1 - (إذا زلزلت الأرض) حركت لقيام الساعة (زلزالها) تحريكها الشديد المناسب لعظمتها
يقول تعالى ذكره : "إذا زلزلت الأرض زلزالها " لقيام الساعة " زلزالها " فرجت رجاً ، ولزلزال : مصدر إذا كسرت الزاي ، وإذا فتحت كان اسماً ، وأضيف الزلزال إلى الأرض وهو صفتها ، كما يقال : لأكرمنك كراتك ، بمعنى : لأكرمنك كرامة ، وحسن ذلك في زلزالها ، لموافقتها رءوس الآيات التي بعدها .
حدثنا أبو كريب ، قال :ثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : ( زلزلت الأرض )على عهد عبد الله ، فقال لها عبد الله : ما لك ؟ أما إنها لو تكلمت قامت الساعة .
مدنية ، في قول ابن عباس و قتادة . ومكية ، في قول ابن مسعود و عطاء و جابر . وهي تسع آيات .
قال العلماء : وهذه السورة فضلها كثير ، وتحتوي على عظيم ، روى الترمذي " عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ " إذا زلزلت " ، عدلت له بنصف القرآن . ومن قرأ " قل يا أيها الكافرون " عدلت له بربع القرآن ، ومن قرأ " قل هو الله أحد " عدلت له بثلث القرآن )) " . قال : حديث غريب ، وفي الباب عن ابن عباس . وروي عن علي رضي الله عنه قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ إذا زلزلت أربع مرات ، كان كمن قرأ القرآن كله )) " . و" روى عبد الله بن عمرو بن العاص قال : لما نزلت (( إذا زلزلت )) بكى أبو بكر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، (( لولا أنكم تخطئون وتذنبون ويغفر الله لكم ، لخلق أمة يخطئون ويذنبون ويغفر لهم ، إنه هو الغفور الرحيم )) " .
قوله تعالى:" إذا زلزلت الأرض زلزالها"
أي حركت من أصلها. كذا روى عكرمة عن ابن عباس، وكان يقول: في النفخة الأولى يزلزلها- وقاله مجاهد-لقوله تعالى : " يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة" [النازعات:6-7] ثم تزلزل ثانية، فتخرج موتاها وهي الأثقال. وذكر المصدر للتأكيد، ثم أضيف إلى الأرض، كقولك: لأعطيتك عطيتك، أي عطيتي لك. وحسن ذلك لموافقة رؤوس الآي بعدها. وقراءة العامة بكسر الزاي من الزلزال. وقرأ الجحدري وعيسى بن عمر بفتحها، وهو مصدر أيضاً، كالوسواس والقلقال والجرجار. وقيل الكسر المصدر: والفتح الاسم.
تفسير سورة الزلزلة
قال الترمذي : محمد بن موسى الجويني البصري , حدثنا الحسن بت مسلم العجلي حدثنا ثابت قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن , حدثنا سعيد , حدثنا عياش بن عباس عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو قال: أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أقرئني يا رسول الله, قال له: أقرأ ثلاثاً من ذوات الراء فقال له الرجل: كبر سني واشتد قلبي وغلظ لساني, قال: فاقرأ من ذوات حم فقال مثل مقالته الأولى, فقال : اقرأ ثلاثاً من المسبحات فقال مثل مقالته, فقال الرجل: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأه: "إذا زلزلت الأرض زلزالها" حتى إذا فرغ منها قال الرجل: والذي بعثك بالحق نبياً لا أزيد عليها أبداً, ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح الرويجل, أفلح الرويجل ـ ثم قال ـ علي به ـ فجاءه فقال له ـ أمرت بيوم الأضحى جعله الله عيداً لهذه الأمة فقال له الرجل: أرأيت إن لم أجد إلا منيحة أنثى فأضحي بها ؟ قال: لا ولكنك تأخذ من شعرك وتقلم أظافرك وتقص شاربك وتحلق عانتك فذاك تمام أضحيتك عند الله عز وجل" وأخرجه أبو داود والنسائي من حديث أبي عبد الرحمن المقري به.
وقال الترمذي : حدثنا محمد بن موسى الجوني البصري حدثنا الحسن بن مسلم بن صالح العجلي , حدثنا ثابت البناني عن أنس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن" ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن مسلم , وقد رواه البزار عن محمد بن موسى الجوني عن الحسن بن سلم عن ثابت عن أنس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن, وإذا زلزلت تعدل ربع القرآن" هذا لفظه. وقال الترمذي أيضاً: حدثنا علي بن حجر . حدثنا يزيد بن هارون حدثنا يمان بن المغيرة العنزي , حدثنا عطاء عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا زلزلت تعدل نصف القرآن, وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن, وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن " , ثم قال غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة .
وقال أيضاً حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري حدثني ابن أبي فديك أخبرني سلمة بن وردان عن أنس بن مالك " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: هل تزوجت يا فلان قال: لا والله يا رسول الله ولا عندي ما أتزوج ؟ ـ قال: أليس معك قل هو الله أحد ـ قال بلى ـ قال ـ ثلث القرآن ـ قال أليس معك إذا جاء نصر الله والفتح ؟ ـ قال بلى. قال ربع القرآن ـ قال ـ أليس معك قل يا أيها الكافرون ؟ ـ قال بلى قال ـ ربع القرآن ـ قال ـ أليس معك إذا زلزلت الأرض ـ قال بلى, قال ـ ربع القرآن, تزوج" ثم قال هذا حديث حسن, تفرد بهن ثلاثتهن الترمذي لم يروهن غيره من أصحاب الكتب.
بسم الله الرحمـن الرحيم
قال ابن عباس : "إذا زلزلت الأرض زلزالها" أي تحركت من أسفلها "وأخرجت الأرض أثقالها" يعني ألقت ما فيها من الموتى قاله غير واحد من السلف, وهذه كقوله تعالى: "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم" وكقوله: " وإذا الأرض مدت * وألقت ما فيها وتخلت " وقال مسلم في صحيحه : حدثنا واصل بن عبد الأعلى حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلقي الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة, فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت, ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئاً" وقوله عز وجل: " وقال الإنسان ما لها " أي استنكر أمرها بعدما كانت قارة ساكنة ثابتة وهو مستقر على ظهرها أي تقلبت الحال فصارت متحركة مضطربة قد جاءها من أمر الله تعالى ما قد أعده لها من الزلزال الذي لا محيد لها عنه, ثم ألقت ما في بطنها من الأموات من الأولين والاخرين, وحينئذ استنكر الناس أمرها وتبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار.
وقوله تعالى: "يومئذ تحدث أخبارها" أي تحدث بما عمل العاملون على ظهرها. قال الإمام أحمد : حدثنا إبراهيم حدثنا ابن المبارك وقال الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي واللفظ له حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله هو ابن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية: "يومئذ تحدث أخبارها" قال: أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها أن تقول عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا فهذه أخبارها" ثم قال الترمذي : هذا حديث صحيح غريب, وفي معجم الطبراني من حديث ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد سمع ربيعة الحدسي " أن رسول لله صلى الله عليه وسلم قال: تحفظوا من الأرض فإنها أمكم وإنه ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة".
وقوله تعالى: "بأن ربك أوحى لها" قال البخاري : أوحى لها وأوحى إليها ووحى لها ووحى إليها واحد, وكذا قال ابن عباس : أوحى لها أي أوحى إليها, والظاهر أن هذا مضمن بمعنى أذن لها. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس "يومئذ تحدث أخبارها" قال: قال لها ربها قولي فقالت, وقال مجاهد : أوحى لها أي أمرها, وقال القرظي : أمرها أن تنشق عنهم, وقوله تعالى: "يومئذ يصدر الناس أشتاتاً" أي يرجعون عن موقف الحساب أشتاتاً أي أنواعاً وأصنافاً ما بين شقي وسعيد مأمور به إلى الجنة ومأمور به إلى النار, قال ابن جريج : يتصدعون أشتاتاً فلا يجتمعون آخر ما عليهم, وقال السدي : أشتاتاً فرقاً. وقوله تعالى: "ليروا أعمالهم" أي ليعلموا بما عملوه في الدنيا من خير وشر, ولهذا قال: "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره".
قال البخاري : حدثنا إسماعيل بن عبد الله , حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخيل لثلاثة, لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر. فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال طيلها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة كان له حسنات, ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفاً أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له, ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن تسقى به كان ذلك حسنات له, وهي لذلك الرجل أجر. ورجل ربطها تغنياً وتعففاً ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي له ستر, ورجل ربطها فخراً ورياء ونواء فهي على ذلك وزر" فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال: "ما أنزل الله فيها شيئاً إلا هذه الاية الفاذة الجامعة "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" " ورواه مسلم من حديث زيد بن أسلم به.
وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون , أخبرنا جرير بن حازم , حدثنا الحسن عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق " أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" قال: حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها " . وهكذا رواه النسائي في التفسير عن إبراهيم بن محمد بن يونس المؤدب عن أبيه , عن جرير بن حازم عن الحسن البصري قال: حدثنا صعصعة عم الفرزدق فذكره. وفي صحيح البخاري عن عدي مرفوعاً "اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة" وله أيضاً في الصحيح " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط" وفي الصحيح أيضاً "يا معشر نساء المؤمنات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة" يعني ظلفها, وفي الحديث الاخر "ردوا السائل ولو بظلف محرق".
وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري , حدثنا كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان" تفرد به أحمد . وروي عن عائشة أنها تصدقت بعنبة وقالت: كم فيها من مثقال ذرة. وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو عامر , حدثنا سعيد بن مسلم , سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير , حدثني عوف بن الحارث بن الطفيل , أن عائشة أخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالباً" ورواه النسائي وابن ماجه من حديث سعيد بن مسلم بن بانك به.
وقال ابن جرير : حدثني أبو الخطاب الحساني , حدثنا الهيثم بن الربيع , حدثنا سماك بن عطية , عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال: " كان أبو بكر يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الاية "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" فرفع أبو بكر يده وقال: يا رسول الله إني أجزى بما عملت من مثقال ذرة من شر فقال: يا أبا بكر ما رأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر, ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة" ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي الخطاب به, ثم قال ابن جرير : حدثنا ابن بشار , حدثنا عبد الوهاب , حدثنا أيوب قال: في كتاب أبي قلابة عن أبي إدريس , إن أبا بكر كان يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فذكره, ورواه أيضاً عن يعقوب عن ابن علية عن أيوب عن قلابة أن أبا بكر وذكره.
(طريق أخرى) قال ابن جرير : حدثني يونس بن عبد الأعلى , أخبرنا ابن وهب , أخبرني يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال لما نزلت "إذا زلزلت الأرض زلزالها" و أبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى حين أنزلت, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا أبا بكر قال: يبكيني هذه السورة: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر لهم".
(حديث آخر) قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة وعلي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المعروف بعلان المصري قالا حدثنا عمرو بن خالد الحراني , حدثنا ابن لهيعة أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: لما أنزلت "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" قلت: " يا رسول الله إني لراء عملي ؟ قال :نعم قلت: تلك الكبار الكبار. قال :نعم قلت: الصغار الصغار قال :نعم قلت: واثكل أمي! قال: أبشر يا أبا سعيد فإن الحسنة بعشرة أمثالها ـ يعني إلى سبعمائة ضعف ـ ويضاعف الله لمن يشاء والسيئة بمثلها أو يعفو الله ولن ينجو أحد منكم بعمله قلت: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة" قال أبو زرعة : لم يرو هذا غير ابن لهيعة .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير , حدثني ابن لهيعة , حدثني عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير في قول الله تعالى: "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" وذلك لما نزلت هذه الاية "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً" كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه, فيجيء المسكين إلى أبوابهم, فيستقلون أن يعطوه التمرة والكسرة والجوزة ونحو ذلك فيردونه, ويقولون: ما هذا بشيء, إنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه, وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير: الكذبة والنظرة والغيبة وأشباه ذلك. يقولون: إنما وعد الله النار على الكبائر فرغبهم في القليل من الخير أن يعملوه, فإنه يوشك أن يكثر, وحذرهم اليسير من الشر فإنه يوشك أن يكثر, فنزلت "فمن يعمل مثقال ذرة" يعني وزن أصغر النمل "خيراً يره" يعني في كتابه ويسره ذلك, قال: يكتب لكل بر وفاجر بكل سيئة سيئة واحدة, وبكل حسنة عشر حسنات, فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين أيضاً بكل واحد عشر ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئات فإذا زادت حسناته على سيئاته مثقال ذرة دخل الجنة.
وقال الإمام أحمد حدثنا سليمان بن داود حدثنا عمران عن قتادة عن عبد ربه عن أبي عياض عن عبد الله بن مسعود " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه" وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سواداً وأججوا ناراً وأنضجوا ما قذفوا فيها آخر تفسير سورة الزلزلة ولله الحمد والمنة.
هي ثمان آيات
وهي مدنية في قول ابن عباس وقتادة، ومكية في قول ابن مسعود وعطاء وجابر. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال نزلت "إذا زلزلت" بالمدينة. وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي ومحمد بن نصر والحاكم وصححه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عبد الله بن عمرو قال: "أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرئني يا رسول الله، قال: اقرأ ثلاثاً من ذوات الرا، فقال الرجل: كبر سني، واشتد قلبي، وغلظ لساني، قال: اقرأ ثلاثاً من ذوات حم، فقال مثل مقالته الأولى، فقال: اقرأ ثلاثاً من المسبحات، فقال مثل مقالته الأولى، وقال: ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة، فأقرأه "إذا زلزلت الأرض زلزالها" حتى فرغ منها، قال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح الرويجل، أفلح الرويجل". وأخرج الترمذي وابن مردويه والبيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ إذا زلزلت الأرض عدلك له بنصف القرآن، ومن قرأ: "قل هو الله أحد" عدلت له بثلث القرآن، ومن قرأ: "قل يا أيها الكافرون" عدلت له بربع القرآن". وأخرج الترمذي وابن الضريس ومحمد بن نصر والحاكم وصححه
والبيهقي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا زلزلت تعدل نصف القرآن، و"قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، و"قل يا أيها الكافرون" تعدل ربع القرآن". قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة. وأخرج الترمذي عن أنس "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أصحابه: هل زوجت يا فلان؟ قال: لا والله يا رسول الله، ولا عندي ما أتزوج به، قال: أليس معك "قل هو الله أحد" قال بلى، قال: ثلث القرآن، قال: أليس معك "إذا جاء نصر الله والفتح" قال بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك "قل يا أيها الكافرون"؟ قال بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك "إذا زلزلت الأرض" قال بلى، قال: ربع القرآن تزوج". قال الترمذي: هذا حديث حسن. وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ في ليلة إذا زلزلت كان له عدل نصف القرآن".
قوله: 1- "إذا زلزلت الأرض زلزالها" أي إذا حركت حركة شديدة، وجواب الشرط: تحدث، والمراد تحركها عند قيام الساعة فإنها تضطرب حتى يتكسر كل شيء عليها. قال مجاهد: وهي النفخة الأولى لقوله تعالى: " يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة " وذكر المصدر للتأكيد ثم أضافه إلى الأرض فهو مصدر مضاف إلى فاعله، والمعنى: زلزالها المخصوص الذي يستحقه ويقتضيه جرمها وعظمها. قرأ الجمهور "زلزالها" بكسر الزاي، وقرأ الجحدري وعيسى بفتحها، وهما مصدران بمعنى، وقيل المكسور مصدر والمفتوح اسم. قال القرطبي. والزلزال بالفتح مصدر كالوسواس والقلقال.
1- "إذا زلزلت الأرض"، حركت الأرض حركةً شديدة لقيام الساعة، "زلزالها"، تحريكها.
1-" إذا زلزلت الأرض زلزالها " اضطرابها المقدر لها عند النفخة الأولى ، أو الثانية أو الممكن لها أو اللائق بها في الحكمة ، وقرئ بالفتح وهو اسم الحركة وليس في الأبنية فعلال إلا في المضاعف .
Surah 99. Al-Zalzalah
1. When Earth is shaken with her (final) earthquake
SURA 99: ZILZAL
1 - When the earth is shaken to her (utmost) convulsion,