[العلق : 3] اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ
3 - (اقرأ) تأكيد للأول (وربك الأكرم) الذي لا يوازيه كريم حال من الضمير في اقرأ
وقوله : " اقرأ وربك الأكرم " يقول : اقرأ يا محمد وربك الأكرم يقول : اقرأ يا محمد وربك الأكرم .
قوله تعالى:" اقرأ وربك الأكرم"
قوله تعالى:" اقرأ" تأكيد، وتم الكلام، ثم استأنف فقال : " وربك الأكرم" أي الكريم. وقال الكلبي: يعني الحليم عن جهل العباد، فلم يعجل بعقوبتهم. والأول أشبه بالمعنى، لأنه لما ذكر ما تقدم من نعمة، دل بها على كرمه. وقيل: (اقرأ وربك) أي اقرأ يا محمد وربك يعينك ويفهمك، وإن كنت غير القارش. و (الأكرم) بمعنى المتجاوز عن جهل العباد.
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: " أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم, فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح, ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ـ وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك, ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى فاجأه الوحي وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اقرأ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلت ما أنا بقارىء ـ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ, فقلت: ما أنا بقارىء, فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ, فقلت ما أنا بقارىء, فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم " قال: فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على خديجة فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال: يا خديجة مالي ؟ وأخبرها الخبر وقال: قد خشيت على نفسي".
فقالت له: كلا أبشر فو الله لا يخزيك الله أبداً, إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق, ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها, وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي, وكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب, وكان شيخاً كبيراً قد عمي فقالت خديجة: " أي ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال ورقة : ابن أخي ما ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما رأى فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى, ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً حين يخرجك قومك, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مخرجي هم ؟ فقال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً " .
ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا, حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال, فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال: " يا محمد إنك رسول الله حقاً, فيسكن بذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع, فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة الجبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك " وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث الزهري , وقد تكلمنا على هذا الحديث من جهة سنده ومتنه ومعانيه في أول شرحنا للبخاري مستقصى, فمن أراده فهو هناك محرر ولله الحمد والمنة, فأول شيء نزل من القرآن هذه الايات الكريمات المباركات, وهن أول رحمة رحم الله بها العباد وأول نعمة أنعم الله بها عليهم, وفيها التنبيه على ابتداء خلق الإنسان من علقة, وأن من كرمه تعالى أن علم الإنسان مالم يعلم, فشرفه وكرمه بالعلم وهو القدر الذي امتاز به أبو البشرية آدم على الملائكة, والعلم تارة يكون في الأذهان, وتارة يكون في اللسان, وتارة يكون في الكتابة بالبنان ذهني ولفظي ورسمي والرسمي يستلزمهما من غير عكس, فلهذا قال: " اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم " وفي الأثر: قيدوا العلم بالكتابة, وفيه أيضاً: من عمل بما علم ورثه الله علم مالم يكن يعلم.
3- "اقرأ وربك الأكرم" أي افعل ما أمرت به من القراءة، وجملة "وربك الأكرم" مستأنفة لإزاحة ما اعتذر به صلى الله عليه وسلم من قوله: ما أنا بقارئ يريد أن القراءة شأن من يكتب ويقرأ وهو أمي، فقيل له اقرأ وربك الأكرم الذي أمرك بالقراءة هو الأكرم. قال الكلبي: يعني الحليم عن جهل العباد فلم يعجل بعقوبتهم، وقيل إنه أمره بالقراءة أولاً لنفسه، ثم أمره بالقراءة ثانياً للتبليغ، فلا يكون من باب التأكيد، والأول أولى.
3- "اقرأ"، كرره تأكيداً، ثم استأنف فقال: "وربك الأكرم"، قال الكلبي: الحليم عن جهل العباد لا يعجل عليهم بالعقوبة.
3-" اقرأ " تكرير للمبالغة ، أو الأول مطلق والثاني للتبليغ أو في الصلاة ولعله لما قيل له : " اقرأ باسم ربك " " فقال : ما أنا بقارئ " ، فقيل له اقرأ : " وربك الأكرم " الزائد في الكرم على كل كريم فإنه سبحانه وتعالى ينعم بلا عوض ويحلم من غير تخوف ، بل هو الكريم وحده على الحقيقة .
3. Read: And thy Lord is the Most Bounteous,
3 - Proclaim! And thy Lord is Most Bountiful,