[الطور : 37] أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ
37 - (أم عندهم خزائن ربك) من النبوة والرزق وغيرهما فيخصوا من شاؤا بما شاؤا (أم هم المسيطرون) المتسلطون الجبارون وفعله سيطر ومثله بيطر وبيقر
يقول تعالى ذكره : أعند هؤلاء المكذبين بآيات الله خزائن ربك يا محمد فهم لاستغنائهم بذلك عن آيات ربهم معرضون ام هم المسيطرون .
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم : معناه أم هم المسلطون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن علي عن ابن عباس قوله " أم هم المصيطرون " يقول : المسلطون .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أم هم المنزلون .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله " أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون " قال: يقول أم هم المنزلون .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : أم هم الأرباب وممن قال ذلك معمر بن المثنى قال : يقال : سيطرت علي أي اتخذتني خولاً لك .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال : معنى ذلك :أم هم الجبارون المتسلطون المستكبرون على الله وذلك أن المسيطر في كلام العرب الجبار المتسلط ومنه قول الله " لست عليهم بمصيطر " ( الغاشية : 22 ) يقول : لست عليهم بجبار مسلط .
" أم عندهم خزائن ربك " أم عندهم ذلك فيستغنوا عن الله ويعرضوا عن أمره . وقال ابن عباس : خزائن ربك المطر والرزق وقيل مفاتيح الرحمة . وقال عكرمة النبوة . أي أفبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة يضعونها حيث شاؤوا وضرب المثل بالخزائن التي فيها من كل الأجناس فلا نهاية لها " أم هم المصيطرون" قال ابن عباس : المسلطون الجبارون . وعنه أيضا المبطلون وقاله الضحاك وعن ابن عباس أيضا أم هم المتولون . عطاء أم هم أرباب قاهرون قالعطاء يقال تسيطرت علي أي اتخذتني خولا لك . وقاله أبو عبيدة في الصحاح : المسيطر والمصيطر المسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله ويكتب عمله وأصله من السطر لأن الكتاب يسطر والذي يفعله مسطر ومسيطر . يقال سيطرت علينا . ابن بحر "أم هم المصيطرون" أي هم الحفظة مأخوذ من تسطير الكتاب الذي يحفظ ما كتب فيه فصار المسيطر ها هنا حافظا ما كتبه الله في اللوح المحفوظ . وفيه ثلاث لغات : الصاد وبها قرأت العامة السين وهي قراءة ابن محيصن وحميدومجاهدوقنبلوهشام وأبي حيوة وبإشمام الصاد لزاي وهي قراءة حمزة كما تقدم في الصراط .
هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد الألوهية فقال تعالى: "أم خلقوا من غير شيء ؟ أم هم الخالقون" أي أوجدوا من غير موجد ؟ أم هم أوجدوا أنفسهم, أي لا هذا ولا هذا بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئاً مذكوراً, قال البخاري: حدثنا الحميدي, حدثنا سفيان قال: حدثني عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الاية "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون * أم خلقوا السموات والأرض ؟ بل لا يوقنون * أم عندهم خزائن ربك ؟ أم هم المصيطرون ؟" كاد قلبي أن يطير, وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق عن الزهري به. وجبير بن مطعم كان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء الأسارى, وكان إذ ذاك مشركاً, فكان سماعه هذه الاية من هذه السورة من جملة ما حمله على الدخول في الإسلام بعد ذلك. ثم قال تعالى: "أم خلقوا السموات والأرض ؟ بل لا يوقنون" أي أهم خلقوا السموات والأرض ؟ وهذا إنكار عليهم في شركهم بالله, وهم يعلمون أنه الخالق وحده لا شريك له, ولكن عدم إيقانهم هو الذي يحملهم على ذلك " أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون " أي أهم يتصرفون في الملك وبيدهم مفاتيح الخزائن "أم هم المصيطرون" أي المحاسبون للخلائق, ليس الأمر كذلك بل الله عز وجل هو المالك المتصرف الفعال لما يريد.
وقوله تعالى: "أم لهم سلم يستمعون فيه" أي مرقاة إلى الملأ الأعلى "فليأت مستمعهم بسلطان مبين" أي فليأت الذي يستمع لهم بحجة ظاهرة على صحة ما هم فيه من الفعال والمقال, أي وليس لهم سبيل إلى ذلك فليسوا على شيء وليس لهم دليل, ثم قال منكراً عليهم فيما نسبوه إليه من البنات وجعلهم الملائكة إناثاً, واختيارهم لأنفسهم الذكور على الإناث, بحيث إذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم, هذا وقد جعلوا الملائكة بنات الله وعبدوهم مع الله فقال: "أم له البنات ولكم البنون" وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد "أم تسألهم أجراً ؟" أي أجرة إبلاغك إياهم رسالة الله, أي لست تسألهم على ذلك شيئاً "فهم من مغرم مثقلون" أي فهم من أدنى شيء يتبرمون منه ويثقلهم ويشق عليهم "أم عندهم الغيب فهم يكتبون" أي ليس الأمر كذلك فإنه لا يعلم أحد من أهل السموات والأرض الغيب إلا الله "أم يريدون كيداً. فالذين كفروا هم المكيدون" يقول تعالى: أم يريد هؤلاء بقولهم هذا في الرسول وفي الدين غرور الناس وكيد الرسول وأصحابه, فكيدهم إنما يرجع وباله على أنفسهم فالذين كفروا هم المكيدون "أم لهم إله غير الله سبحان الله عما يشركون" وهذا إنكار شديد على المشركين في عبادتهم الأصنام والأنداد مع الله, ثم نزه نفسه الكريمة عما يقولون ويفترون ويشركون فقال: "سبحان الله عما يشركون".
37- "أم عندهم خزائن ربك" أي خزائن أرزاق العباد، وقيل: مفاتيح الرحمة. قال مقاتل: يقول: أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاءوا؟ وكذا قال عكرمة: وقال الكلبي: خزائن المطر والرزق "أم هم المصيطرون" أي المسلطون الجبارون. قال في الصحاح: المسيطر المسلط على الشيء ليشرف عليه، ويتعهد أحواله، ويكتب عمله، وأصله من السطر لأن الكتاب يسطر. وقال أبو عبيدة: سطرت علي: اتخذتني خولا لك. قرأ الجمهور "المصيطرون" بالصاد الخالصة، وقرأ ابن محيصن وحميد ومجاهد وقنبل وهشام بالسين الخالصة، ورويت هذه القراءة عن حفص، وقرأ خلاد بصاد مشمة زايا.
37. " أم عندهم خزائن ربك "، قال عكرمة : يعني النبوة. قال مقاتل : أبأيديهم مفاتيح ربك بالرسالة فيضعونها حيث شاؤوا؟ قال الكلبي : خزائن المطر والرزق، " أم هم المصيطرون "، المسلطون الجبارون، قال عطاء : أرباب قاهرون فلا يكونوا تحت أمر ونهي، يفعلون ما شاؤوا. ويجوز بالسين والصاد جميعاً، وقرأ ابن عامر بالسين هاهنا وقله: ((بمسيطر))، وقرأ حمزة بإشمام الزاي فيهما، وقرأ ابن كثير هاهنا بالسين و ((بمصيطر)) بالصاد، وقرأ الآخرون بالصاد فيهما.
37-" أم عندهم خزائن ربك " خزائن رزقه حتى يرزقوا النبوة من شاؤوا ، أو خزائن علمه حتى يختاروا لها من اختارته حكمته . " أم هم المصيطرون " الغالبون على الأشياء يدبرونها كيف شاؤوا . وقرأ قنبل و حفص بخلاف عنه و هشام بالسين و حمزة بخلاف عن خلاد بين الصاد والزاي ، و الباقون بالصاد خاصة .
37. Or do they own the treasures of thy Lord? Or have they been given charge (thereof)?
37 - Or are the Treasures of thy Lord with them, or are they the managers (of affairs)?