[القلم : 37] أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ
37 - (أم) أي بل أ(لكم كتاب) منزل (فيه تدرسون) تدرسون أي تقرؤون
يقول تعالى ذكره للمشركين به من قريش : ألكم أيها القوم بتسويتكم بين المسلمين والمجرمين في كرامة الله كتاب نزل من عند الله أتاكم به رسول من رسله بأن لكم ما تخيرون ، فأنتم تدرسون فيه ما تقولون .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله " أم لكم كتاب فيه تدرسون " قال : فيه الذي تقولون تقرؤونه : تدرسونه وقرأ " أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه " [ فاطر : 40 ] ... إلى آخر الآية .
"أم لكم كتاب فيه تدرسون"أي ألكم كتاب تجدون فيه المطيع كالعاصي.
لما ذكر الله تعالى حال أهل الجنة الدنيوية وما أصابهم فيها من النقمة حين عصوا الله عز وجل, وخالفوا أمره بين أن لمن اتقاه وأطاعه في الدار الاخرة جنات النعيم التي لا تبيد ولا تفرغ ولا ينقضي نعيمها ثم قال تعالى: "أفنجعل المسلمين كالمجرمين" أي أفنساوي بين هؤلاء وهؤلاء في الجزاء ؟ كلا ورب الأرض والسماء ولهذا قال: "ما لكم كيف تحكمون" أي كيف تظنون ذلك ؟
ثم قال تعالى: "أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون" يقول تعالى: أفبأيديكم كتاب منزل من السماء تدرسونه وتحفظونه وتتداولونه بنقل الخلف عن السلف متضمن حكماً مؤكداً كما تدعونه ؟ "إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة ؟ إن لكم لما تحكمون" أي أمعكم عهود منا ومواثيق مؤكدة ؟ "إن لكم لما تحكمون" أي أنه سيحصل لكم ما تريدون وتشتهون "سلهم أيهم بذلك زعيم" أي قل لهم من هو المتضمن المتكفل بهذا ؟ قال ابن عباس : يقول أيهم بذلك كفيل "أم لهم شركاء" أي من الأصنام والأنداد "فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين".
37- "أم لكم كتاب فيه تدرسون" أي تقرأون فيه فتجدون المطيع كالعاصي، ومثل هذا قوله تعالى: " أم لكم سلطان مبين * فاتوا بكتابكم " ثم قال سبحانه: "إن لكم فيه لما تخيرون" قرأ الجمهور بكسر إن على أنها معمولة لتدرسون: أي تدرسون في الكتاب.
37- "أم لكم كتاب"، نزول من عند الله، "فيه"، في هذا الكتاب، "تدرسون"، تقرؤون.
37-" أم لكم كتاب " من السماء . " فيه تدرسون " تقرأون .
37. Or have ye a Scripture wherein ye learn
37 - Or have ye a Book through which ye learn