1 - (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض) ينزهه فاللام زائدة وأتى بما دون من تغليبا للأكثر (له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)
يقول تعالى ذكره : يسجد له ما في السموات السبع وما في الأرض من خلقه ويعظمه .
وقوله : " له الملك " يقول تعالى ذكره : له ملك السموات والأرض وسلطانه ماض قضاؤه في ذلك نافذ فيه أمره .
وقوله : " وله الحمد " يقول : وله حمد كل ما فيها من خلق ، لأن جميع من في ذلك ، من الخلق لا يعرفون الخير إلا منه ، وليس لهم رازق سواه فله حمد جميعهم " وهو على كل شيء قدير " يقول وهو على كل شيء قدير ذو قدرة ، يقول : يخلق ما يشاء ، ويميت من يشاء ، ويغني من أراد ، ويفقر من يشاء ، ويعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، لا يتعذر عليه شيء أراده ، لأنه ذو القدرة التامة التي لا يعجزه معها شيء .
مدينة في قول الأكثرين. وقال الضحاك : مكية. وقال الكلبي: هي مكية ومدنية.
وهي ثماني عشر آية. وعن ابن عباس أن سورة التغابن نزلت بمكة، إلا آيات من آخرها نزلت بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي، شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده، فأنزل الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " إلى آخر السورة. وعن عبد الله بن عمر قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا وفي تشابيك رأسه مكتوب خمس آيات من فاتحة سورة الغابن ".
بسم الله الرحمن الرحيم
" يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ".
تقدم في غير موضع.
تفسير سورة التغابن
قال الطبراني: حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار الدمشقي, حدثنا العباس بن الوليد الخلال حدثنا الوليد بن الوليد, حدثنا ابن ثوبان عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن" أورده ابن عساكر في ترجمة الوليد بن صالح, وهو غريب جداً بل منكر.
بسم الله الرحمـن الرحيم
هذه السورة هي آخر المسبحات وقد تقدم الكلام على تسبيح المخلوقات لبارئها ومالكها, ولهذا قال تعالى: "له الملك وله الحمد" أي هو المتصرف في جميع الكائنات المحمود على جميع ما يخلقه ويقدره. وقوله تعالى: "وهو على كل شيء قدير" أي ما أراد كان بلا ممانع ولا مدافع وما لم يشأ لم يكن. وقوله تعالى: "هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن" أي هو الخالق لكم على هذه الصفة, وأراد منكم ذلك فلا بد من وجود مؤمن وكافر, وهو البصير بمن يستحق الهداية ممن يستحق الضلال, وهو شهيد على أعمال عباده وسيجزيهم بها أتم الجزاء, ولهذا قال تعالى: "والله بما تعملون بصير" ثم قال تعالى: "خلق السموات والأرض بالحق" أي بالعدل والحكمة "وصوركم فأحسن صوركم" أي أحسن أشكالكم, كقوله تعالى: " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك ". وكقوله تعالى: "الله الذي جعل لكم الأرض قراراً والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات" الاية, وقوله تعالى: "وإليه المصير" أي المرجع والمآب, ثم أخبر تعالى عن علمه بجميع الكائنات السمائية والأرضية والنفسية فقال تعالى: "يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور".
هي ثمان عشرة آية
وهي مدنية في قول الأكثر. وقال الضحاك: هي مكية. وقال الكلبي: هي مدنية ومكية. وأخرج ابن الضريس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: نزلت سورة التغابن بالمدينة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله، وأخرج النحاس عن ابن عباس قال: نزلت سورة التغابن بمكة إلا آيات من آخرها نزلن بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي، شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جفاء أهله وولده، فأنزل الله "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم" إلى آخر السورة. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن عطاء بن يسار نحوه. وأخرج ابن حبان في الضعفاء، والطبراني وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الله ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من سورة التغابن" قال ابن كثير: وهو غريب جداً بل منكر. وأخرج البخاري في تاريخه عن عبد الله بن عمرو قال: ما مولود يولد إلا مكتوب في تشبيك رأسه خمس آيات من أول سورة التغابن.
قوله: 1- "يسبح لله ما في السموات وما في الأرض" أي ينزهه سبحانه جميع مخلوقاته التي في سماواته وأرضه عن كل نقص وعيب "له الملك وله الحمد" يختصان به ليس لغيره منهما شيء، وما كان لعباده منهما فهو من فيضه وراجع إليه "وهو على كل شيء قدير" لا يعجزه شيء.
قال عطاء هي مكية إلا ثلاث آيات من قوله: "يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم" إلى آخرهن.
1- "يسبح لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
1-" يسبح لله ما في السموات وما في الأرض " بدلالتها على كماله واستغنائه . " له الملك وله الحمد " قدم الظرفين للدلالة على اختصاص الأمرين به من حيث الحقيقة . " وهو على كل شيء قدير " لأن نسبة المقتضية للقدرة إلى الكل على سواء ثم شرع فيما ادعاه فقال :
Surah 64. At-Tagabun
1. All that is in the heavens and all that is in the earth glorifieth Allah; unto Him belongeth sovereignty and unto Him longeth praise, and He is Able to do all things.
SURA 64: TAGHABUN
1 - Whatever is in the heavens and on earth, doth declare the Praises and Glory of God: to Him belongs dominion, and to Him belongs Praise: and He has power over all things.