[البروج : 21] بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ
21 - (بل هو قرآن مجيد) عظيم
وقوله : " بل هو قرآن مجيد " يقول تكذيباً منه جل ثناؤه للقائلين للقرآن هو شعر وسجع : ما ذلك كذلك ، بل هو قرآن كريم .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " بل هو قرآن مجيد " يقول : قرآن كريم .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله " بل هو قرآن مجيد " قال : كريم .
قوله تعالى:" بل هو قرآن مجيد" أي متناه في الشرف والكرم والبركة، وهو بيان ما بالناس الحاجة إليه من احكام الدين والدنيا، لا كما زعم المشركون. وقيل((مجيد)): أي غير مخلوق.
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين أن "لهم جنات تجري من تحتها الأنهار" بخلاف ما أعد لأعدائه من الحريق والجحيم, ولهذا قال: "ذلك الفوز الكبير" ثم قال تعالى: "إن بطش ربك لشديد" أي إن بطشه وانتقامه من أعدائه الذين كذبوا رسله وخالفوا أمره لشديد عظيم قوي, فإنه تعالى ذو القوة المتين الذي ما شاء كان كما يشاء في مثل لمح البصر أو هو أقرب, ولهذا قال تعالى: " إنه هو يبدئ ويعيد " أي من قوته وقدرته التامة يبدىء الخلق ويعيده كما بدأه بلا ممانع ولا مدافع "وهو الغفور الودود" أي يغفر ذنب من تاب إليه وخضع لديه ولو كان الذنب من أي شيء كان, والودود قال ابن عباس وغيره: هو الحبيب "ذو العرش" أي صاحب العرش العظيم العالي على جميع الخلائق, والمجيد فيه قراءتان: الرفع على أنه صفة للرب عز وجل, والجر على أنه صفة للعرش وكلاهما معنى صحيح "فعال لما يريد" أي مهما أراد فعله لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل لعظمته وقهره وحكمته وعدله كما روينا عن أبي بكر الصديق أنه قيل له وهو في مرض الموت: هل نظر إليك الطبيب ؟ قال: نعم. قالوا فما قال لك ؟ قال: قال لي إني فعال لما أريد.
وقوله تعالى: "هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود" أي هل بلغك ما أحل الله بهم من البأس وأنزل عليهم من النقمة التي لم يردها عنهم أحد ؟ وهذا تقرير لقوله تعالى: "إن بطش ربك لشديد" أي إذا أخذ الظالم أخذه أخذاً أليماً شديداً أخذ عزيز مقتدر قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ "هل أتاك حديث الجنود" فقام يستمع فقال: "نعم قد جاءني" وقوله تعالى: "بل الذين كفروا في تكذيب" أي هم في شك وريب وكفر وعناد "والله من ورائهم محيط" أي هو قادر عليهم قاهر لا يفوتونه ولا يعجزونه "بل هو قرآن مجيد" أي عظيم كريم "في لوح محفوظ" أي هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل.
قال ابن جرير : حدثنا عمرو بن علي , حدثنا قرة بن سليمان , حدثنا حرب بن سريج , حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك في قوله تعالى: " بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ " قال: إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله "بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ" في جبهة إسرافيل. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا أبو صالح , حدثنا معاوية بن صالح أن أبا الأعبس هو عبد الرحمن بن سلمان قال: ما من شيء قضى الله: القرآن, فما قبله وما بعده إلا وهو في اللوح المحفوظ, واللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل لا يؤذن له بالنظر فيه, وقال الحسن البصري : إن هذا القرآن المجيد عند الله في لوح محفوظ ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه, وقد روى البغوي من طريق إسحاق بن بشر : أخبرني مقاتل وابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن في صدر اللوح لا إله إلا الله و حده, دينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله, فمن آمن بالله وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة, قال: واللوح لوح من درة بيضاء طوله ما بين السماء والأرض, وعرضه ما بين المشرق والمغرب, وحافتاه من الدر والياقوت, ودفتاه ياقوتة حمراء, وقلمه نور, وكلامه معقود بالعرش, وأصله في حجر ملك.
وقال مقاتل : اللوح المحفوظ عن يمين العرش, وقال الطبراني : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة , حدثنا منجاب بن الحارث , حدثنا إبراهيم بن يوسف , حدثنا زياد بن عبد الله عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء, قلمه نور وكتابه نور, لله فيه في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة, يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء" آخر تفسير سورة البروج, ولله الحمد والمنة.
ثم رد سبحانه تكذيبهم بالقرآن فقال: 21- "بل هو قرآن مجيد" أي متناه في الشرف والكرم والبركة لكونه بياناً لما شرعه الله لعباده من أحكام الدين والدنيا، وليس هو كما يقولون إنه شعر وكهانة وسحر.
21- "بل هو قرآن مجيد"، كريم شريف كثير الخير، ليس كما زعم المشركون أنه شعر وكهانة.
21-" بل هو قرآن مجيد " بل هذا الذي كذبوا به كتاب شريف وحيد في النظم والمعنى ، وقرئ " قرآن مجيد " بالإضافة أي قرآن رب مجيد .
21. Nay, but it is a glorious Quran
21 - Nay, this is a Glorious Quran,