[الأعراف : 28] وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
28 - (وإذا فعلوا فاحشة) كالشرك وطوافهم بالبيت عراة قائلين لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها فنهوا عنها (قالوا وجدنا عليها آباءنا) فاقتدينا بهم (والله أمرنا بها) أيضا (قل) لهم (إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) أنه قال ، استفهام إنكار
قال أبو جعفر : ذكر أن معنى الفاحشة، في هذا الموضع ، ما :
حدثني علي بن سعيد بن مسروق الكندي قال ، حدثنا أبو محياة ، عن منصور ، عن مجاهد : " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها" ، قال : كانوا يطوفون بالبيت عراة، يقولون : نطوف كما ولدتنا أمهاتنا، فتضع المرأة على قبلها النسعه ،أو الشيء ، فتقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله فما بدا منه فلا أحله
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد في قوله : " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا" ، فاحشتهم : أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن مفضل ، عن منصور ، عن مجاهد ، مثله .
حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمران بن عيينة ، عن عطاء بن الساظب ، عن سعيد بن جبير و الشعبي : " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا" ، قالا : كانوا يطوفون بالبيت عراة . حدثني محمدبن الحسين قال ، حدثنا أحمدبن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها" ، قال : كان قبيلة من العرب من أهل اليمن يطوفون بالبيت عراة، فإذا قيل : لم تفعلون ذلك ؟ قالوا : " وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها" .
حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا إسرائيل ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " وإذا فعلوا فاحشة" ، قال : طوافهم بالبيت عراة .
حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا أبو سعد ، عن مجاهد : " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا" ، قال : في طواف الحمس في الثياب ، وغيرهم عراة.
14464 -حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قوله : " وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا" ، قال ، كان نساؤهم يطفن بالبيت عراة، فتلك الفاحشة التي وجدوا عليها اباءهم : " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء" ، الآية.
قال أبو جعفر : فتأويل الكلام إذا : وإذا فعل الذين لا يؤمنون بالله ، الذين جعل الله الشياطين لهم أولياء، قبيحا من الفعل ، وهو الفاحشة، وذلك تعريهم للطواف بالبيت وتجردهم له ، فعدلوا على ما أتوا من قبيح فعلهم وعوتبوا عليه ، قالوا: وجدنا على مثل ما نفعل آباءنا، فنحن نفعل مثل ما كانوا يفعلون ، ونقتدي بهديهم ، ونستن بسنتهم ، والله أمرنا به ، فنحن نتبع أمره فيه . يقول الله جل ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : " قل " ، يا محمد، لهم : " إن الله لا يأمر بالفحشاء" ، يقول : لا يأمر خلقه بقبائح الأفعال ومساويها، " أتقولون " ، أيها الناس ، " على الله ما لا تعلمون " ، يقول : أتروون على الله أنه أمركم بالتعري والتجرد من الثياب واللباس للطواف ، وأنتم لا تعلمون أنه أمركم بذلك ؟
الفاحشة هنا في قول أكثر المفسرين طوافهم بالبيت عراةً. وقال الحسن: هي الشرك والكفر. واحتجوا على ذلك بتقليدهم أسلافهم، وبأ، الله أمرهم بها. وقال الحسن: والله أمرنا بها قالوا: لو كره الله ما نحن عليه لنقلنا عنه. "قل إن الله لا يأمر بالفحشاء" بين أنهم متحكمون، ولا دليل لهم على أن الله أمرهم بما ادعوا. وقد مضى ذم التقليد وذم كثير من جهالاتهم. وهذا منها.
قال مجاهد: كان المشركون يطوفون بالبيت عراة يقولون نطوف كما ولدتنا أمهاتنا فتضع المرأة على قبلها النسعة أو الشيء وتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله ‌
فأنزل الله "وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها" الاية, قلت: كانت العرب ما عدا قريشاً لا يطوفون بالبيت في ثيابهم التي لبسوها يتأولون في ذلك أنهم لا يطوفون في ثياب عصوا الله فيها, وكانت قريش وهم الحمس يطوفون في ثيابهم, ومن أعاره أحمسي ثوباً طاف فيه, ومن معه ثوب جديد طاف فيه ثم يلقيه فلا يتملكه أحد, ومن لم يجد ثوباً جديداً, ولا أعاره أحمسي ثوباً طاف عرياناً, وربما كانت امرأة فتطوف عريانة فتجعل على فرجها شيئاً ليستره بعض الستر فتقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
وأكثر ما كان النساء يطفن عراة بالليل, وكان هذا شيئاً قد ابتدعوه من تلقاء أنفسهم واتبعوا فيه آباءهم, ويعتقدون أن فعل آبائهم مستند إلى أمر من الله وشرع, فأنكر الله تعالى عليهم ذلك, فقال "وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها" فقال تعالى رداً عليهم "قل" أي يا محمد لمن ادعى ذلك "إن الله لا يأمر بالفحشاء" أي هذا الذي تصنعونه فاحشة منكرة, والله لا يأمر بمثل ذلك " أتقولون على الله ما لا تعلمون " أي أتسندون إلى الله من الأقوال مالا تعلمون صحته, وقوله تعالى: "قل أمر ربي بالقسط" أي بالعدل والاستقامة "وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين" أي أمركم بالاستقامة في عبادته في محالها وهي متابعة المرسلين المؤيدين بالمعجزات, فيما أخبروا به عن الله وما جاؤوا به من الشرائع وبالإخلاص له في عبادته, فإنه تعالى لا يتقبل العمل حتى يجمع هذين الركنين, أن يكون صواباً موافقاً للشريعة وأن يكون خالصاً من الشرك.
وقوله تعالى: "كما بدأكم تعودون" إلى قوله "الضلالة" اختلف في معنى قوله "كما بدأكم تعودون" فقال ابن أبي نجيح: عن مجاهد "كما بدأكم تعودون" يحييكم بعد موتكم, وقال الحسن البصري: كما بدأكم في الدنيا كذلك تعودون يوم القيامة أحياء, وقال قتادة "كما بدأكم تعودون" قال: بدأ فخلقهم ولم يكونوا شيئاً ثم ذهبوا ثم يعيدهم, وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كما بدأكم أولاً كذلك يعيدكم آخراً, واختار هذا القول أبو جعفر بن جرير, وأيده بما رواه من حديث سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج كلاهما عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس, قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال "يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلاً كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين" وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث شعبة, وفي صحيح البخاري أيضاً من حديث الثوري به, وقال ورقاء بن إياس أبو يزيد عن مجاهد "كما بدأكم تعودون" قال يبعث المسلم مسلماً والكافر كافراً وقال أبو العالية "كما بدأكم تعودون" ردوا إلى علمه فيهم وقال سعيد بن جبير كما بدأكم تعودون كما كتب عليكم تكونون, وفي رواية كما كنتم عليه تكونون, وقال محمد بن كعب القرظي: في قوله تعالى: "كما بدأكم تعودون" من ابتدأ الله خلقه على الشقاوة صار إلى ما ابتدىء عليه خلقه وإن عمل بأعمال أهل السعادة, ومن ابتدأ خلقه على السعادة صار إلى ما ابتدىء خلقه عليه وإن عمل بأعمال أهل الشقاء, كما أن السحرة عملوا بأعمال أهل الشقاء ثم صاروا إلى ما ابتدؤوا عليه, وقال السدي " كما بدأكم تعودون * فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة " يقول "كما بدأكم تعودون" كما خلقناكم فريق مهتدون وفريق ضلال, كذلك تعودون وتخرجون من بطون أمهاتكم.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوله " كما بدأكم تعودون * فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة " قال: إن الله تعالى بدأ خلق ابن آدم مؤمناً وكافراً, كما قال "هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن" ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأهم مؤمناً وكافراً: قلت: ويتأيد هذا القول بحديث ابن مسعود في صحيح البخاري "فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا باع أو ذراع, فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها, وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا باع أو ذراع فيسبق عليه الكتاب, فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة". وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا علي بن الجعد, حدثنا أبو غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن العبد ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل الجنة وإنه من أهل النار, وإنه ليعمل فيما يرى الناس بعمل أهل النار وإنه من أهل الجنة وإنما الأعمال بالخواتيم" هذا قطعة من حديث البخاري من حديث أبي غسان محمد بن مطرف المدني في قصة قزمان يوم أحد, وقال ابن جرير: حدثني ابن بشار حدثنا عبد الرحمن, حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "تبعث كل نفس على ما كانت عليه" وهذا الحديث رواه مسلم وابن ماجه من غير وجه, عن الأعمش به, ولفظه "يبعث كل عبد على ما مات عليه" وعن ابن عباس مثله, قلت: ويتأيد بحديث ابن مسعود, قلت: ولا بد من الجمع بين هذا القول إن كان هو المراد من الاية, وبين قوله تعالى: " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها " وما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل مولود يولد على الفطرة, فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه".
وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى "إني خلقت عبادي حنفاء, فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم" الحديث, ووجه الجمع على هذا, أنه تعالى خلقهم ليكون منهم مؤمن وكافر في ثاني الحال, وإن كان قد فطر الخلق كلهم على معرفته وتوحيده والعلم بأنه لا إله غيره, كما أخذ عليهم الميثاق بذلك وجعله في غرائزهم وفطرهم ومع هذا قدر أن منهم شقياً ومنهم سعيداً "هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن" وفي الحديث "كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها" وقدر الله نافذ في بريته, فإنه هو "الذي قدر فهدى" و "الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى" وفي الصحيحين "فأما من كان منكم من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة, وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة" ولهذا قال تعالى: "فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة" ثم علل ذلك فقال "إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله" الاية, قال ابن جرير: وهذا من أبين الدلالة على خطأ من زعم أن الله لا يعذب أحداً على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها, إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها فيركبها عناداً منه لربه فيها, لأنه لو كان كذلك لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضل وهو يحسب أنه مهتد, وفريق الهدى فرق, وقد فرق الله تعالى بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الاية.
الفاحشة: ما تبالغ في فحشه وقبحه من الذنوب. قال أكثر المفسرين: هي طواف المشركين بالبيت عراة. وقيل: هي الشرك، والظاهر أنها تصدق على ما هو أعم من الأمرين جميعاً، والمعنى: أنهم إذا فعلوا ذنباً قبيحاً متبالغاً في القبح اعتذروا عن ذلك بعذرين: الأول: أنهم فعلوا ذلك اقتداء بآبائهم لما وجدوهم مستمرين على فعل تلك الفاحشة، والثاني: أنهم مأمورون بذلك من جهة الله سبحانه. وكلا العذرين في غاية البطلان والفساد، لأن وجود آبائهم على القبح لا يسوغ لهم فعله، والأمر من الله سبحانه لهم لم يكن بالفحشاء، بل أمرهم باتباع الأنبياء والعمل بالكتب المنزلة ونهاهم عن مخالفتهما، ومما نهاهم عنه فعل الفواحش، ولهذا رد الله سبحانه عليهم بأن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: 28- "إن الله لا يأمر بالفحشاء" فكيف تدعون ذلك عليه سبحانه، ثم أنكر عليهم ما أضافوه إليه، فقال: "أتقولون على الله ما لا تعلمون" وهو من تمام ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقوله لهم، وفيه من التقريع والتوبيخ أمر عظيم، فإن القول بالجهل إذا كان قبيحاً في كل شيء فكيف إذا كان في التقول على الله؟ وإن في هذه الآية الشريفة لأعظم زاجر وأبلغ واعظ للمقلدة الذين يتبعون آباءهم في المذاهب المخالفة للحق، فإن ذلك من الاقتداء بأهل الكفر لا بأهل الحق، فإنهم القائلون: "إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون" والقائلون: " وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها " والمقلد لولا اغتراره بكونه وجد أباه على ذلك المذهب، مع اعتقاده بأنه الذي أمر الله به، وأنه الحق لم يبق عليه، وهذ الخصلة هي التي بقي بها اليهودي على اليهودية والنصراني على النصرانية والمبتدع على بدعته، فما أبقاهم على هذه الضلالات إلا كونهم وجدوا آباءهم في اليهودية والنصرانية أو البدعية وأحسنوا الظن بأن ما هم عليه هو الحق الذي أمر الله به ولم ينظروا لأنفسهم، ولا طلبوا الحق كما يجب وبحثوا عن دين الله كما ينبغي، وهذا هو التقليد البحت والقصور الخالص، فيا من نشأ على مذهب من هذه المذاهب الإسلامية أنا لك النذير المبالغ في التحذير من أن تقول هذه المقالة وتستمر على الضلالة، فقد اختلط الشر بالخير والصحيح بالسقيم وفاسد الرأي بصحيح الرواية. ولم يبعث الله إلى هذه الأمة إلا نبياً واحداً أمرهم باتباعه ونهى عن مخالفته فقال: "ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" ولو كان محض رأي أئمة المذاهب وأتباعهم حجة على العباد، لكان لهذه الأمة رسل كثيرون متعددون بعدد أهل الرأي المكلفين للناس بما لم يكلفهم الله به. وإن من أعجب الغفلة وأعظم الذهول عن الحق اختيار المقلدة لآراء الرجال مع وجود كتاب الله، ووجود سنة رسوله، ووجود من يأخذونهما عنه، ووجود آلة الفهم لديهم وملكة العقل عندهم.
28- " وإذا فعلوا فاحشةً " قال ابن عباس و مجاهد : هي طوافهم بالبيت عراة. وقال عطاء : الشرك والفاحشة: اسم لكل فعل قبيح بلغ النهاية في القبح." قالوا وجدنا عليها آباءنا "، وفيه إضمار معناه: وإذا فعلوا فاحشة فنهوا عنها قالوا وجدنا عليها آباءنا. قيل: ومن أين أخذ آباؤكم ؟ قالوا، " والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ".
28. " وإذا فعلوا فاحشةً" فعلة متناهية في القبح كعبادة الصنم وكشف العورة في الطواف . " قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها " اعتذروا واحتجوا بأمرين تقليد الآباء والافتراء على الله سبحانه وتعالى ، فأعرض عن الأول لظهور فساده ورد الثاني بقوله . " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء " لأن عادته سبحانه وتعالى جرت على الأمر بمحاسن الأفعال ، والحث على مكارم الخصال . ولا دلالة عليه على أن أقبح الفعل بمعنى ترتب الذم عليه آجلاً عقلي ، فإن المراد بالفاحشة ما ينفر عنه الطبع السليم ويستنقصه العقل المستقيم . وقيل هما جوابا سؤالين مترتبين كأنه قيل لهم لما فعلوها. لم فعلتم ؟ فقالوا : وجدنا عليها آباءنا . فقيل ومن أين أخذ آباؤكم ؟ فقالوا : الله أمرنا بها . وعلى الوجهين يمتنع التقليد إذا قام الدليل على خلافه لا مطلقاً ." أتقولون على الله ما لا تعلمون "إنكار يتضمن النهي عن الافتراء على الله تعالى .
28. And when they do some lewdness they say: We found our fathers doing it and Allah hath enjoined it on us. Say: Allah, verily, enjoineth not lewdness. Tell ye concerning Allah that which ye know not?
28 - When they do aught that is shameful, they say: we found our fathers doing so; and God commanded us thus: say Nay, God never commanded what is shameful: do ye say of God what ye know not?