31 - (يا بني آدم خذوا زينتكم) ما يستر عورتكم (عند كل مسجد) عند الصلاة والطواف (وكلوا واشربوا) ما شئتم (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)
قوله تعالى خذوا زينتكم عند كل مسجد الآية روى مسلم عن ابن عباس قال كانت المرأة تطوف بالبيت في الجاهلية وهي عريانة وعلى فرجها خرقة وهي تقول اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله فنزلت خذوا زينتكم عند كل مسجد ونزلت قل من حرم زينة الله الآيتين
قال أبو جعفر يقول تعالى ذكره لهؤلاء الذين يتعرون عند طوافهم ببيته الحرام ، ويبدون عوراتهم هنالك من مشركي العرب ، والمحرمين منهم أكل ما لم يحرمه الله عليهم من حلال رزقه ، تبررً عند نفسه لربه : " يا بني آدم خذوا زينتكم " ، من الكساء واللباس ، " عند كل مسجد وكلوا" ، من طيبات ما رزقتكم ، وحللته لكم ، " واشربوا" ، من حلال الأشربة، ولا تحرموا إلا ما حرمت عليكم في كتابي أو على لسان رسولي محمد صلى الله عليه وسلم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التاويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال ، حدثنا خالد بن الحارث قال ، حدثنا شعبة ، عن سلمة ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : إن النساء كن يطفن بالبيت عراة وقال في موضع آخر: بغير ثياب إلا أن تجعل المرأة على فرجها خرقة، فيما وصف إن شاء الله ، وتقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدأ منه فلا أحته
قال : فنزلت هذه الآية : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" .
حدثنا عمروبن علي قال : حدثنا محمد بن جعفر قال ، حدثنا شعبة ، عن سلمة بن كهيل ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كانوا يطوفون عراة، الرجال بالنهار، والنساء بالليل ، وكانت المرأة تقول : اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله
فقال الله " خذوا زينتكم " .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن ابن عباس : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : الثياب .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا غندر و وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل قال : سمعت مسلماً البطين يحدث ، عن سعيدبن جبير ، عن ابن عباس قال : كانت المرأة تطوف بالبيت عريانة، قال غندر : وهي عريانة، قال وهب : كانت المرأة تطوف بالبيت وقد أخرجت صدرها وما هنالك ، قال غندر : وتقول : من يعيرني تطوافا ، تجعله على فرجها وتقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
فأنزل الله : أيا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد.
حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : كانوا يطوفون بالبيت عراة، فأمرهم الله أن يلبسوا ثيابهم ولا يتعروا.
حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" الأية، قال : كان رجال يطوفون بالبيت عراة، فأمرهم الله بالزينة، و الزينة ، اللباس ، وهو ما يواري السوأة، وما سوى ذلك من جيد البز والمتاع ، فأمروا أن ياخذوا زينتهم عند كل مسجد.
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا المحاربي و ابن فضيل ، عن عبد الملك ، عن عطاء : " خذوا زينتكم " ، قال : كانوا يطوفون بالبيت عراة، فأمروا أن يلبسوا ثيابهم .
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، بنحوه . حدثني عمرو قال ، حدثنا يحيى قال ، حدثنا عبد الملك ، عن عطاء في قوله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، البسوا ثيابكم .
حدثنا يعقوب قال ، حدثنا هشيم قال ، أخبرنا منيرة ، عن إبراهيم في قوله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : كان ناس يطوفون بالبيت عراة، فنهوا عن ذلك .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : كانوا يطوفون بالبيت عراة، فأمروا أن يلبسوا الثياب .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : ما وارى العورة، ولو عباءة .
حدثنا عمرو قال ، حدثنا يحيى بن سعيد و أبو عاصم و عبدالله بن داود ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد في قوله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : ما يواري عورتك ، ولو عباءة حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، في قريش ، لتركهم الثياب في الطواف . حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بنحوه .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا سفيان ، عن سالم ، عن سعيد بن جبير : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : الثياب .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا زيد بن حباب ، عن إبراهيم ، عن نافع ، عن ابن طاوس ، عن أبيه : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : الشملة من الزينة .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن عيينة ، عن عمرو ، عن طاوس : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : الثياب .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا سويد و أبو أسامة ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن سعيد بن جبير قال : كانوا يطوفون بالبيت عراة، فطافت امرأة بالبيت وهي عريانة فقالت : اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله
- حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، قال : كان حي من أهل اليمن ، كان أحدهم إذا قدم حاجا أو معتمرا يقول : لا ينبغي أن أطوف في ثوب قد دنست فيه ، فيقول : من يعيرني مئزرأ، فإن قدر على ذلك ، لالا طاف عرياناً، فانزل الله فيه ما تسمعون : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" .
حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي قال الله : " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، يقول : ما يواري العورة عند كل مسجد.
14530 - حدثني محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الزهري : أن العرب كانت تطوف بالبيت عراة، إلا الحمس ، قريش وأحلافهم . فمن جاء من غيرهم وضع ثيابه وطاف في ثياب أحمس ، فإنه لا يحل له أن يلبس ثيابه . فإن لم يجد من يعيره من الحمس ، فإنه يلقي ثيابه ويطوف عريانا. لان طاف في ثياب نفسه ، ألقاها إذا قضى طوافه ، يحرمها، فيجعلها حراما عليه . فلذلك قال الله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" .
وبه عن معمر قال ، قال ابن طاوس ، عن أبيه : الشملة ، من الزينة .
حدثت عن الحسين بن الفرج قال ، سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك يقول في قوله : " خذوا زينتكم عند كل مسجد" ، الآية، كان ناس من أهل اليمن والأعراب إذا حجوا البيت يطوفون به عراة ليلا، فأمرهم الله أن يلبسوا ثيابهم ، ولا يتعروا في المسجد .
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد : " خذوا زينتكم " ، قال : زينتهم ، ثيابهم التي كانوا يطرحونها عند البيت ويتعرون .
وحدثني به مرة أخرى بإسناده عن ابن زيد في قوله : " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " ، قال : كانوا إذا جاءوا البيت فطافوا به ، حرمت عليهم ثيابهم التي طافوا فيها . فإن وجدوا من يعيرهم ثيابا، وإلا طافوا بالبيت عراة . فقال : " من حرم زينة الله " ، قال : ثياب الله التي أخرثغ لعباده ، الآية .
وكالذي قلنا أيضأ قالوا في تأويل قوله : " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : أحل الله الأكل والشرب ، ما لم يكن سرفا أو مخيلة.
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس قوله : " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " ، في الطعام وا لشر ا ب.
حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي قال : كان الذين يطوفون بالبيت عراة يحرمون عليهم الودك ما أقاموا بالموسم ، فقال الله لهم : اكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ، يقول : لا تسرفوا في التحريم .
حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا أبو سعد قال ، سمعت مجاهدا يقول في قوله : " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" ، قال : أمرهم أن يأكلوا ويشربوا مما رزقهم الله .
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : " ولا تسرفوا" ، لا تأكلوا حراماً ، ذلك الإسراف.
وقوله : " إنه لا يحب المسرفين " ، يقول : إن الله لا يحب المتعدين حده في حلال أو حرام ، الغالين فيما أحل الله أو حرم ، بإحلال الحرام وبتحريم الحلال ، ولكنه يحب أن يحلل ما أحل ويحرم ما حرم ، وذلك العدل الذي أمر به .
فيه سبع مسائل:
الأولى- قوله تعالى: "يا بني آدم" هو خطاب لجميع العالم، وإن كان المقصود بها من كان يطوف من العرب بالبيت عرياناً، فإنه عام في كل مسجد للصلاة. لأن العبرة للعموم لا للسبب. ومن العلماء من أنكر أن يكون المراد به الطواف، لأن الطواف لا يكون إلا في مسجد واحد، والذي يعم كل مسجد هو الصلاة. وهذا قول من خفي عليه مقاصد الشريعة. وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال:
كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة وتقول: من يعيرني تطوافاً؟ تجعله على فرجها. وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
فنزلت هذه الآية: "خذوا زينتكم عند كل مسجد". التطواف (بكسر التاء). وهذه المرأة هي ضباعة بنت عامر بن قرط، قاله القاضي عياض. وفي صحيح مسلم أيضاً عن هشام بن عروة عن أبيه قال:
كانت العرب تطوف بالبيت عراة إلا الحمس، والحمس قريش وما ولدت، كانوا يطوفون بالبيت عراةً إلا أن تعطيهم الحمس ثياباً فيعطي الرجال الرجال والنساء النساء. وكانت الحمس لا يخرجون من المزدلفة، وكان الناس كلهم يقفون بعرفات. في غير مسلم: ويقولون نحن أهل الحرم، فلا ينبغي لأحد من العرب أن يطوف إلا في ثيابنا، ولا يأكل إذا دخل أرضنا إلا من طعامنا. فمن لم يكن له من العرب صديق بمكة يعيره ثوباً ولا يسار يستأجره به كان بين أحد أمرين: إما أن يطوف بالبيت عرياناً، وإما أن يطوف في ثيابه، فإذا فرغ من طوافه ألقى ثوبه عنه فلم يمسه أحد. وكان ذلك الثوب يسمى اللقى، قال قائل من العرب:
كفى حزنا كري عليه كأنه لقىً بين أيدي الطائفين حريم
فكانوا على تلك الجهالة والبدعة والضلالة حتى بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم" الآية. وأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا لا يطوف بالبيت عريان.
قلت: ومن قال بأن المراد الصلاة فزينتها النعال، لما رواه كرز بن وبرة عن عطاء عن أبي هريرة "عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذات يوم:
خذوا زينة الصلاة قيل: وما زينة الصلاة؟ قال: البسوا نعالكم فصلوا فيها".
الثانية- دلت الآية على وجوب ستر العورة كما تقدم. وذهب جمهور أهل العلم إلى أنها فرض من فروض الصلاة. وقال الأبهري هي فرض في الجملة، وعلى الإنسان أن يسترها عن أعين الناس في الصلاة وغيرها. وهو الصحيح، لقوله عليه السلام للمسور بن مخرمة:
"ارجع إلى ثوبك فخذه ولا تمشوا عراة". أخرجه مسلم. وذهب إسماعيل القاضي إلى أن ستر العورة من سنن الصلاة، واحتج بأنه لو كان فرضاً في الصلاة لكان العريان لا يجوز له أن يصلي، لأن كل شيء من فروض الصلاة يجب الإتيان به مع القدرة عليه، أو بدله مع عدمه، أو تسقط الصلاة جملة، وليس كذلك. قال ابن العربي: وإذا قلنا أن ستر العورة فرض في الصلاة فسقط ثوب إمام فانكشف دبره وهو راكع فرفع رأسه فغطاه أجزأه، قاله ابن القاسم. وقال سحنون: وكل من نظر إليه من المأمومين أعاد. وروى عن سحنون أيضاً: أنه يعيد ويعيدون، لأن ستر العورة شرط من شروط الصلاة، فإذا ظهرت بطلت الصلاة -أصله الطهارة- قال القاضي ابن العربي: أما من قال إن صلاتهم لا تبطل فإنهم لم يفقدوا شرطاً، وأما من قال إن أخذه مكانه صحت صلاته وتبطل صلاة من نظر إليه فصحيفة يجب محوها ولا يجوز الاشتغال بها. وفي البخاري والنسائي "عن عمرو بن سلمة قال:
لما رجع قومي من عند النبي صلى الله عليه وسلم قالوا قال: ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن. قال: فدعوني فعلموني الركوع والسجود، فكنت أصلي بهم وكانت علي بردة مفتوقة، وكانوا يقولون لأبي: ألا تغطي عنا است ابنك". لفظ النسائي. وثبت عن سهل بن سعد قال:
"لقد كانت الرجال عاقدي أزرهم في أعناقهم من ضيق الأزر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة كأمثال الصبيان، فقال قائل: يا معشر النساء، لا ترفعن رؤوسكن حتى ترفع الرجال". أخرجه البخاري والنسائي وأبو داود.
الثالثة- واختلفوا إذا رأى عورة نفسه، فقال الشافعي: إذا كان الثوب ضيقاً يزره أو يخلله بشيء لئلا يتجافى القميص فترى من الجيب العورة، فإن لم يفعل ورأى عورة نفسه أعاد الصلاة. وهو قول أحمد. ورخص مالك في الصلاة في القميص محلول الأزرار، ليس عليه سراويل. وهو قول أبي حنيفة وأبي ثور. وكان سالم يصلي محلول الأزرار. وقال داود الطائي: إذا كان عظيم اللحية فلا بأس به. وحكى معناه الأثرم عن أحمد. فإن كان إماماً فلا يصلي إلا بردائه، لأنه من الزينة. وقيل:
من الزينة الصلاة في النعلين، رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح. وقيل: زينة الصلاة رفع الأيدي في الركوع وفي الرفع منه. قال أبو عمر: لكل شيء زينة وزينة الصلاة التكبير ورفع الأيدي. وقال عمر رضي الله عنه:
إذا وسع الله عليكم فأوسعوا على أنفسكم، جمع رجل عليه ثيابه، صلى في إزار ورداء، في إزار وقميص، في إزار وقباء، في سراويل ورداء، في سراويل وقميص، في سراويل وقباء -وأحسبه قال: في تبان وقميص- في تبان ورداء، في تبان وقباء. رواه البخاري والدارقطني.
الرابعة- قوله تعالى: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" قال ابن عباس: أحل الله في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفاً أو مخيلة. فأما ما تدعو الحاجة إليه، وهو ما سد الجوعة وسكن الظمأ، فمندوب إليه عقلاً وشرعاً، لما فيه من حفظ النفس وحراسة الحواس، ولذلك ورد الشرع بالنهي عن الوصال، لأنه يضعف الجسد ويميت النفس، ويضعف عن العبادة، وذلك يمنع منه الشرع ويدفعه العقل. وليس لمن منع نفسه قدر الحاجة حظ من بر ولا نصيب من زهد، لأن ما حرمها من فعل الطاعة بالعجز والضعف أكثر ثواباً وأعظم أجراً. وقد اختلف في الزائد على قدر الحاجة على قولين: فقيل حرام، وقيل مكروه. قال ابن العربي: وهو الصحيح، فإن قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان والأزمان والأسنان والطعمان. ثم قيل: في قلة الأكل منافع كثيرة، منها أن يكون الرجل أصح جسماً وأجود حفظاً وأزكى فهما وأقل نوماً وأخف نفساً. وفي كثرة الأكل كظ المعدة ونتن التخمة، ويتولد منه الأمراض المختلفة، فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه القليل الأكل. وقال بعض الحكماء: أكبر الدواء تقدير الغذاء. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بياناً شافياً يغني عن كلام الأطباء فقال:
"ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه". خرجه الترمذي من حديث المقدام بن معدي كرب.قال علماؤنا: لو سمع بقراط هذه القسمة لعجب من هذه الحكمة. ويذكر أن الرشيد كان له طبيب نصراني حاذق فقال لعلي بن الحسين: ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان. فقال له علي: قد جمع الله الطب كله في نصف آية من كتابنا. فقال له: وما هي؟ قال قوله عز وجل: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا". فقال النصراني: ولا يؤثر عن رسولكم شيء من الطب. فقال علي: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطب في ألفاظ يسيرة. قال: ما هي؟ قال:
"المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل جسد ما عودته". فقال النصراني: ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طباً.
قلت: ويقال إن معالجة المريض نصفان: نصف دواء ونصف حمية. فإن اجتمعا فكأنك بالمريض قد برأ وصح، وإلا فالحمية به أولى، إذ لا ينفع دواء مع ترك الحمية. ولقد تنفع الحمية مع ترك الدواء. ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أصل كل دواء الحمية". والمعني بها -والله أعلم- أنها تغني عن كل دواء، ولذلك يقال: إن الهند جل معالجتهم الحمية، يمتنع المريض عن الأكل والشرب والكلام عدة أيام فيبرأ ويصح.
الخامسة- روى مسلم عن ابن عمر قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معىً واحد". وهذا منه صلى الله عليه وسلم حض على التقليل من الدنيا والزهد فيها والقناعة بالبلغة. وقد كانت العرب تمتدح بقلة الأكل وتذم بكثرته. كما قال قائلهم:
تكفيه فلذة كبد إن ألم بها من الشواء ويروي شربه الغمر
وقالت أم زرع في ابن أبي زرع: ويشبعه ذراع الجفرة. وقال حاتم الطائي يذم بكثرة الأكل:
فإنك إن أعطيت بطنك سؤله وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
وقال الخطابي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يأكل في معىً واحد" أنه يتناول دون شبعه، ويؤثر على نفسه ويبقي من زاده لغيره، فيقنعه ما أكل. والتأويل الأول أولى والله أعلم. وقيل في قوله عليه السلام: "الكافر يأكل في سبعة أمعاء" ليس على عمومه، لأن المشاهدة تدفعه، فإنه قد يوجد كافر أقل أكلاً من مؤمن، ويسلم الكافر فلا يقل أكله ولا يزيد. وقيل: هو إشارة إلى معين. ضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيف كافر يقال: إنه الجهجاه الغفاري. وقيل: ثمامة بن أثال. وقيل: نضلة بن عمرو الغفاري. وقيل: بصرة بن أبي بصرة الغفاري. فشرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح فأسلم فشرب حلاب شاة فلم يستتمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. فكأنه قال هذا الكافر. والله أعلم. وقيل: إن القلب لما تنور بنور التوحيد نظر إلى الطعام بعين التقوي على الطاعة، فأخذ منه قدر الحاجة، وحين كان مظلماً بالكفر كان أكله كالبهيمة ترتع حتى تثلط.
واختلف في هذه الأمعاء، هل هي حقيقة أم لا؟ فقيل: حقيقة، ولها أسماء معروفة عند أهل العلم بالطب والتشريح. وقيل: هي كنايات عن أسباب سبعة يأكل بها النهم: يأكل للحاجة والخبر والشم والنظر واللمس والذوق ويزيد استغناماً. وقيل: المعنى أن يأكل أكل من له سبعة أمعاء. والمؤمن بخفة أكله يأكل أكل من ليس له إلا معىً واحد، فيشارك الكافر بجزء من أجزاء أكله، ويزيد الكافر عليه بسبعة أمثاله. والمعى في هذا الحديث هو المعدة.
السادسة: وإذا تقرر هذا فاعلم أنه يستحب للإنسان غسل اليد قبل الطعام وبعده، لقوله عليه السلام:
"الوضوء قبل الطعام وبعده بركة". وكذا في التوراة. رواه زاذان عن سلمان. وكان مالك يكره غسل اليد النظيفة. والاقتداء بالحديث أولى. ولا يأكل طعاماً حتى يعرف أحاراً هو أم بارداً؟ فإنه إن كان حاراً فقد يتأذى. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"أبردوا بالطعام فإن الحار غير ذي بركة" حديث صحيح. وقد تقدم في البقرة. ولا يشمه فإن ذلك من عمل البهائم، بل إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه، ويصغر اللقمة ويكثر مضغها لئلا يعد شرها. ويسمي الله تعالى في أوله ويحمده في آخره. ولا ينبغي أن يرفع صوته بالحمد إلا أن يكون جلساؤه قد فرغوا من الأكل، لأن في رفع الصوت منعاً لهم من الأكل. وآداب الأكل كثيرة، هذه جملة منها. وسيأتي بعضها في سورة هود إن شاء الله تعالى. وللشراب أيضاً آداب معروفة، تركنا ذكرها لشهرتها. وفي صحيح مسلم عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله".
السابعة- قوله تعالى: "ولا تسرفوا" أي في كثرة الأكل، وعنه يكون كثرة الشرب، وذلك يثقل المعدة، ويثبط المعدة، ويثبط الإنسان عن خدمة ربه، والأخذ بحظه من نوافل الخير. فإن تعدى ذلك إلى ما فوقه مما يمنعه القيام بالواجب عليه حرم عليه، وكان قد أسرف في مطعمه ومشربه. روى أسد بن موسى من حديث "عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال:
أكلت ثريداً بلحم سمين، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشى، فقال: اكفف عليك من جشائك أبا جحيفة فإن أكثر الناس شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة". فما أكل أبو جحيفة بملء بطنه حتى فارق الدنيا، وكان إذا تغدى لا يتعشى، وإذا تعشى لا يتغدى.
قلت: وقد يكون هذا معنى قوله عليه السلام:
"المؤمن يأكل في معىً واحد" أي التام الإيمان، لأن من حسن إسلامه وكمل إيمانه كأبي جحيفة تفكر فيما يصير إليه من أمر الموت وما بعده، فيمنعه الخوف والإشفاق من تلك الأهوال من استيفاء شهواته. والله أعلم. وقال ابن زيد: معنى ولا تسرفوا لا تأكلوا حراماً. وقيل:
"من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت". رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم، خرجه ابن ماجة في سننه. وقيل: من الإسراف الأكل بعد الشبع. وكذلك ذلك محظور. وقال لقمان لابنه: يا بني لا تأكل شبعاً فوق شبع، فإنك إن تنبذه للكلب خير من أن تأكله. وسأل سمرة بن جندب عن ابنه ما فعل؟ قالوا: بشم البارحة. قال: بشم! فقالوا: نعم. قال: أما إنه لو مات ما صليت عليه. وقيل: إن العرب في الجاهلية كانوا لا يأكلون دسماً في أيام حجهم، ويكتفون باليسير من الطعام، ويطوفون عراة. فقيل لهم: "خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" أي لا تسرفوا في تحريم ما لم يحرم عليكم.
هذه الاية الكريمة رد على المشركين فيما كانوا يعتمدونه, من الطواف بالبيت عراة كما رواه مسلم والنسائي وابن جرير, واللفظ له من حديث شعبة عن سلمة بن كهيل عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: قال: كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء, الرجال بالنهار والنساء بالليل, وكانت المرأة تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
فقال الله تعالى "خذوا زينتكم عند كل مسجد" وقال العوفي: عن ابن عباس في قوله "خذوا زينتكم عند كل مسجد" الاية, قال: كان رجال يطوفون بالبيت عراة فأمرهم الله بالزينة, والزينة اللباس وهو ما يواري السوأة وما سوى ذلك من جيد البز والمتاع, فأمروا أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد, وهكذا قال مجاهد وعطاء وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وقتادة والسدي والضحاك ومالك, عن الزهري وغير واحد من أئمة السلف في تفسيرها أنها نزلت في طواف المشركين بالبيت عراة, وقد روى الحافظ بن مردويه من حديث سعيد بن بشير والأوزاعي, عن قتادة, عن أنس مرفوعاً, أنها نزلت في الصلاة في النعال, ولكن في صحته نظر, والله أعلم, ولهذه الاية وما ورد في معناها من السنة يستحب التجمل عند الصلاة, ولا سيما يوم الجمعة ويوم العيد, والطيب لأنه من الزينة والسواك لأنه من تمام ذلك.
ومن أفضل اللباس البياض كما قال الإمام أحمد: حدثنا علي بن عاصم, حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم, عن سعيد بن جبير وصححه عن ابن عباس مرفوعاً, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم, وكفنوا فيها موتاكم وإن خير أكحالكم الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر" هذا حديث جيد الإسناد, رجاله على شرط مسلم ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم به, وقال الترمذي: حسن صحيح, وللإمام أحمد أيضاً وأهل السنن بإسناد جيد عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكم بثياب البياض فالبسوها فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم" وروى الطبراني بسند صحيح عن قتادة عن محمد بن سيرين: أن تميماً الداري اشترى رداء بألف وكان يصلي فيه, وقوله تعالى "وكلوا واشربوا" الاية, قال بعض السلف جمع الله الطب كله في نصف آية "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" وقال البخاري قال ابن عباس: كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة, وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الأعلى, حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: أحل الله الأكل والشرب مالم يكن سرفاً أو مخيلة, إسناده صحيح, وقال الإمام أحمد: حدثنا بهز, حدثنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا من غير مخيلة ولا سرف, فإن الله يحب أن يرى نعمته على عبده" ورواه النسائي وابن ماجه من حديث قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة" وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة, حدثنا سليمان بن سليم الكلبي, حدثنا يحيى بن جابر الطائي سمعت المقدام بن معديكرب الكندي, قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان فاعلاً لا محالة, فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" ورواه النسائي والترمذي من طرق عن يحيى بن جابر به, وقال الترمذي: حسن وفي نسخة حسن صحيح.
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده: حدثنا سويد بن عبد العزيز, حدثنا بقية عن يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت" ورواه الدارقطني في الأفراد, وقال: هذا حديث غريب تفرد به بقية, وقال السدي: كان الذين يطوفون بالبيت عراة يحرمون عليهم الودك ما أقاموا في الموسم, فقال الله تعالى لهم: "كلوا واشربوا" الاية, يقول لا تسرفوا في التحريم, وقال مجاهد: أمرهم أن يأكلوا ويشربوا مما رزقهم الله, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم "ولا تسرفوا" يقول: ولا تأكلوا حراماً ذلك الإسراف, وقال عطاء الخراساني: عن ابن عباس قوله "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" في الطعام والشراب, وقال ابن جرير: وقوله "إنه لا يحب المسرفين" يقول الله تعالى: إن الله لا يحب المتعدين حده في حلال أو حرام الغالين فيما أحل بإحلال الحرام أو بتحريم الحلال, ولكنه يحب أن يحلل ما أحل ويحرم ما حرم وذلك العدل الذي أمر به.
هذا خطاب لجميع بني آدم وإن كان وارداً على سبب خاص، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب والزينة ما يتزين به الناس من الملبوس، أمروا بالتزين عند الحضور إلى المساجد للصلاة والطواف. وقد استدل بالآية على وجوب ستر العورة في الصلاة، وإليه ذهب جمهور أهل العلم، بل سترها واجب في كل حال من الأحوال وإن كان الرجل خالياً كما دلت عليه الأحاديث الصحيحة، والكلام على العورة وما يجب ستره منها مفصل في كتب الفروع. قوله: 31- "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" أمر الله سبحانه عباده بالأكل والشرب، ونهاهم عن الإسراف فلا زهد في ترك مطعم ولا مشرب، وتاركه بالمرة قاتل لنفسه وهو من أهل النار، كما صح في الأحاديث الصحيحة والمقلل منه على وجه يضعف به بدنه ويعجز عن القيام بما يجب عليه القيام به من طاعة أو سعي على نفسه، وعلى من يعول مخالفاً لما أمر الله به وأرشد إليه، والمسرف في إنفاقه على وجه لا يفعله إلا أهل السفه، والتبذير مخالف لما شرعه الله لعباده واقع في النهي القرآني، وهكذا من حرم حلالاً أو حلل حراماً، فإنه يدخل في المسرفين ويخرج عن المقتصدين. ومن الإسراف الأكل لا لحاجة، وفي وقت شبع.
31- قوله تعالى: " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد "، قال أهل التفسير: كانت بنو عامر يطوفون بالبيت عراة، فأنزل الله عز وجل: " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"، يعني الثياب. قال مجاهد : ما يواري عورتك ولو عباءة.
قال الكلبي : الزينة ما يواري العورة عند كل مسجد لطواف أو صلاة.
" وكلوا واشربوا "، قال الكلبي : كانت بنو عامر لا يأكلون في أيام حجهم من الطعام إلا قوتاً ولا يأكلون دسماً، يعظمون بذلك حجهم، فقال المسلمون: نحن أحق أن نفعل ذلك يا رسول الله، فأنزل الله عز وجل: (وكلوا) يعني اللحم والدسم (واشربوا) اللبن " ولا تسرفوا"، بتحريم ما أحل الله لكم من اللحم والدسم، " إنه لا يحب المسرفين "، الذين يفعلون ذلك . قال ابن عباس: كل ما شئت والبس ماشئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة. قال علي بن الحسين بن واقد : قد جمع الله الطب كله في نصف آية فقال: " كلوا واشربوا ولا تسرفوا ".
31. " يا بني آدم خذوا زينتكم " ثيابكم لمواراة عورتكم . " عند كل مسجد " لطواف أو صلاة ، ومن السنة أن يأخذ الرجل أحسن هيئة للصلاة ، وفيه دليل على وجوب ستر العورة في الصلاة. " وكلوا واشربوا " ما طاب لكم . روي : أن بني عامر في أيام حجهم كانوا لا يأكلون الطعام إلا قوتاً ولا يأكلون دسماً يعظمون بذلك حجهم فهم المسلمون به ، فنزلت . " ولا تسرفوا " بتحريم الحلال ، أن بالتعدي إلى الحرام ، أو بإفراط الطعام والشره عليه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : كل ما شئت ، ولبس ما شئت ، ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة. وقال علي بن الحسين بن واقد : قد جمع الله الطب في نصف آية فقال :" كلوا واشربوا ولا تسرفوا " " إنه لا يحب المسرفين " أي لا يرتضي فعلهم .
31. O Children of Adam! Look to your adornment at every place of worship, and eat and drink, but be not prodigal. Lo! He loveth not the prodigals.
31 - O Children of Adam Wear your beautiful apparel at every time and place of prayer: eat and drink: but wast not be excess, for God loveth not the wasters.