22 - (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) بالمعجزات الظاهرات (فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب)
يقول تعالى ذكره : هذا الذي فعلت بهؤلاء الأمم الذين من قبل مشركي قريش من إهلاكناهم بذنوبهم فعلنا بهم بأنهم كانت تأتيهم رسل الله بالبينات ، يعني بالآيات الدالات على حقيقة ما تدعوهم إليه من توحيد الله ، والانتهاء إلى طاعته " فكفروا " يقول : فأنكروا رسالتها ، وجحدوا توحيد الله ، وأبوا أن يطيعوا الله " فأخذهم الله " يقول : فأخذهم الله بعذابه فأهلكهم " إنه قوي شديد العقاب " يقول : إن الله ذو قوة لا يقهره شيء ، ولا يغلبه ، ولا يعجزه شيء أراده ، شديد عقابه من عاقب من خلقه ، وهذا وعيد من مشركي قريش ، المكذبين رسوله محمد صلى الله عليه وسلم يقول لهم جل ثناؤه : فاحذروا أيها القوم أن تسلكوا سبيلهم في تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وجحود توحيد الله ، ومخالفة أمره ونهيه فيسلك بكم في تعجيل الهلاك لكم مسلكهم .
قوله تعالى : " ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب " .
يقول تعالى: "أولم يسيروا" هؤلاء المكذبون برسالتك يا محمد "في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم" أي من الأمم المكذبة بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ما حل بهم من العذاب والنكال مع أنهم كانوا أشد من هؤلاء قوة "وآثاراً في الأرض" أي أثروا في الأرض من البنايات والمعالم والديارات ما لا يقدر هؤلاء عليه كما قال عز وجل: "ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه" وقال تعالى: "وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها" أي مع هذه القوة العظيمة والبأس الشديد أخذهم الله بذنوبهم وهي كفرهم برسلهم "وما كان لهم من الله من واق" أي وما دفع عنهم عذاب الله أحد ولا رده عنهم راد, ولا وقاهم واق, ثم ذكر علة أخذه إياهم وذنوبهم التي ارتكبوها واجترموها فقال تعالى: "ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات" أي بالدلائل الواضحات والبراهين القاطعات "فكفروا" أي مع هذا البيان والبرهان كفروا وجحدوا "فأخذهم الله" تعالى أي أهلكهم ودمر عليهم وللكافرين أمثالها "إنه قوي شديد العقاب" أي ذو قوة عظيمة وبطش شديد " شديد العقاب " أي عقابه أليم شديد وجيع, أعاذنا الله تبارك وتعالى منه.
والإشارة بقوله: 22- "ذلك" إلى ما تقدم من الأخذ "بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات" أي بالحجج الواضحة "فكفروا" بما جاءوهم به "فأخذهم الله إنه قوي" يفعل كل ما يريده لا يعجزه شيء "شديد العقاب" لمن عصاه ولم يرجع إليه.
22. " ذلك "، أي: ذلك العذاب الذي نزل بهم، " بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ".
22-" ذلك " الأخذ ." بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات " بالمعجزات أو الأحكام الواضحة " فكفروا فأخذهم الله إنه قوي " متمكن مما يريده غاية التمكن . " شديد العقاب " لا يؤبه بعقاب دون عقابه .
22. That was because their messengers kept bringing them clear proofs (of Allah's sovereignty) but they disbelieved; so Allah seized them. Lo! He is Strong, Severe in punishment.
22 - That was because there came to them their apostles with Clear (Signs), but they rejected them: so God called them to account: for He is Full of Strength, strict in Punishment.