184 - (أولم يتفكروا) فيعلموا (ما بصاحبهم) محمد صلى الله عليه وسلم (من جنة) جنون (إن) ما (هو إلا نذير مبين) بيِّن الإنذار
ك قوله تعالى أو لم يفتكروا الآية أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على الصفا فدعا قريشا فجعل يدعوهم فخذا فخذا يا بني فلان يا بني فلان يحذرهم بأس الله ووقائعه فقال قائلهم إن صاحبكم هذا لمجنون بات يهوت إلى الصباح فأنزل الله او لم يفتكروا ما بصاحبهم من جنة ان هو إلا نذير مبين
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: أولم يتفكر هؤلاء الذين كذبوا بآياتنا، فيتدبروا بعقولهم ويعلموا أن رسولنا الذي أرسلناه إليهم لا جنة به ولا خبل، وأن الذي دعاهم إليه هو الرأي الصحيح، والدين القويم، والحق المبين؟.
وإنما نزلت هذه الآية فيما قيل، كما:
حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، " عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصفا، فدعا قريشاً فجعل يفخذهم فخذاً فخذاً: يا بني فلان، يا بني فلان!، فحذرهم بأس الله ووقائع الله، فقال قائلهم: إن صاحبكم هذا لمجنون! بات يصوت إلى الصباح - أو: حتى أصبح! فأنزل الله تبارك وتعالى: " أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين " ".
ويعني بقوله: " إن هو إلا نذير مبين "، ما هو إلا نذير ينذركم عقاب الله على كفركم به، إن لم تنيبوا إلى الإيمان به.
ويعني بقوله: " مبين "، قد أبان لكم، أيها الناس، إنذاره ما أنذركم به من بأس الله على كفركم به.
قوله تعالى: "أولم يتفكروا" أي فيما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم. والوقف على يتفكروا حسن. ثم قال: "ما بصاحبهم من جنة" رد لقولهم: "يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون" [الحجر: 6]. وقيل:
نزلت بسبب "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة على الصفا يدعو قريشاً، فخذا فخذاً، فيقول: يا بني فلان. يحذرهم بأس الله وعقابه. فقال قائلهم: إن صاحبهم هذا لمجنون، بات يصوت حتى الصباح".
يقول تعالى: " أولم يتفكروا " هؤلاء المكذبون بآياتنا "ما بصاحبهم" يعني محمداً صلى الله عليه وسلم " من جنة " أي ليس به جنون, بل هو رسول الله حقاً, دعا إلى حق " إن هو إلا نذير مبين " أي ظاهر لمن كان له لب وقلب يعقل به ويعي به, كما قال تعالى: "وما صاحبكم بمجنون" وقال تعالى: "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد" يقول: إنما أطلب منكم أن تقوموا قياماً خالصاً لله ليس فيه تعصب ولا عناد "مثنى وفرادى", أي: مجتمعين ومتفرقين, "ثم تتفكروا" في هذا الذي جاءكم بالرسالة من الله أبه جنون أم لا, فإنكم إذا فعلتم ذلك بان لكم وظهر أنه رسول الله حقاً وصدقاً, وقال قتادة بن دعامة: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان على الصفا فدعا قريشاً, فجعل يفخذهم فخذاً فخذاً يا بني فلان, يا بني فلان فحذرهم بأس الله ووقائع الله, فقال قائلهم: إن صاحبكم هذا لمجنون بات يصوت إلى الصباح أو حتى أصبح, فأنزل الله تعالى: " أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين ".
والاستفهام في 184- " أولم يتفكروا " للإنكار عليهم حيث لم يتفكروا في شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما جاء به و ما في "ما بصاحبهم" للاستفهام الإنكاري، وهي في محل رفع بالابتداء والخبر بصاحبهم، والجنة مصدر: أي وقع منهم التكذيب ولم يتفكروا أي شيء من جنون كائن بصاحبهم كما يزعمون، فإنهم لو تفكروا لوجدوا زعمهم باطلاً، وقولهم زوراً وبهتاً، وقيل إن ما نافية واسمها "من جنة" وخبرها بصاحبهم: أي ليس بصاحبهم شيء مما يدعونه من الجنون، فيكون هذا رداً لقولهم: "يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون" ويكون الكلام قد تم عند قوله: " أولم يتفكروا " والوقف عليه من الأوقاف الحسنة، وجملة "إن هو إلا نذير مبين" مقررة لمضمون ما قبلها، ومبينة لحقيقة حال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
184 - قوله تعالى : " أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة " قال قتادة ذكر لنا " أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على الصفا ليلاً ، فجعل يدعو قريشاً فخذاً فخذاً : يابني فلان ، يحذرهم بأس الله ووقائعه ، فقال قائلهم : إن صاحبكم هذا لمجنون ، بات يصوت إلى الصباح ، فأنزل الله تعالى : " أولم يتفكروا ما بصاحبهم "" ، محمد صلى الله عليه وسلم : " من جنة " جنون . " إن هو " ، ما هو ، " إلا نذير مبين " ، ثم حثهم على النظر المؤدي إلى العلم فقال :
184. " أولم يتفكروا ما بصاحبهم " يعني محمدا صلى الله عليه وسلم . " من جنة " من جنون . روي : أنه صلى الله عليه وسلم صعد على الصفا فدعاهم فخذا فخذا يحذرهم بأس الله تعالى فقال قائلهم إن صاحبكم لمجنون بات يهوت إلى الصباح ن فنزلت . " إن هو إلا نذير مبين " موضح إنذاره بحيث لا يخفى على ناظر .
184. Have they not bethought them (that) there is no madness in their comrade? He is but a plain warner.
184 - Do they not reflect? their companion is not seized with madness: he is but a perspicuous warner.