173 - (وأمطرنا عليهم مطرا) حجارة من جملة الإهلاك (فساء مطر المنذرين) مطرهم
القول في تأويل قوله تعالى : " وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين " .
قوله تعالى : " فساء مطر المنذرين " . وقيل : إن جبريل خسف بقريتهم وجعل عاليها سافلها ، ثم أتبعها الله بالحجارة .
لما نهاهم نبي الله عن ارتكاب الفواحش, وغشيانهم الذكور, وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن الله لهم, ما كان جوابهم له إلا أن قالوا "لئن لم تنته يا لوط" أي عما جئتنا به "لتكونن من المخرجين" أي ننفيك من بين أظهرنا, كما قال تعالى: "فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون" فلما رأى أنهم لا يرتدعون عما هم فيه وأنهم مستمرون على ضلالتهم, تبرأ منهم وقال "إني لعملكم من القالين" أي المبغضين, لا أحبه ولا أرضى به, وإني بريء منكم, ثم دعا الله عليهم فقال "رب نجني وأهلي مما يعملون" قال الله تعالى: "فنجيناه وأهله أجمعين" أي كلهم "إلا عجوزاً في الغابرين" وهي امرأته, وكانت عجوز سوء بقيت فهلكت مع من بقي من قومها, وذلك كما أخبر الله تعالى عنهم في سورة الأعراف وهود, وكذا في الحجر حين أمره الله أن يسري بأهله إلا امرأته, وأنهم لا يلتفتوا إذا سمعوا الصيحة حين تنزل على قومه, فصبروا لأمر الله واستمروا, وأنزل الله على أولئك العذاب الذي عم جميعهم, وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود, ولهذا قال تعالى: " ثم دمرنا الآخرين * وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ".
173- "وأمطرنا عليهم مطراً" يعني الحجارة "فساء مطر المنذرين" المخصوص بالذم محذوف، والتقدير مطرهم.
173- "وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين"، قال وهب بن منبه: الكبريت والنار.
173 -" وأمطرنا عليهم مطراً " وقيل أمطر الله على شذاذ القوم حجارة فأهلكهم . " فساء مطر المنذرين " اللام فيه للجنس حتى يصح وقوع المضاف إليه فاعل ساء والمخصوص بالذم محذوف وهو مطرهم .
173. And We rained on them a rain. And dreadful is the rain of those who have been warned.
173 - We rained down on them a shower (of brimstone): and evil was the shower on those who were admonished (but heeded not)!