[الشمس : 11] كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا
11 - (كذبت ثمود) رسولها صالحا (بطغواها) بسبب طغيانها
وقوله : " كذبت ثمود بطغواها " يقول : كذبت ثمود بطغيانها ، يعين : بعذابها الذي وعدهوه صالح عليه السلام ، فكان ذلك العذاب طاغياً عليهم ، كما قال جل ثناؤه " فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية " [ الحاقة :5] .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ، وإن كان فيه اختلاف بين أهل التأويل .
ذكر من قال القول الذي قلنا في ذلك :
حدثني سعيد بن عمرو السكوني ، قال : ثنا الوليد بن سلمة الفلسطيني ، قال : ثني يزيد ين سمرة المذحجي عن عطاء الخرساني ، عن ابن عباس ، في قوله الله " كذبت ثمود بطغواها "قال : اسم العذاب الذي جاءها ، الطغوى ، فقال : كذبت ثمود بعذابها .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " كذبت ثمود بطغواها " : أي بالطغيان .
وقال آخرون : كذبت ثمود بمعصيتهم الله .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " كذبت ثمود بطغواها " قال : معصيتها .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن يزيد في قوله " كذبت ثمود بطغواها " قل : بطغيانهم وبمعصيتهم .
وقال آخرون : بل معنى ذلك بأجمعها .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني يحيى بن أيوب و ابن لهيعة ، عن عمارة بن غزية ، عن محمد بن رفاعة القرظي ، عن محمد بن كعب ، أنه قال " كذبت ثمود بطغواها " قال : بأجمعها .
حدثني ابن عبد الرحيم البرقي ، قال : ثنا ابن أبي مريم قال : أخبرني يحيمى بن أيوب ، قال : ثني عمارة بن غزية ، عن محمد بن رفاعة القرظي ، عن محمد بن كعب ، مثله .
وقيل (طغواها) بمعنى : طغيانهم ، وهما مصدران ، للتوفيق بين رؤوس الآي ، إذا كانت الطغوى أشبه بسائر رؤوس الآيات في هذه السورة ، وذلك نظير قوله " وآخر دعواهم " [ يونس : 10] بمعنى : وآخر دعائهم .
قوله تعالى: " كذبت ثمود بطغواها" أي بطغيانها، وهو خروجها عن الحد في العصيان، قاله مجاهد وقتادة وغيرهما. وعن ابن عباس (بطغواها) أي بعذابها الذي وعدت به. قال: وكان اسم العذاب الذي جاءها الطغوى، لأنه طغى عليهم. وقال محمد بن كعب:(بطغواها) باجمعها. وقيل: هو مصدر، وخرج على هذا المخرج، لأنه أشكل برؤوس الآي. وقيل: الأصل بطغياها، إلا أن (فعلى) إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واواً، ليفصل بين الاسم والوصف. وقراءة العامة بفتح الطاء. وقرأ الحسن والجحدري وحماد بن سلمة(بضم الطاء) على أنه مصدر، كالرجعي والحسنى وشبههما في المصادر. وقيل: هما لغتان.
يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي, وقال محمد بن كعب : "بطغواها" أي بأجمعها, والأول أولى, قاله مجاهد وقتادة وغيرهما, فأعقبهم ذلك تكذيباً في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم عليه الصلاة والسلام من الهدى واليقين "إذ انبعث أشقاها" أي أشقى القبيلة وهو قدار بن سالف عاقر الناقة, وهو أحيمر ثمود, وهو الذي قال الله تعالى: "فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر" الاية. وكان هذا الرجل عزيزاً فيهم شريفاً في قومه نسيباً رئيساً مطاعاً, كما قال الإمام أحمد : حدثنا ابن نمير , حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال: "إذ انبعث أشقاها انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة" ورواه البخاري في التفسير و مسلم في صفة النار و الترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما, وكذا ابن جرير وابن أبي حاتم عن هشام بن عروة به. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا إبراهيم بن موسى , حدثنا عيسى بن يونس , حدثنا محمد بن إسحاق , حدثني يزيد بن محمد بن خثيم عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خثيم أبي يزيد , عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : "ألا أحدثك بأشقى الناس ؟ قال: بلى. قال: رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذا ـ يعني قرنه ـ حتى تبتل منه هذه" يعني لحيته.
وقوله تعالى: "فقال لهم رسول الله" يعني صالحاً عليه السلام "ناقة الله" أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء "وسقياها" أي لا تعتدوا عليها في سقياها فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم, قال الله تعالى: "فكذبوه فعقروها" أي كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم "فدمدم عليهم ربهم بذنبهم" أي غضب عليهم فدمر عليهم "فسواها" أي فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء قال قتادة : بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى بايعه صغيرهم وكبيرهم وأنثاهم, فلما اشترك القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنبهم فسواها. وقوله تعالى: "ولا يخاف" وقرىء فلا يخاف "عقباها" قال ابن عباس : لا يخاف الله من أحد تبعة, وكذا قال مجاهد والحسن وبكر بن عبد الله المزني وغيرهم, وقال الضحاك والسدي : "ولا يخاف عقباها" أي لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع, والقول الأول أولى لدلالة السياق عليه والله أعلم. آخر تفسير سورة والشمس وضحاها, ولله الحمد والمنة.
11- "كذبت ثمود بطغواها" الطغوى: اسم من الطغيان حملتهم على التكذيب، والظغيان مجاوزة الحد في المعاصي، والباء للسببية. وقيل كذبت ثمود بطغواها أي بعذابها الذي وعدت به، وسمي العذاب طغوى لأنه طغى عليهم فتكون الباء على هذا للتعدية. وقال محمد بن كعب: بطغواها: أي بأجمعها. قرأ الجمهور "بطغواها" بفتح الطاء. وقرأ الحسن والجحدري ومحمد بن كعب وحماد بن سلمة بضم الطاء، فعلى القراءة الأولى هو مصدر بمعنى الطغيان، وإنما قلبت الياء والواو للفرق بين الاسم والصفة لأنهم يقبلون الياء في الأسماء كثيراً نحو تقوى وسروى، وعلى القراءة الثانية هو مصدر كالرجعى والحسنى ونحوهما، وقيل هما لغتان.
قوله عز وجل: 11- "كذبت ثمود بطغواها"، بطغيانها وعدوانها، أي الطغيان حملهم على التكذيب.
11-" كذبت ثمود بطغواها " بسبب طغيانها ، أو بما أوعدت به من عذابها ذي الطغوى كقوله تعالى : " فأهلكوا بالطاغية " وأصله طغياها وإنما قلبت ياؤه واواً تفرقة بين الاسم والصفة وقرئ بالضم كا الرجعى .
11. (The tribe of) Thamud denied (the truth) in their rebellious pride.
11 - The Thamud (people) rejected (their prophet) through their inordinate wrong doing.