12 - (قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله) إن لم يقولوه لا جواب غيره (كتب على نفسه) قضى على نفسه (الرحمة) فضلا منه وفيه تلطيف في دعائهم إلى الإيمان (ليجمعنكم إلى يوم القيامة) ليجازيكم بأعمالكم (لا ريب) لا شك (فيه الذين خسروا أنفسهم) بتعريضها للعذاب مبتدأ خبره (فهم لا يؤمنون)
قال أبو جعفر: وهذه اللام التي في قوله: "ليجمعنكم"، لام قسم.
ثم اختلف أهل العربية في جالبها، فكان بعض نحويي الكوفة يقول : إن شئت جعلت الرحمة غاية كلام، ثم استأنفت بعدها "ليجمعنكم". قال: وإن شئت جعلته في موضع نصب -يعني: كتب ليجمعنكم- كما قال: "كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة" [الأنعام: 54]، يريد؟ كتب أنه من عمل منكم، قال: والعرب تقول في الحروف التي يصلح معها جواب كلام الأيمان ابن بشار أن المفتوحة وب اللام، فيقولون: أرسلت إليه أن يقوم، و أرسلت إليه ليقومن. قال: وكذلك قوله: "ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حي"، [يوسف: 35]. قال: وهو في القرآن كثير، ألا ترى أنك لو قلت: بدا لهم أن يسجنوه، لكان صواباً؟
وكان بعض نحويي البصرة يقول: نصبت لام "ليجمعنكم"، لأن معنى "كتب": فرض، وأوجب، وهو بمعنى القسم، كأنه قال: والله ليجمعنكم.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك عندي، أن يكون قوله: "كتب على نفسه الرحمة"، غاية، وأن يكون قوله:"ليجمعنكم"، خبراً مبتدأ، ويكون معنى الكلام حينئذ: ليجمعنكم الله، أيها العادلون بالله، ليوم القيامة الذي لا ريب فيه، لينتقم منكم بكفركم به.
وإنما قلت: هذا القول أولى بالصواب من إعمال "كتب" في ليجمعنكم، لأن قوله: "كتب" قد عمل في الرحمة، فغير جائز، وقد عمل في الرحمة، أن يعمل في "ليجمعنكم"، لأنه لا يتعدى إلى اثنين.
فإن قال قائل: فما أنت قائل في قراءة من قرأ: "كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه" [الأنعام: 54] بفتح أن ؟
قيل: إن ذلك إذا قرىء كذلك، فإن أن بيان عن الرحمة، وترجمة عنها. لأن معنى الكلام: كتب على نفسه الرحمة أن يرحم من تاب من عباده بعد اقتراف السوء بجهالة ويعفو، والرحمة، يترجم عنها ويبين معناها بصفتها. وليس من صفة الرحمة "ليجمعنكم إلى يوم القيامة"، فيكون مبيناً به عنها. فإذ كان ذلك كذلك، فلم يبق إلا أن تنصب بنية تكريركتب مرة أخرى معه، ولا ضرورة بالكلام إلى ذلك، فيوجه إلى ما ليس بموجود في ظاهره.
وأما تأويل قوله: "لا ريب فيه"، فإنه: لا شك فيه. يقول: في أن الله يجمعكم إلى يوم القيامة، فيحشركم إليه جميعاً، ثم يؤتي كل عامل منكم أجر ما عمل من حسن أوسيء. قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله: "الذين خسروا أنفسهم"، العادلين به الأوثان والأصنام.
يقول تعالى ذكره: ليجمعن الله "الذين خسروا أنفسهم"، يقول: الذين أهلكوا أنفسهم وغبنوها بادعائهم لله الند والعديل، فأوبقوها باستيجابهم سخط الله وأليم عقابه في المعاد.
وأصل الخسار، الغبن. يقال منه خسر الرجل في البيع، إذا غبن، كما قال الأعشى: لا يأخذ الرشوة في حكمه ولا يبالي خسر الخاسر
وقد بينا ذلك في غير هذا الموضع، بما أغنى عن إعادته.
وموضع الذين في قوله: "الذين خسروا أنفسهم"*، نصب، على الرد علىالكاف والميم في قوله: "ليجمعنكم"، على وجه البيان عنها. وذلك أن الذين خسروا أنفسهم، هم الذين خوطبوا بقوله: "ليجمعنكم".
وقوله: "فهم لا يؤمنون"، يقول: "فهم"، لإهلاكهم أنفسهم وغبنهم إياها حظها، إلا يؤمنون، أي لا يوحدون الله، ولا يصدقون بوعده ووعيده، ولا يقرون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى :" قل لمن ما في السماوات والأرض " هذا أيضاً احتجاج عليهم المعنى قل لهم يا محمد : " لمن ما في السماوات والأرض " فإن قالوا لمن هو ؟ فقل هو " لله " المعنى: إذا ثبت أن له ما في السماوات والأرض وأنه خالق الكل إما باعترافهم أو بقيام الحجة عليه فالله قادر على أن يعالجهم بالعقاب، ويبعثهم بعد الموت ولكنه " كتب على نفسه الرحمة " أي وعد بها فضلاً منه وكرما فلذلك أمهل ، وذكر النفس هنا عبارة عن وجوده وتأكيد وعده وارتفاع الوسائط دونه ومعنى الكلام الاستعطاف منه تعالى للمتولين عنه إلى الإقبال إليه وإخبار منه سبحانه بأنه رحيم بعباده لا يعجل عليهم بالعقوبة ويقبل منهم الإنابة والتوبة، وفي صحيح مسلم "عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما قضى الله الخلق كتب في كتاب على نفسه فهو موضوع عنده إن رحمتي تغلب غضبي" أي لما أظهر قضاءه ، وأبرزه لمن شاء أظهر كتاباً في اللوح المحفظ أو فيما شاءه مقتضاه خبر حق ووعد صدق إن رحمتي تغلب غضبي أي تسبقه وتزيد عليه.
قوله تعالى :" ليجمعنكم " اللام لام القسم ، والنون ونون التأكيد وقال الفراء وغيره : يجوز أن يكون تمام الكلام عند قوله : " الرحمة " ويكون ما بعده مستأنفاً على جهة التبيين فيكون معنى " ليجمعنكم " ليمهلنكم وليؤخرن جمعكم وقيل:المعنى ليجمعنكم أي في القبور إلى اليوم الذي أنكرتموه وقيل: إلى بمعنى في أي ليجمعنكم في يوم القيامة وقيل: يجوز أن يكون موضع " ليجمعنكم " نصباً على البدل من الرحمة فتكون اللام بمعنى أن المعنى :كتب ربكم على نفسه ليجمعنكم أي أن يجمعكم وكذلك قال كثير من النحويين في قوله تعالى : " ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه " [يوسف: 35] أي أن يسجنوه وقيل: موضعه نصب ب كتب كما تكون أن في قوله عز وجل "كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة " وذلك أنه مفسر للرحمة بالإمهال إلى يوم القيامة عن الزجاج، " لا ريب فيه " لا شك فيه " الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون " ابتداء وخبر قاله الزجاج وهو أجود ما قيل فيه تقول : الذي كرمني فله درهم، فالفاء تتضمن معنى الشرط والجزاء وقال الأخفش: إن شئت كان الذين في موضع نصب على البدل من الكاف والميم في " ليجمعنكم " أي ليجمعن المشركين الذي خسروا أنفسهم وأنكره المبرد وزعم أنه خطأ لأنه لا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب لا يقال: مررت بك زيد ولا مررت بي زيد لأن هذا لا يشكل فيبين قال القتبي: يجوز أن يكون الذين جزاء على البدل تقدم ذكرهم أو على النعت لهم وقيل الذين نداء مفرد .
يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض ومن فيهما, وأنه قد كتب على نفسه المقدسة الرحمة, كما ثبت في الصحيحين, من طريق الأعمش: عن أبي صالح, عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله لما خلق الخلق, كتب كتاباً عنده فوق العرش, إن رحمتي تغلب غضبي" وقوله "ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه" هذه اللام هي الموطئة للقسم, فأقسم بنفسه الكريمة, ليجمعن عباده "إلى ميقات يوم معلوم" وهو يوم القيامة الذي لا ريب فيه, أي لا شك فيه عند عباده المؤمنين, فأما الجاحدون المكذبون, فهم في ريبهم يترددون, وقال ابن مردويه عند تفسير هذه الاية: حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم, حدثنا عبيد الله بن أحمد بن عقبة, حدثنا عباس بن محمد, حدثنا حسين بن محمد, حدثنا محصن بن عتبة اليماني, عن الزبير بن شبيب, عن عثمان بن حاضر, عن ابن عباس, قال:" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقوف بين يدي رب العالمين, هل فيه ماء ؟ قال والذي نفسي بيده إن فيه لماء, إن أولياء الله ليردون حياض الأنبياء, ويبعث الله تعالى سبعين ألف ملك, في أيديهم عصي من نار, يذودون الكفار عن حياض الأنبياء", هذا حديث غريب, وفي الترمذي "إن لكل نبي حوضاً, وأرجو أن أكون أكثرهم وارداً" وقوله "الذين خسروا أنفسهم" أي يوم القيامة "فهم لا يؤمنون" أي لا يصدقون بالمعاد, ولا يخافون شر ذلك اليوم, ثم قال تعالى: "وله ما سكن في الليل والنهار" أي كل دابة في السموات والأرض الجميع عباده وخلقه, وتحت قهره وتصرفه وتدبيره, لا إله إلا هو, "وهو السميع العليم" أي السميع لأقوال عباده, العليم بحركاتهم وضمائرهم وسرائرهم, ثم قال تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم, الذي بعثه بالتوحيد العظيم وبالشرع القويم, وأمره أن يدعو الناس إلى صراط الله المستقيم "قل أغير الله أتخذ ولياً فاطر السموات والأرض" كقوله "قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون" والمعنى لا أتخذ ولياً إلا الله وحده لا شريك له, فإنه فاطر السموات والأرض, أي خالقهما ومبدعهما, على غير مثال سبق "وهو يطعم ولا يطعم" أي وهو الرزاق لخلقه من غير احتياج إليهم, كما قال تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" الاية, وقرأ بعضهم ههنا "وهو يطعم ولا يطعم" أي لا يأكل, وفي حديث سهيل بن صالح: عن أبيه, عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال: دعا رجل من الأنصار, من أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم على طعام, فانطلقنا معه, فلما طعم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يديه, قال "الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم, ومن علينا فهدانا وأطعمنا, وسقانا من الشراب, وكسانا من العري, وكل بلاء حسن أبلانا الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافاً ولا مكفور, ولا مستغنى عنه, الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام, وسقانا من الشراب, وكسانا من العري, وهدانا من الضلال, وبصرنا من العمى, وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً, الحمد لله رب العالمين" "قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم" أي من هذه الأمة " ولا تكونن من المشركين * قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " يعني يوم القيامة "من يصرف عنه" أي العذاب "يومئذ فقد رحمه" يعني رحمه الله "وذلك الفوز المبين" كقوله "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز" والفوز حصول الربح, ونفي الخسارة.
قوله: 12- "قل لمن ما في السموات والأرض" هذا احتجاج عليهم وتبكيت لهم. والمعنى: قل لهم هذا القول فإن قالوا فقل لله، وإذا ثبت أن له ما في السموات والأرض إما باعترافهم، أو بقيام الحجة عليهم فالله قادر على أن يعاجلهم بالعقاب، ولكنه كتب على نفسه الرحمة: أي وعد بها فضلاً منه وتكرماً، وذكر النفس هنا عبارة عن تأكد وعده وارتفاع الوسائط دونه، وفي الكلام ترغيب للمتولين عنه إلى الإقبال إليه وتسكين خواطرهم بأنه رحيم بعباده لا يعاجلهم بالعقوبة وأنه يقبل منهم الإنابة والتوبة، ومن رحمته لهم إرسال الرسل، وإنزال الكتب، ونصب الأدلة. قوله: "ليجمعنكم إلى يوم القيامة" اللام جواب قسم محذوف. قال الفراء وغيره: يجوز أن يكون تمام الكلام عند قوله: "الرحمة" ويكون ما بعدها مستأنفاً على جهة التبيين فيكون المعنى "ليجمعنكم" ليمهلنكم وليؤخرن جمعكم. وقيل المعنى: ليجمعنكم في القبور إلى اليوم الذي أنكرتموه. وقيل: "إلى" بمعنى في: أي ليجمعنكم في يوم القيامة. وقيل يجوز أن يكون موضع "ليجمعنكم" النصب على البدل من الرحمة، فتكون اللام بمعنى أن. والمعنى: كتب ربكم على نفسه الرحمة أن يجمعنكم كما قالوا في قوله تعالى: "ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه" أي أن يسجنوه، وقيل إن جملة "ليجمعنكم" مسوقة للترهيب بعد الترغيب، وللوعيد بعد الوعد: أي إن أمهلكم برحمته فهو مجازيكم بجمعكم ثم معاقبة من يستحق عقوبته من العصاة، والضمير في "لا ريب فيه" لليوم أو للجمع. قوله: "الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون". قال الزجاج: إن الموصول مرتفع على الابتداء، وما بعده خبره كما تقول: الذي يكرمني فله درهم، فالفاء لتضمن المبتدأ معنى الشرط. وقال الأخفش: إن شئت كان "الذين" في موضع نصب على البدل من الكاف والميم في "ليجمعنكم" أي ليجمعن المشركين الذين خسروا أنفسهم، وأنكره المبرد وزعم أنه خطأ، لأنه لا يبدل من المخاطب ولا من المخاطب. لا يقال: مررت بك زيد ولا مررت بي زيد، ويل يجوز أن يكون "الذين" مجروراً على البدل من المكذبين الذين تقدم ذكرهم أو على النعت لهم، وقيل إنه منادى وحرف النداء مقدر.
12- قوله عز وجل: " قل لمن ما في السموات والأرض "، فإن أجابوك وإلا فـ " قل "، أنت، "لله"، أمره بالجواب عقيب السؤال ليكون أبلغ في التأثير وآكد في الحجة، " كتب "، أي: قضى،" على نفسه الرحمة "، هذا استعطاف منه تعالى للمتولين عنه إلى الإقبال عليه وإخباره بأنه رحيم بالعباد لا يعجل بالعقوبة، ويقبل الإنابة والتوبة .
أخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي أخبرنا أبو طاهر الزيادي أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه قال ثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما قضى الله الخلق كتب كتاباً فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي " .
وروي أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة: (إن رحمتي [سبقت]غضبي .
أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد الله بن علي الكركاني أنا أبو طاهر الزيادي أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا عبد الرحمن المروزي أخبرنا عبد الله بن المبارك أنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله مائة رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فيها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تتعاطف الوحوش على أولادها، وأخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة " .أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا ابن أبي مريم ثنا أبو غسان حدثني زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم قال:" قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها، تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذه طارحة ولدها في النار؟ فقلنا: لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال:الله أرحم بعباده من هذه بولدها" .
قوله عز وجل: " ليجمعنكم "، اللام فيه لام القسم والنون نون التأكيد مجازة:والله ليجمعنكم، " إلى يوم القيامة "، أي: في يوم القيامة،وقيل: معناه ليجمعنكم في قبوركم إلى يوم القيامة، " لا ريب فيه الذين خسروا "، غبنوا، " أنفسهم فهم لا يؤمنون ".
12- " قل لمن ما في السموات والأرض " خلقاً وملكاً ، وهو سؤال تبكيت
" قل لله " تقريراً لهم وتنبيهاً على أنه المتعين للجواب بالإنفاق، بحيث لا يمكنهم أن يذكروا غيره . " كتب على نفسه الرحمة " التزامها تفضلاً وإحساناً والمراد بالرحمة ما يعم الدارين ومن ذلك الهداية إلى معرفته، والعلم بتوحيده بنصب الأدلة ، وإنزال الكتب والإمهال على الكفر. " ليجمعنكم إلى يوم القيامة " استئناف وقسم للوعيد على إشراكهم وإغفالهم النظر أي: ليجمعنكم في القبور مبعوثين إلى يوم القيامة، فيجازيكم على شرككم . أو في يوم القيامة وإلى بمعنى في. وقيل بدل من الرحمة بدل البعض فإنه من رحمته بعثه إياكم وإنعامه عليكم. " لا ريب فيه " في اليوم أو الجمع. " الذين خسروا أنفسهم " بتضييع رأس مالهم . وهو الفطرة الأصلية والعقل السليم، وموضع الذين نصب على الذم أو رفع على الخبر أي: وأنتم الذين أو على الابتداء والخبر. " فهم لا يؤمنون " والفاء للدلالة على أن عدم إيمانهم مسبب عن خسرانهم ، فإن إبطال العقل باتباع الحواس والوهم والانهماك في التقليد وإغفال النظر أدى بهم إلى الإصرار على الكفر والامتناع من الإيمان .
12. Say: Unto whom belongeth whatsoever is in the heavens and the earth? Say: Unto Allah. He hath prescribed for Himself mercy, that He may bring you all together to a Day whereof there is no doubt. Those who ruin their own souls will not believe.
12 - Say: to whom belongeth all that is in the heavens and on earth? say: to God. he hath inscribed from himself (the rule of) mercy. that he will gather you together for the day of judgment, there is no doubt whatever, it is they who have lost their own souls, that will not believe.