14 - (قاتلوهم يعذبهم الله) يقتلهم (بأيديكم ويخزهم) يذلهم بالأسر والقهر (وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين) بما فعل بهم بنو خزاعة
ك قوله تعالى قاتلوهم يعذبهم الله الآية أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في خزاعة حين جعلوا يقتلون بني بكر بمكة وأخرج عن عكرمة قال نزلت هذه الآية في خزاعة وأخرج عن السدي ويشف صدور قوم مؤمنين قال هم خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم يشف صدورهم من بني بكر
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: قاتلوا، أيها المؤمنون بالله ورسوله، هؤلاء المشركين الذين نكثوا أيمانهم، ونقضوا عهودهم بينكم وبينهم، وأخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم، " يعذبهم الله بأيديكم "، يقول: يقتلهم الله بأيديكم، " ويخزهم "، يقول: ويذلهم بالأسر والقهر، " وينصركم عليهم "، فيعطيكم الظفر عليهم والغلبة، " ويشف صدور قوم مؤمنين "، يقول: ويبرىء داء صدور قوم مؤمنين بالله ورسوله، بقتل هؤلاء المشركين بأيديكم، وإذلالكم وقهركم إياهم. وذلك الداء، هو ما كان في قلوبهم عليهم من الموجدة بما كانوا ينالونهم به من الأذى والمكروه.
وقيل: إن الله عنى بقوله: " ويشف صدور قوم مؤمنين "، صدور خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك أن قريشاً نقضوا العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعونتهم بكراً عليهم.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن المثنى وابن وكيع قالا، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد في هذه الآية: " ويشف صدور قوم مؤمنين "، قال: خزاعة.
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عمرو بن محمد العنقزي، عن أسباط، عن السدي : " ويشف صدور قوم مؤمنين "، قال: خزاعة، يشف صدورهم من بني بكر.
حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد قال، حدثنا أسباط، عن السدي ، مثله.
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : " ويشف صدور قوم مؤمنين "، خزاعة، حلفاء محمد صلى الله عليه وسلم.
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الله بن رجاء، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد : " ويشف صدور قوم مؤمنين "، قال: حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله.
قوله تعالى: "قاتلوهم" أمر. "يعذبهم الله" جوابه. وهو جزم بمعنى المجازاة. والتقدير: إن تقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين. "ويذهب غيظ قلوبهم" دليل على أن غيظهم كان قد اشتد. وقال مجاهد: يعني خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكله عطف، ويجوز فيه كله الرفع على القطع من الأول. ويجوز النصب على إضمار (أن) وهو الصرف عند الكوفيين، كما قال:
فإن يهلك أبو قابوس يهلك ربيع الناس والشهر الحرام
ونأخذ بعده بذناب عيش أجب الظهر ليس له سنام
وإن شئت رفعت ونأخذ وإن شئت نصبته. والمراد بقوله: "ويشف صدور قوم مؤمنين" بنو خزاعة، على ما ذكرنا عن مجاهد.
"فإن قريشاً أعانت بني بكر عليهم، وكانت خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم. فأنشد رجل من بني بكر هجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له بعض خزاعة: لئن أعدته لأكسرن فمك، فأعاده فكسر فاه وثار بينهم قتال، فقتلوا من الخزاعيين أقواماً، فخرج عمرو بن سالم الخزاعي في نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره به، فدخل منزل ميمونة وقال، اسكبوا إلي ماء فجعل يغتسل وهو يقول: لا نصرت إن لم أنصر بني كعب. ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتجهز والخروج إلى مكة فكان الفتح".
وهذا أيضاً تهييج وتحضيض وإغراء على قتال المشركين الناكثين بأيمانهم الذين هموا بإخراج الرسول من مكة, كما قال تعالى: "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" وقال تعالى: "يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم" الاية, وقال تعالى: "وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها" الاية, وقوله: " وهم بدؤوكم أول مرة " قيل المراد بذلك: يوم بدر حين خرجوا لنصر عيرهم, فلما نجت وعلموا بذلك استمروا على وجوههم, طلباً للقتال بغياً وتكبراً كما تقدم بسط ذلك, وقيل المراد نقضهم العهد وقتالهم مع حلفائهم بني بكر لخزاعة أحلاف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح وكان ما كان ولله الحمد والمنة .
وقوله: "أتخشونهم ؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين" يقول تعالى لا تخشوهم واخشون فأنا أهل أن يخشى العباد من سطوتي وعقوبتي فبيدي الأمر وما شئت كان ومالم أشأ لم يكن, ثم قال عزيمة على المؤمنين وبياناً لحكمته فيما شرع لهم من الجهاد مع قدرته على إهلاك الأعداء بأمر من عنده: "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين": وهذا عام في المؤمنين كلهم, وقال مجاهد وعكرمة والسدي في هذه الاية "ويشف صدور قوم مؤمنين" يعني خزاعة, وأعاد الضمير في قوله: "ويذهب غيظ قلوبهم" عليهم أيضاً. وقد ذكر ابن عساكر في ترجمة مؤذن لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عن مسلم بن يسار عن عائشة رضي الله عنها, أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غضبت أخذ بأنفها وقال "يا عويش قولي اللهم رب النبي محمد اغفر ذنبي, وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن" ساقه من طريق أبي أحمد الحاكم, عن الباغندي عن هشام بن عمار حدثنا عبد الرحمن بن أبي الجوزاء عنه "ويتوب الله على من يشاء" أي من عباده "والله عليم" أي بما يصلح عباده "حكيم" في أفعاله وأقواله الكونية والشرعية فيفعل ما يشاء ويحكم ما يريد, وهو العادل الحاكم الذي لا يجور أبداً ولا يضيع مثقال ذرة من خير وشر, بل يجازي عليه في الدنيا والاخرة.
ثم زاد في تأكيد الأمر بالقتال فقال: 14- "قاتلوهم" ورتب على هذا الأمر فوائد: الأولى: تعذيب الله للكفار بأيدي المؤمنين بالقتل والأسر، والثانية: إخزاؤهم، قيل بالأسر، وقيل بما نزل بهم من الذل والهوان، والثالثة: نصر المسلمين عليهم وغلبتهم لهم، والرابعة: أن الله يشفي بالقتال صدور قوم مؤمنين ممن لم يشهد القتال ولا حضره.
14-"قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم"، يقتلهم الله بأيديكم، "ويخزهم"، ويذلهم بالأسر والقهر، "وينصركم عليهم ويشف صدور قوم"، ويبرئ داء قلوب قوم، "مؤمنين"، مما كانوا ينالونه من الأذى منهم. وقال مجاهد و السدي: أراد صدور خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أعانت قريش بني بكر عليهم، حتى نكأوا فيهم فشفى الله صدورهم من بني بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين.
14." قاتلوهم " أمر بالقتال بعد بيان موجبه والتوبيخ على تركه والتوعد عليه . " يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم " وعد لهم إن قاتلوا بالنصر عليهم والتمكن من قتلهم وإذلالهم . " ويشف صدور قوم مؤمنين " يعنى بني خزاعة . وقيل "بطوناً من اليمن وسبأ قدموا مكة فأسلموا فلقوا من أهلها أذى شديداً فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أبشروا فإن الفرج قريب" .
14. Fight them! Allah will chastise them at your hands, and He will lay them low and give you victory over them, and He will heal the breasts of folk who are believers.
14 - Fight them, and God will punish them by your hands, cover them with shame, help you (to victory) over them, heal the breasts of believers,