[المدثر : 31] وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ
31 - (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) أي فلا يطاقون كما يتوهمون (وما جعلنا عدتهم) ذلك (إلا فتنة) ضلالا (للذين كفروا) بأن يقولوا لم كانوا تسعة عشر (ليستيقن) ليستبين (الذين أوتوا الكتاب) أي اليهود صدق النبي صلى الله عليه وسلم في كونهم تسعة عشر الموافق لما في كتابهم (ويزداد الذين آمنوا) من أهل الكتاب (إيمانا) تصديقا لموافقته ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم لما في كتابهم (ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون) من غيرهم في عدد الملائكة (وليقول الذين في قلوبهم مرض) شك بالمدينة (والكافرون) بمكة (ماذا أراد الله بهذا) العدد (مثلا) سموه لغرابته بذلك وأعرب حالا (كذلك) أي مثل إضلال منكر هذا العدد وهدى مصدقه (يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك) أي الملائكة في قوتهم وأعوانهم (إلا هو وما هي) أي سقر (إلا ذكرى للبشر)
ك وأخرج عن ابن إسحق قال قال أبو جهل يوما يا معشر قريش يزعم محمد أن جنود الله يعذبونكم في لنار تسعة عشر وأنتم أكثر الناس عددا أفيعجز مائة رجل منكم عن رجل منهم فأنزل الله وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة الآية وأخرج نحوه عن قتادة قال ذكر لنا فذكره
ك واخرج عن السدي قال لما نزلت عليها تسعة عشر قال رجل من قريش يدعى أبا الأشد يا معشر قريش لا يهولنكم التسعة عشر أنا أدفع عنكم بمنكبي الأيمن عشرة وبمنكبي الأيسر التسعة فأنزل الله وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة الآية
وقوله : " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة " يقول تعالى ذكر : وما جعلنا خزنة النار إلا ملائكة يقول لأبي جهل في قوله لقريش : أما يستطيع كل عشرة منكم أن تغلب منها واحداً : فمن ذا يغلب خزنة النار وهم الملائكة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله " وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة " قال : ما جعلناهم رجالاً ، فيأخذ كل رجل رجلاً كما قال هذا .
وقوله : " وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا " يقول : وما جعلنا عدة هؤلاء الخزنة إلا فتنة للذين كفروا بالله من مشركي قريش .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا " : إلا بلاء .
وإنما جعل الله الخبر عن عدة فتنة للذين كفروا ، لتكذيبهم بذلك ، وقول بعضهم لأصحابه : أنا أكفيكموهم .
ذكر الخبر عمن قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " تسعة عشر " قال : جعلوا فتنة ، قال أبو الأشد بن الجمحي : لا يبلغون رتوتي حتى أجهضهم عن جهنم .
وقوله : " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " يقول تعالى ذكره : ليستيقن أهل التوراة والإنجيل حقيقة ما في كتبهم من الخبر عن عدة خزنة جهنم ، إذ وافق ذلك ما أنزل الله في كتابه على محمد صلى الله عليه وسلم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا " قال : وإنها في التوراة والإنجيل تسعة عشر ، فأراد الله أن يستيقن أهل الكتاب ، ويزداد الذين آمنوا إيماناً .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " قال : يجدونه مكتوباً عندهم عدة خزنة أهل النار .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " يصدق القرآن الكتب التي كانت قبله فيها كلها ، التوراة والإنجيل ، أن خزنة النار تسعة عشر .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " قال : ليستيقن أهل الكتاب حين وافق عدة خزنة النار ما في كتبهم .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " قال : عدة خزنة جهنم تسعة عشر في التوراة والإنجيل .
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " أنك رسول الله .
وقوله " ويزداد الذين آمنوا إيمانا " يقول تعالى ذكره وليزداد الذين آمنوا بالله تصديقاً إلى تصديقهم بالله ورسوله بتصديقهم بعدة خزنة جهنم .
وقوله : " ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون " يقول : ولا يشك أهل التوراة والإنجيل في حقيقة ذلك والمؤمنون بالله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
وقوله : " وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون " يقول تعالى ذكره : وليقول الذين في قلوبهم مرض النفاق ، والكافرون بالله من مشركي قريش " ماذا أراد الله بهذا مثلا " .
كما حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وليقول الذين في قلوبهم مرض " : أي نفاق .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا " يقول : حتى يخوفنا بهؤلاء التسعة عشر .
وقوله : " كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء " يقول تعالى ذكره : كما أضل الله هؤلاء المنافقين والمشركين القائلين في خبر الله عن عدة خزنة جهنم : أي شيء أراد الله بهذا الخبر من المثل حتى يخوفنا بذكر عدتهم ، ويهتدي به المؤمنون ، فازدادوا بتصديقهم إلى إيمانهم إيماناً ( كذلك يضل الله من يشاء من خلقه ) فيخذله عن إصابة الحق " ويهدي من يشاء " منهم ، فيوفقه لإصابة الصواب " وما يعلم جنود ربك " من كثرتهم " إلا هو " : يعني الله .
كما حدثني بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وما يعلم جنود ربك إلا هو " أي من كثرتهم .
وقوله : " وما هي إلا ذكرى للبشر " يقول تعالى ذكره : وما النار التي وصفتها إلا تذكرة ذكر بها البشر ، وهو بنو آدم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " وما هي إلا ذكرى للبشر " يعني النار .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " وما هي إلا ذكرى للبشر " قال : النار .
قوله تعالى:" وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة" أي لم نجعلهم رجالاً فتتعاطون مغالبتهم. وقيل: جعلهم ملائكة لأنهم خلاف جنس المعذبين من الجن والإنس، فلا يأخذهم ما ياخذ المجانس من الرأفة والرقة، ولا يستروحون اليهم، ولأنهم اقوم خلق الله بحق الله وبالغضب له، فتؤمن هوادتهم، ولأنهم اشد خلق الله بأساً واقواهم بطشاً. " وما جعلنا عدتهم إلا فتنة" أي بلية. وروي عن ابن عباس من غير وجه قال: ضلالة للذين كفروا، يريد ابا جهل وذويه. وقيل: الا عذابا، كما قال تعالى:" يوم هم على النار يفتنون * ذوقوا فتنتكم" [ الذاريات: 13-14] أي جعلنا ذلك سبب كفرهم وسبب العذاب. وفي ((تسعة عشر )) بضم الهاء. عن انس بن مالك ((تسعة عشر)) وعنه ايضاً ((تسعة عشر)) وعنه ايضا ((تسعة عشر)) ذكرها المهدوي وقال: من قرأ (( تسعة عشر)) أسكن العين لتوالي الحركات. ومن قرأ (( تسعة عشر)) فكأنه من التداخل، كأنه اراد العطف وترك التركيب، فرفع هاء التأنيث، ثم راجع البناء واسكن. واما (( تسعة عشر)) فغير معروف، وقد انكرها ابو حاتم. وكذلك (( تسعة عشر)) لأنها محمولة على ((تسعة أعشر))والواو بدل من الهمزة وليس لذلك وجه عند النحويين. الزمخشري: وقرئ ((تسعة أعشر)) جمع عشير، مثل يمين وايمن.
قوله تعالى: " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب" أي ليوقن الذين اعطوا التوراة والإنجيل ان عدة خزنة جهنم موافقة لما عندهم، قاله ابن عباس وقتادة والضحاك مجاهد وغيرهم. ثم يحتمل انه يريد الذين آمنوا منهم كعبد الله بن سلام. ويحتمل انه يريد الكل. " ويزداد الذين آمنوا إيمانا" بذلك، لنهم كلما صدقوا بما في كتاب الله آمنوا، ثم ازدادوا ايماناً لتصديقهم بعدد خزنة جهنم. " ولا يرتاب" أي ولا يشك" الذين أوتوا الكتاب" أي اعطو الكتاب " والمؤمنون" أي المصدقون من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في ان عدة خزنة جهنم تسعة عشر. " وليقول الذين في قلوبهم مرض" أي في صدورهم شك ونفاق من منافقي اهل المدينة، الذين ينجمون في مستقبل الزمان بعد الهجرة، ولم يكن بمكة نفاق وانما نجم بالمدينة. وقيل : المعنى، أي وليقول المنافقون الذين ينجمون في مستقبل الزمان بعد الهجرة." والكافرون" أي اليهود والنصارى" ماذا أراد الله بهذا مثلا" يعني بعدد خزنة جهنم. وقال الحسين بن الفضل : السورة مكية ولم يكن بمكة نفاق، فالمرض في هذه الآية الخلاف" والكافرون" أي مشركو العرب. وعلى القول الأول اكثر المفسرين. ويجوز ان يراد بالمرض: الشك والارتياب، لأن اهل مكة كان اكثرهم شاكين، وبعضهم قاطعين بالكذب ، وقوله تعالى اخباراً عنهم: " ماذا أراد الله" أي ما أراد ((بهذا )) العدد الذي ذكره حديثاً، أي ما هذا من الحديث. قال الليث: المثل الحديث، ومنه: " مثل الجنة التي وعد المتقون" [ الرعد :35] أي حديثها والخبر عنها " كذلك " أي كإضلال الله ابا جهل واصحابه المنكرين لخزنة جهنم " يضل الله" أي يخزي ويعمي " من يشاء ويهدي" أي ويرشد " من يشاء" كإرشاد اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقيل : " كذلك يضل الله " عن الجنة " من يشاء ويهدي" اليها " من يشاء". " وما يعلم جنود ربك إلا هو" أي وما يدري عدد ملائكة ربك الذين خلقهم لتعذيب اهل النار(( الا هو)) أي الا الله جل ثناؤه. وهذا جواب لأبي جهل حين قال: اما لمحمد من الجنود الا تسعة عشر! و"عن ابن عباس:
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم غنائم حنين، فأتاه جبريل فجلس عنده، فاتى ملك فقال: ان ربك يأمرك بكذا وكذا، فخشي النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون شيطاناً، فقال : (( يا جبريل اتعرفه))؟ فقال : هو ملك وما كل ملائكة ربك اعرف". وقال الأوزاعي : قال موسى : (( يا رب من في السماء ؟ قال ملائكتي. قال كم عدتهم يا رب؟ قال : اثني عشر سبطاً. قال :كم عدد كل سبط؟ قال : عدد التراب)) . ذكرهما الثعلبي. وفي الترمذي "عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أطت السماء وحق لها ان تئط، ما فيها موضع اربع اصابع الا وملك واضع جبهته لله ساجداً))"قوله تعالى: " وما هي إلا ذكرى للبشر" يعني الدلائل والحجج والقرآن. وقيل: " وما هي " أي وما هذه النار التي هي سقر" إلا ذكرى" أي عظة " للبشر" أي للخلق. وقيل: نار الدنيا تذكرة لنار الآخرة. قاله الزجاج. وقيل: أي ما هذه العدة"إلا ذكرى للبشر" أي ليتذكروا ويعلموا كمال قدرة الله تعالى، وانه لا يجتاج الى اعوان وانصار، فالكناية على هذا في قوله تعالى: " وما هي " ترجع الى الجنود، لأنه اقرب مذكور.
يقول تعالى: "وما جعلنا أصحاب النار" أي خزانها "إلا ملائكة" زبانية غلاظاً شداداً, وذلك رد على مشركي قريش حين ذكروا عدد الخزنة فقال أبو جهل: يا معشر قريش أما يستطيع كل عشرة منكم لواحد منهم فتغلبونهم, فقال الله تعالى: "وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة" أي شديدي الخلق لا يقاومون ولا يغالبون, وقد قيل إن أبا الأشدين واسمه كلدة بن أسيد بن خلف قال: يا معشر قريش اكفوني منهم اثنين وأنا أكفيكم منهم سبعة عشر إعجاباً منه بنفسه, وكان قد بلغ من القوة فيما يزعمون أنه كان يقف على جلد البقرة ويجاذبه عشرة لينزعوه من تحت قدميه فيتمزق الجلد ولا يتزحزح عنه, قال السهيلي وهو الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصارعته, وقال إن صرعتني آمنت بك, فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً فلم يؤمن, قال وقد نسب ابن إسحاق خبر المصارعة إلى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب . (قلت): ولا منافاة بين ما ذكراه والله أعلم.
وقوله تعالى: "وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا" أي إنما ذكرنا عدتهم أنهم تسعة عشر اختباراً منا للناس "ليستيقن الذين أوتوا الكتاب" أي يعلمون أن هذا الرسول حق فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله "ويزداد الذين آمنوا إيماناً" أي إلى إيمانهم أي بما يشهدون من صدق إخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم "ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض" أي من المنافقين "والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً" أي يقولون ما الحكمة في ذكر هذا ههنا ؟ قال الله تعالى: "كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء" أي من مثل هذا وأشباهه يتأكد الإيمان في قلوب أقوام ويتزلزل عند آخرين, وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة.
وقوله تعالى: "وما يعلم جنود ربك إلا هو" أي ما يعلم عددهم وكثرتهم إلا هو تعالى لئلا يتوهم متوهم أنهم تسعة عشر فقط, كما قد قاله طائفة من أهل الضلالة والجهالة ومن الفلاسفة اليونانيين ومن شايعهم من الملتين الذين سمعوا هذه الاية فأرادوا تنزيلها على العقول العشرة والنفوس التسعة التي اخترعوا دعواها وعجزوا عن إقامة الدلالة على مقتضاها, فأفهموا صدر هذه الاية وقد كفروا بآخرها وهو قوله: "وما يعلم جنود ربك إلا هو" وقد ثبت في حديث الإسراء المروي في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في صفة البيت المعمور الذي في السماء السابعة: "فإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم". وقال الإمام أحمد : حدثنا أسود , حدثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورق عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أصبع إلا عليه ملك ساجد, لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ولا تلذذتم بالنساء على الفرشات ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى" فقال أبو ذر : والله لوددت أني شجرة تعضد, ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث إسرائيل , وقال الترمذي حديث حسن غريب, ويروى عن أبي ذر موقوفاً, وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا خير بن عرفة المصري , حدثنا عروة بن مروان الرقي , حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم بن مالك عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو ملك ساجد أو ملك راكع, فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعاً سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئاً". وقال محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة: حدثنا عمرو بن زرارة , أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة عن صفوان بن محرز عن حكيم بن حزام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه إذ قال لهم: "هل تسمعون ما أسمع ؟ قالوا: ما نسمع من شيء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسمع أطيط السماء وما تلام أن تئط. ما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك راكع أو ساجد".
وقال أيضاً: حدثنا محمد بن عبد الله بن قهذاذ , حدثنا أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي , حدثنا عبيد بن سليمان الباهلي سمعت الضحاك بن مزاحم يحدث عن مسروق بن الأجدع عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما في السماء الدنيا موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم وذلك قول الملائكة: "وما منا إلا له مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون"" وهذا مرفوع غريب جداً ثم رواه عن محمود بن آدم عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود أنه قال: إن من السموات سماء ما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه قائم ثم قرأ "وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون".
ثم قال: حدثنا أحمد بن سيار , حدثنا أبو جعفر بن محمد بن خالد الدمشقي المعروف بابن أمه , حدثنا المغيرة بن عمر بن عطية من بني عمرو بن عوف , حدثني سليمان بن أيوب عن سالم بن عوف , حدثني عطاء بن زيد بن مسعود من بني الحبلى, حدثني سليمان بن عمرو بن الربيع من بني سالم, حدثني عبد الرحمن بن العلاء من بني ساعدة عن أبيه العلاء بن سعد وقد شهد الفتح وما بعده, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يوماً لجلسائه: "هل تسمعون ما أسمع ؟ قالوا: وما تسمع يا رسول الله ؟ قال أطت السماء وحق لها أن تئط إنه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد وقالت الملائكة "وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون" " وهذا إسناد غريب جداً.
ثم قال: حدثنا إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي , حدثنا عبد الملك بن قدامة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن عبد الله بن عمر " أن عمر جاء والصلاة قائمة ونفر ثلاثة جلوس أحدهم أبو جحش الليثي, فقال: قوموا فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقام اثنان وأبى أبو جحش أن يقوم وقال لا أقوم حتى يأتي رجل أقوى مني ذراعين وأشد مني بطشاً, فيصرعني ثم يدس وجهي في التراب, قال عمر فصرعته ودسست وجهه في التراب, فأتى عثمان بن عفان فحجزني عنه فخرج عمر مغضباً حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما رأيك يا أبا حفص ؟ فذكر له ما كان منه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رضي عمر رحمه, والله على ذلك لوددت أنك جئتني برأس الخبيث فقام عمر فوجه نحوه فلما أبعد ناداه فقال: اجلس حتى أخبرك بغناء الرب تبارك وتعالى عن صلاة أبي جحش وإن لله تعالى في السماء الدنيا ملائكة خشوعاً لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة, فإذا قامت رفعوا رؤوسهم ثم قالوا ربنا ما عبدناك حق عبادتك وإن لله في السماء الثانية ملائكة سجوداً لا يرفعون رؤوسهم حتى تقوم الساعة فإذا قامت الساعة رفعوا رؤوسهم وقالوا سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك".
فقال له عمر : " وما يقولون يا رسول الله ؟ فقال: أما أهل السماء الدنيا فيقولون سبحان ذي الملك والملكوت, وأما أهل السماء الثانية فيقولون سبحان ذي العزة والجبروت, وأما أهل السماء الثالثة فيقولون سبحان الحي الذي لا يموت, فقلها يا عمر في صلاتك, فقال عمر : يا رسول الله فكيف بالذي كنت علمتني وأمرتني أن أقوله في صلاتي ؟ فقال: قل هذا مرة وهذا مرة" وكان الذي أمره به أن يقوله: "أعوذ بعفوك من عقابك, وأعوذ برضاك من سخطك, وأعوذ بك منك جل وجهك" هذا حديث غريب جداً بل منكر نكارة شديدة, و إسحاق الفروي روى عنه البخاري , وذكره ابن حبان في الثقات وضعفه أبو داود والنسائي والعقيلي والدار قطني , وقال أبو حاتم الرازي : كان صدوقاً إلا أنه ذهب بصره فربما لقن وكتبه صحيحة, وقال مرة هو مضطرب و شيخه عبد الملك بن قدامة أبو قتادة الجمحي تكلم فيه أيضاً, والعجب من الإمام محمد بن نصر كيف رواه ولم يتكلم عليه, ولا عرف بحاله, ولا تعرض لضعف بعض رجاله, غير أنه رواه من وجه آخر عن سعيد بن جبير مرسلاً بنحوه ومن طريق أخرى عن الحسن البصري مرسلاً قريباً منه, ثم قال محمد بن نصر : حدثنا محمد بن عبد الله بن قهذاذ , أخبرنا النضر , أخبرنا عباد بن منصور قال: سمعت عدي بن أرطاة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال سمعت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لله تعالى ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته ما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينه إلا وقعت على ملك يصلي, وإن منهم ملائكة سجوداً منذ خلق الله السموات والأرض لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة, وإن منهم ملائكة ركوعاً لم يرفعوا رؤوسهم منذ خلق الله السموات والأرض ولا يرفعونها إلى يوم القيامة, فإذا رفعوا رؤوسهم نظروا إلى وجه الله عز وجل قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك" وهذا إسناد لا بأس به.
وقوله تعالى: "وما هي إلا ذكرى للبشر" قال مجاهد وغير واحد: "وما هي" أي النار التي وصفت "إلا ذكرى للبشر" ثم قال تعالى: "كلا والقمر * والليل إذ أدبر" أي ولى "والصبح إذا أسفر" أي أشرق "إنها لإحدى الكبر" أي العظائم يعني النار, قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وغير واحد من السلف "نذيراً للبشر * لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر" أي لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق أو يتأخر عنها ويولي ويردها.
لما نزل قوله سبحانه: "عليها تسعة عشر" قال أبو جهل: أما لمحمد من الأعوان إلا تسعة عشر يخوفكم محمد بتسعة عشر وأنتم الدهم، أفيعجز كل مائة رجل منكم أن يبطشوا بواحد منهم ثم يخرجون من النار؟ فقال أبو الأشد، وهو رجل من بني جمح: يا معشر قريش إذا كان يومالقيامة، فأنا أمشي بين أيديكم، فأدفع عشرة بمنكبي الأيمن وتسعة بمنكبي الأيسر ونمضي ندخل الجنة فأنزل الله 31- "وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة" يعني ما جعلنا المدبرين لأمر النار القائمين بعذاب من فيها إلا ملائكة، فمن يطيق الملائكة ومن يغلبهم، فكيف تتعاطون أيها الكفار مغالبتهم. وقيل جعلهم ملائكة لأنهم خلاف جنس المخلوقين من الجن والإنس، فلا يأخذهم ما يأخذ المجالس من الرقة والرأفة، وقيل لأنهم أقوم خلق الله بحقه والغضب له، وأشدهم بأساً وأقواهم بطشاً "وما جعلنا عدتهم إلا فتنة" أي ضلالة "للذين" استقلوا عددهم ومحنة لهم، والمعنى: ما جعلنا عددهم هذا العدد المذكور في القرآن إلا ضلالة ومحنة لهم، حتى قالوا ما قالوا ليتضاعف عذابهم ويكثر غضب الله عليهم. وقيل معنى إلا فتنة إلا عذاباً كما في قوله: "يوم هم على النار يفتنون" أي يعذبون، واللام في قوله: "ليستيقن الذين أوتوا الكتاب" متعلق بجعلنا، والمراد بأهل الكتاب لليهود والنصارى بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لموافقة ما في القرآن لما في كتبهم "ويزداد الذين آمنوا إيماناً" وقيل المراد الذين آمنوا من أهل الكتاب كعبد الله بن سلام، وقيل أراد الذين آمنوا المؤمنين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والمعنى: ليزدادوا يقيناً إلى يقينهم لما رأوا من موافقة أهل الكتاب لهم، وجملة "ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون" مقررة لما تقدم من الاستيقان وازدياد الإيمان، والمعنى نفي الارتياب عنهم في الدين، أو في أن عدة خزنة جهنم تسعة عشر، ولا ارتياب في الحقيقة من المؤمنين، ولكنه من باب التعريض لغيرهم ممن في قبله شك "وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً" المراد بالذين في قلوبهم مرض هم المنافقون، والسورة وإن كانت مكية ولم يكن إذ ذاك نفاق، فهو إخبار بما سيكون في المدينة، أو المراد بالمرض مجرد حصول الثلث والريب، وهو كائن في الكفار. قال الحسين بن الفضل: السورة مكية ولم يكن يمكة نفاق، فالمرض في هذه الآية لخلاف، والمراد بقوله: "والكافرون" كفار العرب من أهل مكة وغيرهم، ومعنى "ماذا أراد الله بهذا مثلاً" أي شيء أراد بهذا العدد المستغرب استغراب المثل. قال الليث: المثل الحديث، ومنه قوله: "مثل الجنة التي وعد المتقون" أي حديثها الخبر عنها "كذلك يضل الله من يشاء" أي مثل ذلك الإضلال المتقدم ذكره، وه قوله: "وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا"" يضل الله من يشاء" من عباده، والكاف نعت مصدر محذوف "ويهدي من يشاء" من عباده والمعنى: مثل ذلك الإضلال للكافرين والهداية للمؤمنين يضل الله من يشاء إضلاله ويهدي من يشاء هدايته. وقيل المعنى: كذلك يضل الله عن الجنة من يشاء ويهدي إليها من يشاء "وما يعلم جنود ربك إلا هو" أي يعلم عدد خلقه ومقدار جموعه من الملائكة وغيرهم إلا هو وحده لا يقدر على علم ذلك أحد. وقال عطاء: يعني من الملائكة الذين خلقهم لتعذيب أهل النار لا يعلم عدتهم إلا الله. والمعنى: أن خزنة النار وإن كانوا تسعة عشر فلهم من الأعوان والجنود من الملائكة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه. ثم رجع سبحانه إلى ذكر سقر فقال: "وما هي إلا ذكرى للبشر" أي وما سقر وما ذكر من عدد خزنتها إلا تذكرة وموعظة للعالم، وقيل: "وما هي" أي الدلائل والحجج والقرآن إلا تذكرة للبشر. وقال الزجاج: نار الدنيا تذكرة لنار الآخرة، وهو بعيد. وقيل ما هي أي عدة خزنة جهنم إلا تذكرة للبش ليعلموا كمال قدرة الله وأنه لا يحتاج إلى أعوان وأنصار، وقيل الضمير في "وما هي" يرجع إلى الجنود.
فأنزل الله عز وجل:
31- "وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكةً"، لا رجالاً آدميين، فمن ذا يغلب الملائكة؟، "وما جعلنا عدتهم"، أي عددهم في القلة، " إلا فتنة للذين كفروا "، أي ضلالة لهم حتى قالوا ما قالوا، "ليستيقن الذين أوتوا الكتاب"، لأنه مكتوب في التوراة والإنجيل أنهم تسعة عشر، "ويزداد الذين آمنوا إيماناً"، يعني من آمن من أهل الكتاب يزدادون تصديقاً بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا وجدوا ما قاله موافقاً لما في كتبهم، "ولا يرتاب"، ولا يشك، "الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون"، في عددهم، "وليقول الذين في قلوبهم مرض"، شك ونفاق، "والكافرون"، مشركو مكة، "ماذا أراد الله بهذا مثلاً"، أي شيء أراد بهذا الحديث؟ وأراد بالمثل الحديث نفسه. "كذلك"، أي كما أضل الله من أنكر عدد الخزنة وهدى من صدق كذلك، "يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو"، قال مقاتل: هذا جواب أبي جهل حين قال: أما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر؟ قال عطاء: "وما يعلم جنود ربك إلا هو" يعني من الملائكة الذين خلقهم لتعذيب أهل النار، لا يعلم عدتهم إلا الله، والمعنى إن تسعة عشر هم خزنة النار، ولهم من الأعوان والجنود من الملائكة ما لا يعلم إلا الله عز وجل، ثم رجع إلى ذكر سقر فقال: "وما هي"، يعني سقر، "إلا ذكرى للبشر"، إلا تذكرة وموعظة للناس.
31-" وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكةً " ليخالفوا جنس المعذبين فلا يرقون لهم ولا يستروحون إليهم ، ولأنهم أقوى الخلق بأساً وأشدهم غضباً لله . روي أن أبا جهل لما سمع عليها تسعة عشر قال لقريش : أيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل منهم فنزلت . " وما جعلنا عدتهم إلا فتنةً للذين كفروا " وما جعلنا عددهم إلا العدد الذي اقتضى فتنتهم وهو التسعة عشر ، فعبر بالأثر عن المؤثر تنبيهاً على أنه لا ينفك منه وافتتانهم به استقلالهم واستهزاؤهم به واستبعادهم أن يتولى هذه العدد القليل تعذيب أكثر الثقلين ، ولعل المراد الجعل بالقول ليحسن تعليله بقوله : " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " أي ليكتسبوا اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق القرآن لما رأوا ذلك موافقاً لما في كتابهم . " ويزداد الذين آمنوا إيمانا " بالإيمان به وبتصديق أهل الكتاب به . " ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون " أي في ذلك وهو تأكيد للاستيقان وزيادة الإيمان به وبتصديق أهل الكتاب له . " ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون " أي في ذلك وهو تأكيد للاستيقان وزيادة الإيمان ونفي لما يعرض للمتيقن حيثما شبهة " وليقول الذين في قلوبهم مرض " شك أو نفاق ، فيكون إخباراً بمكة عم سيكون في المدينة بعد الهجرة . " والكافرون " الجازمون في التكذيب . " ماذا أراد الله بهذا مثلاً " أي شيء أراد بهذا العدد المستغرب استغراب المثل ، وقيل لما استبعدوه حسبوا أنه مثل مضروب . " كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء " مثل ذلك المذكور من الإضلال والهدى يضل الكافرين ويهدي المؤمنين . " وما يعلم جنود ربك " جموع خلقه على ما هم عليه . " إلا هو " إذ لا سبيل لأحد إلى حصر الممكنات والاطلاع على حقائها وصفاتها وما يوجب اختصاص كل منها بما يخصه من كم وكيف واعتبار ونسبة . "وما هي " وما سقر أو عدة الخزنة أو السورة . " إلا ذكرى للبشر " إلا تذكرة لهم .
31. We have appointed only angels to be wardens of the fire, and their number have We made to be a stumbling block for those who disbelieve; that those to whom the scripture hath been given may have certainty, and that believers may increase in faith; and that those to whom the Scripture hath been given and believers may not doubt; and that those in whose hearts there is disease, and disbelievers, may say: What meaneth Allah by this similitude? Thus Allah sendeth astray whom He will, and whom He will He guideth. None knoweth the hosts of thy Lord save Him. This is naught else than a Reminder unto mortals.
31 - And We have set none but angels as guardians, of the Fire; and We have fixed their number only as a trial for Unbelievers, in order that the People of the Book may arrive at certainty, and the Believers may increase in Faith, and that no doubts may be left for the People of the Book and the Believers, and that those in whose hearts is a disease and the Unbelievers may say, What symbol doth God intend by this? Thus doth God leave to stray whom He pleaseth, and guide whom He pleaseth: and none can know the forces of thy Lord, except He. And this is no other than a warning to mankind.