2 - (تنزيل الكتاب) القرآن مبتدأ (لا ريب) شك (فيه) خبر أول (من رب العالمين) خبر ثان
وقوله " تنزيل الكتاب لا ريب فيه " يقول تعالى ذكره: تنزيل الكتاب الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، لا شك فيه " من رب العالمين ": يقول: من رب الثقلين: الجن والإنس.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله " الم * تنزيل الكتاب لا ريب فيه " لا شك فيه. وإنما معنى الكلام: أن هذا القرآن الذي أنزل على محمد لا شك فيه أنه من عند الله، وليس بشعر ولا سجع كاهن، ولا هو مما تخرصه محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما كذب جل ثناؤه بذلك قول الذين " قالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا " ( الفرقان: 5) وقول الذين قالوا " إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون" ( الفرقان: 4).
وهي مكية، غير ثلاث آيات نزلت بالمدينة، وهي قوله تعالى: "أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا" تمام ثلاث آيات، قاله الكلبي ومقاتل. وقال غيرهما: إلا خمس آيات، من قوله تعالى: "تتجافى جنوبهم" - إلى قوله - "الذي كنتم به تكذبون" السجدة:16-20 وهي ثلاثون آية. وقيل تسع وعشرون. وفي الصحيح عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة "الم * تنزيل" السجدة، "هل أتى على الإنسان حين من الدهر" الدهر:1 الحديث. وخرج الدارمي وأبو محمد في مسنده عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ: "الم * تنزيل" السجدة.و "تبارك الذي بيده الملك" الملك:1 قال الدارمي، وأخبرنا أبو المغيرة قال حدثنا عبدة عن خالد بن معدان قال: اقرؤوا المنجية، وهي "الم * تنزيل" فإنه بلغني أن رجلاً كان يقرؤها، ما يقرأ شيئاً غيرها، وكان كثير الخطايا، فنشرت جناحها عليه وقالت: رب اغفر له فإنه كان يكثر من قراءتي، فشفعها الرب فيه وقال: اكتبوا له بكل خطيئة حسنة وارتفعوا له درجة.
قوله تعالى: "الم * تنزيل الكتاب" الإجماع على رفع تنزيل الكتاب ولو كان منصوباً على المصدر لجاز، كما قرأ الكوفيون: "إنك لمن المرسلين * على صراط مستقيم * تنزيل العزيز الرحيم" يس:3-5 . وتنزيل رفع بالابتداء والخبر "لا ريب فيه". أو خبر على إضمار مبتدأ، أي هذا تنزيل، أو المتلو تنزيل، أو هذه الحروف تنزيل. ودلت: "الم" على ذكر الحروف. ويجوز أن يكون لا ريب فيه في موضع الحال من الكتاب. "من رب العالمين" الخبر. قال مكي: وهو أحسنها. ومعنى: لا ريب فيه من رب العالمين لا شك فيه أنه من عند الله، فليس بسحر ولا شعر ولا كهانة ولا أساطير الأولين.
قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ههنا. وقوله "تنزيل الكتاب لا ريب فيه" أي لا شك فيه ولا مرية أنه منزل "من رب العالمين" ثم قال تعالى مخبراً عن المشركين أم "يقولون افتراه" أي اختلقه من تلقاء نفسه " بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون " أي يتبعون الحق.
وارتفاع 2- "تنزيل" على أنه خبر لمبتدأ محذوف أو خبر بعد خبر على تقدير أن آلم في محل رفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أو خبر لقوله آلم على تقدير أنه اسم للسورة، ولا "ريب فيه" في محل نصب على الحال، ويجوز أن يكون ارتفاع تنزيل على أنه مبتدأ وخبره لا ريب فيه، و من رب العالمين في محل نصب على الحال، ويجوز أن تكون هذه كلها أخباراً للمبتدأ المقدر قبل تنزيل، أو لقوله آلم على تقدير أنه مبتدأ لا على تقدير أنه حروف مسرودة على نمط التعديد. قال المكي: وأحسن الوجوه أن تكون "لا ريب فيه" في موضع الحال، و "من رب العالمين" الخبر، والمعنى على هذه الوجوه: أن تنزيل الكتاب المتلو لا ريب فيه ولا شك وأنه منزل من رب العالمين، وأنه ليس بكذب ولا سحر ولا كهانة ولا أساطير الأولين.
2- "تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين"، قال مقاتل: لا شك فيه أنه تنزيل من رب العالمين.
2- " تنزيل الكتاب " على أن التنزيل بمعنى المنزل ، وإن جعل تعديداً للحروف كان " تنزيل " خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ خبره : " لا ريب فيه " فيكون . " من رب العالمين " حالاً من الضمير في الضمير في " فيه " لأن المصدر لا يعمل فيما بعد الخبر ، ويجوز أن يكون خبراً ثانياً ولا " ريب فيه " حال من " الكتاب " ، أو اعتراض والضمير فيه لمضمون الجملة ويؤيده قوله : .
2. The revelation of the Scripture whereof there is no doubt is from the Lord of the Worlds.
2 - (This is) the revelation of the Book in which there is no doubt, from the Lord of the Worlds.