18 - (قالوا إنا تطيرنا) تشاءمنا (بكم) لانقطاع المطر عنا بسببكم (لئن) لام قسم (لم تنتهوا لنرجمنكم) بالحجارة (وليمسنكم منا عذاب أليم) مؤلم
يقول تعالى ذكره: قال أصحاب القرية للرسل: " إنا تطيرنا بكم " يعنون: إنا تشاء منا بكم، فإن أصابنا بلاء فمن أجلكم.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " قالوا إنا تطيرنا بكم " قالوا: إن أصحابنا شر، فإنما هو من أجلكم.
وقوله " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم " يقول: لئن لم تنتهوا عما ذكرتم من أنكم أرسلتم إلينا بالبراءة من آلهتنا، والنهي عن عبادتنا لنرجمنكم، قيل: عني بذلك لنرجمنك بالحجارة.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم " بالحجارة " وليمسنكم منا عذاب أليم " يقول: ولينالنكم منا عذاب موجع.
" قالوا " لهم " إنا تطيرنا بكم " أي تشاءمنا بكم . قال مقاتل : حبس عنهم المطر ثلاث سنين فقالوا هذا بشؤمكم . ويقال : إنهم أقاموا ينذرونهم عشر سنين . " لئن لم تنتهوا " عن إنذارنا " لنرجمنكم " قال الفراء : لنقتلنكم . قال : وعامة ما في القرآن من الرجم معناه القتل . وقال قتادة : هو على بابه من الرجم بالحجارة . وقيل : لنشتمنكم ، وقد تقدم جميعه " وليمسنكم منا عذاب أليم " قيل : هو القتل . وقيل : هو التعذيب المؤلم . وقيل : هو التعذيب المؤلم قبل القتل كالسلخ والقطع والصلب .
فعند ذلك قال لهم أهل القرية"إنا تطيرنا بكم" أي لم نر على وجوهكم خيراً في عيشنا. وقال قتادة : يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم. وقال مجاهد : يقولون لم يدخل مثلكم إلى قرية إلا عذب أهلها "لئن لم تنتهوا لنرجمنكم" قال قتادة : بالحجارة. وقال مجاهد : بالشتم, "وليمسنكم منا عذاب أليم" أي عقوبة شديدة, فقالت لهم رسلهم "طائركم معكم" أي مردود عليكم, كقوله تعالى في قوم فرعون "فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله" وقال قوم صالح "اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله" وقال قتادة ووهب بن منبه : أي أعمالكم معكم. وقال عز وجل: " وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا " وقوله تعالى: " أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون " أي من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله وإخلاص العبادة له, قابلتمونا بهذا الكلام وتوعدتمونا وتهددتمونا, بل أنتم قوم مسرفون. وقال قتادة : أي إن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا بل أنتم قوم مسرفون.
وكذلك جملة 18- "قالوا إنا تطيرنا بكم" فإنها مستأنفة جواباً عن سؤال مقدر: أي إنا تشاءمنا بكم، لم تجدوا جواباً تجيبون به على الرسل بها. قال مقاتل: حبس عنهم المطر ثلاث سنين. قيل إنهم أقاموا ينذرونهم عشر سنين، ثم رجعوا إلى التجبر والتكبر لما ضاقت صدورهم وأعيتهم العلل فقالوا: "لئن لم تنتهوا لنرجمنكم" أي لئن لم تتركوا هذه الدعوى وتعرضوا عن هذه المقالة لنرجمنكم بالحجارة "وليمسنكم منا عذاب أليم" أي شديد فظيع. قال الفراء: عامة ما في القرآن من الرجم المراد به القتل. وقال قتادة: هو على بابه من الرجم بالحجارة. قيل ومعنى العذاب الأليم: القتل، وقيل الشتم، وقيل هو التعذيب المؤلم من غير تقييد بنوع خاص وهذا هو الظاهر.
18. " قالوا إنا تطيرنا بكم "، تشاءمنا بكم، وذلك أن المطر حبس عنهم، فقالوا: أصابنا هذا بشؤمكم، " لئن لم تنتهوا لنرجمنكم "، لنقتلكم، وقال قتادة : بالحجارة " وليمسنكم منا عذاب أليم ".
18 -" قالوا إنا تطيرنا بكم " تشاءمنا بكم ، وذلك لاستغرابهم ما ادعوه واستقباحهم له وتنفرهم عنه . " لئن لم تنتهوا " عن مقالتكم هذه . " لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم " .
18. (The people of the city) said: We augur ill of you. If ye desist not, we shall surely stone you, and grievous torture will befall you at our hands.
18 - The (people) said: For us, we augur an evil omen from you: if ye desist not, we will certainly stone you, and a grievous punishment indeed will be inflicted on you by us.