[المرسلات : 28] وَيْلٌ يوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
28 - (ويل يومئذ للمكذبين) ويقال للمكذبين يوم القيامة
وقوله : " ويل يومئذ للمكذبين " يقول : ويل يومئذ للمكذبين بهذه النعم التي أنعمتها عليكم من خلقي الكافرين بها .
قوله تعالى : " ويل يومئذ للمكذبين " .
يقول تعالى: "ألم نهلك الأولين" يعني من المكذبين للرسل المخالفين لما جاؤوهم به " ثم نتبعهم الآخرين " أي ممن أشبههم ولهذا قال تعالى: "كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين" قاله ابن جرير . ثم قال تعالى ممتناً على خلقه ومحتجاً على الإعادة بالبداءة: "ألم نخلقكم من ماء مهين" أي ضعيف حقير بالنسبة إلى قدرة الباري عز وجل كما تقدم في سورة يس في حديث بشر بن جحاش " ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه ؟" "فجعلناه في قرار مكين" يعني جمعناه في الرحم وهو قرار الماء من الرجل والمرأة والرحم معد لذلك حافظ لما أودع فيه من الماء. وقوله تعالى: "إلى قدر معلوم" يعني إلى مدة معينة من ستة أشهر أو تسعة أشهر, ولهذا قال تعالى: "فقدرنا فنعم القادرون * ويل يومئذ للمكذبين" ثم قال تعالى: "ألم نجعل الأرض كفاتاً * أحياء وأمواتاً" قال ابن عباس : كفاتاً كنا وقال مجاهد : يكفت الميت فلا يرى منه شيء وقال الشعبي بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم وكذا قال مجاهد وقتادة "وجعلنا فيها رواسي شامخات" يعني الجبال أرسى بها الأرض لئلا تميد وتضطرب "وأسقيناكم ماء فراتاً" أي عذباً زلالاً من السحاب أو مما أنبعه من عيون الأرض "ويل يومئذ للمكذبين" أي ويل لمن تأمل هذه المخلوقات الدالة على عظمة خالقها ثم بعد هذا يستمر على تكذيبه وكفره.
28- "ويل يومئذ للمكذبين" بما أنعمنا عليهم من نعمنا التي هذه من جملتها.
وقد أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن أبي هريرة "والمرسلات عرفاً" قال: هي الملائكة أرسلت بالعرف. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود "والمرسلات عرفاً" قال الريح "فالعاصفات عصفاً" قال: الريح "والناشرات نشراً" قال: الريح. وأخرج ابن راهويه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب أنه جاء رجل إلى علي بن أبي طالب، فقال ما العاصفات عصفاً؟ قال الرياح. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس "والمرسلات عرفاً" قال: الريح "فالعاصفات عصفاً" قال: الريح "فالفارقات فرقاً" قال: الملائكة "فالملقيات ذكراً" قال: الملائكة. وأخرج ابن المنذر عنه "والمرسلات عرفاً" قال: الملائكة "فالفارقات فرقا" قال: الملائكة، فرقت بين الحق والباطل "فالملقيات ذكرا" قال: بالتنزيل. وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن مسعود قال: ويل واد في جنهم يسيل فيه صديد أهل النار، فجعل للمكذبين. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس " من ماء مهين " قال: ضعيف. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه "كفاتاً" قال: كنا. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضاً "رواسي شامخات" قال: جبالاً مشرفات، وفي قوله: "فراتاً" قال: عذاباً.
28- "ويل يومئذ للمكذبين"، قال مقاتل: وهذا كله أعجب من البعث.
28-" ويل يومئذ للمكذبين " بأمثال هذه النعم .
28. Woe unto the repudiators on that day!
28 - Ah woe, that Day, to the Rejecters of Truth!