26 - (ومن الليل فاسجد له) يعني المغرب والعشاء (وسبحه ليلا طويلا) صل التطوع فيه كما تقدم من ثلثيه أو نصفه أو ثلثه
وقوله : " ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا " قال : كان هذا أول شيء فريضة .
وقرأ " يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه " المزمل [ 1 - 3 ] ، ثم قال : " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه " [ المزمل : 20 ] ... إلى قوله " فاقرؤوا ما تيسر من القرآن " [ المزمل : 20 ] إلى آخر الآية ، ثم قال : محي هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الناس ، وجعله نافلة فقال : " ومن الليل فتهجد به نافلة لك " [ الإسراء : 79 ] قال : فجعلها نافلة .
قوله تعالى:" ومن الليل فاسجد له" يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة. " وسبحه ليلا طويلا" يعني التطوع في الليل، قاله ابن حبيب. وقال ابن عباس وسفيان: كل تسبيح في القرآن فهو صلاة. وقيل : هو الذكر المطلق سواء كان في الصلاة او في غيرها. وقال ابن زيد وغيره: إن قوله : " وسبحه ليلا طويلا " منسوخ بالصلوات الخمس. وقيل : هو ندب. وقيل: هو مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم القول في مثله في سورة((المزمل)) وقول ابن حبيب حسن. وجمع الأصيل: الأصائل والأصل، كقولك سفائن وسفن، قال:
ولا بأحسن منها إذا دنا الأصل
وقال في الأصائل، وهو جمع الجمع:
لعمري لأنت البيت أكرم أهله وأقعد في أفيائه بالأصائل
وقد مضى هذا في آخر ((الأعراف)) مستوفى. ودخلت ((من)) على الظرف لتبعيض، كما دخلت على المفعول في قوله تعالى: " يغفر لكم من ذنوبكم" [ نوح : 4].
يقول تعالى ممتناً على رسوله صلى الله عليه وسلم بما أنزله عليه من القرآن العظيم تنزيلاً: "فاصبر لحكم ربك" أي كما أكرمتك بما أنزلت عليك فاصبر على قضائه وقدره واعلم أنه سيدبرك بحسن تدبيره "ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً" أي لا تطع الكافرين والمنافقين إن أرادوا صدك عما أنزل إليك بل بلغ ما أنزل إليك من ربك وتوكل على الله فإن الله يعصمك من الناس, فالاثم هو الفاجر في أفعاله والكفور هو الكافر قلبه "واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً" أي أول النهار وآخره "ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاً" كقوله تعالى: "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" وكقوله تعالى: "يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً" ثم قال تعالى منكراً على الكفار ومن أشبههم في حب الدنيا والإقبال عليها والانصباب إليها وترك الدار الاخرة وراء ظهورهم "إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً" يعني يوم القيامة ثم قال تعالى: "نحن خلقناهم وشددنا أسرهم" قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: يعني خلقهم "وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلاً" أي وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة وبدلناهم فأعدناهم خلقاً جديداً, وهذا استدلال بالبداءة على الرجعة. وقال ابن زيد وابن جرير "وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلاً" أي وإذا شئنا أتينا بقوم آخرين غيرهم كقوله تعالى: "إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديراً" وكقوله تعالى: " إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز ".
ثم قال تعالى: "إن هذه تذكرة" يعني هذه السورة تذكرة "فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً" أي طريقاً ومسلكاً أي من شاء اهتدى بالقرآن كقوله تعالى: " وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر " الاية, ثم قال تعالى: "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله" أي لا يقدر أحد أن يهدي نفسه ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعاً "إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيماً" أي عليم بمن يستحق الهداية فييسرها له ويقيض له أسبابها, ومن يستحق الغواية فيصرفه عن الهدى. وله الحكمة البالغة, والحجة الدامغة, ولهذا قال تعالى: "إن الله كان عليماً حكيماً" ثم قال: "يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذاباً أليماً" أي يهدي من يشاء ويضل من يشاء فمن يهده فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. آخر تفسير سورة الإنسان, و لله الحمد والمنة.
26- "ومن الليل فاسجد له" أي صل المغرب والعشاء. وقيل المراد الصلاة في بعضه من غير تعيين، ومن للتبعيض على كل تقدير "وسبحه ليلاً طويلاً" أي نزهه عما لا يليق به، فيكون المراد الذكر بالتسبيح سواء كان في الصلاة أو في غيرها. وقيل المراد التطوع في الليل. قال ابن زيد وغيره: إن هذه الآية منسوخة بالصلوات الخمس. وقيل الأمر للندب. وقيل هو مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم.
26- "ومن الليل فاسجد له"، يعني صلاة المغرب والعشاء "وسبحه ليلاً طويلاً"، يعني التطوع بعد المكتوبة.
26-" ومن الليل فاسجد له " وبعض الليل فصل له تعالى ، ولعل المراد به صلاة المغرب والعشاء وتقديم الظرف لما في صلاة الليل من مزيد الكلفة والخلوص . " وسبحه ليلاً طويلاً " وتهجد له طائفة طويلة من الليل .
26. And worship Him (a portion) of the night. And glorify Him through the livelong night.
26 - And part of the night, prostrate thyself to Him: and glorify Him a long night through.