد ، مثله .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة في قوله " كأسا دهاقا " قال : مترعة ملأى .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وكأسا دهاقا " قال : الدهاق : الملأى المترعة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ،عن قتادة في قوله " كأسا دهاقا " قال : الدهاق : الممتلئة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " كأسا دهاقا " قال : الدهاق المملوءة .
وقال آخرون : الدهاق : الصافية .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن يحيى الأزدي و عباس بن محمد ، قالا : ثنا حجاج عن ابن جريج ، قال : ثنا عمر بن عطاء عن عكرمة ، في قوله " وكأسا دهاقا " . قال : صافية .
وقال آخرون : بل هي المتتابعة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر قال : قال سعيد بن جبير في قوله " وكأسا دهاقا " دهاقاً : المتتابعة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " وكأسا دهاقا " قال : المتتابع .
حدثنا عمرو بن عبد الحميد ، قال : ثنا جرير عن حصين عن عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله " وكأسا دهاقا " قال : الملأى المتتابعة .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله " وكأسا دهاقا " قال : المتتابعة .
قوله تعالى:" وكأسا دهاقا" قال الحسن وقتادة وابن زيد وابن عباس: مترعة مملوءة، يقال: أدهقت الكأس: أي ملأتها، وكأس دهاق أي ممتلئة ، قال:
ألا فاسقنية صرفاً سقاني الساقي من مائها بكأسك الدهاق
وقال خداش بن زهير:
أتانا عامر يبغي قراناً فأترعنا له كأسا دهاقاً
وقال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وابن عباس أيضاً: متتابعة، يتبع بعضها بعضاً، ومنه ادهقت الحجارة ادهاقاً، وهو شدة تلازبها ودخول بعضها في بعض، فالمتتابع كالمتداخل. وعن عكرمة أيضاً وزيد بن أسلم: صافية، قال الشاعر:
لأنت إلى الفؤاد أحب قرباً من الصادي إلى كأس دهاق
وقال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وابن عباس أيضاً:متتابعة، يتبع بعضها بعضاً، ومنه ادهقت الحجارة ادهاقاً، وهو شدة تلازبها ودخول بعضها في بعض، فالمتتابع كالمتداخل. وعن عكرمة أيضاً وزيد بن أسلم: صافية، قال الشاعر:
لأنت إلى الفؤاد أحب قرباً من الصادي إلى كأس دهاق
وهو جمع دهق، وهو خشبتان يغمز بهما الساق. والمراد بالكأس الخمر، فالتقدير: خمراً ذات دهاق، أي عصرت وصفيت، قاله القشيري. وفي الصحاح: وأدهقت الماء: أي افرغته إفراغاً شديداً: قال ابو عمرو: والدهق- بالتحريلك: ضرب من العذاب. وهو بالفارسية أشكنجه. المبرد: والمدهوق: المعذب بجميع العذاب الذي لا فرجة فيه. ابن الأعرابي: دهقت الشيء كسرته وقطعته، وكذلك دهدقته، وأنشد لحجر بن خالد:
ندهدق بضع اللحم للباع والندى وبعضهم تغلي بذم مناقعه
ودهمقته بزيادة الميم: مثله. وقال الأصمعي : الدهمقة: لين الطعام وطيبة ورقته، وكذلك كل شيء لين، ومنه حديث عمر: لو شئت أن يدهمق لي لفعلت، ولكن الله عاب قوما فقال : " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها" [ الأحقاف:20].
يقول تعالى مخبراً عن السعداء وما أعد لهم تعالى من الكرامة والنعيم المقيم فقال تعالى: "إن للمتقين مفازاً" قال ابن عباس والضحاك : متنزهاً. وقال مجاهد وقتادة : فازوا فنجوا من النار. والأظهر ههنا قول ابن عباس لأنه قال بعده "حدائق" والحدائق البساتين من النخيل وغيرها " وأعنابا * وكواعب أترابا " أي وحوراً كواعب, قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد "كواعب" أي نواهد, يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكار عرب أتراب أي في سن واحد كما تقدم بيانه في سورة الواقعة. قال ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدستكي , حدثني أبي عن أبي سفيان عبد الرحمن بن عبد الله بن تيم , حدثنا عطية بن سليمان أبو الغيث عن أبي عبد الرحمن القاسم بن أبي القاسم الدمشقي عن أبي أمامة أنه سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن قمص أهل الجنة لتبدو من رضوان الله وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم ؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب" وقوله تعالى: "وكأساً دهاقاً" قال ابن عباس : مملوءة ومتتابعة. وقال عكرمة : صافية, وقال مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد "دهاقاً" الملأى المترعة, وقال مجاهد وسعيد بن جبير هي المتتابعة. وقوله تعالى: "لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً" كقوله: "لا لغو فيها ولا تأثيم" أي ليس فيها كلام لاغ عار عن الفائدة ولا إثم كذب, بل هي دار السلام وكل ما فيها سالم من النقص وقوله: "جزاءً من ربك عطاء حساباً" أي هذا الذي ذكرناه جازاهم الله به وأعطاهموه بفضله ومنه وإحسانه ورحمته عطاء حساباً أي كافياً وافياً شاملاً كثيراً, تقول العرب: أعطاني فأحسبني أي كفاني ومنه حسبي الله أي الله كافي.
34- "وكأساً دهاقاً" أي ممتلئة. قال الحسن وقتادة ابن زيد: أي مترعة مملوءة، يقال أدهقت الكأس: أي ملأتها، ومنه قول الشاعر:
ألا أسقني صرفاً سقاك الساقي من مائها بكأسك الدهاق
وقال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد "دهاقاً" متتابعة يتبع بعضها بعضاً. وقال زيد بن أسلم "دهاقاً" صافية، والمراد بالكأس الإناء المعروف، ولا يقال له الكأس إلا إذا كان فيه الشراب.
34- "وكأساً دهاقاً"، قال ابن عباس والحسن وقتادة وابن زيد: مترعة مملوءة. وقال سعيد بن جبير ومجاهد: متتابعة. قال عكرمة: صافية.
34-" وكأساً دهاقاً " ملآناً وأدهق الحوض ملآه .
34. And a full cup.
34 - And a Cup full (to the Brim).