[القمر : 19] إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ
19 - (إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا) شديد الصوت (في يوم نحس) شؤم (مستمر) دائم الشؤم أو قويه وكان يوم الأربعاء آخر الشهر
وقوله " إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً " يقول تعالى ذكره : إنا بعثنا على عاد إذ تمادوا في طغيانهم وكفرهم بالله ريحاً صرصراً وهي الشديدة العصوف في برد التي لصوتها صرير وهي مأخوذة من شدة صوت هبوبها إذا سمع فيها كهيئة قول القائل : صر فقيل منه : صرصر كما قيل : فكبكبوا فيها من فكبوا ونهنهت من نههت .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله " ريحاً صرصراً " قال : ريحاً باردة .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله " إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً " والصرصر : الباردة .
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة قال : الصرصر الباردة .
حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " ريحاً صرصراً " باردة .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان " ريحاً صرصراً " قال : شديدة والصرصر : الباردة .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " ريحاً صرصراً " قال : الصرصر: الشديدة .
وقوله " في يوم نحس مستمر " يقول : في يوم شر وشؤم لهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة قال: النحس : الشؤم .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " في يوم نحس " قال : النحس الشر " في يوم نحس " في يوم شر .
وقد تأول ذلك آخرون بمعنى شديد ومن تأول ذلك فإنه يجعله من صفة اليوم ومن جعله من صفة اليوم فغنه ينبغي أن يكون قراءته بتنوين اليوم وكسر الحاء من النحس فيكون " في يوم نحس " كما قال جل ثناؤه " في أيام نحسات " ( فصلت : 16 ) ولا أعلم أحداً قرا ذلك كذلك ف يهذا الموضع غير ان الرواية التي ذكرت في تأويل ذلك عمن ذكرت عنه على ما وصفنا تدل على أن ذلك كان قراءة
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله " في يوم نحس " قال : أيام شداد .
وحدثت محمد عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " في يوم نحس " يوم شديد .
وقوله " مستمر " يقول : في يوم شرؤ وشؤم استمر بهم البلاء والعذاب فيه إلى أن وافى بهم جهنهم .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة " في يوم نحس مستمر " يستمر بهم إلى نار جهنم .
قوله تعالى " إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا " أي شديدة البرد قاله قتادة والضحاك وقيل شديدة الصوت وقد مضى في حم السجدة "في يوم نحس مستمر " أي في يوم كان مشؤوما عليهم وقال ابن عباس : أي في يوم كانوا يتشاءمون به . الزجاج قيل في يوم أربعاء ابن عباس كان آخر أربعاء في الشهر أفنى صغيرهم وكبيرهم وقرأ هارون الأعور نحس بكسر الحاء وقد مضى القول فيها في حم السجدة " في أيام نحسات " وفي يوم نحس مستمر أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه واستمر عليهم فيه العذاب إلى الهلاك . وقيل استمر بهم إلى نار جهنم . وقال الضحاك كان مرا عليهم وكذا حكى الكسائي أن قوما قالوا هو من المرارة يقال مر الشيء وأمر أي كان كالشيء المر تكرهه النفوس وقد قال فذوقوا والذي يذاق قد يكون مرا وقد قيل هو من المرة بمعنى القوة أي في يوم نحس مستمر مستحكم الشؤم كالشيء المحكم الفتل الذي لا يطاق نقضه فإن قيل فإذا كان يوما الأربعاء يوم نحس مستمر فكيف يستجاب فيه الدعاء وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم استجيب له في فيما بين الظهر والعصر وقد مضى في البقرة حديث جابر بذلك فالجواب والله أعلم ما جاء في خبر يرويه مسروق "عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أتاني جبريل فقال إن الله يأمرك أن تقضي باليمين مع الشاهد وقال يوم الأربعاء يوم نحس مستمر " ومعلوم أنه لم يرد بذلك أنه نحس على الصالحين بل أراد أنه نحس على الفجار والمفسدين كما كانت الأيام النحسات المذكورة في القرآن نحسات على الكفار من قوم عاد لا على نبيهم والمؤمنين به منهم وإذا كان كذلك لم يبعد أن يمهل الظالم من أول يوم الأربعاء إلى أن تزول الشمس فإذا أدبر النهار ولم يحدث رجعة استجيب دعاء المظلوم عليه فكان اليوم نحسا على الظالم ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان على الكفار وقول جابر في حديثه لم ينزل بي أمر غليظ إشارة إلى هذا والله أعلم .
يقول تعالى مخبراً عن عاد قوم هود, إنهم كذبوا رسولهم أيضاً, كما صنع قوم نوح وأنه تعالى أرسل عليهم "ريحاً صرصراً" وهي الباردة الشديدة البرد "في يوم نحس" أي عليهم, قاله الضحاك وقتادة والسدي "مستمر" عليهم نحسه ودماره لأنه يوم اتصل فيه عذابهم الدنيوي بالأخروي. وقوله تعالى: "تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر" وذلك أن الريح كانت تأتي أحدهم فترفعه حتى تغيبه عن الأبصار, ثم تنكسه على أم رأسه فيسقط على الأرض, فتثلغ رأسه فيبقى جثة بلا رأس, ولهذا قال: "كأنهم أعجاز نخل منقعر * فكيف كان عذابي ونذر * ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".
19- "إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً" هذه الجملة مبينة لما أجمله سابقاً من العذاب، والصرصر شدة البرد: أي ريح شديدة البرد، وقيل الصرصر شدة الصوت، وقد تقدم بيان في سورة حم السجدة "في يوم نحس مستمر" أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه، وقد كانوا يتشاءمون بذلك اليوم. قال الزجاج: قيل في يوم الأربعاء في آخر الشهر. قرأ الجمهور "في يوم نحس" بإضافة يوم إلى نحس مع سكون الحاء، وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة، أو على تقدير مضاف أي في يوم عذاب نحس. وقرأ الحسن بتنوين يوم على أن نحس صفة له. وقرأ هارون بكسر الحاء. قال الضحاك: كان ذلك اليوم مراً عليهم. وكذا حكى الكسائي عن قوم أنهم قالوا: هو من المرارة، وقيل هو من المرة بمعنى القوة: أي في يوم قوي الشؤم مستحكمه كالشيء المحكم الفتل الذي لا يطاق نقضه، والظاهر أنه من الاستمرار، لا من المرارة ولا من المرة: أي دام عليهم العذاب فيه حتى أهلكهم، وشمل بهلاكه كبيرهم وصغيرهم.
19. " إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً "، شديدة الهبوب، " في يوم نحس مستمر "، شديد دائم الشؤم، استمر عليهم بنحو سنة فلم يبق منهم أحداً إلا أهلكه.
قيل: كان ذلك يوم الأربعاء في آخر الشهر.
19-" إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً " بارداً أو شديد الصوت ." في يوم نحس " شؤم . " مستمر " أي استمر شؤمه ، أو استمر عليهم حتى أهلكهم ، أو على جميعهم كبيرهم وصغيرهم لهم يبق منهم أحداً ، أو اشتد مرارته وكان يوم الاربعاء آخر الشهر.
19. Lo! We let loose on them a raging wind on a day of constant calamity,
19 - For We sent against them a furious wind, on a Day of violent Disaster,