17 - (ثم نتبعهم الآخرين) ممن كذبوا ككفار مكة فنهلكهم
قوله تعالى : " ثم نتبعهم الآخرين " .
قوله تعالى:" ثم نتبعهم الآخرين" أي نلحق الآخرين بالأولين.
يقول تعالى: "ألم نهلك الأولين" يعني من المكذبين للرسل المخالفين لما جاؤوهم به " ثم نتبعهم الآخرين " أي ممن أشبههم ولهذا قال تعالى: "كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين" قاله ابن جرير . ثم قال تعالى ممتناً على خلقه ومحتجاً على الإعادة بالبداءة: "ألم نخلقكم من ماء مهين" أي ضعيف حقير بالنسبة إلى قدرة الباري عز وجل كما تقدم في سورة يس في حديث بشر بن جحاش " ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ؟" "فجعلناه في قرار مكين" يعني جمعناه في الرحم وهو قرار الماء من الرجل والمرأة والرحم معد لذلك حافظ لما أودع فيه من الماء. وقوله تعالى: "إلى قدر معلوم" يعني إلى مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر, ولهذا قال تعالى: "فقدرنا فنعم القادرون * ويل يومئذ للمكذبين" ثم قال تعالى: "ألم نجعل الأرض كفاتاً * أحياء وأمواتاً" قال ابن عباس : كفاتاً كنا وقال مجاهد : يكفت الميت فلا يرى منه شيء وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم وكذا قال مجاهد وقتادة "وجعلنا فيها رواسي شامخات" يعني الجبال أرسى بها الأرض لئلا تميد وتضطرب "وأسقيناكم ماء فراتاً" أي عذباً زلالاً من السحاب أو مما أنبعه من عيون الأرض "ويل يومئذ للمكذبين" أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.
17- "ثم نتبعهم الآخرين" يعني كفار مكة، ومن وافقهم حين كذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم قرأ الجمهور "نتبعهم" بالرفع على الاستئناف أي ثم نحن نتبعهم. قال أبو البقاء ليس بمعطوف لأن العطف يوجب أن يكون المعنى: أهلكنا الأولين ثم أتبعناهم الآخرين في الإهلاك. وليس كذلك لأن إهلاك الآخرين لم يقع بعد. ويدل على الرفع قراءة ابن مسعود ثم سنتبعهم وثرأ الأعرج والعباس عن أبي عمرو نتبعهم بالجزم عطفاً على نهلك قال شهاب الدين: على جعل الفعل معطوفاً على مجموع الجملة من قوله: ألم نهلك.
17- "ثم نتبعهم الآخرين"، السالكين سبلهم في الكفر والتكذيب يعني كفار مكة بتكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم.
17-" ثم نتبعهم الآخرين " أي " ثم " نحن " نتبعهم " نظراءهم ككفار مكة ، وقرئ بالجزم عطفاً على " نهلك " فيكون " الآخرين " المتأخرين من المهلكين كقوم لوط وشعيب وموسى عليهم الصلاة والسلام .
17. Then caused the latter folk to follow after?
17 - So shall We make later (generations) follow them.