23 - (أأتخذ) في الهمزتيمن منه ما تقدم في أأنذرتهم وهو استفهام بمعنى النفي (من دونه) غيره (آلهة) أصناما (إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم) التي زعمتموها (شيئا ولا ينقذون) صفة آلهة
وقوله " أأتخذ من دونه آلهة " يقول: أأعبد من دون الله آلهة، يعني معبوداً سواه " إن يردن الرحمن بضر " يقول: إذ مسني الرحمن بضر وشدة " لا تغن عني شفاعتهم شيئا " يقول: لا تغني عني شيئاً بكونها إلي شفعاء، ولا تقدر على دفع ذلك الضر عني " ولا ينقذون " يقول: ولا يخلصوني من ذلك الضر إذا مسني.
" أأتخذ من دونه آلهة " يعني أصناماً . " إن يردن الرحمن بضر " يعني ما أصابه من السقم . " لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون " يخلصوني مما أنا فيه من البلاء
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه : إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم, فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى, أي لينصرهم من قومه, قالوا: وهو حبيب, وكان يعمل الجرير وهو الحبال وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام, وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة. وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: اسم صاحب يس حبيب , وكان الجذام قد أسرع فيه. وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز : كان اسمه حبيب بن سري . وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اسم صاحب يس حبيب النجار , فقتله قومه. وقال السدي : كان قصاراً. وقال عمر بن الحكم : كان إسكافاً. وقال قتادة : كان يتعبد في غار هناك, "قال يا قوم اتبعوا المرسلين" يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم " اتبعوا من لا يسألكم أجرا " أي على إبلاغ الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له " وما لي لا أعبد الذي فطرني " أي وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لاشريك له "وإليه ترجعون" أي يوم المعاد, فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر "أأتخذ من دونه آلهة" استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع "إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون" أي هذه الالهة التي تعبدونها من دونه لايملكون من الأمر شيئاً, فإن الله تعالى لو أرادني بسوء "فلا كاشف له إلا هو" وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه, ولا ينقذونني مما أنا فيه"إني إذاً لفي ضلال مبين" أي إن اتخذتها آلهة من دون الله.
وقوله تعالى: "إني آمنت بربكم فاسمعون" قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب : يقول لقومه "إني آمنت بربكم" الذي كفرتم به "فاسمعون" أي فاسمعوا قولي ويحتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله: "إني آمنت بربكم" أي الذي أرسلكم "فاسمعون" أي فاشهدوا لي بذلك عنده, وقد حكاه ابن جرير فقال: وقال آخرون: بل خاطب بذلك الرسل, وقال لهم: اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي, إني آمنت بربكم واتبعتكم, وهذا القول الذي حكاه عن هؤلاء أظهر في المعنى, والله أعلم. قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب رضي الله عنهما: فلما قال ذلك, وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه, ولم يكن له أحد يمنع عنه. وقال قتادة : جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون, فلم يزالوا به حتى أقعصوه, وهو يقول كذلك, فقتلوه رحمه الله.
ثم عاد إلى المساق الأول لقصد التأكيد ومزيد الإيضاح فقال: 23- "أأتخذ من دونه آلهة" فجعل الإنكار متوجهاً إلى نفسه، وهم المرادون به: أي لا أتخذ من دون الله آلهة وأعبدها، وأترك عبادة من يستحق العبادة وهو الذي فطرني. ثم بين حال هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله سبحانه إنكاراً عليهم، وبياناً لضلال عقولهم وقصور إدراكهم فقال: "إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً" أي شيئاً من النفع كائناً ما كان "ولا ينقذون" من ذلك الضر الذي أرادني الرحمن به، وهذه الجملة صفة لآلهة، أو مستأنفة لبيان حالها في عدم النفع والدفع، وقوله: "لا تغن" جواب الشرط، وقرأ طلحة بن مصرف إن يردني بفتح الياء.
23. " أأتخذ من دونه آلهةً "، استفهام بمعنى الإنكار، أي: لا أتخذ من دونه آلهة، " إن يردن الرحمن بضر "، بسوء ومكروه، " لا تغن عني "، لا تدفع عني، " شفاعتهم شيئاً "، أي: لا شفاعة لها أصلاً فتغني " ولا ينقذون " من ذلك المكروه، وقيل: لا ينقذون من العذاب لو عذبني الله إن فعلت ذلك.
23 -" أأتخذ من دونه آلهةً إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً " لا تنفعني شفاعتهم . " ولا ينقذون " بالنصرة والمظاهرة .
23. Shall I take (other) gods in place of Him when, if the Beneficent should wish me any harm, their intercession will avail me naught, nor can they save?
23 - Shall I take (other) gods besides Him? If (God) most Gracious should intend some adversity for me, of no use whatever will be their intercession for me, nor can they deliver me.