32 - (وإذا رأوهم) المؤمنين (قالوا إن هؤلاء لضالون) لايمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم
وقوله : " وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون " يقول تعالى ذكره : وإذا رأى المجرمون المؤمنين قالوا لهم : إن هؤلاء لضالون ، عن محجة الحق ، وسبيل القصد .
قوله تعالى:" وإذا رأوهم" أي إذا رأى هؤلاء الكفار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم " قالوا إن هؤلاء لضالون" في اتباعهم محمداً صلى الله عليه وسلم .
يخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين, أي يستهزئون بهم ويحتقرونهم, وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم, أي محتقرين لهم "وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين" أي وإذا انقلب أي رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم انقلبوا إليها فاكهين أي مهما طلبوا وجدوا, ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحقرونهم ويحسدونهم "وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون" أي لكونهم على غير دينهم.
قال الله تعالى: "وما أرسلوا عليهم حافظين" أي وما بعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر منهم من أعمالهم وأقوالهم ولا كلفوا بهم ؟ فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم, كما قال تعالى: " قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون * إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين * فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون * إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون " ولهذا قال ههنا "فاليوم" يعني يوم القيامة "الذين آمنوا من الكفار يضحكون" أي في مقابلة ما ضحك بهم أولئك "على الأرائك ينظرون" أي إلى الله عز وجل في مقابلة من زعم فيهم أنهم ضالون ليسوا بضالين بل هم من أولياء الله المقربين ينظرون إلى ربهم في دار كرامته. وقوله تعالى: " هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون " أي هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقيص أم لا, يعني قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمه وأكمله. آخر تفسير سورة المطففين, و لله الحمد والمنة.
32- "وإذا رأوهم" أي إذا رأى الكفار المسلمين في أي مكان "قالوا إن هؤلاء لضالون" في اتباعهم محمداً، وتمسكهم بما جاء به، وتركهم التنعم الحاضر، ويجوز أن يكون المعنى: وإذا رأى المسلمون الكافرين قالوا هذا القول، والأول أولى.
32- "وإذا رأوهم"، رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، "قالوا إن هؤلاء لضالون"، يأتون محمداً صلى الله عليه وسلم يرون أنهم على شيء.
32-" وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون " وإذا رأوا المؤمنين نسبوهم إلى الضلال .
32. And when they saw them they said: Lo! these have gone astray.
32 - And whenever they saw them, they would say, Behold! These are the people truly astray!