23 - (وجيء يومئذ بجهنم) تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام بأيدي سبعين ألف ملك لها زفير وتغيظ (يومئذ) بدل من إذا وجوبها (يتذكر الإنسان) أي الكافر ما فرط فيه (وأنى له الذكرى) استفهام بمعنى النفي أي لا ينفعه تذكره ذلك
وقوله : " وجيء يومئذ بجهنم " يقول تعالى ذكره : وجاء الله يوئذ بجهنم .
كما حدثنا الحسن بن عرفة قال : ثنا مروان الفزاري ، عن العلاء بن خالد الأسدي ، عن شقيق بن سلة ، قال : قال عبد الله بن مسعود ، في قوله " وجيء يومئذ بجهنم " قال : جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال ثنا الحسن ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي وائل : " وجيء يومئذ بجهنم " قال : جيء بها تقد بسبعين ألف زام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو بن قيس ، عن قتادة ، قال : جنبتيه : الجنة والنار ، قال : حين ينزل من عرشه إلى كرسيه ، لحساب خلقه ، وقرأ " وجيء يومئذ بجهنم " .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " وجيء يومئذ بجهنم " . قال : جيء بها مزمومة .
وقوله : " يومئذ يتذكر الإنسان " يقول تعالى ذكره : يومئذ يتذكر الإنسان تفريطه في الدنيا في طاعة الله ، وفيما يقرب إليه من صالح الأعمال " وأنى له الذكرى " يقول : من أي وجه له التذكير .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، ثنا : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " وأنى له الذكرى " يقول : وكيف له ؟
قوله تعالى:" وجيء يومئذ بجهنم": قال ابن مسعود ومقاتل : تقاد جهنم بسبعين ألف زمام، كل زمام بيد سبعين ألف ملك، لها تغيظ وزفير، حتى تنصب عن يسار العرش. وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بجهنم يومئذ، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك، يجرونها) وقال "أبو سعيد الخدري:
لما نزلت " وجيء يومئذ بجهنم" تغير لون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرف في وجهه، حتى اشتد على أصحابه، ثم قال: (أقرأني جبريل "كلا إذا دكت الأرض دكا دكا" -الآية- " وجيء يومئذ بجهنم". قال علي رضي الله عنه: قلت يا رسول الله، كيف يجاء بها؟ قال: (يؤتى بها تقاد بسبعين ألف زمام، يقود بكل زمام سبعون ألف ملك، فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ثم تعرض لي جهنم فتقول: ما لي ولك يا محمد، إن الله قد حرم لحمك على)فلا يبقى أحد إلا قال نفسي نفسي! إلا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يقول: ربي أمتي! رب أمتي"!
قوله تعالى:" يومئذ يتذكر الإنسان" أي يتعظ ويتوب. وهو الكافر، أو من همته معظم الدنيا. " وأنى له الذكرى" أي ومن أين له الاتعاظ والتوبة وقد فرط فيها في الدنيا. ويقال: أي ومن أين منفعة الذكرى. فلا بد من تقدير حذف المضاف، وإلا فبين(يومئذ يتذكر) وبين (وأنى له الذكرى)تناف، قاله الزمخشري.
يخبر تعالى عما يقع يوم القيامة من الأهوال العظيمة, فقال تعالى: "كلا" أي حقاً "إذا دكت الأرض دكاً دكاً" أي وطئت ومهدت وسويت الأرض والجبال وقام الخلائق من قبورهم لربهم "وجاء ربك" يعني لفصل القضاء بين خلقه وذلك بعدما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق محمد صلوات الله عليه وسلامه عليه, بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحداً بعد واحد, فكلهم يقول: لست بصاحب ذاكم حتى تنتهي النوبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها أنا لها" فيذهب فيشفع عند الله تعالى في أن يأتي لفصل القضاء, فيشفعه الله تعالى في ذلك.
وهي أول الشفاعات وهي المقام المحمود كما تقدم بيانه في سورة سبحان, فيجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء كما يشاء, والملائكة يجيئون بين يديه صفوفاً صفوفاً.
وقوله تعالى: "وجيء يومئذ بجهنم" قال الإمام مسلم بن الحجاج في صحيحه : حدثنا عمر بن حفص بن غياث , حدثنا أبي عن العلاء بن خالد الكاهلي عن شقيق عن عبد الله هو ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألفاً ملك يجرونها" وهكذا رواه الترمذي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي عن عمر بن حفص به. ورواه أيضاً عن عبد بن حميد عن أبي عامر عن سفيان الثوري عن العلاء بن خالد عن شقيق بن سلمة , وهو أبو وائل , عن عبد الله بن مسعود قوله ولم يرفعه, وكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن عرفة عن مروان بن معاوية الفزاري عن العلاء بن خالد عن شقيق عن عبد الله قوله. وقوله تعالى: "يومئذ يتذكر الإنسان" أي عمله وما كان أسلفه في قديم دهره وحديثه "وأنى له الذكرى" أي وكيف تنفعه الذكرى "يقول يا ليتني قدمت لحياتي" يعني يندم على ما كان سلف منه من المعاصي إن كان عاصياً ويود لو كان ازداد من الطاعات إن كان طائعاً كما قال الإمام أحمد بن حنبل : حدثنا علي بن إسحاق , حدثنا عبد الله يعني ابن المبارك , حدثنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن محمد بن أبي عميرة , وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: لو أن عبداً خر على وجهه من يوم ولد إلى أن يموت هرماً في طاعة الله لحقره يوم القيامة, ولود أنه رد إلى الدنيا كيما يزداد من الأجر والثواب.
قال الله تعالى: "فيومئذ لا يعذب عذابه أحد" أي ليس أحد أشد عذاباً من تعذيب الله من عصاه "ولا يوثق وثاقه أحد" أي وليس أحد أشد قبضاً ووثقاً من الزبانية لمن كفر بربهم عز وجل, وهذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين, فأما النفس الزكية المطمئنة وهي الساكنة الثابتة الدائرة مع الحق فيقال لها: " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك " أي إلى جواره وثوابه وما أعد لعباده في جنته "راضية" أي في نفسها "مرضية" أي قد رضيت عن الله ورضي عنها وأرضاها "فادخلي في عبادي" أي في جملتهم "وادخلي جنتي" وهذا يقال لها عند الاحتضار وفي يوم القيامة أيضاً, كما أن الملائكة يبشرون المؤمن عند احتضاره وعند قيامه من قبره, فكذلك ههنا.
ثم اختلف المفسرون فيمن نزلت هذه الاية, فروى الضحاك عن ابن عباس : نزلت في عثمان بن عفان , وعن بريدة بن الحصيب : نزلت في حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. وقال العوفي عن ابن عباس : يقال للأرواح المطمئنة يوم القيامة " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك " يعني صاحبك وهو بدنها الذي كانت تعمره في الدنيا "راضية مرضية" وروي عنه أنه كان يقرؤها " فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي " وكذا قال عكرمة والكلبي , واختاره ابن جرير وهو غريب, والظاهر الأول لقوله تعالى: "ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق" "وأن مردنا إلى الله" أي إلى حكمه والوقوف بين يديه. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين , حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي , حدثني أبي عن أبيه عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية " قال: نزلت و أبو بكر جالس فقال: يا رسول الله ما أحسن هذا, فقال: "أما إنه سيقال لك هذا" ثم قال: حدثنا أبو سعيد الأشج , حدثنا ابن يمان عن أشعث عن سعيد بن جبير قال: قرأت عند النبي صلى الله عليه وسلم " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية " فقال أبو بكر رضي الله عنه إن هذا لحسن, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إن الملك سيقول لك هذا عند الموت" وكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن ابن يمان به وهذا مرسل حسن.
ثم قال ابن أبي حاتم وحدثنا الحسن بن عرفة حدثنا مروان بن شجاع الجزري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال: مات ابن عباس بالطائف فجاء طير لم ير على خلقته فدخل نعشه ثم لم ير خارجاً منه فلما دفن تليت هذه الاية على شفير القبر لا يدري من تلاها " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي " ورواه الطبراني عن عبد الله بن أحمد عن أبيه عن مروان بن شجاع عن سالم بن عجلان الأفطس به فذكره. وقد ذكر الحافظ محمد بن المنذر الهروي المعروف بشكر في كتاب العجائب بسنده عن قباث بن رزين أبي هاشم قال: أسرت في بلاد الروم فجمعنا الملك وعرض علينا دينه على أن من امتنع ضربت عنقه فارتد ثلاثة وجاء الرابع فامتنع فضربت عنقه وألقي رأسه في نهر هناك فرسب في الماء ثم طفا على وجه الماء ونظر إلى أولئك الثلاثة فقال: يا فلان ويا فلان ويا فلان يناديهم بأسمائهم قال الله تعالى في كتابه: " يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي " ثم غاص في الماء, قال فكادت النصارى أن يسلموا ووقع سرير الملك ورجع أولئك الثلاثة إلى الإسلام قال وجاء الفداء من عند الخليفة أبي جعفر المنصور فخلصنا.
وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة رواحة بنت أبي عمرو الأوزاعي عن أبيها حدثني سليمان بن حبيب المحاربي حدثني أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: "قل اللهم إني أسألك نفساً بك مطمئنة تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك" ثم روى عن أبي سليمان بن وبر أنه قال: حديث رواحة هذا واحد أمه, آخر تفسير سورة الفجر, ولله الحمد والمنة.
23- "وجيء يومئذ بجهنم" يومئذ منصوب بجيء، والقائم مقام الفاعل بجهنم، وجوز مكي أن يكون يومئذ هو القائم مقام الفاعل، وليس بذاك. قال الواحدي: قال جماعة من المفسرين: جيء بها يوم القيامة مزمومة بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها حتى تنصب عن يسار العرش، فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا لركبتيه يقول يا رب نفسي نفسي. وسيأتي الذي هذا نقله عن جماعة المفسرين مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شاء الله "يومئذ يتذكر الإنسان" يومئذ هذا بدل من يومئذ الذي قبله: أي يوم جيء بجهنم يتذكر الإنسان. أي يتعظ ويذكر ما فرط منه ويندم على ما قدمه في الدنيا من الكفر والمعاصي. وقيل إن قوله: يومئذ الثاني بدل من قوله: إذا دكت والعامل فيهما هو قوله: يتذكر الإنسان "وأنى له الذكرى" أي ومن أين له التذكر والاتعاظ، وقيل هو على حذف مضاف: أي ومن أين له منفعة الذكرى. قال الزجاج: يظهر التوبة ومن أين التوبة؟.
23- "وجيء يومئذ بجهنم"، قال عبد الله بن مسعود، ومقاتل في هذه الآية: جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يقودونها، لها تغيظ وزفير حتى تنصب على يسار العرش. "يومئذ" يعني يوم يجاء بجهنم، "يتذكر الإنسان"، يتعظ ويتوب الكافر، "وأنى له الذكرى"، قال الزجاج: يظهر التوبة ومن أين له التوبة؟
23-" وجيء يومئذ بجهنم " كقوله تعالى : " وبرزت الجحيم " وفي الحديث " يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها " . " يومئذ " بدل من إذا دكت الأرض والعامل فيهما . " يتذكر الإنسان " اي يتذكر معاصيه أو يتعظ لأنه يعلم قبحها فيندم عليها . " وأنى له الذكرى " أي منفعة الذكرى لئلا يناقص ما قبله ، واستدل به على عدم وجوب قبول التوبة ، فإن هذا التذكر توبة غير مقبولة ز
23. And hell is brought near that day; on that day man will remember, but how will the remembrance (then avail him)?
23 - And Hell, that Day, is brought (face to face), on that Day will man remember, but how will that remembrance profit him?