24 - (قال اهبطوا) أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما (بعضكم) بعض الذرية (لبعض عدو) من ظلم بعضهم بعضا (ولكم في الأرض مستقر) أي مكان استقرار (ومتاع) تمتع (إلى حين) تنقضي فيه آجالكم
قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن فعله بإبليس وذريته ، وآدم وولده ، والحية . يقول تعالى ذكره لأدم وحواء ط بليس والحية : اهبطوا من السماء إلى الأرض ، بعضكم لبعض عدو، كما:
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمروبن طلحة ، عن أسباط ، عن السدي : " اهبطوا بعضكم لبعض عدو" ، قال : فلعن الحية، وقطع قوائمها، وتركها تمشي على بطنها، وجعل رزقها من التراب ، وأهبطوا إلى الأرض : آدم ، وحواء، لابليس ، والحية .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن أبي عوانة ، عن اسمعيل بن سالم ، عن أبي صالح : " اهبطوا بعضكم لبعض عدو" ، قال : آدم وحواء، والحية . وقوله :
" ولكم في الأرض مستقر" ، يقول : ولكم ، يا ادم وحواء، لابليس والحية، في الأرض قرار تستقرونه ، وفراش تمتهدونه ، كما :
حدثني المثنى قال ، حدثنا آدم العسقلاني قال ، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله " ولكم في الأرض مستقر" ، قال : هو قوله : " الذي جعل لكم الأرض فراشا" :
وروي عن ابن عباس في ذلك ، ما:
-حدثت عن عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عمن حدثه ، عن ابن عباس قوله : " ولكم في الأرض مستقر" ، قال : القبور.
قال أبوجعفر : والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله تعالى ذكره أخبر آدم وحواء لابليس والحية، إذ أهبطوا إلى الأرض ، أنهم عدو بعضهم لبعض ، وأن لهم فيها مستقرا يستقرون فيه ، ولم يخصصها بان لهم فيها مستقرا في حال حياتهم دون حال موتهم ، بل عم الخبر عنها بان لهم فيها مستقرا، فذلك على عمومه ، كما عم خبر الله ، ولهم فيها مستقر في حياتهم على ظهرها، وبعد وفاتهم في بطنها، كما قال جل ثناؤه : " ألم نجعل الأرض كفاتا * أحياء وأمواتا"
وأما قوله : " ومتاع إلى حين " ، فإنه يقول جل ثناؤه : ولكم فيها متاع ، تستمتعون به إلى انقطاع الدنيا، وذلك هو الحين الذي ذكره ، كما :
حدثت عن عبيد الله بن موسى قال ، أخبرنا إسرائيل ، عن السدي ، عمن حدثه ، عن ابن عباس : " ومتاع إلى حين " ، قال : إلى يوم القيامة ، وإلى انقطاع الدنيا.
والحين نفسه : الوقت ، غير أنه مجهول القدر، يدل على ذلك قول الشاعر:
وما مراحك بعد الحلم والدين وقد علاك مشيب حين لا حين
أي : وقت لا وقت .
ومعنى قوله "قال اهبطوا" تقدم أيضاً إلى آخر الآية.
قيل المراد بالخطاب في "اهبطوا" آدم وحواء وإبليس والحية, ومنهم من لم يذكر الحية, والله أعلم, والعمدة في العداوة آدم وإبليس, ولهذا قال تعالى في سورة طه قال "اهبطا منها جميعاً" الاية, وحواء تبع لادم, والحية إن كان ذكرها صحيحاً فهي تبع لإبليس, وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كل منهم ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات, والله أعلم بصحتها, ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم أو دنياهم, لذكرها الله تعالى في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم, وقوله "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين" أي قرار وأعمار مضروبة إلى آجال معلومة, قد جرى بها القلم وأحصاها القدر وسطرت في الكتاب الأول, وقال ابن عباس "مستقر" القبور, وعنه قال "مستقر" فوق الأرض وتحتها, رواهما ابن أبي حاتم, وقوله "قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون" كقوله تعالى: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى" يخبر تعالى, أنه جعل الأرض داراً لبني آدم مدة الحياة الدنيا, فيها محياهم وفيها مماتهم وقبورهم ومنها نشورهم ليوم القيامة, الذي يجمع الله فيه الأولين والاخرين ويجازي كلاً بعمله .
وجملة 24- "قال اهبطوا" استئناف كالتي قبلها، والخطاب لآدم وحواء وذريتهما، أو لهما ولإبليس، وجملة "بعضكم لبعض عدو" في محل نصب على الحال "ولكم في الأرض مستقر" أي موضع استقرار "و" لكم "متاع" تتمتعون به في الدنيا وتنتفعون به من المطعم والمشرب ونحوهما "إلى حين" أي إلى وقت، وهو وقت موتكم.
24- " قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ".
24." قال اهبطوا " الخطاب لآدم وحواء وذريتنها، أولهما ولإبليس . كرر الأمر له تبعاً ليعلم أنهم قرناء أبداً وأخبر عما قال لهم متفرقاً . " بعضكم لبعض عدو " في موضع الحال أي متعادين . " ولكم في الأرض مستقر " استقرار أن موضع استقرار. " ومتاع " وتمتع. " إلى حين " إلى أن تقضى آجالكم .
24. He said: Go down (from hence), one of you a foe unto the other. There will be for you on earth a habitation and provision for a while.
24 - (God) said: Get ye down, with enmity between yourself. on earth will be your dwelling place and your means of livelihood, for a time.