[الانفطار : 17] وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ
17 - (وما أدراك) أعلمك (ما يوم الدين)
قوله : " وما أدراك ما يوم الدين " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وما أدراك يا محمد ، أي وما أشعرك ما يوم الدين ! يقول : أي شيء يوم الحساب والمجازاة ! معظماً شأنه جل ذكره ، بقيله ذلك .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " وما أدراك ما يوم الدين " تعظيماً ليوم القيامة ، يوم تدان فيه الناس بأعمالهم .
وكرر ذكره تعظيماً لشأنه، نحو قوله تعالى: " القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة" [القارعة:1-3] وقال ابن عباس فيما روي عنه: كل شيء من القرآن من قوله : " وما أدراك" ؟ فقد أدراه، وكل شيء من قوله: ((وما يدريك ))فقد طوي عنه.
يخبر تعالى عما يصير الأبرار إليه من النعيم, وهم الذين أطاعوا الله عز وجل ولم يقابلوه بالمعاصي, وقد روى ابن عساكر في ترجمة موسى بن محمد عن هشام بن عمار عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عن عبيد الله عن محارب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الاباء والأبناء" ثم ذكر ما يصير إليه الفجار من الجحيم والعذاب المقيم ولهذا قال: "يصلونها يوم الدين" أي يوم الحساب والجزاء والقيامة " وما هم عنها بغائبين " أي لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة ولو يوماً واحداً, وقوله تعالى: "وما أدراك ما يوم الدين" تعظيم لشأن يوم القيامة ثم أكده بقوله تعالى: "ثم ما أدراك ما يوم الدين" ثم فسره بقوله: "يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً" أي لا يقدر أحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى, ونذكر ههنا حديث "يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار لا أملك لكم من الله شيئاً" وقد تقدم في آخر تفسير سورة الشعراء ولهذا قال: "والأمر يومئذ لله" كقوله "لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار" وكقوله: "الملك يومئذ الحق للرحمن" وكقوله: "مالك يوم الدين" قال قتادة "يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله" والأمر والله اليوم لله, ولكنه لا ينازعه فيه يومئذ أحد. آخر تفسير سورة الانفطار, و لله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
ثم عظم سبحانه ذلك اليوم فقال: 17- " وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين " أي يوم الجزاء والحساب. وكرره تعظيماً لقدره وتفخيماً لشأنه، وتهويلاً لأمره كما في قوله: " القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة " و" الحاقة * ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة " وامعنى: أي شيء جعلك دارياً ما يوم الدين. قال الكلبي: الخطاب للإنسان الكافر.
ثم عظم ذلك اليوم، فقال: 17- "وما أدراك ما يوم الدين".
17-" وما أدراك ما يوم الدين " .
17. Ah, what will convey unto thee what the Day of Judgment is!
17 - And what will explain to thee what the Day of Judgment is?