[الأعراف : 14] قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
14 - (قال أَنظِرني) أَخِّرني (إلى يوم يبعثون) أي الناس
قال أبو جعفر : وهذه أيضاً جفلة أخرى من جهلاته الخبيثة. سال ربه ما قد علم أنه لا سبيل لأحد من خلق الله إليه . وذلك أنه سأل النظرة إلى قيام الساعة ، وذلك هو يوم يبعث فيه الخلق . ولو أعطي ما سأل من النظرة ، كان قد أعطي الخلود وبقاء لا فناء معه ، وذلك أنه لا موت بعد البعث . فقال جل ثناؤه : " إنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم " ، وذلك إلى اليوم الذي قد كتب الله عليه فيه الهلاك والموت والفناء ، لأنه لا شيء يبقى فلا يفنى، غير ربنا الحيئ الذي لا يموت . يقول الله تعالى ذكره : " كل نفس ذائقة الموت " . و الإنظار في كلام العرب ، التأخير. يقال منه : أنظرته بحقي عليه أنظره به إنظاراً .
سأل النظرة والإمهال إلى يوم البعث والحساب. طلب ألا يموت لأن يوم البعث لا موت بعده،
يقول تعالى مخاطباً لإبليس بأمر قدري كوني "فاهبط منها" أي بسبب عصيانك لأمري وخروجك عن طاعتي فما يكون لك أن تتكبر فيها, قال كثير من المفسرين: الضمير عائد إلى الجنة ويحتمل أن يكون عائداً إلى المنزلة التي هو فيها في الملكوت الأعلى "فاخرج إنك من الصاغرين" أي الذليلين الحقيرين, معاملة له بنقيض قصده ومكافأة لمراده بضده, فعند ذلك استدرك اللعين وسأل النظرة إلى يوم الدين, قال " أنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين " أجابه تعالى إلى ما سأل, لما له في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة التي لا تخالف ولا تمانع, ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب .
وجملة 14- "قال أنظرني إلى يوم يبعثون" استئنافية كما تقدم في الجمل السابقة: أي أمهلني إلى يوم البعث، وكأنه طلب أن لا يموت، لأن يوم البعث لا موت بعده، والضمير في "يبعثون" لآدم وذريته.
14- " قال "، إبليس عند ذلك، " أنظرني "، أخرني وأمهلني فلا تمتني، " إلى يوم يبعثون "، من قبورهم وهو النفخة الأخيرة عند قيام الساعة، أراد الخبيث أن لا يذوق الموت.
14."قال أنظرني إلى يوم يبعثون " أمهلني إلى يوم القيامة فلا تمتني ،أو لا تعجل عقوبتي . .
14. He said: Reprieve me till the day when they are raised (from the dead).
14 - He said: Give me respite Till the day they are Raced up.