102 - (أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي) أي ملائكتي وعيسى وعزيزا (من دوني أولياء) أربابا مفعول ثان ليتخذوا والمفعول الثاني لحسب محذوف المعنى أظنوا أن الاتخاذ المذكور لا يغضبني ولا أعاقبهم عليه كلا (إنا أعتدنا جهنم للكافرين) هؤلاء وغيرهم (نزلا) أي هي معدة لهم كالمنزل المعد للضيف
يقول عز ذكره : أفظن الذين كفروا بالله من عبدة الملائكة والمسيح ، أن يتخذوا عبادي الذين عبدوهم من دون الله أولياء ، يقول : كلا بل هم لهم أعداء . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكرمن قال لك :
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، في قوله " أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء" قال : يعني من يعبد المسيح ابن مريم والملائكة، وهم عباد الله ، ولم يكونوا للكفار أولياء. وبهذه القراءة أعني بكسر السين من " أفحسب " بمعنى الظن قرأت هذا الحرف قراء الأمصار. وروي عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه و عكرمة و مجاهد أنهم قرءوا ذلك " أفحسب الذين كفروا" بتسكين السين ، ورفع الحرف بعدها، بمعنى : أفحسبهم ذلك : أي أفكفاهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء من عباداتي وموالاتي .
كما حدثت عن إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن عمران بن حدير ، عن عكرمة " أفحسب الذين كفروا" قال : أفحسبهم ذلك. والقراءة التي نقرؤها ير! القراءة التي عليها قراء الأمصار ترر" أفحسب الذين " بكسر السين ، بمعنى أفظن ، لإجماع الحجة من القراء عليها .
وقوله " إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا" يقول : أعددنا لمن كفر بالله جهنم منزلا .
قوله تعالى: " أفحسب الذين كفروا " أي ظن. وقرأ علي وعكرمة و مجاهد و ابن محيصن " أفحسب " بإسكان السين وضم الباء، أي كفاهم. " أن يتخذوا عبادي " يعني عيسى والملائكة وعزيراً. " من دوني أولياء " ولا أعاقبهم، ففي الكلام حذف. وقال الزجاج : المعنى، أفحسبوا أن ينفعهم ذلك. " إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ".
يقول تعالى مخبراً عما يفعله بالكفار يوم القيامة أنه يعرض عليهم جهنم, أي يبرزها لهم ويظهرها ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها, ليكون ذلك أبلغ في تعجيل الهم والحزن لهم. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بجهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام, مع كل زمام سبعون ألف ملك" ثم قال مخبراً عنهم "الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري" أي تغافلوا وتعاموا وتصامموا عن قبول الهدى واتباع الحق, كما قال: "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين" وقال ههنا: "وكانوا لا يستطيعون سمعاً" أي لا يعقلون عن الله أمره ونهيه, ثم قال: "أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء" أي اعتقدوا أنهم يصلح لهم ذلك وينتفعون به "كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضداً" ولهذا أخبر الله تعالى أنه قد أعد لهم جهنم يوم القيامة منزلاً.
102- "أفحسب الذين كفروا" الحسبان هنا بمعنى الظن، والاستفهام للتقريع والتوبيخ والفاء للعطف على مقدر كنظائره. والمعنى: أفظنوا أنهم ينتفعون بما عبدوه مع إعراضهم عن تدبر آيات الله وتمردهم عن قبول الحق، ومعنى "أن يتخذوا عبادي من دوني" أي يتخذوهم من دون الله، وهم الملائكة والمسيح والشياطين "أولياء" أي معبودين، قال الزجاج: المعنى أيحسبون أن ينفعهم ذلك، وقرئ "أفحسب" بسكون السين، ومعناه أكافيهم ومحسبهم أن يتخذوهم أولياء على أنه مبتدأ وخبر، يريد أن ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله كما حسبوا "إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً" أي هيأناها لهم نزلاً يتمتعون به عند ورودهم. قال الزجاج: النزل المأوى والمنزل، وقيل إنه الذي يعد للضيف، فيكون تهكماً بهم كقوله: "فبشرهم بعذاب أليم"، والمعنى: أن جهنم معدة لهم عندنا كما يعد النزل للضيف.
102 - قوله عز وجل : " أفحسب " ، أفظن ، " الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء " ، أرباباً ، يريد بالعباد : عيسى ، والملائكة ، كلا بل هم لهم أعداء ويتبرؤون منهم .
قال ابن عباس : يعني الشياطين أطاعوهم من دون الله . وقال مقاتل : الأصنام سموا عباداً ، كما قال : " إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم " ( الأعراف - 194 ) وجواب هذا الاستفهام محذوف .
قال ابن عباس : يريد إني لأغضب لنفسي ، يقول : أفظن الذين كفروا أن يتخذوا غيري أولياء وإني لا أغضب لنفسي ولا أعاقبهم .
وقيل : أفظنوا أنهم ينفعهم أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء .
" إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً " ، أي : منزلاً ، قال ابن عباس : هي مثواهم . وقيل : النزل ما يهيأ للضيف ، يريد : هي معدة لهم عندنا كالنزل للضيف .
102."أفحسب الذين كفروا"أظنوا والاستفهام للإنكار . "أن يتخذوا عبادي "اتخاذهم الملائكة والمسيح."من دوني أولياء "معبودين نافعهم، أو لا أعذبهم به فحذف المفعول الثاني كما يحذف الخبر للقرينة ، أوسد أن يتخذوا مسد مفعوليه وقرئ"أفحسب الذين كفروا"أي إفكاً فيهم في النجاة، و أن بما في حيزها مرتفع بأنه فاعل حسب ، فإن النعت إذا اعتمد على الهمزة ساوى الفعل في العمل أو خبر له ."إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلاً"ما يقام للنزيل ، وفيه تهكم وتنبيه على أن لهم وراءها من العذاب ما تستحقر دونه .
102. Do the disbelievers reckon that they can choose My bondmen as protecting friends beside Me? Lo! We have prepared hell as a welcome for the disbelievers.
102 - Do the unbelievers think that they can take my servants as protectors besides me? verily we have prepared hell for the unbelievers for (their) entertainment.