[الأنعام : 67] لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
67 - (لكل نبأ) خبر (مستقر) وقت يقع فيه ويستقر ومنه عذابكم (وسوف تعلمون) تهديد لهم
"لكل نبإ مستقر"، يقول : لكل خبر مستقر، يعني : قرار يستقر عنده ، ونهاية ينتهي إليه ، فيتبين حقه وصدقه، من كذبه وباطله ، "وسوف تعلمون"، يقول : وسوف تعلمون ، أيها المكذبون بصحة ما أخبركم به من وعيد الله إياكم، أيها المشركون ، حقيقته عند حلول عذابه بكم ، فرأوا ذلك وعاينوه، فقتلهم يومئذ بأيدي أوليائه من المؤمنين
وبنحو الذي قلنا من التأويل في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : "وكذب به قومك وهو الحق"، يقول : كذبت قريش بالقرآن وهو الحق ، وأما الوكيل، فالحفيظ ، وأما "لكل نبإ مستقر"، فكان نبأ القرآن استقر يوم بدر بما كان يعدهم من العذاب.
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "لكل نبإ مستقر"، لكل نبأ حقيقة، إما في الدنيا وإما في الآخرة، "وسوف تعلمون"، ما كان في الدنيا فسوف ترونه ، وما كان في الآخرة فسوف يبدو لكم.
حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله : "لكل نبإ مستقر"، يقول : حقيقة.
حدثني محمد بن سعد قال، حدثنا أبي قال ، حدثنا عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه، عن ابن عباس قوله : "لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون"، يقول : فعل وحقيقة، ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة.
وكان الحسن يتأول في ذلك أنه الفتنة التي كانت بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثني المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال ، أخبرنا ابن المبارك ، عن جعفر بن حيان ، عن الحسن أنه قرأ: "لكل نبإ مستقر"، قال : حبست عقوبتها، حتى إذا عمل ذنبها أرسلت عقوبتها.
"لكل نبإ مستقر" لكل خبر حقيقة، أي لكل شيء وقت يقع فيه من غير تقدم وتأخر. وقيل: أي لكل عمل جزاء.
قال الحسن: هذا وعيد من الله تعالى للكفار، لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث. الزجاج: يجوز أن يكون وعيداً بما ينزل بهم في الدنيا. قال السدي: استقر يوم بدر ما كان يعدهم به من العذاب. وذكر الثعلبي أنه رأى في بعض التفاسير أن هذه الآية نافعة من وجع الضرس إذا كتبت على كاغد ووضع على السن.
يقول تعالى: "وكذب به" أي بالقرآن الذي جئتهم به, والهدى والبيان, "قومك" يعني قريشاً "وهو الحق" أي الذي ليس وراءه حق "قل لست عليكم بوكيل" أي لست عليكم بحفيظ, ولست بموكل بكم, كقوله "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" أي إنما علي البلاغ, وعليكم السمع والطاعة, فمن اتبعني سعد في الدنيا والاخرة, ومن خالفني فقد شقي في الدنيا والاخرة, ولهذا قال "لكل نبإ مستقر" قال ابن عباس وغير واحد: أي لكل نبأ حقيقة, أي لكل خبر وقوع, ولو بعد حين, كما قال "ولتعلمن نبأه بعد حين" وقال "لكل أجل كتاب" وهذا تهديد ووعيد أكيد, ولهذا قال بعده "وسوف تعلمون". وقوله "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا" أي بالتكذيب والاستهزاء, "فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" أي حتى يأخذوا في كلام آخر غير ما كانوا فيه من التكذيب, "وإما ينسينك الشيطان" والمراد بذلك كل فرد, من آحاد الأمة, أن لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها, فإن جلس أحد معهم ناسياً, "فلا تقعد بعد الذكرى" بعد التذكر "مع القوم الظالمين" ولهذا ورد في الحديث "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". وقال السدي عن أبي مالك وسعيد بن جبير في قوله "وإما ينسينك الشيطان" قال: إن نسيت فذكرت "فلا تقعد" معهم, وكذا قال مقاتل بن حيان, وهذه الاية هي المشار إليها في قوله "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم" الاية أي إنكم إذا جلستم معهم, وأقررتموهم على ذلك, فقد ساويتموهم فيما هم فيه, وقوله "وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء" أي إذا تجنبوهم, فلم يجلسوا معهم في ذلك, فقد برئوا من عهدتهم وتخلصوا من إثمهم, قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج, حدثنا عبيد الله بن موسى, عن إسرائيل, عن السدي, عن أبي مالك, عن سعيد بن جبير, قوله "وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء" قال: ما عليك أن يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك, أي إذا تجنبتهم وأعرضت عنهم, وقال آخرون: بل معناه وإن جلسوا معهم, فليس عليهم من حسابهم من شيء, وزعموا أن هذا منسوخ بآية النساء المدنية, وهي قوله "إنكم إذاً مثلهم" قاله مجاهد والسدي وابن جريج وغيرهم. وعلى قولهم يكون قوله "ولكن ذكرى لعلهم يتقون" أي ولكن أمرناكم بالإعراض عنهم, حينئذ تذكيراً لهم عما هم فيه, لعلهم يتقون ذلك ولا يعودون إليه.
قوله: 67- " لكل نبإ مستقر " أي لكل شيء وقت يقع فيه. والنبأ: الشيء الذي ينبأ عنه، وقيل المعنى: لكل عمل جزاء. قال الزجاج: يجوز أن يكون وعيداً لهم بما ينزل بهم في الدنيا، وقال الحسن: هذا وعيد من الله للكفار، لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث "وسوف تعلمون" ذلك بحصوله ونزوله بهم كما علموا يوم بدر بحصول ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوعدهم به.
67- " لكل نبإ "،خبر من أخبار القرون، " مستقر "، حقيقة ومنتهى ينتهي إليه فيتبين صدقه من كذبه وحقه من باطله إما في الدنيا وإما في الآخرة، " وسوف تعلمون "، وقال مقاتل: لكل خبر يخبره الله وقت [وقته]ومكان يقع فيه من غير خلف ولا تأخير، وقال ‌ الكلبي :[لكل]قول وفعل حقيقة، إما في الدنيا وإما في الآخرة وسوف تعلمون ما كان في الدنيا فستعرفونه وما كان في الآخرة فسوف يبدو لكم .
67 " لكل نبإ " خبر يريد به إما بالعذاب أو الإيعاد به " مستقر " وقت استقرار ووقوع . " وسوف تعلمون " عند وقوعه في الدنيا والآخرة .
67. For every announcement there is a term, and ye will come to know.
67 - For every message is a limit of time, and soon shall ye know it.