[الواقعة : 43] لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ
43 - (وظل من يحموم) دخان شديد السواد
وقوله " وظل من يحموم " يقول تعالى ذكره : وظل من دخان شديد السواد والعرب تقول لكل شيء وصفته بشدة السواد : أسود يحموم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني ابن أبي الشوارب قال : ثنا عبد الواحد بن زياد قال : ثنا سليمان الشيباني قال : ثني يزيد بن الأصم قال : سمعت ابن عباس يقول في " وظل من يحموم " قال : هو ظل الدخان .
حدثنا محمد بن عبيد المحاربي قال : ثنا قبيصة بن ليث عن الشيباني عن يزيد ابن الأصم عن ابن عباس مثله .
حدثنا أبو كريب قال : ثنا ابن إدريس قال : سمعت الشيباني عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس بمثله .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن الشيباني عن يزيد ابن الأصم عن ابن عباس " وظل من يحموم " قال : الدخان .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله " وظل من يحموم " يقول : من دخان حميم .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن سماك عن عكرمة أنه قال في هذه الآية " وظل من يحموم " قال : الدخان .
حدثنا أبو كريب قال : ثنا عثام عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك في قوله " وظل من يحموم " قال : دخان حميم .
حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال : ثنا ابن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي مالك بمثله
حدثنا ابن حميد قال : ثنا حكام عن عمرو عن منصور عن مجاهد " وظل من يحموم " قال: الدخان .
قال : ثنا جرير عن منصور عن مجاهد مثله .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله " من يحموم " قال: من دخان حميم .
حدثنا ابن حميد قال: ثنا مهران عن سفيان عن سليمان الشيباني عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس ومنصور عن مجاهد " وظل من يحموم " قالا : دخان .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة " وظل من يحموم " قال : من دخان .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة " وظل من يحموم " كنا نحدث أنها ظل الدخان .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " وظل من يحموم " قال : ظل الدخان دخان جهنم زعم ذلك بعض أهل العلم .
" وظل من يحموم " أي يفزعون من شديد السموم إلى الظل كما يفزع أهل الدنيا فيجدوكنه ظلا من يحموم ، أي من دخان جهنم أسود شديد السواد . عن ابن عباس و مجاهد وغيرهما . وكذلك اليحموم في اللغة : الشديد السواد وهو يفعول من الحم وهو الشحم المسود باحتراق النار . وقيل : هو مأخوذ من الحمم وهو الفحم . وقال الضحاك : النار سوداء وأهلها سود وكل ما فيها أسود . وعن ابن عباس أيضا : النار سوداء . وقال ابن زيد : اليحموم جبل في جهنم يستغيث إلى ظله أهل النار .
لما ذكر تعالى حال أصحاب اليمين عطف عليهم بذكر أصحاب الشمال فقال: "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال" أي أي شيء هم فيه أصحاب الشمال ؟ ثم فسر ذلك فقال: "في سموم" وهو الهواء الحار "وحميم" وهو الماء الحار "وظل من يحموم" قال ابن عباس: ظل الدخان, وكذا قال مجاهد وعكرمة وأبو صالح وقتادة والسدي وغيرهم, وهذه كقوله تعالى:" انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون * انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب * لا ظليل ولا يغني من اللهب * إنها ترمي بشرر كالقصر * كأنه جمالة صفر * ويل يومئذ للمكذبين " ولهذا قال ههنا: "وظل من يحموم" وهو الدخان الأسود "لا بارد ولا كريم" أي ليس طيب الهبوب ولا حسن المنظر كما قال الحسن وقتادة "ولا كريم" أي ولا كريم المنظر, قال الضحاك: كل شراب ليس بعذب فليس بكريم.
وقال ابن جرير: العرب تتبع هذه اللفظة في النفي فيقولون: هذا الطعام ليس بطيب ولا كريم, هذا اللحم ليس بسمين ولا كريم. وهذه الدار ليست بنظيفة ولا كريمة. وكذا رواه ابن جرير من طريقين آخرين عن قتادة به نحوه, ثم ذكر تعالى استحقاقهم لذلك فقال تعالى: "إنهم كانوا قبل ذلك مترفين" أي كانوا في الدار الدنيا منعمين مقبلين على لذات أنفسهم لا يلوون ما جاءتهم به الرسل "وكانوا يصرون" أي يقيمون ولا ينوون توبة "على الحنث العظيم" وهو الكفر بالله وجعل الأوثان والأنداد أرباباً من دون الله. قال ابن عباس الحنث العظيم: الشرك. وكذا قال مجاهد وعكرمة والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم. وقال الشعبي: هو اليمين الغموس " وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أو آباؤنا الأولون " يعني أنهم يقولون ذلك مكذبين به مستبعدين لوقوعه, قال الله تعالى: " قل إن الأولين والآخرين * لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم " أي أخبرهم يا محمد أن الأولين والاخرين من بني آدم سيجمعون إلى عرصات القيامة لا يغادر منهم أحداً, كما قال تعالى: "ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود * وما نؤخره إلا لأجل معدود * يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد" ولهذا قال ههنا: "لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم" أي هو موقت بوقت محدود, لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص.
" ثم إنكم أيها الضالون المكذبون *لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون " وذلك أنهم يقبضون ويسجرون حتى يأكلوا من شجر الزقوم حتى يملأوا منها بطونهم, "فشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم" وهي الإبل العطاش, واحدها أهيم والأنثى هيماء, ويقال: هائم وهائمة, قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة: الهيم, الإبل العطاش الظماء, وعن عكرمة أنه قال: الهيم الإبل المراض تمص الماء مصاً ولا تروى. وقال السدي: الهيم داء يأخذ الإبل فلا تروى أبداً حتى تموت, فكذلك أهل جهنم لا يروون من الحميم أبداً. وعن خالد بن معدان أنه كان يكره أن يشرب شرب الهيم غبة واحدة من غير أن يتنفس ثلاثاً, ثم قال تعالى: "هذا نزلهم يوم الدين" أي هذا الذي وصفنا هو ضيافتهم عند ربهم يوم حسابهم, كما قال تعالى في حق المؤمنين: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً" أي ضيافة وكرامة.
43- "وظل من يحموم" اليحموم يفعول من الأحم: وهو الأسود، والعرب تقول أسود يحموم: إذا كان شديد السواد، والمعنى: أنهم يفزعون إلى الظل فيجدونه ظلا من دخان جهنم شديد السواد. وقيل وهو مأخوذ من الحم وهو الشحم المسود بالحتراق النار. وقيل مأخوذ من الحمم وهو الفحم. قال الضحاك: النار سوداء وكل ما فيها أسود.
43- "وظل من يحموم"، دخان شديد السواد، تقول العرب: أسود يحمود إذا كان شديد السواد، وقال الضحاك: النار سوداء وأهلها سود، وكل شيء فيها أسود. وقال ابن كيسان: اليحموم اسم من أسماء النار.
43-" وظل من يحموم " من دخان أسود يفعول من الحممة .
43. And shadow of black smoke,
43 - And in the shades of Black Smoke: