14 - (إن) ما (كل) من الأحزاب (إلا كذب الرسل) لأنهم إذا كذبوا واحدا منهم فقد كذبوا جميعهم لأن دعوتهم واحدة وهي دعوة التوحيد (فحق) وجب (عقاب)
"إن كل إلا كذب الرسل" يقول : ما كل هؤلاء الأمم إلا كذب رسل الله. وهي في قراءة عبد الله كما ذكر لي : إن كل لما كذب الرسل. "فحق عقاب" يقول : فوجب عليهم عقاب الله إياهم.
كما حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة "إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب" قال : هؤلاء كلهم قد كذبوا الرسل ، فحق عليهم العذاب.
" إن كل " بمعنى ما كل . " إلا كذب الرسل فحق عقاب " أي فنزل بهم من عذاب لذلك التكذيب . وأثبت يعقوب الياء في < عذابي > و < عقابي > في الحالين وحذفها الباقون في الحالين . ونظير هذه الآية قول عز وجل : " وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب * مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود " [ غافر : 30 - 31 ] فسمى هذه الأمم أحزاباً .
يقول تعالى مخبراً عن هؤلاء القرون الماضية وما حل بهم من العذاب والنكال والنقمات في مخالفة الرسل وتكذيب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وقد تقدمت قصصهم مبسوطة في أماكن متعددة وقوله تعالى: "أولئك الأحزاب" أي كانوا أكثر منكم وأشد قوة وأكثر أموالاً وأولاداً فما دفع ذلك عنهم من عذاب الله من شيء لما جاء أمر ربك ولهذا قال عز وجل: "إن كل إلا كذب الرسل فحق عقاب" فجعل علة إهلاكهم هو تكذيبهم بالرسل فليحذر المخاطبون من ذلك أشد الحذر.
وقوله تعالى: "وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق" قال مالك عن زيد بن أسلم: أي ليس لها مثنوية أي ما ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها أي فقد اقتربت ودنت وأزفت وهذه الصيحة هي نفخة الفزع التي يأمر الله تعالى إسرافيل أن يطولها فلا يبقى أحد من أهل السموات والأرض إلا فزع إلا من استثنى الله عز وجل.
وقوله جل جلاله: "وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب" هذا إنكار من الله تعالى على المشركين في دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب فإن القط هو الكتاب وقيل هو الحظ والنصيب. قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد والضحاك والحسن وغير واحد سألوا تعجيل العذاب, زاد قتادة كما قالوا "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم" وقيل سألوا تعجيل نصيبهم من الجنة إن كانت موجودة ليلقوا ذاك في الدنيا وإنما خرج هذا منهم مخرج الاستبعاد والتكذيب. وقال ابن جرير سألوا تعجيل ما يستحقونه من الخير أو الشر في الدنيا وهذا الذي قاله جيد وعليه يدور كلام الضحاك وإسماعيل بن أبي خالد والله أعلم. ولما كان هذا الكلام منهم على وجه الاستهزاء والاستبعاد. قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم آمراً له بالصبر على أذاهم ومبشراً له على صبره بالعاقبة والنصر والظفر.
14- "إن كل إلا كذب الرسل" إن هي النافية، والمعنى: ما كل حزب من هذه الأحزاب إلا كذب الرسل، لأن تكذيب الحزب لرسوله المرسل إليه تكذيب لجميع الرسل أو هو من مقابلة الجمع بالجمع، والمراد تكذيب كل حزب لرسوله، والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال: أي كل أحد من الأحزاب في جميع أحواله إلا وقع منه تكذيب الرسل "فحق عقاب" أي فحق عليهم عقابي بتكذيبهم، ومعنى حق: ثبت ووجب، وإن تأخر فكأنه واقع بهم، وكل ما هو آت قريب. قرأ يعقوب بإثبات الياء في عقاب وحذفها الباقون مطابقة لرؤوس الآي.
14. " إن كل "، ما كل، " إلا كذب الرسل فحق عقاب "، وجب عليهم ونزل بهم عذابي.
14-" إن كل إلا كذب الرسل " بيان لما أسند إليهم من التكذيب على الإبهام مشتمل على أنواع من التأكيد ليكون تسجيلاً على استحقاقهم للعذاب ، ولذلك رتب عليه : " فحق عقاب " وهو إما مقابلة الجمع بالجمع أو جعل تكذيب الواحد منهم تذيب جميعهم .
14. Not one of them but did deny the messengers, therefor My doom was justified,
14 - Not one (of them) but rejected the apostles, but My Punishment came justly and inevitably (on them).