[الحاقة : 17] وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ
17 - (والملك) يعني الملائكة (على أرجائها) جوانب السماء (ويحمل عرش ربك فوقهم) الملائكة المذكورين (يومئذ ثمانية) من الملائكة أو من صفوفهم
" والملك على أرجائها " يقول تعالى ذكره : والملك على اطراف السماء حين تشقق وحافاتها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " والملك على أرجائها " يقول : والملك على حافات السماء حين تشقق ، ويقال على شقة كل شيء تشقق عنه .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " والملك على أرجائها " قال : أطرافها .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله " والملك على أرجائها " قال : على حافات السماء .
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن الأجلح ، قال : قلت لـ الضحاك : ما أرجاؤها ؟ قال : حافاتها .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثني سعيد ، عن قتادة " والملك على أرجائها " على حافاتها .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر " والملك على أرجائها " قال : بلغني أنها أقطارها ، قال قتادة : على نواحيها .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان " والملك على أرجائها " قال : نواحيها .
حدثني الحارث ، قال : ثنا الأشيب ، قال : ثنا ورقاء ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن المسيب : الأرجاء حافات السماء .
قال : ثنا الأشيب ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير " والملك على أرجائها " قال : على ما لم يه منها .
حدثنا محمد بن سنان القزاز ، قال : ثنا حسين الأشقر ، قال : ثنا أبو كدينة ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله " والملك على أرجائها " قال : على ما لم يه منها .
وقوله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " اختلف أهل التأويل في الذي عني بقوله " ثمانية " فقال بعضهم : عني به ثمانية صفوف من الملائكة ، لا يعلم عدتهن إلا الله .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا طلق عن ظهير عن السدي ، عن أبي مالك عن ابن عباس : " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال : ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال : هي الصفوف من وراء الصفوف .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة عن ابن عباس ، في قوله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال : ثمانية صفوف من الملائكة .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال بعضهم : ثمانية صفوف لا يعلم عدتهن إلا الله .
وقال بعضهم : ثمانية أملاك على خلق الوعلة .
وقال آخرون : بل عني به ثمانية أملاك .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال : ثمانية أملاك ، وقال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحمله اليوم أربعة ويوم القيامة ثمانية " ، و " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أقدامهم لفي الأرض السابعة ، وإن مناكبهم لخارجة من السموات عليها العرش " ، " قال ابن زيد الأربعة قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لما خلقهم الله قال : تدرون لم خلقتكم ؟ قالوا : خلقتنا ربنا لما تشاء ، قال لهم : تحملون عرشي ، ثم قال : سلوني من القوة ما شئتم أجلعها فيكم ، فقال واحد منهم : قد كان عرش ربنا على الماء ، فاجعل في قوة الماء ، قال : قد جعلت فيك قوة الماء ، وقال آخر : اجعل في قوة السموات ، قال : قد جعلت فيك قوة السموات ، وقال آخر : اجعل في قوة الأرض ، قال : قد جعلت فيك قوة الأرض والجبال ، وقال آخر : اجعل في قوة الرياح ، قال : قد جعلت فيك قوة الرياح ، ثم قال : احملوا ! فوضعوا العرش على كواهلهم ، فلم يزولوا ، قال ك فجاء علم آخر ، وإنما كان علمهم الذي سألوه القوة فقال لهم : قولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقالوا : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فجعل الله فيهم من الحول والقوة ما لم يبلغه علمهم ، فحملوا " .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هم اليوم أربعة ، يعني حملة العرش وإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فكانوا ثمانية ، وقد قال الله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن عطاء عن ميسرة ، قوله " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " قال : أرجلهم في التخوم لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من شعاع النور .
"والملك" يعني الملائكة، اسم للجنس. "على أرجائها" أي على أطرافها حين تنشق، لأن السماء مكانهم، عن ابن عباس. الماوردي: ولعله قول مجاهد وقتادة. وحكاه الثعلبي عن الضحاك، قال: على أطرافها مما لم ينشق منها. يريد أن السماء مكان الملائكة فإذا انشقت صاروا في أطرافها. وقال سعيد بن جبير: المعنى والملك على حافات الدنيا، أي ينزلون إلى الأرض ويحرسون أطرافها. وقيل: إذا صارت السماء قطعاً تقف الملائكة على تلك القطع التي ليست متشققة في أنفسها. وقيل:إن الناس إذا رأوا جهنم هالتهم، فيندوا كما تند الإبل، فلا يأتون قطراً من أقطار الأرض إلا رأوا ملائكته فيرجعون من حيث جاءوا. وقيل: "على أرجائها" ينتظرون ما يؤمرون به في أهل النار من السوق إليها، وفي أهل الجنة من التحية والكرامة. وهذا كله راجع إلى معنى قول ابن جبير. ويدل عليه: "ونزل الملائكة تنزيلا" الفرقان:25 وقوله تعالى: "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض" الرحمن:33 على ما بيناه هناك. والأرجاء النواحي والأقطار بلغة هذيل، وأحدها رجاً مقصور، وتثنيه رجوان، مثل عصاً وعصوان. قال الشاعر:
فـلا يـرمي بي الـرجوان أنـي أقـل القـوم مـن يعنـي مكـانـي
ويقال ذلك لحرف البئر والقبر.
قوله تعالى: "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" قال ابن عباس: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله. وقال ابن زيد: هم ثمانية أملاك. وعن الحسن: الله أعلم كم هم، ثمانية أم ثمانية آلاف.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم " أن حملة العرش اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله تعالى بأربعة آخرين فكانوا ثمانية" ذكره الثعلبي. وخرجه الماوردي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحمله اليوم أربعة وهم يوم القيامة ثمانية".
وقال العباس بن عبد المطلب: هم ثمانية أملاك على صورة الأوعال. ورواه علن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث: " إن لكل ملك منهم أربعة أوجه وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر وكل وجه منها يسأل الله الرزق لذلك الجنس".
ولما أنشد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قوله أمية بن أبي الصلت:
‌‌ زحل وثور تحت رجل يمينـه والنسر لـلآخرى وليث مـرصد
والشمس تطلع كل آخر ليلة حمـراء يصبـح لـونهـا يتورد
ليسـت بطالعة لهم في رسلها إلا معــذبـة وإلا تجلـــد
قال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق.
في الخبر أن فوق السماء السابعة ثمانية أو عال بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء وفوق ظهرهن العرش. ذكره القشيري وخرجه الترمذي من حديث العباس بن عبد المطلب. وقد مضى في سورة البقرة بكماله. وذكر نحوه الثعلبي ولفظه. وفي حديث مرفوع: " أن حملة العرش ثمانية أملاك على صورة الأوعال ما بين أظلافها إلى ركبها مسيرة سبعين عاماً للطائر المسرع". وفي تفسير الكلبي: ثمانية أجزاء من تسعة الملائكة بما يطول ذكره. حكى الأول عنه الثعلبي والثانيالقشيري. وقال الماردوي عن ابن عباس: ثمانية أجزاء من تسعة وهم الكروبيون. والمعنى ينزل بالعرش. ثم إضافة العرش إلى الله تعالى كإضافة البيت، وليس البيت للسكنى، فذلك العرش. ومعنى: فوقهم أي فوق رؤوسهم. قال السدي: العرش تحمله الملائكة الحملة فوقهم ولا يحمل حملة العرش إلا الله. وقيل: فوقهم أي إن حملة العرش فوق الملائكة الذين في السماء على أرجائها. وقيل: فوقهم أي فوق أهل القيامة.
يقول تعالى مخبراً عن أهوال يوم القيامة وأول ذلك نفخة الفزع ثم يعقبها نفخة الصعق حين يصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله, ثم بعدها نفخة القيام لرب العالمين والبعث والنشور وهي هذه النفخة, وقد أكدها ههنا بأنها واحدة لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع ولا يحتاج إلى تكرار ولا تأكيد, وقال الربيع : هي النفخة الأخيرة والظاهر ما قلناه, ولهذا قال ههنا: "وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة" أي فمدت مد الأديم العكاظي وتبدلت الأرض غير الأرض "فيومئذ وقعت الواقعة" أي قامت القيامة "وانشقت السماء فهي يومئذ واهية" قال سماك عن شيخ من بني أسد عن علي قال: تنشق السماء من المجرة, رواه ابن أبي حاتم وقال ابن جريج : هي كقوله "وفتحت السماء فكانت أبواباً" وقال ابن عباس : متخرقة والعرش بحذائها "والملك على أرجائها" الملك اسم جنس أي الملائكة على أرجاء السماء, قال ابن عباس : على ما لم يه منها أي حافاتها, وكذا قال سعيد بن جبير والأوزاعي , وقال الضحاك : أطرافها, وقال الحسن البصري : أبوابها, وقال الربيع بن أنس في قوله: "والملك على أرجائها" يقول: على ما استدق من السماء ينظرون إلى أهل الأرض.
وقوله تعالى: "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة, ويحتمل أن يكون المراد بهذا العرش العظيم أو العرش الذي يوضع في الأرض يوم القيامة لفصل القضاء, والله أعلم بالصواب. وفي حديث عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب في ذكر حملة العرش أنهم ثمانية أوعال, وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد , حدثنا زيد بن الحباب , حدثني أبو السمح البصري , حدثنا أبو قبيل حيي بن هانىء أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: حملة العرش ثمانية ما بين موق أحدهم إلى مؤخر عينه مسيرة مائة عام. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي قال: كتب إلي أحمد بن حفص بن عبد الله النيسابوري , حدثني أبي , حدثنا إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام" وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات, وقد رواه أبو داود في كتاب السنة من سننه, حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله , حدثنا أبي , حدثنا إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" هذا لفظ أبي داود .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا يحيى بن المغيرة , حدثنا جرير عن أشعث عن جعفر عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" قال: ثمانية صفوف من الملائكة قال: وروي عن الشعبي وعكرمة والضحاك وابن جريج مثل ذلك, وكذا روى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس : ثمانية صفوف, وكذا روى العوفي عنه, وقال الضحاك عن ابن عباس : الكروبيون ثمانية أجزاء كل جزء منهم بعدة الإنس والجن والشياطين والملائكة. وقوله تعالى: "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية" أي تعرضون على عالم السر والنجوى الذي لا يخفى عليه شيء من أموركم بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر, ولهذا قال تعالى: "لا تخفى منكم خافية" وقد قال ابن أبي الدنيا : أخبرنا إسحاق بن إسماعيل , أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا, فإنه أخف عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم وتزينوا للعرض الأكبر "يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".
وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع , حدثنا علي بن رفاعة عن الحسن عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات, فأما عرضتان فجدال ومعاذير, وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله" ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع به وقد رواه الترمذي عن أبي كريب عن علي بن علي بن الحسن عن أبي هريرة به, وقد روى ابن جرير عن مجاهد بن موسى عن يزيد بن سليمان بن حيان عن مروان الأصغر عن أبي وائل عن عبد الله قال: " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات: عرضتان معاذير وخصومات, والعرضة الثالثة تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله " , ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلاً مثله.
17- "والملك على أرجائها" أي جنس الملك على أطرافها وجوانبها، وهي جمع رجى مقصور وتثنيته رجوان مثل قفا وقفوان، والمعنى: أنها لما تشققت السماء، وهي مساكنهم لجأوا إلى أطرافها. قال الضحاك: إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا فتشققت، وتكون الملائكة على حافاتها حتى يأمرهم الرب فينزلون إلى الأرض ويحيطون بالأرض ومن عليها. وقال سعيد بن جبير: المعنى والملك على حافات الدنيا: أي ينزلون إلى الأرض، وقيل إذا صارت السماء قطعاً يقف الملائكة على تلك القطع التي ليست متشققة في أنفسها "ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية" أي يحمله فوق رؤسهم يوم القيامة ثمانية أملاك، وقيل ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل، وقيل ثمانية أجزاء من تسعة أجزاء من الملائكة، قاله الكلبي وغيره.
17- "والملك"، يعني الملائكة، "على أرجائها"، نواحيها وأقطارها /ما لم ينشق منها، واحدها: رجا مقصوراً وتثنيته رجوان. قال الضحاك: تكون الملائكة على حافتها حتى يأمرهم الرب فينزلون، فيحيطون بالأرض ومن عليها، "و يحمل عرش ربك فوقهم"، أي فوق رؤوسهم يعني الحملة، "يومئذ"، يوم القيامة، "ثمانية"، أي ثمانية أملاك.
جاء في الحديث: "إنهم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة أخرى، فكانوا ثمانية على صورة الأوعال ما بين أظلافهم إلى ركبهم كما بين سماء إلى سماء".
وجاء في الحديث: "لكل ملك منهم وجه رجل ووجه أسد ووجه ثور ووجه نسر".
أخبرنا أبو بكر بن الهيثم الترابي، أخبرنا أبو الفضل محمد أسد بن الحسين الحدادي، أخبرنا محمد بن يحيى الخالدي، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا يحيى بن العلاء، عن عمه شعيب بن خالد، حدثنا سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن العباس بن عبد المطلب قال: "كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا: السحاب. قال: والمزن؟ قلنا: والمزن، قال: والعنان؟ فسكتنا، فقال: هل تدرون كم بين السماء والأرض؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكذلك غلظ كل سماء خمسمائة سنة، وفوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله كما بين السماء والأرض، ثم بين ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك، ليس يخفى عليه من أعمال بني آدم شيء".
ويروى هذا عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس.
وروي عن ابن عباس أنه قال: "فوقهم يومئذ ثمانية" أي: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله.
17-" والملك " والجنس المتعارف بالملك " على أرجائها " جوانبها جمع رجا بالقصر ، ولعله تمثيل لخراب السماء بخراب البنيان وانضواء أهلها إلى أطرافها وحواليها ، وإن كان على ظاهره فلعل هلاك الملائكة أثر ذلك . " ويحمل عرش ربك فوقهم " فوق الملائكة الذين هم على الأرجاء ، أو فوق الثمانية لأنها في نية التقديم . " يومئذ ثمانية " ثمانية أملاك ، لما روي مرفوعاً " أنهم اليوم أربعة فإذا كان يوم القيامة أمدهم الله بأربعة آخرين " . وقيل ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله ،ولعله أيضاً تمثيل لعظمته بما يشاهد من أحوال السلاطين يوم خروجهم على الناس للقضاء العام وعلى هذا قال :
17. And the angels will be on the sides thereof, and eight will uphold the Throne of their Lord that day, above them.
17 - And the angels will be on its sides, and eight will, that Day, bear the Throne of thy Lord above them.