[الواقعة : 85] فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ
85 - (ونحن أقرب إليه منكم) بالعلم (ولكن لا تبصرون) من البصيرة أي لا تعلمون ذلك
يقول " ونحن أقرب إليه منكم " يقول : ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم " ولكن لا تبصرون " .
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول : قيل " فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون " كأنه قد سمع منهم والله أعلم إنا نقدر على أن لا نموت فقال " فلولا إذا بلغت الحلقوم " ثم قال " فلولا إن كنتم غير مدينين " أي غير مجزيين تلك النفوس وأنتم ترون كيف تخرج عند ذلك إن كنتم صادقين بأنكم تمتنعون من الموت .
" ونحن أقرب إليه منكم " أي بالقدرة والعلم والرؤية . قال عامر بن عبد القيس : ما نظرت إلى شيء إلا رأيت الله تعالى أقرب إلي منه . وقيل : أراد ورسلنا الذين يتولون قبضه " أقرب إليه منكم " " ولكن لا تبصرون " أي لا ترونهم .
يقول تعالى: "فلولا إذا بلغت" أي الروح "الحلقوم" أي الحلق وذلك حين الاحتضار, كما قال تعالى: " كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق " ولهذا قال ههنا: "وأنتم حينئذ تنظرون" أي إلى المحتضر وما يكابده من سكرات الموت "ونحن أقرب إليه منكم" أي بملائكتنا "ولكن لا تبصرون" أي ولكن لا ترونهم, كما قال تعالى في الاية الأخرى: "وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين" وقوله تعالى: " فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها " معناه فهلا ترجعون هذه النفس التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها الأول ومقرها من الجسد إن كنتم غير مدينين. قال ابن عباس: يعني محاسبين, وروي عن مجاهد وعكرمة والحسن وقتادة والضحاك والسدي وأبي حزرة مثله.
وقال سعيد ين جبير والحسن البصري "فلولا إن كنتم غير مدينين" غير مصدقين أنكم تدانون وتبعثون وتجزون فردوا هذه النفس, وعن مجاهد "غير مدينين" غير موقنين. وقال ميمون بن مهران: غير معذبين مقهورين.
85- "ونحن أقرب إليه منكم" أي بالعلم والقدرة والرؤية، وقيل أراد ورسلنا الذين يتولون قبضه أقرب إليه منكم "ولكن لا تبصرون" أي لا تدركون ذلك لجهلكم بأن الله أقرب إلى عبده من حبل الوريد، أو لا تبصرون ملائكة الموت الذين يحضرون الميت ويتولون قبضه.
85- "ونحن أقرب إليه منكم"، بالعلم والقدرة والرؤية. وقيل: ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم، "ولكن لا تبصرون"، الذين حضروه.
85-" و نحن أقرب " أي ونحن أعلم . " إليه " إلى المحتضر . " منكم " عبر عن العلم بالقرب الذي هو أقوى سبب الاطلاع . " ولكن لا تبصرون " لا تدركون كنه ما يجري عليه .
85. And We are nearer unto him than ye are, but ye see not
85 - But We are nearer to him than ye, and yet see not,