1 - (هل) قد (أتى على الإنسان) آدم (حين من الدهر) أربعون سنة (لم يكن) فيه (شيئا مذكورا) كان فيه مصورا من طين لا يذكر أو المراد بالإنسان الجنس وبالحين مدة الحمل
يعني جل ثناؤه بقوله " هل أتى على الإنسان " قد أتى على الإنسان ، وهل في هذا الموضع خبر لا جحد ، وذلك كقول القائل لآخره يقرره ، هل أكرمتك ؟ وقد أكرمه ، أو هل زرتك ؟ وقد زاره ، وقد تكون جحداً في غير هذا الموضع ، وذلك كقول القائل القائل لآخر : هل يفعل مثل هذا أحد ؟ بمعنى : أنه لا يفعل ذلك أحد ، والإنسان الذي قال جل ثناؤه في هذا الموضع " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " : هو آدم صلى الله عليه وسلم كذلك .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ن قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " هل أتى على الإنسان " آدم أتى عليه " حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " إنما خلق الإنسان هاهنا حديثاً ، ما يعلم من خليقة الله كانت بعد الإنسان .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " قال : كان آدم صلى الله عليه وسلم آخر ما خلق من الخلق .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " قال : آدم .
وقوله : " حين من الدهر " اختلف أهل التأويل في قدر هذا الحين الذي ذكره الله في هذا الموضع ، فقال بعضهم : هو أربعون سنة ، وقالوا : مكثت طينة آدم مصورة لا تنفخ فيها الروح أربعين عاماً ، فذلك قدر الحين الذي ذكره الله في هذا الموضع ، قالوا : ولذلك قال : " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " لأنه أتى عليه وهو جسم مصور لم تنفخ فيه الروح عاماً ، فكان شيئاً ، غير أنه لم يكن شيئاً مذكورا ، قالوا : ومعنى قوله " لم يكن شيئا مذكورا " : لم يكن شيئاً له نباهة ولا رفعة ، ولا شرف ، إنما كان طيناً لازباً وحمأ مسنوناً .
وقال آخرون : لا حد للحين في هذا الموضع ، وقد يدخل هذا القول من أن الله أخبر أنه أتى على الإنسان حين من الدهر ، وغير مفهوم في الكلام أن يقال : أتى على الإنسان حين قبل أن يوجد ، وقبل أن يكون شيئاً ، وإذا أريد ذلك قيل : أتى حين قبل أن يخلق ، ولم يقل أتى عليه ، وأما الدهر في هذا الموضع ، فلا حد له يوقف عليه .
مكية في قول ابن عباس و مقاتل و الكلبي ، وقال الجمهور مدنية وقيل فيها مكية ، من قوله تعالى : " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا " ، الى آخر السورة وما تقدمه مدني ، "وذكر ابن وهب قال حدثنا ابن زيد قال :إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقرأ " هل أتى على الإنسان حين من الدهر " وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود كان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عمر بن الخطاب لا تثقل على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال دعه يابن الخطاب ، قال : فنزلت عليه هذه السورة وهو عنده ، فلما قرأها عليه وبلغ صفت الجنان زفر زفرة فخرجت نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخرج نفس صاحبكم أو أخيكم الشوق الى الجنة " وروي عن ابن عمر بخلاف هذا اللفظ وسيأتي ، وقال القشيري إن هذه السورة نزلت في على بن ابي طالب رضي الله عنه والمقصود من الصورة عام وهكذا القول في كل ما يقال أنه نزل بسبب كذا وكذا .
قوله تعالى:" هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا" ((هل )): بمعنى قد، قاله الكسائي والفاء وابو عبيدة. وقد حكي عن سيبويه((هل)) بمعنى قد. قال الفراء: هل تكون جحدا، وتكون خبراً، فهذا من الخبر، لأنك تقول: هل اعطيتك ؟ تقرره بأنك أعطيته. والجحد ان تقول: هل يقدر احد على مثل هذا؟ وقيل: هي بمنزلة الاستفهام والمعنى: اتى. والإنسان هنا ادم عليه السلام، قاله قتادة والثوري وعكرمة والسدي. وروي عن ابن عباس. " حين من الدهر" قال ابن عباس في رواية ابي صالح: اربعون سنة مرت به، قبل ان ينفخ فيه الروح، وهو ملقى بين مكة والطائف. وعن ابن عباس ايضا في رواية الضحاك ان خلق من طين، فأقام اربعين سنة، ثم من حمإ مسنون اربعين سنة، ثم من صلصال اربعين سنة، فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة. وزاد ابن مسعود فقال : اقام وهو من تراب اربعين سنة، فتم خلقه بعد مائة وستين سنة، ثم نفخ فيه الروح. وقيل: الحين المذكور ها هنا: لا يعرف مقداره؟ عن ابن عباس ايضاً، حكاه ا لماوردي. " لم يكن شيئا مذكورا" قال الضحاك عن ابن عباس: لا في السماء ولا في الأرض. وقيل: اي كان جسدا مصورا ترابا وطينا، لا يذكر ولا يعرف، ولا يدري ما اسمه ولا يدري به، ثم نفخ فيه الروح، فصار مذكوراً، قاله الفراء وقطرب وثعلب. وقال يحي بن سلام : لم يكن شيئاً مذكورا في الخلق وان كان عند الله شيئا مذكورا. وقيل: ليس هذا الذكر بمعنى الإخبار، قإن اخبار الرب عن الكائنات قديم، بل هذا الذكر بمعنى الخطر والشرف والقدر، تقول: فلان مذكور اي له شرف وقدر. وقد قال تعالى: " وإنه لذكر لك ولقومك" [ الزخرف:44] اي قد اتى على الانسان حين لم يكن له قدر عند الخليفة. ثم لما عرف الله الملائكة انه جعل ادم خليفة، وحمله الأمانة التي عجز عنها السموات والأرض والجبال، ظهر فضله على الكل، فصار مذكورا. قال القشيري: وعلى الجملة ما كان مذكورا للخلق، وان كان مذكورا لله. وحكى محمد بن الجهم عن الفراء: ((لم يكن شيئا)) قال : كان شيئا ولم يكن مذكورا. وقال قوم: النفي يرجع الى الشيء، اي قد مضى مدد من الدهر وادم لم يكن شيئا يذكر في الخليقة، لأنه اخر ما خلقه من اصناف الخليقة، والمعدوم ليس بشيء حتى يأتي عليه حين. والمعنى : قد مضت عليه ازمنة وما كان ادم شيئا ولا مخلوقا ولا مذكورا لأحد من الخليقة. وهذا معنى قول قتادة ومقاتل: قال قتادة: انما خلق الانسان حديثا ما نعلم من خليقة الله جل ثناؤه خليقة كانت بعد الإنسان. وقال مقاتل : في الكلام تقديم وتأخير، وتقديره: هل اتى حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا، لانه خلقة بعد خلق الحيوان كله، ولم يخلق بعده حيواناص. وقد قيل: ((الإنسان)) في قوله تعالى: " هل أتى على الإنسان حين " عني به الجنس من ذرية ادم، وان الحين تسعة اشهر، مدة حمل الإنسان في بطن امه" لم يكن شيئا مذكورا" : اذ كان علقة ومضغة، لأنه في هذه الحال جماد لا خطر له. وقال ابو بكر رضي الله عنه لما قرأ هذه الآية: ليتها تمت فلا نبتلى. اي ليت المدة التي اتت على ادم لم تكن شيئا مذكورا تمت على ذلك ، فلا يلد ولا يبتلى اولاده. وسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً يقرأ " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا" فقال ليتها تمت.
تفسير سورة الإنسان
قد تقدم في صحيح مسلم عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة " الم * تنزيل " السجدة و "هل أتى على الإنسان ؟" وقال عبد الله بن وهب : أخبرنا ابن زيد " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه السورة "هل أتى على الإنسان حين من الدهر ؟" وقد أنزلت عليه وعنده رجل أسود, فلما بلغ صفة الجنان زفر زفرة فخرجت نفسه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرج نفس صاحبكم ـ أو قال أخيكم ـ الشوق إلى الجنة" مرسل غريب.
بسم الله الرحمـن الرحيم
يقول تعالى مخبراً عن الإنسان أنه أوجده بعد أن لم يكن شيئاً يذكر لحقارته وضعفه فقال تعالى: " هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " ثم بين ذلك فقال جل جلاله: "إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج" أي أخلاط, والمشج والمشيج: الشيء المختلط بعضه في بعض, قال ابن عباس في قوله تعالى: "من نطفة أمشاج" يعني ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا, ثم ينتقل بعد من طور إلى طور وحال إلى حال ولون إلى لون, وهكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن والربيع بن أنس : الأمشاج هو اختلاط ماء الرجل بماء المرأة.
وقوله تعالى: "نبتليه" أي نختبره كقوله جل جلاله: "ليبلوكم أيكم أحسن عملاً" "فجعلناه سميعاً بصيراً" أي جعلنا له سمعاً وبصراً يتمكن بهما من الطاعة والمعصية.
وقوله جل وعلا: "إنا هديناه السبيل" أي بيناه له ووضحناه وبصرناه به كقوله جل وعلا: "وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى" وكقوله جل وعلا: "وهديناه النجدين" أي بينا له طريق الخير وطريق الشر, وهذا قول عكرمة وعطية وابن زيد ومجاهد في المشهور عنه والجمهور. وروي عن مجاهد وأبي صالح والضحاك والسدي أنهم قالوا في قوله تعالى: "إنا هديناه السبيل" يعني خروجه من الرحم, وهذا قول غريب والصحيح المشهور الأول. وقوله تعالى: "إما شاكراً وإما كفوراً" منصوب على الحال من الهاء في قوله: "إنا هديناه السبيل" تقديره فهو في ذلك إما شقي وإما سعيد, كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي مالك الأشعري قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل الناس يغدو فبائع نفسه فموبقها أو معتقها".
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق , حدثنا معمر عن ابن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة : "أعاذك الله من إمارة السفهاء قال: وما إمارة السفهاء ؟ قال: أمراء يكونون من بعدي لا يهتدون بهداي, ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي, ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي. يا كعب بن عجرة , الصوم جنة والصدقة تطفى الخطيئة, والصلاة قربات ـ أو قال برهان ـ يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت, النار أولى به, يا كعب , الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها, وبائع نفسه فموبقها" ورواه عن غياث بن وهب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم به. وقد تقدم في سورة الروم عند قوله جل جلاله "فطرة الله التي فطر الناس عليها" من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فإذا أعرب عنه لسانه فإما شاكراً وإما كفوراً".
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو عامر , حدثنا عبد الله بن جعفر عن عثمان بن محمد عن المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من خارج يخرج إلا ببابه رايتان: راية بيد ملك وراية بيد شيطان, فإن خرج لما يحب الله اتبعه الملك برايته, فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته, وإن خرج لما يسخط الله اتبعه الشيطان برايته فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته " .
هي إحدى وثلاثون آية
قال الجمهور : هي مدنية. وقال مقاتل والكلبي: هي مكية. وأخرج النحاس عن ابن عباس أنها نزلت بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله، وقيل فيها مكي من قوله: "إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلاً" إلى آخر السورة، وما قبله مدني. وأخرج الطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عمر قال:" جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم، فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والصور والنبوة أفرأيت إن آمنت بما آمنت به وعملت بما عملت به: أني كائن معك في الجنة، قال: نعم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام، ثم قال: من قال لا إله إلا الله كان له عهد عند الله. ومن قال: سبحان الله وبحمده كتب له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة، ونزلت هذه السورة "هل أتى على الإنسان حين من الدهر" إلى قوله: "ملكاً كبيراً" فقال الحبشي: وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة، قال: نعم، فاشتكى حتى فاضت نفسه. قال ابن عمر: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده". وأخرج أحمد في الزهد عن محمد بن مطرف قال: حدثني الثقة "أن رجلاً أسود كان يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التسبيح والتهليل، فقال له عمر بن الخطاب: أكثرت على رسول الله، فقال: مه يا عمر. وأنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم "هل أتى على الإنسان حين من الدهر" حتى إذا أتى على ذكر الجنة زفر الأسود زفرة خرجت نفسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مات شوقاً إلى الجنة". وأخرج نحوه ابن وهب عن ابن زيد مرفوعاً مرسلاً. وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجه وابن منيع وأبو الشيخ في العظمة والحاكم وصححه والضياء عن أبي ذر قال: "قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل أتى على الإنسان" حتى ختمها، ثم قال: إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عز وجل".
حكى الواحدي عن المفسرين وأخل المعاني أن 1- "هل" هنا بمعنا قد، وليس باستفهام، وقد قال بهذا سيبويه والكسائي والفراء وأبو عبيدة. قال الفراء: هل تكون جحداً وتكون خبراً فهذا من الخبر لأنك تقول: هل أعطيتك تقرره بأنك أعطيته، والجحد أن تقول: هل يقدر أحد على مثل هذا، وقيل هي وإن كانت بمعنى قد ففيها معنى الاستفهام، والأصل أهل أتى، فالمعنى: أقد أتى، والاستفهام للتقرير والتقريب، والمراد بالإنسان هنا آدم، قال قتادة والثوري وعكرمة والسدي وغيرهم "حين من الدهر" قيل أربعون سنة قبل أن ينفخ فيه الروح، وقيل إنه خلق من طين أربعين سنة، ثم من حمأ مسنون أربعين سنة، ثم من صلصال أربعين سنة فتم خلقه بعد مائة وعشرين سنة. وقيل الحين المذكور هنا لا يعرف مقداره وقيل المراد بالإنسان بنو آدم، والحين مدة الحمل، وجملة "لم يكن شيئاً مذكوراً" في محل نصب على الحال من الإنسان، أو في محل رفع صفة لحين. قال الفراء وقطرب وثعلب: المعنى أنه كان جسداً مصوراً تراباً وطيناً لا يذكر ولا يعرف ولا يدري ما اسمه ولا ما يراد به، ثم نفخ فيه الروح فصار مذكوراً. وقال يحيى بن سلام: لم يكن شيئاً مذكوراً في الخلق وإن كان عند الله شيئاً مذكوراً، وقيل ليس المراد بالذكر هنا الإخبار، فإن إخبار الرب عن الكائنات قديم، بل هو الذكر بمعنى الخطر والشرف، كما في قوله: "وإنه لذكر لك ولقومك". قال القشيري: ما كان مذكوراً للخلق وإن كان مذكوراً لله سبحانه. قال الفراء: كان شيئاً ولم يكن مذكوراً. فجعل النفي متوجهاً إلى القيد. وقيل المعنى: قد مضت أزمنة وما كان آدم شيئاً ولا مخلوقاً ولا مذكوراً لأحد من الخليقة. وقال مقاتل: في الكلام تقديم وتأخير وتقديره: هل أتى حين من لم يكن شيئاً مذكوراً، لأنه خلقه بعد خلق الحيوان كله ولم يخلق بعده حيوان.
قال عطاء: هي مكية. وقال مجاهد وقتادة مدنية. وقال الحسن وعكرمة: هي مدنية إلا آية وهي قوله: "فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً".
1- "هل أتى على الإنسان"، يعني آدم عليه السلام، "حين من الدهر"، أربعون سنة ملقىً من طين بين مكة والطائف قبل أن ينفخ فيه الروح، "لم يكن شيئاً مذكوراً"، لا يذكر ولا يعرف / ولا يدرى ما اسمه ولا ما يراد به، يريد: كان شيئاً ولم يكن مذكوراً، وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح.
روي أن عمر سمع رجلاً يقرأ هذه الآية: "لم يكن شيئاً مذكوراً" فقال عمر: ليتها تمت، يريد: ليته بقي على ما كان، قال ابن عباس: ثم خلقه بعد عشرين ومائة سنة.
1-" هل أتى على الإنسان " استفهام تقرير وتقريب ولذلك فسر بقد وأصله أهل كقوله :
أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم
" حين من الدهر " طائفة محدودة من الزمان الممتد الغير المحدود . " لم يكن شيئاً مذكوراً " بل كان شيئا منسياً غير مذكور بالإنسانية كالعنصر والنطفة ، والجملة حال من " الإنسان " أو وصف لـ" حين " بحذف الراجع والمراد بالإنسان الجنس لقوله :
Surah 76. Ad-Dahr
1. Hath there come Upon man (ever) any period of time in which he was a thing unremembered?
SURA 76: DAHR
1 - Has there not been over Man a long period of Time, when he was nothing (not even) mentioned?