[نوح : 1] إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
1 - (إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر) أي بانذار (قومك من قبل أن يأتيهم) إن لم يؤمنوا (عذاب أليم) مؤلم في الدنيا والآخرة
يقول تعالى ذكره : " إنا أرسلنا نوحا " وهو نوح بن لمك " إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم " يقول : أرسلناه إليهم بأن أنذر قومك ، فأن في موضع نصب في قول بعض أهل العربية ، وفي موضع خفض في قول بعضهم ، وقد بينت العلل لكل فريق منهم ، والصواب عندنا من القول في ذلك فيما مضى من كتابنا هذا ، بما أغنى من إعادته في هذا الموضع ، وهي في قراءة عبد الله فيما ذكر : ( إنا أرسلنا إلى قومه أنذر قومك ) بغير ( أن ) وجاز ذلك لأن الإرسال بمعنى القول ، فكأنه قيل : قلنا لنوح : أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم ، وذلك العذاب الأليم هو الطوفان الذي غرقهم الله به .
سورة نوح مكية، وهي ثمان وعشرون آية
قوله تعالى: "إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم" وقد مضى القول في الأعراف أن نوحاً عليه السلام أول رسول أرسل. ورواه قتادة عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول رسول أرسل نوح وأرسل إلى جميع أهل الأرض" . فلذلك لما كفروا أغرق الله أهل الأرض جميعاً. وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن يرد بن مهلايل بن أنوش بن قينان بن شيث بن آدم عليه السلام. وقال وهب: كلهم مؤمنون. أرسل إلى قومه وهو ابن سنة. وقال ابن عباس: أن أربعين سنة. وقال عبد الله بن شداد بعث وهو ابن ثلثمائة وخمسين سنة. وقد مضى في سورة النكبوت القول فيه. والحمد لله. "أن أنذر قومك" أي بأن أنذر قومك، فموضع أن نصب بإسقاط الخافض. وقيل: موضعها جر لقوة خدمتها مع أن.
ويجوز أن بمعنى المفسرة فلا يكون لها موضع من الإعراب، لأن في الإرسال معنى الأمر، فلا حاجة إلى إضمار الباء. وقراءة عبد الله أنذر قومك بغير أن بمعنى قلنا له أنذر قومك. وقد تقدم معنى الإنذار في أول سورة البقرة. "من قبل أن يأتيهم عذاب أليم" قال ابن عباس: يعني عذاب النار في الآخرة. وقال الكلبي: هو ما نزل عليهم من الطوفان. وقيل: أي أنذرهم العذاب الأليم على الجملة إن لم يؤمنوا. فكان يدعو قومه وينذرهم فلا يرى منهم مجيباً، وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه فيقول، رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون. وقد مضى هذا مستوفى في سورة العنكبوت والحمد لله.
تفسير سورة نوح
بسم الله الرحمـن الرحيم
يقول تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام أنه أرسله إلى قومه آمراً له أن ينذرهم بأس الله قبل حلوله بهم, فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم. ولهذا قال تعالى. "أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم * قال يا قوم إني لكم نذير مبين" أي بين النذارة ظاهر الأمر واضحه, "أن اعبدوا الله واتقوه", أي اتركوا محارمه واجتنبوا مآثمه "وأطيعون" فيما آمركم به وأنهاكم عنه "يغفر لكم من ذنوبكم" أي إذا فعلتم ما آمركم به وصدقتم ما أرسلت به إليكم غفر الله لكم ذنوبكم, ومن ههنا قيل إنها زائدة ولكن القول بزيادتها في الإثبات قليل, ومنه قول بعض العرب: قد كان من مطر, وقيل إنها بمعنى عن تقديره يصفح لكم عن ذنوبكم, واختاره ابن جرير : وقيل: إنها للتبعيض, أي يغفر لكم الذنوب العظيمة التي وعدكم على ارتكابكم إياها الانتقام "ويؤخركم إلى أجل مسمى" أي يمد في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب الذي إن لم تجتنبوا ما نهاكم عنه أوقعه بكم, وقد يستدل بهذه الاية من يقول إن الطاعة والبر وصلة الرحم يزاد بها في العمر حقيقة كما ورد به الحديث: "صلة الرحم تزيد في العمر" وقوله تعالى: "إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون" أي بادروا بالطاعة قبل حلول النقمة فإنه إذا أمر تعالى بكون ذلك لا يرد ولا يمانع, فإنه العظيم الذي قد قهر كل شيء, العزيز الذي دانت لعزته جميع المخلوقات.
هي تسع وعشرون آية أو ثمان وعشرون آية وهي مكية
وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت سورة "إنا أرسلنا نوحاً" بمكة.
قوله: " إنا أرسلنا نوحا إلى قومه " قد تقدم أن نوحاً أول رسول أرسله الله، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنون بن قينان بن شيث بن آدم، وقد تقدم مدة لبثه في قومه، وبيان جميع عمره، وبيان السن التس أرسل وهو فيها في سورة العنكبوت "أن أنذر قومك" أي بأن أنذر على أنها مصدرية، ويجوز أن تكون هي المفسرة، لأن في الإرسال معنى القول. وقرأ ابن مسعود أنذر بدون أن، وذلك على تقدير القول: أي: فقلنا له أنذر "من قبل أن يأتيهم عذاب أليم" أي عذاب شديد الألم، وهو عذاب النار. وقال الكلبي: هو ما نزل بهم من الطوفان.
1- "إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك"، أي: بأن أنذر قومك، "من قبل أن يأتيهم عذاب أليم"، المعنى: إنا أرسلناه لينذرهم بالعذاب إن لم يؤمنوا.
1-" إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر " أي بأن أنذر أي بالإنذار ، أو بأن قلنا له " أنذر " ، ويجوز أن تكون مفسرة لتضمن الإرسال معنى القول ، وقرئ بغير " أن " على إرادة القول . " قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم " عذاب الآخرة أو الطوفان .
Surah 71. Nuh
1. Lo! We sent Noah unto his people (saying): Warn thy people ere the painful doom come unto them.
SURA 71: NUH
1 - We sent Noah to his People (with the Command): Do thou warn thy People before there comes to them a grievous Penalty.