[الانفطار : 15] يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ
15 - (يصلونها) يدخلونها ويقاسون حرها (يوم الدين) الجزاء
وقوله : " يصلونها يوم الدين " يقول جل ثناؤه : يصلى هؤلاء الفجار الجحيم يوم القيامة ، يوم يدان العباد بالأعمال ، فيجازون بها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " يوم الدين " من أسماء يوم القيامة ، عظمه الله ، وحذره عباده .
قوله تعالى:" يصلونها" أي يصيبهم لهبها وحرها " يوم الدين" أي يوم الجزاء والحساب،
يخبر تعالى عما يصير الأبرار إليه من النعيم, وهم الذين أطاعوا الله عز وجل ولم يقابلوه بالمعاصي, وقد روى ابن عساكر في ترجمة موسى بن محمد عن هشام بن عمار عن عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عن عبيد الله عن محارب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما سماهم الله الأبرار لأنهم بروا الاباء والأبناء" ثم ذكر ما يصير إليه الفجار من الجحيم والعذاب المقيم ولهذا قال: "يصلونها يوم الدين" أي يوم الحساب والجزاء والقيامة " وما هم عنها بغائبين " أي لا يغيبون عن العذاب ساعة واحدة ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة ولو يوماً واحداً, وقوله تعالى: "وما أدراك ما يوم الدين" تعظيم لشأن يوم القيامة ثم أكده بقوله تعالى: "ثم ما أدراك ما يوم الدين" ثم فسره بقوله: "يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً" أي لا يقدر أحد على نفع أحد ولا خلاصه مما هو فيه إلا أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى, ونذكر ههنا حديث "يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار لا أملك لكم من الله شيئاً" وقد تقدم في آخر تفسير سورة الشعراء ولهذا قال: "والأمر يومئذ لله" كقوله "لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار" وكقوله: "الملك يومئذ الحق للرحمن" وكقوله: "مالك يوم الدين" قال قتادة "يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله" والأمر والله اليوم لله, ولكنه لا ينازعه فيه يومئذ أحد. آخر تفسير سورة الانفطار, و لله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.
15- "يصلونها يوم الدين" صفة لجحيم، ويجوز أن تكون في محل نصب على الحال من الضمير في متعلق الجار والمجرور، أو مستأنفة جواب سؤال مقدر، كأنه قيل ما حالهم ؟ فقيل " يصلونها يوم الدين" أي يوم الجزاء الذي كانوا يكذبون به ، ومعنى يصلونها: أنهم يلزمونها مقاسين لوهجها وحرها يومئذ. قرأ الجمهور "يصلونها" مخففاً مبنياً للفاعل، وقرئ بالتشديد مبنياً للمفعول.
قوله عز وجل: 15- "يصلونها يوم الدين"، يدخلونها يوم القيامة.
15-" يصلونها " يقاسون حرها. " يوم الدين " .
15. They will burn therein on the Day of Judgment,
15 - Which they will enter on the Day of Judgment,