20 - (تنزع الناس) تقلعهم من حفر الأرض المندسين فيها وتصرعهم على رؤسهم فتدق رقابهم فتبين الرأس عن الجسد (كأنهم) وحالهم ما ذكر (أعجاز) أصول (نخل منقعر) منقطع ساقط على الأرض وشبهوا بالنخل لطولهم وذكر هنا وانث في الحاقة نخل خاوية مراعاة للفواصل في الموضعين
وقوله " تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر " يقول : تقتلع الناس ثم ترمي بهم على رؤسهم فتندق رقابهم وتبين من أجسامهم .
كما حدثنا ابن حميد قال : ثنا سلمه عن ابن إسحاق قال : لما هاجت الريح قام نفر من عاد سبعة شمالياً منهم ستة من أشد عاد وأجسمها منهم عمرو بن الحلي و الحارث بن شداد والهلقام وابنا تيقن وخلجان بن أسعد فأدلجوا العيال في شعب بين جبلين ثم اصطفوا على باب الشعب ليردوا الريح عمن بالشعب من العيال فجعلت الريح تخفقهم رجلاً رجلاً فقالت امرأة من عاد :
ذهب الدهر بعمروبن حلي والهنيات
ثم بالحارث والهلقام طلاع الثنيات
والذي سد علينا الريح أيام البليات
حدثنا العباس بن الوليدالبيروتي قال : أخبرني أبي قال : ثني إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحاق قال : لما هبت الريح قام سبعة من عاد فقالوا : نرد الريح فأتوا فم الشعب الذي يأتي منه الريح فوقفوا عليه فجعلت الريح تهب فتدخل تحت واحد واحد فتقتلعه من الأرض فترمي به على رأسه فتندق رقبته ففعلت ذلك بستة منهم وتركتهم كما قال الله " أعجاز نخل منقعر " وبقي الخلجان فأتى هوداً فقال : يا هود ما هذا الذي أرى في السحاب كهيئة البخاتي قال : تلك ملائكة ربي قال : ما لي إن أسلمت ؟ قال : تسلم قال : أيقيدني ربك إن أسلمت من هؤلاء ؟ فقال : ويلك أرأيت ملكاً يقيد جنوده ؟ فقال :وعزته لو فعل ما رضيت قال : ثم مال إلى جانب الجبل فأخذ بركن منه فهزه فاهتز في يده ثم جعل يقول :
لم يبق إلا الخلجان نفسه يا لك من يوم دهاني أمسه
بثابت الوطء شديد وطسه لو لم يجئني جئته أحسه
قال : ثم هبت الريح فألحقته بأصحابه .
حدثني محمد بن إبراهيم قال : ثنا مسلم بن إبراهيم قال : ثنا نوح بن قيس قال : ثنا محمد بن سيف عن الحسن قال : لما أقبلت الريح قام إليها قوم عاد فأخذ بعضهم بأيدي بعض كما تفعل الأعاجم وغمزوا أقدامهم في الأرض وقالوا : يا هود من يزيل أقدامنا عن الأرض إن كنت صادقاً فأرسل الله عليهم الريح فصيرتهم كأنهم أعجاز نخل منقعر .
حدثني محمد بن إبراهيم قال : ثنا مسلم قال : ثنا نوح بن قيس قال : ثنا أشعث بن جابر عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: إن كان الرجل من قوم عاد ليتخذ المصراعين من حجارة لو اجتمع عليها خمس مئة من هذه الأمة لم يستطيعوا أن يحملوها وإن كان وإن كان الرجل منهم لغمز قدمه في الأرض فتدخل في الأرض وقال : كأنهم أعجاز نخل ومعنى الكلام : فيتركهم كأنهم أعجاز نخل منقعر فترك ذكر فيتركهم استغناء بدلالة الكلام عليه وقيل : إنما شبههم بأعجاز نخل منقعر لأن رؤسهم كانت تبين من أجسامهم فتذهب لذلك رقابهم وتبقي أجسادهم .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا الحسن بن عرفة قال : ثنا خلف بن خليفة عن هلال بن خباب عن مجاهد في قوله " كأنهم أعجاز نخل منقعر " قال : سقطت رؤسهم كأمثال الأخبية وتفردت أو وتفرقت أعناقهم قال أبو جعفر : أنا أشك فشبهها بأعجاز نخل منقعر .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله " تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر " قال : هم قوم عاد حين صرعتهم الريح فكأنهم فلق نخل منقعر .
قوله تعالى " تنزع الناس " في موضع الصفة للريح أي تقلعهم من مواضعهم . قيل قلعتهم من تحت أقدامهم اقتلاع النخلة من أصلها وقال مجاهد كانت تقلعهم من الأرض فترمي بهم على رؤوسهم فتندق أعناقهم وتبين رؤوسهم عن أجسادهم وقيل تنزع الناس من البيوت و"قال محمد بن كعب عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم : انتزعت الريح الناس من قبورهم " وقيل حفروا حفرا ودخلوها فكانت الريح تنزعهم منها وتكسرهم وتبقى تلك الحفر كأنها أصول نخل قد هلك ما كان فيها فتبقى مواضعها منقعرة . ويروى أن سبعة منهم حفروا حفرا وقاموا فيها ليردوا الريح قال ابن إسحاق لما هاجت الريح قام نفر سبعة من عاد سمى لنا منهم ستة من أشد عاد وأجسمها منهم عمرو بن الحلي والحرث بن شداد والهلقام وابنا تقن وخلجان بن سعد فأولجوا العيال في شعب بين جبلين ثم اصطفوا على باب الشعب ليردوا الريح عمن في الشعب من العيال فجعلت الريح تجعفهم رجلا رجلا فقالت امرأة من عاد :
ذهب الدهر بعمرو بـ ـن حلـي والهنيـات
ثم بالحرث والهلـ ـقام طـلاع الثنيـات
والذي سد مهب الر يــح أيام البليــات
الطبري في الكلام حذف والمعنى تنزع الناس فتتركهم كأنهم أعجاز نخل منقعر فالكاف في موضع نصب بالمحذوف . الزجاج : الكاف في موضع نصب على الحال والمعنى تنزع الناس مشبهين بأعجاز نخل ، والتشبيه قيل إنه للحفر التي كانوا فيها والأعجاز جمع عجز وهو مؤخر الشيء ، وكانت عاد موصوفين بطول القامة ، فشبهوا بالنخل انكبت لوجوهها . وقال " أعجاز نخل منقعر " للفظ النخل وهو من الجمع الذي يذكر ويؤنث والمنقعر المنقلع من أصله قعرت الشجرة قعرا قلعتها من أصلها فانقعرت . الكسائي قعرت البئر أي نزلت حتى انتهيت إلى قعرها ، وكذلك الإناء إذا شربت ما فيه حتى انتهيت إلى قعره وأقعرت البئر جعلت لها قعرا . وقال أبو بكر بن الأنباري سئل المبرد بحضرة إسماعيل القاضي عن ألف مسألة هذه من جملتها فقيل له ما الفرق بين قوله تعالى " ولسليمان الريح عاصفة " و"جاءتها ريح عاصف " وقوله " كأنهم أعجاز نخل خاوية "و"أعجاز نخل منقعر " فقال : كلما ورد عليك من هذا الباب فإن شئت رددته إلى اللفظ تذكيرا أو إلى المعنى تأنيثا وقيل إن النخل والنخيل بمعنى يذكر ويؤنث كما ذكرنا .
يقول تعالى مخبراً عن عاد قوم هود, إنهم كذبوا رسولهم أيضاً, كما صنع قوم نوح وأنه تعالى أرسل عليهم "ريحاً صرصراً" وهي الباردة الشديدة البرد "في يوم نحس" أي عليهم, قاله الضحاك وقتادة والسدي "مستمر" عليهم نحسه ودماره لأنه يوم اتصل فيه عذابهم الدنيوي بالأخروي. وقوله تعالى: "تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر" وذلك أن الريح كانت تأتي أحدهم فترفعه حتى تغيبه عن الأبصار, ثم تنكسه على أم رأسه فيسقط على الأرض, فتثلغ رأسه فيبقى جثة بلا رأس, ولهذا قال: "كأنهم أعجاز نخل منقعر * فكيف كان عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".
وجملة 20- "تنزع الناس" في محل نصب على أنها صفة لريحاً أو حال منها، ويجوز أن يكون استئنافاً: أي تقلعهم من الأرض من تحت أقدامهم اقتلاع النخلة من أصلها. قال مجاهد: كانت تقلعهم من الأرض فترمي بهم على رؤوسهم فتدق أعناقهم وتبين رؤوسهم من أجسادهم، وقيل تنزع الناس من البيوت، وقيل من قبورهم لأنهم حفروا حفائر ودخلوها "كأنهم أعجاز نخل منقعر" الأعجاز جمع عجز، وهو مؤخر الشيء، والمنقعر: المنقطع المنقلع من أصله، يقال قعرت النخلة: إذا قلعتها من أصلها حتى تسقط، شبههم في طول قاماتهم حين صرعتهم الريح وطرحتهم على وجوههم بالنخل الساقط على الأرض التي ليست لها رؤوس، وذلك أن الريح قلعت رؤوسهم أولاً ثم كتبتهم على وجوههم وتذكير منقعر مع كونه صفة لأعجاز نخل وهي مؤنثة اعتباراً باللفظ ويجوز تأنيثه اعتباراً بالمعنى كما قال "أعجاز نخل خاوية" قال المبرد: كل ما ورد عليك من هذا الباب إن شئت رددته إلى اللفظ تذكيراً أو إلى المعنى تأنيثاً. وقيل إن النخل والنخيل يذكر هذا الباب إن شئت رددته إلى اللغظ تذكيراً أو إلى المعنى تأنيثاً. وقيل إن النخل والنخيل يذكر ويؤنث.
20. " تنزع الناس "، تقلعهم ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم. وروي أنها كانت تنزع الناس من قبورهم، " كأنهم أعجاز نخل "، قال ابن عباس: أصولها، وقال الضحاك : أوراك نخل.
" منقعر "، [منقطع] من مكانه، ساقط على الأرض. وواحد الأعجاز عجز، مثل عضد وأعضاد وإنما قال: ((أعجاز نخل)) وهي أصولها التي قطعت فرعها، لأن الريح كانت تبين رؤوسهم من أجسادهم، فتبقى أجسادهم بلا رؤوس.
20-" تنزع الناس " تقلعهم ، روي أنهم دخلوا في الشعاب والحفر وتمسك بعضهم ببعض فنفنزعتهم الريح منها وصرعتهم موتى . " كأنهم أعجاز نخل منقعر " أصول نخل منقلع عن مغارسه ساقط على الأرض . وقيل شبهوا بالاعجاز لأن الريح طيرت رؤوسهم وطرحت أحسادهم ، وتذكير " فعقر " للحمل على اللفظ ، والتأنيث في قوله " أعجاز نخل خاوية " للمعنى .
20. Sweeping men away as though they were uprooted trunks of palm trees.
20 - Plucking out men as if they were roots of palm trees torn up (from the ground).