10 - (ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء) فقر وشدة (مسته ليقولن ذهب السيئات) المصائب (عني) ولم يتوقع زوالها ولا شكر عليها (إنه لفرح) بطر (فخور) على الناس بما أوتي
قوله تعالى : "ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور"
قوله تعالى: " ولئن أذقناه نعماء " أي صحة ورخاء وسعة في الرزق. " بعد ضراء مسته " أي بعد ضر وفقر وشدة. " ليقولن ذهب السيئات عني " أي الخطايا التي تسوء صاحبها من الضر والفقر. " إنه لفرح فخور " أي يفرح ويفخر بما ناله من السعة وينسى شكر الله عليه، يقال: رجل فاخر إذا افتخر - وفخور للمبالغة - قال يعقوب القاريء: وقرأ بعض أهل المدينة ( لفرح) بضم الراء كما يقال: رجل فطن وحذر وندس ويجوز في كلتا اللغتين الإسكان لثقل الضمة والكسرة.
يخبر تعالى عن الإنسان وما فيه من الصفات الذميمة إلا من رحم الله من عباده المؤمنين أنه إذا أصابته شدة بعد نعمة حصل له يأس وقنوط من الخير بالنسبة إلى المستقبل وكفر وجحود لماضي الحال كأنه لم ير خيراً ولم يرج بعد ذلك فرجاً. وهكذا إن أصابته نعمة بعد نقمة " ليقولن ذهب السيئات عني " أي يقول: ما ينالني بعد هذا ضيم ولا سوء "إنه لفرح فخور" أي فرح بما في يده بطر فخور على غيره, قال الله تعالى: "إلا الذين صبروا" أي على الشدائد والمكاره "وعملوا الصالحات" أي في الرخاء والعافية "أولئك لهم مغفرة" أي بما يصيبهم من الضراء "وأجر كبير" بما أسلفوه في زمن الرخاء كما جاء في الحديث "والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها من خطاياه" وفي الصحيحين "والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له, وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له, وليس ذلك لأحد غير المؤمن" ولهذا قال الله تعالى: " والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر " وقال تعالى: "إن الإنسان خلق هلوعاً" الايات.
والنعماء إنعام يظهر أثره على صاحبه، والضراء ظهور أثر الإضرار على من أصيب به. والمعنى: أنه إن أذاق الله سبحانه العبد نعماءه من الصحة والسلامة، والغنى بعد أن كان في ضر من فقر أو مرض أو خوف، لم يقابل ذلك بما يليق به من الشكر لله سبحانه، بل يقول ذهب السيئات: أي المصائب التي ساءته من الضر والفقر والخوف والمرض عنه وزال أثرها غير شاكر لله ولا مثن عليه بنعمه 10- "إنه لفرح فخور" أي كثير الفرح بطراً وأشراً، كثير الفخر على الناس والتطاول عليهم بما يتفضل الله به عليه من النعم، وفي التعبير عن ملابسة الضر له بالمس مناسبة للتعبير في جانب النعماء بالإذاقة، فإن كلاهما لأدنى ما يطلق عليه اسم الملاقاة، كما تقدم.
10-"ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته"، بعد بلاء أصابه،"ليقولن ذهب السيئات عني"، زالت الشدائد عني، "إنه لفرح فخور"، أشر بطر، والفرح: لذة في القلب بنيل المشتهي، والفخر: هو التطاول على الناس بتعديد المناقب، وذلك منهي عنه.
10."ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته"كصحة بعد سقم وغنى بعد عدم ، وفي اختلاف الفعلين نكتة لا تخفى."ليقولن ذهب السيئات عني"أي المصائب التي ساءتني."إنه لفرح" بطر بالنعم مغتر بها."فخور"على الناس مشغول عن الشكر والقيام بحقها، وفي لفظ الإذاقة والمس تنبيه على أن ما يجده الإنسان في الدنيا من النعم والمحن كالأنموذج لما يجده في الآخرة ،وأنه يقع في الكفران والبكر بأدنى شيء لأن الذوق إدراك الطعم والمس مبتدأ الوصول.
10. And if We cause him to taste grace after some misfortune that had befallen him, he saith : The ills have gone from me. Lo! he is exultant, boastful;
10 - But if we give him a taste of (our) favours after adversity hath touched him, he is sure to say, all evil has departed from me: behold he falls into exultation and pride.