[الحاقة : 50] وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ
50 - (وإنه) القرآن (لحسرة على الكافرين) إذا رأوا ثواب المصدقين وعقاب المكذبين به
وقوله : " وإنه لحسرة على الكافرين " يقول جل ثناؤه : وإن التكذيب به لحسرة وندامة على الكافرين بالقرآن يوم القيامة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وإنه لحسرة على الكافرين " ذاكم يوم القيامة .
"وإنه لحسرة" يعنى التكذيب. والحسرة :الندامة. وقيل: أي وإن القرآن لحسرة على الكافرين يوم القيامة إذا رأوا ثواب من آمن به. وقيل:هي حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحديهم أن يأتوا بسورة مثله.أي لتحسر، فهو مصدر بمعنى التحسر، فيجوز تذكيره. وقال ابن عباس: إنما هو كقولك: لعين اليقين ومحض اليقين. ولو كان اليقين نعتاً لم يجز أن يضاف إليه، كما لا تقول: هذا رجل الظريف. وقيل: أضافة إلى نفسه لاختلاف اللفظين.
يقول تعالى: "ولو تقول علينا" أي محمد صلى الله عليه وسلم لو كان كما يزعمون مفترياً علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها, أو قال شيئاً من عنده فنسبه إلينا وليس كذلك لعاجلناه بالعقوبة, ولهذا قال تعالى: "لأخذنا منه باليمين" قيل: معناه لانتقمنا منه باليمين لأنها أشد في البطش, وقيل لأخذنا منه بيمينه "ثم لقطعنا منه الوتين" قال ابن عباس : وهو نياط القلب وهو العرق الذي القلب معلق فيه, وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والحكم وقتادة والضحاك, ومسلم البطين وأبو صخر حميد بن زياد , وقال محمد بن كعب هو القلب ومراقه وما يليه. وقوله تعالى: "فما منكم من أحد عنه حاجزين" أي فما يقدر أحد منكم أن يحجز بيننا وبينه إذا أردنا به شيئاً من ذلك. والمعنى في هذا بل هو صادق بار راشد لأن الله عز وجل مقرر له ما يبلغه عنه ومؤيد له بالمعجزات الباهرات والدلالات القاطعات.
ثم قال تعالى: "وإنه لتذكرة للمتقين" يعني القرآن كما قال تعالى: "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى" ثم قال تعالى: "وإنا لنعلم أن منكم مكذبين" أي مع هذا البيان والوضوح سيوجد منكم من يكذب بالقرآن. ثم قال تعالى: "وإنه لحسرة على الكافرين" قال ابن جرير : وإن التكذيب لحسرة على الكافرين يوم القيامة. وحكاه عن قتادة بمثله, وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك "وإنه لحسرة على الكافرين" يقول لندامة , ويحتمل عود الضمير على القرآن, أي وإن القرآن والإيمان به لحسرة في نفس الأمر على الكافرين كما قال تعالى: " كذلك سلكناه في قلوب المجرمين * لا يؤمنون به " وقال تعالى: "وحيل بينهم وبين ما يشتهون" ولهذا قال ههنا "وإنه لحق اليقين" أي الخبر الصادق الحق الذي لا مرية فيه ولا شك ولا ريب, ثم قال تعالى: "فسبح باسم ربك العظيم" أي الذي أنزل هذا القرآن العظيم. آخر تفسير سورة الحاقة ولله الحمد والمنة)
50- "وإنه لحسرة على الكافرين" أي وإن القرآن لحسرة وندامة على الكافرين يوم القيامة عند مشاهدتهم لثواب المؤمنين وقيل هي حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحديثهم بأن يأتوا بسورة من مثله.
50- "وإنه لحسرة على الكافرين"، يوم القيامة يندمون على ترك الإيمان به.
50-" وإنه لحسرة على الكافرين " إذا رأوا ثواب المؤمنين به .
50. And lo! it is indeed an anguish for the disbelievers.
50 - But truly (Revelation) is a cause of sorrow for the Unbelievers.