25 - (قال فيها) أي الأرض (تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) بالبعث بالبناء للفاعل والمفعول
قال أبوجعفر : يقول تعالى ذكره : قال الله للذين أهبطهم من سمواته إلى أرضه : " فيها تحيون" ، يقول : في الأرض تحيون ، يقول : تكونون فيها أيام حياتكم ، " وفيها تموتون " ، يقول : في الأرض تكون وفاتكم ، " ومنها تخرجون " ، يقول : ومن الأرض يخرجكم ربكم ويحشركم إليه لبعث القيامة أحياء.
الضمائر كلها للأرض. ولم يذكر الواو في قال، ولو ذكرها لجاز أيضاً. وهو كقولك: قال زيد لعمرو كذا قال له كذا.
قيل المراد بالخطاب في "اهبطوا" آدم وحواء وإبليس والحية, ومنهم من لم يذكر الحية, والله أعلم, والعمدة في العداوة آدم وإبليس, ولهذا قال تعالى في سورة طه قال "اهبطا منها جميعاً" الاية, وحواء تبع لادم, والحية إن كان ذكرها صحيحاً فهي تبع لإبليس, وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات, والله أعلم بصحتها, ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم, لذكرها الله تعالى في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم, وقوله "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين" أي قرار وأعمار مضروبة إلى آجال معلومة, قد جرى بها القلم وأحصاها القدر وسطرت في الكتاب الأول, وقال ابن عباس "مستقر" القبور, وعنه قال "مستقر" فوق الأرض وتحتها, رواهما ابن أبي حاتم, وقوله "قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون" كقوله تعالى: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" يخبر تعالى, أنه جعل الأرض داراً لبني آدم مدة الحياة الدنيا, فيها محياهم وفيها مماتهم وقبورهم ومنها نشورهم ليوم القيامة, الذي يجمع الله فيه الأولين والاخرين ويجازي كلاً بعمله .
وجملة 25- "قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون" استئنافية كالتي قبلها: أي في الأرض تحيون، وفيها يأتيكم الموت، ومنها تخرجون إلى دار الآخرة، ومثله قوله تعالى: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" واعلم أنه قد سبق شرح هذه القصة مستوفى في البقرة فارجع إليه.
وقد أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن وهب بن منبه في قوله: " ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما " قال: كان على كل واحد منهما نور لا يبصر كل واحد منهما سوءة صاحبه، فلما أصابا الخطيئة نزع عنهما. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: أتاهما إبليس فقال: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين مثله، يعني مثل الله عز وجل، فلم يصدقاه حتى دخل في جوف الحية فكلمهما. وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في الآية "إلا أن تكونا ملكين" فإن أخطأكما أن تكونا ملكين لم يخطئكما أن تكونا خالدين فلا تموتان فيها أبداً "وقاسمهما" قال: حلف لهما "إني لكما لمن الناصحين". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب في قوله: "فدلاهما بغرور" قال: مناهما بغرور. وأخرج ابن المنذر وابن أبي شيبة عن عكرمة قال: لباس كل دابة منها، ولباس الإنسان الظفر، فأدركت آدم التوبة عند ظفره. وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي وابن عساكر عن ابن عباس قال: كان لباس آدم وحواء كالظفر، فلما أكلا من الشجرة لم يبق عليهما إلا مثل الظفر "وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة" قال: ينزعان ورق التين فيجعلانه على سوآتهما. وأخرج ابن أبي حاتم عنه قال: لما أسكن الله آدم الجنة كساه سربالاً من الظفر، فلما أصاب الخطيئة سلبه السربال فبقي في أطراف أصابعه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه نحوه من طريق أخرى. وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك قال: كان لباس آدم في الجنة الياقوت، فلما عصى قلص فصار الظفر. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: "وطفقا يخصفان" قال: يرقعان كهيئة الثوب. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي "وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة" قال آدم: رب إنه حلف لي بك ولم أكن أعلم أن أحداً من خلقك يحلف بك إلا صادقاً. وأخرج عبد بن حميد عن الحسن: "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا" الآية قال: هي الكلمات التي تلقى آدم من ربه. وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك مثله.
25- " قال فيها تحيون "، يعني في الأرض تعيشون، " وفيها تموتون ومنها تخرجون "، أي: من الأرض تخرجون من قبوركم للبعث، قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي : " تخرجون "، بفتح التاء هاهنا وفي الزخرف، وافق يعقوب هاهنا وزاد حمزة و الكسائي : ( وكذلك تخرجون )في أول الروم، والباقون بضم التاء وفتح الراء فيهن .
25. " قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون " للجزاء وقرأ حمزةوالكسائي وابن ذكوان " ومنها تخرجون " ، وفي ((الزخرف )) كذلك "تخرجون " بفتح التاء وضم الراء ..
25. He said: There shall ye live, and there shall ye die, and thence shall ye be brought forth.
25 - He said: Therein shall ye live, and therein shall ye die; but from it shall ye be taken out (at last).