20 - (ويقولون) أي أهل مكة (لولا) هلا (أنزل عليه) على محمد صلى الله عليه وسلم (آية من ربه) كما كان للأنبياء من الناقة والعصا واليد (فقل) لهم (إنما الغيب) ما غاب عن العباد أي أمره (لله) ومنه الآيات فلا يأتي بها إلا هو وإنما علي التبليغ (فانتظروا) العذاب إن لم تؤمنوا (إني معكم من المنتظرين)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ويقول هؤلاء المشركون: هلا أنزل على محمد آية من ربه؟ يقول: علم ودليل نعلم به محمداً محق فيما يقول؟ قال الله له: " فقل "، يا محمد، " إنما الغيب لله "، أي: لا يعلم أحد يفعل ذلك إلا هو جل ثناؤه، لأنه لا يعلم الغيب - وهو السر والخفي من الأمور - إلا الله. فانتظروا أيها القوم، قضاء الله بيننا، بتعجيل عقوبته للمبطل منا، وإظهاره المحق عليه، إني معكم ممن ينتظر ذلك. ففعل ذلك جل ثناؤه، فقضى بينهم وبينه بأن قتلهم يوم بدر بالسيف.
يريد أهل مكة، أي هلا أنزل عليه آية، أي معجزة غير هذه المعجزة، فيجعل لنا الجبال ذهباً ويكون له بيت من زخرف، ويحيي لنا من مات من آبائنا. وقال الضحاك: عصا كعصا موسى. "فقل إنما الغيب لله" أي قل يا محمد إن نزول الآية غيب. "فانتظروا" أي تربصوا. "إني معكم من المنتظرين" لنزولها. وقيل: انتظروا قضاء الله بيننا بإظهار المحق على المبطل.
أي يقول هؤلاء الكفرة المكذبون المعاندون: لولا أنزل على محمد آية من ربه يعنون كما أعطى الله ثمود الناقة أو أن يحول لهم الصفا ذهباً أو يزيح عنهم جبال مكة ويجعل مكانها بساتين وأنهاراً أو نحو ذلك مما الله عليه قادر ولكنه حكيم في أفعاله وأقواله كما قال تعالى: "تبارك الذي إن شاء جعل لك خيراً من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصوراً * بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيراً" وكقوله: " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون " الاية, يقول تعالى: إن سنتي في خلقي أني إذا آتيتهم ما سألوا, فإن آمنوا وإلا عاجلتهم بالعقوبة. ولهذا لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين إعطائهم ما سألوا فإن آمنوا وإلا عذبوا وبين إنظارهم اختار إنظارهم كما حلم عنهم غير مرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال تعالى إرشاداً لنبيه صلى الله عليه وسلم إلى الجواب عما سألوا: "فقل إنما الغيب لله" أي الأمر كله لله وهو يعلم العواقب في الأمور.
"فانتظروا إني معكم من المنتظرين" اي إن كنتم لا تؤمنون حتى تشاهدوا ما سألتم فانتظروا حكم الله في وفيكم. هذا مع أنهم قد شاهدوا من آياته صلى الله عليه وسلم أعظم مما سألوا حين أشار بحضرتهم إلى القمر ليلة إبداره فانشق اثنتين فرقة من وراء الجبل وفرقة من دونه. وهذا أعظم من سائر الايات الأرضية مما سألوا وما لم يسألوا, ولو علم الله منهم أنهم سألوا ذلك استرشاداً وتثبيتاً لأجابهم, ولكن علم أنهم إنما يسألون عناداً وتعنتاً فتركهم فيما رابهم وعلم أنهم لا يؤمن منهم أحد كقوله تعالى: " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون * ولو جاءتهم كل آية " الاية. وقوله تعالى: "ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله" الاية, ولما فيهم من المكابرة كقوله تعالى: "ولو فتحنا عليهم باباً من السماء" الاية, وقوله تعالى: "وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً" الاية, وقال تعالى: "ولو نزلنا عليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين" فمثل هؤلاء أقل من أن يجابوا إلى ما سألوه لأنه لا فائدة في جوابهم لأنه دائر على تعنتهم وعنادهم لكثرة فجورهم وفسادهم ولهذا قال: "فانتظروا إني معكم من المنتظرين".
قوله: 20- "ويقولون" ذكر سبحانه هاهنا نوعاً رابعاً من مخازيهم، وهو معطوف على قوله: "ويعبدون" وجاء بالمضارع لاستحضار صورة ما قالوه. قيل: والقائلون هم أهل مكة، كأنهم لم يعتدوا بما قد نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الآيات الباهرة والمعجزات القاهرة التي لو لم يكن منها إلا القرآن لكفى به دليلاً بيناً ومصدقاً قاطعاً: أي هلا أنزلت عليه آية من الآيات التي نقترحها عليه ونطلبها منه كإحياء الأموات وجعل الجبال ذهباً ونحو ذلك؟ ثم أمره الله سبحانه أن يجيب عنهم فقال: "قل إنما الغيب لله" أي أن نزول الآية غيب، والله هو المختص بعلمه، المستأثر به، لا علم لي ولا لكم ولا لسائر مخلوقاته "فانتظروا" نزول ما اقترحتموه من الآيات "إني معكم من المنتظرين" لنزولها، وقيل المعنى: انتظروا قضاء الله بيني وبينكم بإظهار الحق على الباطل.
20-"ويقولون"، يعني: أهل مكة، "لولا أنزل عليه"، أي: عمل محمد صلى الله عليه وسلم "آية من ربه"، على ما تقترحه، "فقل إنما الغيب لله"، يعني: قل إنما سألتموني الغيب وإنما الغيب لله، لا يعلم أحد لم لم يفعل ذلك ولا يعلمه إلا هو. وقيل: الغيب نزول الآية لا يعلم متى ينزل أحد غيره، "فانتظروا" نزولها "إني معكم من المنتظرين"، وقيل: فانتظروا قضاء الله بيننا بالحق بإظهار المحق على المبطل.
20."ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه"أي من الآيات التي اقترحوها ."فقل إنما الغيب لله"هو المختص بعمله فلعله يعلم في إنزال الآيات المقترحة من مفاسد بصرف عن إنزالها."فانتظروا"لنزول ما اقترحتموه ."إني معكم من المنتظرين"لما يفعل الله بكم بجحودكم ما نزل علي من الآيات العظام واقتراحكم غيره.
20. And they will say: If only a portent were sent down upon him from his Lord! Then say (O Muhammad): The Unseen belongeth to Allah. So wait! Lo, I am waiting with you.
20 - They say: why is not a signs sent down to him from his Lord? say: the unseen is only for God (to know). then wait ye: I too will wait with you.