180 - (ولله الأسماء الحسنى) التسعة والتسعون الوارد بها الحديث ، والحسنى مؤنث الأحسن (فادعوه) سموه (بها وذروا) اتركوا (الذين يلحدون) من ألحد ولحد ، يميلون عن الحق (في أسمائه) حيث اشتقوا منها أسماء لآلهتهم كاللات من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان (سيجزون) من الآخرة جزاء (ما كانوا يعملون) وهذا قبل الأمر بالقتال
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: " ولله الأسماء الحسنى "، وهي كما قال ابن عباس:
حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها "، ومن أسمائه: ((العزيز الجبار))، وكل أسمائه حسن.
حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله تسعة وتسعين أسماً، مئة إلا واحداً، من أحصاها كلها دخل الجنة " .
وأما قوله: " وذروا الذين يلحدون في أسمائه "، فإنه يعني به المشركين.
وكان إلحادهم في أسماء الله، أنهم عدلوا بها عما هي عليه، فسموا بها آلهتهم وأوثانهم، وزادوا فيها، ونقصوا منها، فسموا بعضها ((اللات))، اشتقاقاً منهم لها من اسم الله الذي هو ((الله))، وسموا بعضها ((العزى))، اشتقاقاً لها من اسم الله الذي هو ((العزيز)).
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: " وذروا الذين يلحدون في أسمائه "، قال: إلحاد الملحدين: أن دعوا ((اللات))، في أسماء الله.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج ، عن مجاهد : " وذروا الذين يلحدون في أسمائه "، قال: اشتقوا ((العزى )) من ((العزيز))، واشتقوا ((اللات)) من ((الله)).
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: " يلحدون ".
فقال بعضهم: يكذبون.
ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال، حدثني معاوية، عن ابن عباس قوله: " وذروا الذين يلحدون في أسمائه "، قال: ((الإلحاد))، التكذيب.
وقال آخرون: معنى ذلك: يشركون.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا ابن ثور ، عن معمر، عن قتادة : " يلحدون "، قال: يشركون.
وأصل ((الإلحاد)) في كلام العرب، العدول عن القصد، والجور عنه، والإعراض. ثم يستعمل في كل معوج غير مستقيم. ولذكل قيل للحد القبر: ((لحد))، لأنه في ناحية منه، وليس في وسطه. يقال منه: ((ألحد فلان يلحد إلحاداً))، ((ولحد يلحد لحداً ولحوداً)).
وقد ذكر عن الكسائي أنه كان يفرق بين ((الإلحاد)) و((اللحد))، فيقول في ((الإلحاد))، إنه العدول عن القصد، وفي ((اللحد))، إنه الركون إلى الشيء. وكان يقرأ جميع ما في القرآن: " يلحدون " بضم الياء وكسر الحاء، إلا التي في ((النحل)) [الآية: 103]، فإنه كان يقرؤها: (يلحدون) بفتح الياء والحاء، ويزعم أنه بمعنى الركون.
وأما سائر أهل المعرفة بكلام العرب، فيرون أن معناهما واحد، وأنهما لغتان جاءتا في حرف واحد بمعنى واحد.
واختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قرأة أهل المدينة وبعض البصريين والكوفيين: " يلحدون "، بضم الياء وكسر الحاء، من ((ألحد يلحد))، في جميع القرآن.
وقرأ ذلك عامة قرأة أهل الكوفة: ((يلحدون)) بفتح الياء والحاء، من ((لحد يلحد)).
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك، أنهما لغتان بمعنى واحد، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب في ذلك، غي أني أختار القراءة بضم الياء، على لغة من قال: ((ألحد))، لأنها أشهر اللغتين وأفصحهما.
وكان ابن زيد يقول في قوله: " وذروا الذين يلحدون في أسمائه "، أنه منسوخ.
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: " وذروا الذين يلحدون في أسمائه "، قال: هؤلاء أهل الكفر، وقد نسخ، نسخه القتال.
ولا معنى لما قال ابن زيد في ذلك من أنه منسوخ، لأن قوله: " وذروا الذين يلحدون في أسمائه "، ليس بأمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بترك المشركين أن يقولوا ذلك، حتى يأذن له في قتالهم. وإنما هو تهديد من الله للملحدين في أسمائه، ووعيد منه لهم، كما قال في موضع آخر: " ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل " الآية، [الحجر: 3]، وكقوله: " ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون " [العنكبوت: 66]. وهو كلام خرج مخرج الأمر بمعنى الوعيد والتهديد، ومعناه: أن مهل الذين يلحدون، يا محمد، في أسماء الله إلى أجل هم بالغوه، فسوف يجزون، إذا جاءهم أجل الله الذي أجلهم إليه، جزاء أعمالهم التي كانوا يعملونها قبل ذلك، من الكفر بالله، والإلحاد في أسمائه، وتكذيب رسوله.
قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" فيه ست مسائل:
الأولى- قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" أمر بإخلاص العبادة لله، ومجانبة المشركين والملحدين. قال مقاتل وغيره من المفسرين: نزلت الآية في رجل من المسلمين، كان يقول في صلاته: يا رحمن يا رحيم. فقال رجل من مشركي مكة: أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون رباً واحداً، فما بال هذا يدعو ربين اثنين؟ فأنزل الله سبحانه وتعالى "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها".
الثانية- جاء في كتاب الترمذي وسنن ابن ماجة وغيرهما حديث "عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نص فيه: أن لله تسعة وتسعين اسماً، في أحدهما ما ليس في الآخر". وقد بينا ذلك في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى. قال ابن عطية -وذكر حديث الترمذي- وذلك الحديث ليس بالمتواتر، وإن كان قد قال فيه أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صفوان بن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث. وإنما المتواتر منه قوله صلى الله عليه وسلم:
"إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة". ومعنى أحصاها عدها وحفظها. وقيل غير هذا مما بيناه في كتابنا. وذكرنا هناك تصحيح حديث الترمذي، وذكرنا من الأسماء ما اجتمع عليه وما اختلف فيه مما وقفنا عليه في كتب أئمتنا ما ينيف على مائتي اسم. وذكرنا قبل تعيينها في مقدمة الكتاب اثنين وثلاثين فصلاً فيما يتعلق بأحكامها، فمن أراده وقف عليه هناك وفي غيره من الكتب الموضوعة في هذا الباب. والله الموفق للصواب، لا رب سواه.
الثالثة- واختلف العلماء من هذا الباب في الاسم والمسمى، وقد ذكرنا ما للعلماء من ذلك في الكتاب الأسنى. قال ابن الحصار: وفي هذه الآية وقوع الاسم على المسمى ووقوعه على التسمية. فقوله: "ولله" وقع على المسمى، وقوله: "الأسماء" وهو جمع اسم واقع على التسميات. يدل على صحة ما قلناه قوله: "فادعوه بها"، والهاء في قوله: "فادعوه" تعود على المسمى سبحانه وتعالى، فهو المدعو. والهاء في قوله بها تعود على الأسماء، وهي التسميات التي يدعى بها لا بغيرها. هذا الذي يقتضيه لسان العرب. ومثل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد" الحديث. وقد تقدم في البقرة شيء من هذا. والذي يذهب إليه أهل الحق أن الاسم هو المسمى، أو صفة له تتعلق به، وأنه غير التسمية. قال ابن العربي عند كلامه على قوله تعالى "ولله الأسماء الحسنى": فيه ثلاثة أقوال. قال بعض علمائنا: في ذلك دليل على أن الاسم المسمى، لأنه لو كان غيره لوجب أن تكون الأسماء لغير الله تعالى. الثاني- قال آخرون: المراد به التسميات، لأنه سبحانه واحد والأسماء جمع.
قلت- ذكر ابن عطية في تفسيره أن الأسماء في الآية بمعنى التسميات إجماعاً من المتأولين لا يجوز غيره. وقال القاضي أبو بكر في كتاب التمهيد: تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة" أي أن له تسعة وتسعين تسمية بلا خلاف، وهي عبارات عن كون الله تعالى على أوصاف شتى، منها ما يستحقه لنفسه ومنها ما يستحقه لصفة تتعلق به، وأسماؤه العائدة إلى نفسه هي هو، وما تعلق بصفة له فهي أسماء له. ومنها صفات لذاته. ومنها صفات أفعال. وهذا هو تأويل قوله تعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" أي التسميات الحسنى. الثالث- قال آخرون منهم: ولله الصفات.
الرابعة- سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى لأنها حسنة في الأسماع والقلوب، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وإفضاله. والحسنى مصدر وصف به. ويجوز أن يقدر الحسنى فعلى، مؤنث الأحسن، كالكبرى تأنيث الأكبر، والجمع الكبر والحسن. وعلى الأول أفرد كما أفرد وصف ما لا يعقل، كما قال تعالى: "مآرب أخرى" [طه: 18] و "يا جبال أوبي معه" [سبأ: 10].
الخامسة- قوله تعالى: "فادعوه بها" أي اطلبوا منه بأسمائه، فيطلب بكل اسم ما يليق به، تقول: يا رحيم ارحمني، يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني، يا هادي اهدني، يا فتاح افتح لي، يا تواب تب علي، هكذا. فإن دعوت باسم عام قلت: يا مالك ارحمني، يا عزيز احكم لي، يا لطيف ارزقني. وإن دعوت بالأعم الأعظم فقلت: يا الله، فهو متضمن لكل اسم. ولا تقول: يا رزاق اهدني، إلا أن تريد يا رزاق ارزقني الخير. قال ابن العربي: وهكذا، رتب دعاءك تكن من المخلصين. وقد تقدم في البقرة شرائط الدعاء، وفي هذه السورة أيضاً. والحمد لله.
السادسة- أدخل القاضي أبو بكر بن العربي عدة من الأسماء في أسمائه سبحانه، مثل متم نوره، وخير الوارثين، وخير الماكرين، ورابع ثلاثة، وسادس خمسة، والطيب، والمعلم، وأمثال ذلك. قال ابن الحصار: واقتدى في ذلك بابن برجان، إذ ذكر في الأسماء النظيف وغير ذلك مما لم يرد في كتاب ولا سنة.
قلت: أما ما ذكر من قوله مما لم يرد في كتاب ولا سنة فقد جاء في صحيح مسلم الطيب. وخرج الترمذي النظيف. وخرج عن ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه:
رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي" الحديث. وقال فيه: حديث حسن صحيح. فعلى هذا جائز أن يقال: يا خير الماكرين امكر لي ولا تمكر علي. والله أعلم. وقد ذكرنا الطيب، والنظيف في كتابنا وغيره مما جاء ذكره في الأخبار، وعن السلف الأخيار، وما يجوز أن يسمى به ويدعى، وما يجوز أن يسمى به ولا يدعى، وما لا يجوز أن يسمى به ولا يدعى. حسب ما ذكره الشيخ أبو الحسن الأشعري. وهناك يتبين لك ذلك إن شاء الله تعالى.
قوله تعالى: "وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون" فيه مسألتان:
الأولى- قوله تعالى: "يلحدون" الإلحاد: الميل وترك القصد، يقال: ألحد الرجل في الدين. وألحد إذا مال. ومنه اللحد في القبر، لأنه في ناحيته. وقرئ يلحدون لغتان والإلحاد يكون بثلاثة أوجه: أحدها بالتغيير فيها كما فعله المشركون، وذلك أنهم عدلوا بها عما هي عليه فسموا بها أوثانهم، فاشتقوا اللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان قاله ابن عباس و قتادة. الثاني- بالزيادة فيها. الثالث- بالنقصان منها، كما يفعله الجهال الذين يخترعون أدعية يسمون فيها الله تعالى بغير أسمائه، ويذكرونه بغير ما يذكر من أفعاله، إلى غير ذلك مما لا يليق به. قال ابن العربي: فحذار منها، ولا يدعون أحدكم إلا بما في كتاب الله والكتب الخمسة، وهي البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي. فهذه الكتب التي يدور الإسلام عليها، وقد دخل فيها ما في الموطأ الذي هو أصل التصانيف، وذروا ما سواها، ولا يقولن أحدكم أختار دعاء كذا وكذا، فإن الله قد اختار له وأرسل بذلك إلى الخلق رسوله صلى الله عليه وسلم.
الثانية- معنى الزيادة في الأسماء التشبيه، والنقصان التعطيل. فإن المشبهة وصفوه بما لم يأذن فيه، والمعطلة سلبوه ما اتصف به، ولذلك قال أهل الحق: إن ديننا طريق بين طريقين، لا بتشبيه ولا بتعطيل. وسئل الشيخ أبو الحسن البوشنجي عن التوحيد فقال: إثبات ذات غير مشبهة بالذوات، ولا معطلة من الصفات. وقد قيل في قوله تعالى: "وذروا الذين يلحدون" معناه اتركوهم ولا تحاجوهم ولا تعرضوا لهم. فالآية على هذا منسوخة بالقتال، قاله ابن زيد. وقيل: معناه الوعيد، كقوله تعالى: "ذرني ومن خلقت وحيدا" [المدثر: 11] وقوله: "ذرهم يأكلوا ويتمتعوا" [الحجر: 3]. وهو الظاهر من الآية، لقوله تعالى: "سيجزون ما كانوا يعملون". والله أعلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله تسعاً وتسعين اسماً مائة إلا واحداً, من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر" أخرجاه في الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عنه, ورواه البخاري عن أبي اليمان عن شعيب عن أبي حمزة عن أبي الزناد به, وأخرجه الترمذي في جامعه عن الجوزجاني عن صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم عن شعيب فذكر بسنده مثله, وزاد بعد قوله "يحب الوتر: هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار, المتكبر الخالق البارىء المصور الغفار, القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط, الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير, الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور, الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم, الرقيب المجيب الواسع الحكيم, الودود المجيد الباعث الشهيد الحق, الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدىء المعيد, المحيي المميت, الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الأحد, الفرد الصمد, القادر المقتدر المقدم المؤخر الأول الاخر, الظاهر الباطن الوالي المتعالي, البر التواب المنتقم العفو الرؤوف, مالك الملك ذو الجلال والإكرام المقسط الجامع الغني المغني, المانع الضار النافع, النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور" ثم قال الترمذي: هذا حديث غريب, وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة, ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث, ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق صفوان به.
وقد رواه ابن ماجه في سننه من طريق آخر عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً فسرد الأسماء كنحو مما تقدم بزيادة ونقصان, والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه, وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك, أي أنهم جمعوها من القرآن. كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي, والله أعلم.
ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى غير منحصرة في تسعة وتسعين بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق عن أبي سلمة الجهني عن القاسم عن عبد الرحمن عن أبيه, عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن أمتك, ناصيتي بيدك ماض في حكمك, عدل في قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همي, إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدل مكانه فرحاً" فقيل يا رسول الله: أفلا نتعلمها ؟ فقال "بلى ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها" وقد أخرجه الإمام أبو حاتم بن حبان البستي في صحيحه بمثله, وذكر الفقيه الإمام أبو بكر العربي أحد أئمة المالكية في كتابه الأحوذي في شرح الترمذي أن بعضهم جمع من الكتاب والسنة من أسماء الله ألف اسم, فالله أعلم.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى: "وذروا الذين يلحدون في أسمائه" قال: إلحاد الملحدين أن دعوا اللات في أسماء الله. وقال ابن جريج عن مجاهد "وذروا الذين يلحدون في أسمائه" قال اشتقوا اللات من الله, والعزى من العزيز, وقال قتادة يلحدون يشركون في أسمائه. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: الإلحاد التكذيب: وأصل الإلحاد في كلام العرب العدول عن القصد, والميل والجور والانحراف, ومنه اللحد في القبر لانحرافه إلى جهة القبلة عن سمت الحفر.
هذه الآية مشتملة على الإخبار من الله سبحانه بما له من الأسماء على الجملة دون التفصيل، والحسنى تأنيث الأحسن: أي التي هي أحسن الأسماء لدلالتها على أحسن مسمى وأشرف مدلول، ثم أمرهم بأن يدعوه بها عند الحاجة فإنه إذا دعي بأحسن أسمائه كان ذلك من أسباب الإجابة، وقد ثبت في الصحيح: "إن لله تسعة وتسعين إسماً من أحصاها دخل الجنة" وسيأتي أيضاً بيان عددها آخر البحث إن شاء الله. قوله: 180- "وذروا الذين يلحدون في أسمائه" الإلحاد: الميل وترك القصد، يقال: لحد الرجل في الدين وألحد: إذا مال، ومنه اللحد في القبر لأنه في ناحية، وقرئ يلحدون وهما لغتان، والإلحاد في أسمائه سبحانه يكون على ثلاثة أوجه: إما بالتغيير كما فعله المشركون فإنهم أخذوا اسم اللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان، أو بالزيادة عليها بأن يخترعوا أسماء من عندهم لم يأذن الله بها، أو بالنقصان منها بأن يدعوه ببعضها دون بعض ومعنى "وذروا الذين يلحدون" أتركوهم ولا تحاجوهم ولا تعرضوا لهم، وعلى هذا المعنى فالآية منسوخة بآيات القتال، وقيل معناه: الوعيد كقوله تعالى: "ذرني ومن خلقت وحيداً"، وقوله: "ذرهم يأكلوا ويتمتعوا" وهذا أولى لقوله: "سيجزون ما كانوا يعملون" فإنه وعيد لهم بنزول العقوبة وتحذير للمسلمين أن يفعلوا كفعلهم. وقد ذكر مقاتل وغيره من المفسرين أن هذه الآية نزلت في رجل من المسلمين كان يقول في صلاته يا رحمن يا رحيم، فقال رجل من المشركين: أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون رباً واحداً فما بال هذا يدعو ربين اثنين؟ حكى ذلك القرطبي.
وقد أخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وأبو عوانة وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن منده وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة إنه وتر يحب الوتر". وفي لفظ ابن مردويه وأبي نعيم: "من دعى بها استجاب الله دعاءه". وزاد الترمذي في سننه بعد قوله يحب الوتر: "هو الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الأحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور".
هكذا أخرج الترمذي هذه الزيادة عن الجوزجاني عن صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعة وقال: هذا حديث غريب. وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة، ولا يعلم في كثير شيء من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث. ورواه ابن حبان في صحيحه وابن خزيمة والحاكم من طريق صفوان بإسناده السابق. ورواه ابن ماجه في سننه من طريق أخرى عن موسى بن عقبة عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً فسرد الأسماء المتقدمة بزيادة ونقصان. قال ابن كثير في تفسيره والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج فيه. وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم وعبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك: أي أنهم جمعوها من القرآن كما روي عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينة وأبي زيد اللغوي. قال: ثم ليعلم أن الأسماء الحسنى ليست منحصرة في التسعة والتسعين بدليل ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق عن أبي سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وأمتك، ناصيتي بيدك ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً، فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها". وقد أخرجه الإمام أبو حاتم بن حبان في صحيحه بمثله انتهى. وأخرجه البيهقي أيضاً في الأسماء والصفات. قال ابن حزم: جاءت في إحصائها، يعني الأسماء الحسنى أحاديث مضطربة لا يصح منها شيء أصلاً. وقد أخرجها بهذا العدد الذي أخرجه الترمذي وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس وابن عمر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكراه، ولا أدري كيف إسناده. وأخرج ابن أبي الدنيا والطبراني كلاهما في الدعاء وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن أبي هريرة: إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة: أسأل الله الرحمن، الرحيم، الإله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الغفور، الودود، الشكور، المجيد، المبدئ، المعيد، النور، البارئ، وفي لفظ: القائم، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، العفو، الغفار، الوهاب، الفرد، وفي لفظ: القادر، الأحد الصمد، الوكيل، الكافي، الباقي، المغيث، الدائم المتعالي، ذا الجلال والإكرام، المولى، البصير، الحق، المتين، الوارث، المنير، الباعث، القدير، وفي لفظ: المجيب، المحيي، المميت، الحميد، وفي لفظ: الجميل، الصادق، الحفيظ، المحيط، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، الملك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، المالك، القاهر، الهادي، الشاكر، الكريم، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذا الطول، ذا المعارج، ذا الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل.
وأخرج أبو نعيم عن محمد بن جعفر قال: سألت أبي جعفر بن محمد الصادق عن الأسماء التسعة والتسعين التي من أحصاها دخل الجنة؟ فقال: هي في القرآن، ففي الفاتحة خمسة أسماء: يا الله، يارب، يا رحمن، يا رحيم، يا ملك، وفي البقرة ثلاثة وثلاثون اسماً: يا محيط، يا قدير، يا عليم، يا حكيم، يا علي، يا عظيم، يا تواب، يا بصير، يا ولي، يا واسع، يا كافي، يا رؤوف، يا بديع، يا شاكر، يا واحد، يا سميع، يا قابض، يا مجيب، يا عزيز، يا نصير، يا قوي، يا شديد، يا سريع، يا خبير، وفي آل عمران: يا وهاب، يا قائم، يا صادق، يا باعث، يا منعم، يا متفضل، وفي النساء: يا رقيب، يا حسيب، يا شهيد، يا مقيت، يا وكيل، يا علي، يا كبير، وفي الأنعام: يا فاطر، يا قاهر، يا لطيف، يا برهان، وفي الأعراف: يا محيي، يا مميت، وفي الأنفال: يا نعم المولى، ويا نعم النصير، وفي هود: يا حفيظ، يا مجيد، يا ودود، يا فعال لما تريد، وفي الرعد: يا كبير، يا متعالي، وفي إبراهيم: يا منان، يا وارث، وفي الحجر: يا خلاق، وفي مريم: يا فرد، وفي طه: يا غفار، وفي قد أفلح، يا كريم، وفي النور: يا حق، يا مبين، وفي الفرقان: يا هادي، وفي سبأ: يا فتاح، وفي الزمر: يا عالم، وفي غافر: يا قابل التوب، يا ذا الطول، يا رفيع، وفي الذاريات: يا رزاق، يا ذا القوة، يا متين، وفي الطور: يا بر، وفي اقتربت: يا مقتدر، يا مليك، وفي الرحمن: يا ذا الجلال والإكرام، يا رب المشرقين، يا رب المغربين، يا باقي، يا معين، وفي الحديد: يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن، وفي الحشر: يا ملك، يا قدوس، يا سلام، يا مؤمن، يا مهيمن، يا عزيز، يا جبار، يا متكبر، يا خالق، يا بارئ، يا مصور، وفي البروج: يا مبدئ، يا معيد، وفي الفجر: يا وتر، وفي الإخلاص: يا أحد، يا صمد انتهى.
وقد ذكر ابن حجر في التلخيص أنه تتبعها من الكتاب العزيز إلى أن حررها منه تسعة وتسعين ثم سردها فابحثه. ويؤيد هذا ما أخرجه أبو نعيم عن ابن عباس وابن عمر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة، وهي في القرآن". وأخرج البيهقي عن عائشة "أنها قالت: يا رسول الله علمني اسم الله الذي إذا دعي به أجاب، قال لها: قومي فتوضئي وادخلي المسجد فصلي ركعتين ثم ادعي حتى أسمع، ففعلت، فلما جلست للدعاء قال النبي صلى الله عليه وسلم:اللهم وفقها فقالت: اللهم إني أسألك بجميع أسمائك الحسنى كلها ما علمنا منها وما لم نعلم، وأسألك باسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر الذي من دعاك به أجبته، ومن سألك به أعطيته، قال النبي:أصبتيه أصبتيه".
وقد أطال أهل العلم الكلام على الأسماء الحسنى حتى أن ابن العربي في شرح الترمذي حكى عن بعض أهل العلم أنه جمع من الكتاب والسنة من أسماء الله ألف اسم. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "وذروا الذين يلحدون في أسمائه" قال: الإلحاد، أن يدعو اللات والعزى في أسماء الله. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال: الإلحاد التكذيب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في الآية قال: اشتقوا العزى من العزيز، واشتقوا اللات من الله. وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في الآية قال: الإلحاد المضاهاة. وأخرج ابن أبي حاتم عن الأعمش أنه قرأ يلحدون من لحد، وقال تفسيرها: يدخلون فيها ما ليس منها. وأخرج عبد الرزاق وابن حميد وابن جرير عن قتادة في الآية قال: يشركون.
180 - قوله تعالى : " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " ، قال مقاتل : وذلك أن رجلاً دعا الله في صلاته ودعا الرحمن ، فقال بعض مشركي مكة : إن محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه يدعون أنهم يعبدون رباً واحداً ، فما بال هذا يدعو اثنين ؟ فأنزل الله عز وجل : " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " . والحسنى تأنيث الأحسن كالكبرى والصغرى ، فادعوه بها .
أخبرنا أحمد بن عبدالله الصالحي ، أنا أبو الحسين بن علي بن محمد بن عبدالله بن بشران ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، أنا أحمد بن منصور الرمادي حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر بن همام بن منبه عن أبو هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله تسعةً وتسعين اسماً ، مائة إلا واحداً ، من أحصاها دخل الجنة ، إنه وتر يحب الوتر " .
" وذروا الذين يلحدون في أسمائه " ، قرأ حمزه : " يلحدون " -بفتح الياء والحاء حيث كان _ وافقه الكسائي في النحل ، والباقون بضم الياء وكسر الحاء ، ومحنى الإلحاد هو : الميل عن { المقصد } ، يقال : ألحد يلحد لحوداً : إذا مال ،قال يعقوب بن السكيت : الإلحاد هو العدول عن الحق ، وإدخال ما ليس منه فيه، يقال : ألحد في الدين ، ولحد ، وبه قرأ حمزه .
" وذروا الذين يلحدون في أسمائه " : هم المشركون عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه ، فسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا ، فاشتقوا اللات من ( الله ) والعزى من ( العزيز ) ، ومناة من ( المنان ) ، هذا قول ابن عباس و مجاهد .
وقيل : هو تسميتهم الأصنام آلهة . وروي عن ابن عباس : يلحدون في أسمائه أ ي يكذبون وقال أهل المعاني : الإلحاد في أسماء الله : تسميته بما لم يسم به ، ولم ينطق به كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وجملته : أن أسماء الله تعالى على التوقيف فإنه يسمى جواداً ولا يسمى سخياً ، وإن كان في معنى الجواد ، ويسمى رحيماً ولا يسمى رفيقاً ، ويسمى عالماً ولا يسمى عاقلاً . وقال تعالى : " يخادعون الله وهو خادعهم " ( النساء - 142) وقال عز من قائل : " ومكروا ومكر الله "( آل عمران - 54 ) ، ولا يقال في الدعاء : يا مخادع ، يا مكار ، بل يدعى بأسمائه التي ورد بها التوقيف على وده التعظيم ، فيقال : يا الله ، يا رحمن ، يا رحيم ، يا عزيز ، يا كريم ونحو ذلك . " سيجزون ما كانوا يعملون " في الآخرة .
180. " ولله الأسماء الحسنى " لأنها دالة على معان هي أحسن المعاني ، والمراد بها الألفاظ وقيل الصفات . " فادعوه بها " فسموه بتلك الأسماء." وذروا الذين يلحدون في أسمائه " واتركوا تسمية الزائغين فيها الذين يسمونه بما لا توقيف فيه ، إذ ربما يوهم معنى فاسدا كقولهم يا أبا المكارم يا أبيض الوجه ، أو لا تبالوا بإنكارهم ما سمى به نفسه كقولهم : ما نعرف إلا رحمان اليمامة ، أو وذروهم وإلحادهم فيها بإطلاقها على الأصنام واشتقاق أسمائها منها كاللات من (الله )، والعزى من (العزيز ) ولا توافقوهم عليه أو أعرضوا عنهم فإن الله مجازيهم كما قال : " سيجزون ما كانوا يعملون " وقرأ حمزة هنا وفي ( فصلت ) " يلحدون " بالفتح يقال : لحد وألحد إذا مال عن القصد .
180. Allah's are the fairest names. Invoke Him by them. And leave the company of those who blaspheme His names. They will be requited what they do.
180 - The most beautiful names belong to God: so call on him by them; but shun such men as use profanity in his names: for what they do, they will soon be requited.