[الملك : 10] وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ
10 - (وقالوا لو كنا نسمع) أي سماع تفهم (أو نعقل) عقل تفكر (ما كنا في أصحاب السعير)
يقول تعالى ذكره : وقال الفوج الذي ألقي في النار للخزنة " لو كنا " في الدنيا " نسمع أو نعقل " من النذر ما جاءونا به من النصيحة ، أو نعقل عنهم ما كانوا يدعوننا إليه " ما كنا " اليوم " في أصحاب السعير " يعني أهل النار .
فقالوا وهم في النار: "لو كنا نسمع" من النذر - يعني الرسل - ما جاءوا به "أو نعقل" عنهم. قال ابن عباس: لو كنا نسمع الهدى أو نعلقه، أو لو كنا نسمع سماع من يعطي ويفكر، أو نعقل عقل من يميز وينظر. ودل هذا على أن الكافر لم يعط من العقل شيئاً وقد مضى في الطور بيانه والحمد لله. "ما كنا في أصحاب السعير" يعني ما كنا من أهل النار. وعن أبي سعيد الخدري. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لقد ندم الفاجر يوم القيامة قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فقال الله تعالى فاعترفوا بذنبهم". أي بتكذيبهم الرسل. والذنب ها هنا بمعنى الجمع، لأن فيه معنى الفعل. يقال: خرج عطاء الناس أي أعطيتهم.
يقول تعالى: "و" أعتدنا "للذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير" أي بئس المآل والمنقلب "إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً" قال ابن جرير : يعني الصياح " وهي تفور " قال الثوري : تغلي بهم كما يغلي الحب القليل في الماء الكثير. وقوله تعالى: "تكاد تميز من الغيظ" أي تكاد ينفصل بعضها عن بعض من شدة غيظها عليهم وحنقها بهم "كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير" يذكر تعالى عدله في خلقه, وأنه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسول إليه كما قال تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً" وقال تعالى: " حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة وندموا حيث لا تنفعهم الندامة فقالوا: "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير" أي لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو نسمع ما أنزله الله من الحق, لما كنا على ما كنا عليه من الكفر بالله والاغترار به, ولكن لم يكن لنا فهم نعي به ما جاءت به الرسل, ولا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم. قال الله تعالى: "فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير" قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر , حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري الطائي قال: أخبرني من سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم" وفي حديث آخر "لا يدخل أحد النار إلا وهو يعلم أن النار أولى به من الجنة".
ثم حكى عنهم مقالة أخرى قالوها بعد تلك المقالة فقال: 10- "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير" أي لو كنا نسمع ما خاطبنا به الرسل، أو نعقل شيئاً من ذلك ما كنا في عداد أهل النار، ومن جملة من يعذب بالسعير وهم الشياطين كما سلف. قال الزجاج: لو كنا نسمع سمع من يعي أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا من أهل النار.
10- "وقالوا لو كنا نسمع"، من الرسل ما جاؤونا به، "أو نعقل"، منهم. وقال ابن عباس: لو كنا نسمع الهدى أو نعقله فنعمل به، "ما كنا في أصحاب السعير"، قال الزجاج: لو كنا نسمع سمع من يعي ويتفكر أو نعقل عقل من يميز وينظر ما كنا من أهل النار.
10-" وقالوا لو كنا نسمع " كلام الرسل فنقلبه جملة من غير بحث وتفتيش اعتماداً على ما لاح من صدقهم بالمعجزات . " أو نعقل " فنتفكر في حكمه ومعاينة تفكر المستبصرين . " ما كنا في أصحاب السعير " في عدادهم ومن جملتهم .
10. And they say: Had we been wont to listen or have sense, we had not been among the dwellers in the flames.
10 - They will further say: Had we but listened or used our intelligence, We should not (now) be among the Companions of the Blazing Fire!