[القمر : 24] فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ
24 - (فقالوا أبشرا) منصوب على الاشتغال (منا واحدا) صفتان لبشر (نتبعه) مفسر للفعل الناصب له والاستفهام بمعنى النفي المعنى كيف نتبعه ونحن جماعة كثيرة وهو واحد منا وليس بملك أي لا نتبعه (إنا إذا) أن اتبعناه (لفي ضلال) ذهاب عن الصواب (وسعر) جنون
وقوله " إنا إذاً لفي ضلال وسعر " يقول : قالوا : إنا إذاً باتباعا صالحاً إن اتبعناه وهو بشر منا واحد لفي ضلال : يعنون لفية ذهاب عن الصواب وأخذ عن الصواب وأخذ على غير استقامة وسعر : يعنون بالسعر : جمع سعير .
وكان قتادة يقول : عني بالسعر : العناء .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله " إنا إذاً لفي ضلال وسعر " في عناء وعذاب.
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة في قوله "إنا إذا لفي ضلال وسعر" قال : ضلال وعناء .
قوله تعالى " فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه " وندع جماعة وقرأ أبو الأشهب وابن السميقع وأبو السمال العدوي أبشر بالرفع واحد كذلك رفع بالابتداء والخبر نتبعه الباقون بالنصب على معنى أنتبع بشرا منا واحدا نتبعه . وقرأ أبو السمال أبشر بالرفع منا واحدا بالنصب رفع أبشر بإضمار فعل يدل عليه . " أألقي " كأنه قال: أينبأ بشر منا وقوله واحدا يجوز أن يكون حالا من المضمر في منا والناصب له الظرف والتقدير أينبأ بشر كائن منا منفردا ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في "نتبعه" منفردا لا ناصر له . " إنا إذا لفي ضلال " أي ذهاب عن الصواب "وسعر" أي جنون من قولهم ناقة مسعورة أي كأنها من شدة نشاطها مجنونة ذكره ابن عباس قال الشاعر يصف ناقته :
تخال بها سعرا إذا السفر هزها ذميل وإيقاع من السير متعب
الذميل ضرب من سير الإبل قال أبو عبيد: إذا ارتفع السير عن العنق قليلا فهو التزيد فإذا ارتفع عن ذلك فهو الذميل ثم الرسيم يقال ذمل يذمل ويذمل ذميلا قال الأصمعي ولا يذمل بعير يوما وليلة إلا مهري قاله ج وقال ابن عباس أيضا السعر العذاب وقاله الفراء مجاهد بعد الحق السدي في احتراق قال:
أصحوت اليوم أم شاقتك هر ومن الحب جنون مستعر
أي متقد ومحترق أبو عبيدة هو جمع سعير وهو لهيب النار والبعير المجنون يذهب كذا وكذا لما يتلهب به من الحدة ومعنى الآية إنا إذا لفي شقاء وعناء مما يلزمنا .
وهذا إخبار عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم صالحاً "فقالوا أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذاً لفي ضلال وسعر" يقولون: لقد خبنا وخسرنا إن سلمنا كلنا قيادنا لواحد منا. ثم تعجبوا من إلقاء الوحي عليه خاصة من دونهم ثم رموه بالكذب فقالوا: "بل هو كذاب أشر" أي متجاوز في حد الكذب, قال الله تعالى: "سيعلمون غداً من الكذاب الأشر" وهذا تهديد لهم شديد ووعيد أكيد. ثم قال تعالى: "إنا مرسلو الناقة فتنة لهم" أي اختباراً لهم, أخرج الله لهم ناقة عظيمة عشراء, من صخرة صماء طبق ما سألوا, لتكون حجة الله عليهم في تصديق صالح عليه السلام فيما جاءهم به, ثم قال تعالى آمراً لعبده ورسوله صالح: "فارتقبهم واصطبر" أي انتظر ما يؤول إليه أمرهم, واصبر عليهم فإن العاقبة لك, والنصر في الدنيا والاخرة "ونبئهم أن الماء قسمة بينهم" أي يوم لهم ويوم للناقة كقوله: "قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم".
وقوله تعالى: "كل شرب محتضر" قال مجاهد: إذا غابت حضروا الماء. وإذا جاءت حضروا اللبن, ثم قال تعالى: "فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر" قال المفسرون: هو عاقر الناقة, واسمه قدار بن سالف, وكان أشقى قومه. كقوله: "إذ انبعث أشقاها" "فتعاطى" أي خسر "فعقر * فكيف كان عذابي ونذر" أي فعاقبتهم فكيف كان عقابي لهم على كفرهم بي وتكذيبهم رسولي "إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر" أي فبادوا عن آخرهم لم تبق منهم باقية, وخمدوا وهمدوا كما يهمد وييبس الزرع والنبات, قاله غير واحد من المفسرين, والمحتظر قال السدي هو المرعى بالصحراء حين ييبس ويحترق وتسفيه الريح, وقال ابن زيد: كانت العرب يجعلون حظاراً على الإبل والمواشي من يبيس الشوك فهو المراد من قوله: "كهشيم المحتظر" وقال سعيد بن جبير: هشيم المحتظر هو التراب المتناثر من الحائط, وهذا قول غريب, والأول أقوى والله أعلم.
24- "فقالوا أبشراً منا واحداً نتبعه" الاستفهام للإنكار: أي كيف نتبع بشراً كائناً من جنسنا منفرداً وحده لا متابع له على ما يدعوا إليه. قرأ الجمهور بنصب بشراً على الاشتغال: أي أنتبع بشراً واحداً. وقرأ أبو السماك والداني وأبو الأشهب وابن السميفع بالرفع على الابتداء، وواحداً صفته، ونتبعه خبره. وروي عن أبي السماك أنه قرأ برفع بشراً ونصب واحداً على الحال "إنا إذاً لفي ضلال" أي إنا إذا اتبعناه لفي خطأ وذهاب عن الحق "وسعر" أي عذاب وعناء وشدة كذا قال الفراء وغيره. وقال أبو عبيدة: هو جمع سعير، وهو لهب النار، والسعر: الجنون يذهب كذا وكذا لما يلتهب به من الحدة. وقال مجاهد: وسعر وبعد عن الحق. وقال السدي: في احتراق، وقيل المراد به هنا الجنون، من قولهم: ناقة مسعورة: أي كأنها من شدة نشاطها مجنونة، ومنه قول الشاعر يصف ناقة:
تخال بها سعراً إذا السعر هزها ذميل وإيقاع من السير متعب
24. " فقالوا أبشراً "، آدمياً، " منا واحداً نتبعه "، ونحن جماعة كثيرة وهو واحد، " إنا إذاً لفي ضلال "، خطأ وذهاب عن الصواب، " وسعر "، قال ابن عباس: عذاب. وقال الحسن : شدة عذاب.
وقال قتادة : عناء، يقولون: إنا إذاً لفي عناء وعذاب مما يلزمنا من طاعته. قال سفيان بن عيينة : هو جمع عير. وقال الفراء : جنون، يقال ناقة مسعورة إذا كانت خفيفة الرأس هائمة على وجهها.
وقال وهب : وسعر: أي: بعد عن الحق.
24-" فقالوا أبشراً منا " من جنسنا أو من حملنا لا فضل له علينا ، وانتصابه بفعل يفسره وما بعده وقرئ بالرفع على الابتداء والأول أوجه للاستفهام . " واحداً " منفرداً لاتبع له أو من آحادهم دون أشرافهم . " نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر " جمع سعير كأنه عكسوا عليه فرتبوا على اتباعهم إياه ما رتبه على ترك اتباعهم له ، وقيل السعر الجنون ومنه ناقة مسعورة .
24. For they said: Is it a mortal man, alone among us, that we are to follow? Then indeed we should fall into error and madness.
24 - For they said: What! A man! a solitary one from among ourselves! Shall we follow such a one? Truly should we then be straying in mind, and mad!