[الفتح : 27] لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا
27 - (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق) رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم عام الحديبية قبل خروجه أنه يدخل مكة هو وأصحابه ويحلقون ويقصرون فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا فلما خرجوا معه وصدهم الكفار بالحديبية ورجعوا وشق عليهم ذلك وراب بعض المنافقين نزلت وقوله بالحق متعلق بصدق أو حال من الرؤيا وما بعدها تفسيرها (لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله) للتبرك (آمنين محلقين رؤوسكم) جميع شعورها (ومقصرين) بعض شعورها وهما حالان مقدرتان (لا تخافون) أبدا (فعلم) في الصلح (ما لم تعلموا) من الصلاح (فجعل من دون ذلك) الدخول (فتحا قريبا) هو بفتح خيبر وتحققت الرؤيا في العام القابل
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال أري النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين فلما نحر الهدي بالحديبية قال أصحابه أين رؤياك يا رسول الله فنزلت لقد صدق الله رسوله الرؤيا الآية
يقول تعالى ذكره : لقد صدق الله لرسوله محمدا رؤياه التي أراها إياه أنه يدخل هو وأصحابه بيت الله الحرام آمنين ، لا يخافون أهل الشرك ، مقصرا بعضهم رأسه ، ومحلقا بعضهم .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين " قال هو دخول محمد صلى الله عليه وسلم البيت والمؤمنون ، محلقين رءوسهم ومقصرين .
حدثني محمد بن عمرو ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله " الرؤيا بالحق " قال : أري بالحديبية أنه يدخل مكة وأصحابه محلقين ، فقال أصحابه حين نحر بالحديبية : أين رؤيا محمد صلى الله عليه وسلم ؟
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطوف بالبيت وأصحابه ، فصدق الله رؤياه ، فقال : " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين " ... حتى بلغ " لا تخافون "
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة في قوله " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " قال : أري في المنام أنهم يدخلون المسجد الحرام ، وأنهم آمنون محلقين رءوسهم ومقصرين .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " ... الآية , قال :" قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : إني رأيت أنكم ستدخلون المجد الحام محلقين رءوسكم ومقصرين " فلما نزل بالحديبية ولم يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك ، فقالوا : أين رؤياه ؟ فقال الله : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " فقرأ حتى بلغ " ومقصرين لا تخافون " إني أره يدخلها هذا العام ، وليكونن ذلك .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا سلمة عن ابن إسحاق "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " ... إلى قوله " إن شاء الله آمنين " لرؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أريها أنه سيدخل مكة آمنا لا يخاف ، يقول : محلقين ومقصرين لا تخافون .
وقوله " فعلم ما لم تعلموا " يقول تعالى ذكره : فعلم الله جل ثناؤه ما لم تعملوا ، وذلك علمه تعالى ذكره بما بمكة من الرجال والنساء المؤمنين ، الذين لم يعلمهم م المؤمنون ، ولو دخلوها في ذلك العام لوطئهم بالخيل والرجل ، فأصابتهم منهم معرة بغير علم ، فردهم الله عن مكة من أجل ذلك .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله " فعلم ما لم تعلموا " قال : رده لمكان من بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات ، وأخره ليدخل الله في رحمته من يشاء من يريد أن يهديه .
وقوله " فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " اختلف أهل التأويل في الفتح القريب ، الذي جعله الله لمؤمنين دون دخولهم المسجد الحرام محلقين رءوسهم ومقصرين ، فقال بعضهم : هو الصلح الذي جرى بين رسول الله صلى الله عليه سلم وبين مشركي قريش .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله " من دون ذلك فتحا قريبا " قال : النحر بالحديبية ، ورجعوا فافتتحوا خيبر ، ثم اعتمر بعد ذلك ، فكان تصديق رؤياه في السنة القابلة .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري قوله " فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " يعني : صلح الحديبية ، وما فتح في الإسلام فتح كان أعظم منه ، إنما كان القتال حيث التقى الناس ، فلما كانت الهدنة وضعت الحرب ، وأمن الناس كلهم بعضهم بعضا ، فالتقوا فتفاوضوا في الحديث في الحديث والمنازعة ، فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئا إلا دخل فيه ، فلقد دخل في تينك السنتين الإسلام مثل من كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا سلمة عن ابن إسحاق " فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " قال : صلح الحديبية .
وقال آخرون : عني بالفتح القريب في هذا الموضع : فتح خيبر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " قال : خيبر حين رجعوا من الحديبية ، فتحها الله عليهم ، فقسمها علىأهل الحديبية كلهم إلا رجلا واحدا من الأنصار ، يقال له أبو دجانة سماك بن خرشة ، كان قد شهد الحديبية وغاب عن خيبر .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله أخبر أنه جعل لرسوله والذين كانوا معه من أهل بيعة الرضوان فتحا قريبا من دون دخولهم المسجد الحرام ودون تصديقه رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان صلح الحديبية وفتح خيبر دون ذلك ، ولم يخصص الله تعالى ذكره خبره ذلك عن فتح من ذلك دون فتح ، بل عم ذلك ، وذلك كله فتح جعله الله من دون ذلك .
والصواب أن يعمه كما عمه ، فيقال : جعل الله من دون تصديقه رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخوله وأصحابه المسجد الحرام محلقين رءوسهم ومقصرين ، لا يخافون المشركين ، صلح الحديبية وفتح خيبر .
قال قتادة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام أنه يدخل مكة على هذه الصفة ، فلما صالح قريشاً بالحديبية ارتاب المنافقون حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يدخل مكة ، فأنزل الله تعالى : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " فأعلمهم أنهم سيدخلون في غير ذلك العام ، وأن رؤياه صلى الله عليه وسلم حق ، وقيل : إن أبا بكر هو الذي قال إن المنام لم يكن مؤقتاً بوقت ، وأنه سيدخل ، وروي أن الرؤيا كانت بالحديبية ، وأن رؤيا الأنبياء حق ، والرؤيا أحد وجوه الوحي إلى الأنبياء " لتدخلن " أبي في العام القابل " المسجد الحرام إن شاء الله " قال ابن كيسان : إنه حكاية ما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم في منامه ، خوطب في منامه بما جرت به العادة فأخبر الله عن رسوله أنه قال ولهذا استثنى ، تأدب بأدب الله تعالى حيث قال تعالى " ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله " [ الكهف : 23 ] ، وقيل : خاطب الله العباد بما يحب أن يقولوه ، كما قال ( ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله ) وقيل : استثنى فيما يعلم ليستثنى الخلق فيما لا يلعمون ، قاله ثعلب ، وقيل كان الله علم أنه يميت بعض هؤلاء الذين كانوا معه بالحديبية فوقع الاستثناء لهذا المعنى ، قاله الحسين بن الفضل ، وقيل : الاستثناء من ( آمنين ) وذلك راجع إلى مخاطبة العباد على ما جرت به العادة ، وقيل : معنى ( إن شاء الله ) إن أمركم الله بالدخول ، وقيل : أي إن سهل الله وقيل : ( إن شاء الله ) أي كما شاء الله ، وقال أبو عبيدة : ( إن ) بمعنى ( إذ ) أي إذ شاء الله ، كقوله تعالى : " اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين " [ البقرة : 278 ] ، أي إذ كنتم ، وفيه بعد ، لأن ( إذ ) في الماضي من الفعل ، و( إذا ) في المستقبل ، وهذا الدخول في المستقبل ، فوعدهم دخول المسجد الحرام وعلقه بشرط المشيئة ، وذلك عام الحديبية ، فأخبر أصحابه بذلك فاستبشروا ، ثم تأخر ذلك عن العام الذي طعموا فيه فساءهم ذلك واشتد عليهم وصالحهم ورجع ، ثم أذن الله في العام المقبل فأنزل الله : " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق " وإنما قيل له في المنام : " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله " فحكى في التنزيل ما قيل له في المنام ، فليس هنا شك كما زعم بعضهم أن الأسثناء يدل على الشك ، والله تعالى لا يشك ، و( لتدخلن ) تحقيق فكيف يكون شك ( إن ) بمعنى ( إذا ) " آمنين " أي من العدو ، " محلقين رؤوسكم ومقصرين " والتحليق والتقصير جميعاً للرجال ، ولذلك غلب المذكر على المؤنث ، والحلق أفضل ، وليس للنساء إلا التقصير ، وقد مضى القول في هذا في البقرة ، وفي الصحيح أن معاوية أخذ من شعر النبي صلى الله عليه وسلم على المروة بمشقص ، وهذا كان في العمرة لا في الحج ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم في حجته " لا تخافون " حال من المحلقين والمقصرين ، والتقدير : غير خائفين " فعلم ما لم تعلموا " أي علم ما في تأخير الدخول من الخير والصلاح ما لم تعلموه أنتم ، وذلك أنه عليه السلام لما رجع مضى منها إلى خيبر فاتتحها ، ورجع بأموال خيبر وأخذ من العدة والقوة أضعاف ما كان فيه في ذلك العام ، وأقبل إلى مكة على أهبة وقوة وعدة بأضعاف ذلك . وقال الكلبي : أي علم أن دخلوها إلى سنة ولم تعلموه أنتم ، وقيل : علم أن بمكة رجالاً مؤمنين ونساء مؤمنات لم تعلموهم " فجعل من دون ذلك فتحا قريبا " أي من دون رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم فتح خيبر ، قاله ابن زيد و الضحاك ، وقيل : فتح مكة ، وقال مجاهد : هو صلح الحديبية ، وقاهل أكثر المفسرين ، قال الزهري : ما فتح الله في الإسلام كان أعظم من صلح الحديبية ، لأنه إنما كان القتال حين تلتقي الناس ، فما كانت الهدنة وضعت الحرب أوزارها وأمن الناس بعضهم بعضاً ، فالتقوا وتفاوضوا الحديث والمناظرة ، فلم يكلم أحد بالإسلام مثل ما كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر ، يدلك على ذلك أنهم كانوا سنة ست يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة ، وكانوا بعد عام الحديبية سنة ثمان في عشرة آلاف .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم ذلك على أن يعودوا من قابل وقع في نفس بعض الصحابة رضي الله عنهم من ذلك شيء, حتى سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك فقال له فيما قال أفلم تكن تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال: "بلى أفأخبرتك أنك تأتيه عامك هذا ؟" قال لا , قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فإنك آتيه ومطوف به" وبهذا أجاب الصديق رضي الله عنه أيضاً حذو القذة بالقذة ولهذا قال تبارك وتعالى: "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله" هذا لتحقيق الخبر وتوكيده وليس هذا من الإستثناء في شيء. وقوله عز وجل: "آمنين" أي في حال دخولكم. وقوله: "محلقين رؤوسكم ومقصرين" حال مقدرة لأنهم في حال دخولهم لم يكونوا محلقين ومقصرين وإنما كان هذا في ثاني الحال. كان منهم من حلق رأسه ومنهم من قصره, وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله المحلقين" قالوا والمقصرين يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله المحلقين" قالوا والمقصرين يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله المحلقين" قالوا والمقصرين يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "والمقصرين" في الثالثة أو الرابعة. وقوله سبحانه وتعالى: "لا تخافون" حال مؤكدة في المعنى فأثبت لهم الأمن حال الدخول ونفى عنهم الخوف حال استقرارهم في البلد لا يخافون من أحد وهذا كان في عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي القعدة رجع إلى المدينة. فأقام بها ذا الحجة والمحرم وخرج في صفر إلى خيبر, ففتحها الله عليه بعضها عنوة وبعضها صلحاً, وهي إقليم عظيم كثير النخل والزروع, فاستخدم من فيها من اليهود عليها على الشطر وقسمها بين أهل الحديبية وحدهم, ولم يشهدها أحد غيرهم إلا الذين قدموا من الحبشة جعفر بن أبي طالب وأصحابه, وأبو موسى الأشعري وأصحابه رضي الله عنهم, ولم يغب منهم أحد, قال ابن زيد: إلا أبا دجانة سماك بن خرشة, كما هو مقرر في موضعه ثم رجع إلى المدينة.
فلما كان في ذي القعدة من سنة سبع خرج صلى الله عليه وسلم إلى مكة معتمراً هو وأهل الحديبية, فأحرم من ذي الحليفة وساق معه الهدي, قيل: كان ستين بدنة, فلبى وسار أصحابه يلبون. فلما كان صلى الله عليه وسلم قريباً من مر الظهران بعث محمد بن مسلمة بالخيل والسلاح أمامه. فلما رآه المشركون رعبوا رعباً شديداً, وظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزوهم, وأنه قد نكث العهد الذي بينهم وبينه من وضع القتال عشر سنين, فذهبوا فأخبروا أهل مكة, فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل بمر الظهران حيث ينظر إلى أنصاب الحرم, بعث السلاح من القسي والنبل والرماح إلى بطن يأجج وسار إلى مكة بالسيوف مغمدة في قربها كما شارطهم عليه. فلما كان في أثناء الطريق بعثت قريش مكرز بن حفص فقال: يا محمد ما عرفناك تنقض العهد, فقال صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك ؟" قال "دخلت علينا بالسلاح والقسي والرماح. فقال صلى الله عليه وسلم: "لم يكن ذلك وقد بعثنا به إلى يأجج". فقال: بهذا عرفناك بالبر والوفاء, وخرجت رؤوس الكفار من مكة لئلا ينظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه رضي الله عنهم غيظاً وحنقاً. وأما بقية أهل مكة من الرجال والنساء والولدان, فجلسوا في الطرق وعلى البيوت ينظرون إلى رسول الله وأصحابه, فدخلها عليه الصلاة والسلام وبين يديه أصحابه يلبون, والهدي قد بعثه إلى ذي طوى وهو راكب ناقته القصواء التي كان راكبها يوم الحديبية, وعبد الله بن رواحة الأنصاري آخذ بزمام ناقة رسول الله يقودها وهو يقول:
باسم الذي لا دين إلا دينـــــه باسم الذي محمد رسولــه
خلوا بني الكفار عن سبيلـــه اليوم نضربكم على تأويلــه
كما ضربناكم على تنزيلــــــه ضرباً يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عـــــن خليلـــه قد أنزل الرحمن في تنزيلــه
في صحف تتلى على رسوله بأن خير القتل في سبيلـــــه
يا رب إني مؤمن بقيله
فهذا مجموع من روايات متفرقة. قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء دخلها وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه آخذ بخطام ناقته صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيلـه إني شهيد أنه رسوله
خلوا فكل الخير في رسولـه يا رب إني مؤمن بقيله
نحن قتلناكم على تأويلــــــه كما قتلناكم على تنزيله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله
وقال عبد الرزاق: حدثنا معمر عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه, قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء مشى عبد الله بن رواحة رضي الله عنه بين يديه وفي رواية: وابن رواحة آخذ بغرزه وهو رضي الله عنه يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله قد نزل الرحمن في تنزيلــه
بأن خير القتل في سبيلــــه يا رب إني مؤمن بقيلـــــــه
نحن قتلناكم على تأويلـــــه كما قتلناكم على تنزيلـــــــه
اليوم نضربكم على تأويله ضرباً يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن الصباح, حدثنا إسماعيل يعني ابن زكريا عن عبد الله, يعني ابن عثمان عن أبي الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مر الظهران في عمرته بلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشاً تقول ما يتباعثون من العجف, فقال أصحابه لو انتحرنا من ظهرنا فأكلنا من لحمه وحسونا من مرقه أصبحنا غداً حين ندخل على القوم وبنا جمامة. قال صلى الله عليه وسلم: لا تفعلوا ولكن اجمعوا لي من أزوادكم, فجمعوا له وبسطوا الأنطاع فأكلوا حتى تركوا وحثا كل واحد منهم في جرابه, ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد وقعدت قريش نحو الحجر فاضطبع صلى الله عليه وسلم بردائه ثم قال "لا يرى القوم فيكم غميزة" فاستلم الركن ثم رمل حتى إذا تغيب بالركن اليماني مشى إلى الركن الأسود, فقالت قريش: ما ترضون بالمشي أما إنكم لتنقزون نقز الظباء, ففعل ذلك ثلاثة أشواط فكانت سنة. قال أبو الطفيل: فأخبرني ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجة الوداع:
وقال أحمد أيضاً: حدثنا يونس بن محمد, حدثنا حماد بن زيد, حدثنا أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة وقد وهنتهم حمى يثرب ولقوا منها سوءاً, فقال المشركون: إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم حمى يثرب, ولقوا منها شراً وجلس المشركون من الناحية التي تلي الحجر, فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوا, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يرملوا الأشواط الثلاثة ليرى المشركون جلدهم, قال: فرملوا ثلاثة أشواط, وأمرهم أن يمشوا بين الركنين حيث لا يراهم المشركون, ولم يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم. فقال المشركون: أهؤلاء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم هؤلاء أجلد من كذا وكذا أخرجاه في الصحيحين من حديث حماد بن زيد به.
وفي لفظ: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم صبيحة رابعة يعني من ذي القعدة, فقال المشركون إنه يقدم عليكم وفد قد وهنتهم حمى يثرب فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا الأشواط الثلاثة, ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم. قال البخاري: وزاد ابن سلمة. يعني حماد بن سلمة, عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعامه الذي استأمن قال ارملوا, ليري المشركين قوتهم والمشركون من قبل قعيقعان, وحدثنا محمد, حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما سعى النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت وبالصفا والمروة ليرى المشركون قوته. ورواه في مواضع أخر ومسلم والنسائي من طرق عن سفيان بن عيينه به. وقال أيضاً: حدثنا علي بن عبد الله, حدثنا سفيان حدثنا إسماعيل بن أبي خالد أنه سمع ابن أبي أوفى يقول: لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سترناه من غلمان المشركين ومنهم, أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم, انفرد به البخاري دون مسلم, وقال البخاري أيضاً: حدثنا محمد بن رافع, حدثنا سريج بن النعمان, حدثنا فليح وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم, حدثنا أبي, حدثنا فليح بن سليمان عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمراً, فحال كفار قريش بينه وبين البيت, فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل, ولا يحمل سلاحاً عليهم إلا سيوفاً ولا يقيم بها إلا ما أحبوا. فاعتمر صلى الله عليه وسلم من العام المقبل فدخلها كما كان صالحهم, فلما أن أقام بها ثلاثاً أمروه أن يخرج فخرج صلى الله عليه وسلم, وهو في صحيح مسلم أيضاً.
وقال البخاري أيضاً: حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال: اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة, حتى قاضاهم على أن يقيموا بها ثلاثة أيام, فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضانا عليه محمد رسول الله, قالوا: لا نقر بهذا ولو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئاً, ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال صلى الله عليه وسلم: "أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله" ثم قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: "امح رسول الله" قال رضي الله عنه: لا والله لا أمحوك أبداً, فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن يكتب فكتب "هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله أن لا يدخل مكة بالسلاح إلا بالسيف في القراب, وأن لا يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتبعه, وأن لا يمنع من أصحابه أحداً إن أراد أن يقيم بها".
فلما دخلها ومضى الأجل أتوا علياً فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل, فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة رضي الله عنه تنادي يا عم يا عم, فتناولها علي رضي الله عنه فأخذ بيدها وقال لفاطمة رضي الله عنها: دونك ابنة عمك فحملتها, فاختصم فيها علي وزيد وجعفر رضي الله عنهم فقال علي رضي الله عنه: أنا أخذتها وهي ابنة عمي. وقال جعفر رضي الله عنه: ابنة عمي وخالتها تحتي, وقال زيد رضي الله عنه: ابنة أخي, فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال: "الخالة بمنزلة الأم" وقال لعلي رضي الله عنه: "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر رضي الله عنه "أشبهت خلقي وخلقي وقال صلى الله عليه وسلم لزيد رضي الله عنه: "أنت أخونا ومولانا" قال علي رضي الله عنه: ألا تتزوج ابنة حمزة رضي الله عنه ؟ قال صلى الله عليه وسلم: "إنها ابنة أخي من الرضاعة" تفرد به من هذا الوجه.
وقوله تعالى: "فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً" أي فعلم الله عز وجل من الخيرة والمصلحة في صرفكم عن مكة ودخولكم إليها عامكم ذلك ما لم تعلموا أنتم "فجعل من دون ذلك" أي قبل دخولكم الذي وعدتم به في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم فتحاً قريباً, وهو الصلح الذي كان بينكم وبين أعدائكم من المشركين, ثم قال تبارك وتعالى مبشراً للمؤمنين بنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم على عدوه, وعلى سائر أهل الأرض: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق" أي بالعلم النافع والعمل الصالح, فإن الشريعة تشتمل على شيئين: علم وعمل, فالعلم الشرعي صحيح, والعمل الشرعي مقبول, فإخباراتها حق وإنشاءاتها عدل "ليظهره على الدين كله" أي على أهل جميع الأديان من سائر الأرض من عرب وعجم ومليين ومشركين "وكفى بالله شهيداً" أي أنه رسوله وهو ناصره, والله سبحانه وتعالى أعلم.
27- "لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق" قال الواحدي: قال المفسرون: إن الله سبحانه أرى نبيه صلى الله عليه وسلم في المدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية كأنه هو وأصحابه حلقوا وقصروا، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا وحسبوا أنهم سيدخلون مكة عامهم ذلك، فلما رجعوا من الحديبية ولم يدخلوا مكة قال المنافقون: والله ما حلقنا ولا قصرنا ولا دخلنا المسجد الحرام، فأنزل الله هذه الآية، وقيل إن الرؤيا كانت بالحديبية، وقوله بالحق صفة لمصدر محذوف: أي صدقاً ملتبساً بالحق، وجواب القسم المحذوف المدلول عليه باللام الموطئة هو قوله: "لتدخلن المسجد الحرام" أي في العام القابل، وقوله: "إن شاء الله" تعليق للعدة بالمشيئة لتعليم العباد لما يجب أن يقولوه كما في قوله: " ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله " قال ثعلب: إن الله استثنى فيما يعلم ليستثني الخلق فيما لا يعلمون. وقيل كان الله سبحانه علم أنه يموت بعض هؤلاء الذين كانوا معه في الحديبية، فوقع الاستثناء لهذا المعنى قاله الحسن بن الفضل. وقيل معنى إن شاء الله: كما شاء الله. وقال أبو عبيدة: إن بمعنى إذ: يعني إذ شاء الله حيث أرى رسوله ذلك، وانتصاب "آمنين" على الحال من فاعل لتدخلن، وكذا "محلقين رؤوسكم ومقصرين" أي آمنين من العدو، ومحلقاً بعضكم ومقصراً بعضكم، والحلق والتقصير خاص بالرجال، والحلق أفضل من التقصير كما يدل على ذلك الحديث الصحيح في استغفاره صلى الله عليه وسلم للمحلقين في المرة الأولى والثانية، والقائل يقول له وللمقصرين، فقال في الثالثة وللمقصرين، وقوله: "لا تخافون" في محل نصب على الحال أو مستأنف، وفيه زيادة تأكيد لما قد فهم من قوله آمنين "فعلم ما لم تعلموا" أي ما لم تعلموا من المصلحة في الصلح لما في دخولكم في عام الحديبية من الضرر على المستضعفين من المؤمنين، وهو معطوف على صدق: أي صدق رسوله الرؤيا، فعلم ما لم تعلموا به "فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً" أي فجعل من دون دخولكم مكة كما أرى رسوله فتحاً قريباً. قال أكثر المفسرين: هو صلح الحديبية. وقال ابن زيد والضحاك: فتح خيبر. وقال الزهري: لا فتح في الإسلام كان أعظم من صلح الحديبية. ولقد دخل في تلك السنتين في الإسلام مثل من كان قد دخل فيه قبل ذلك بل أكثر، فإن المسلمين كانوا في سنة ست، وهي سنة الحديبية ألفاً وأربعمائة وكانوا فس سنة ثمان عشرة آلاف.
27. " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين "، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أري في المنام بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية أنه يدخل هو وأصحابه المسجد الحرام آمنين، ويحلقون رؤوسهم ويقصرون، فأخبر بذلك أصحابه، ففرحوا وحسبوا أنهم داخلوا مكة عامهم ذلك، فلما انصرفوا ولم يدخلوا شق عليهم، فأنزل الله هذه الآية.
وروي عن مجمع بن جارية الأنصاري: " قال شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، [فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر، فقال بعضهم: ما بال الناس؟ فقالوا: أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فخرجنا نوجف، فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم] واقفاً على راحلته عند كراع الغميم، فلما اجتمع إليه الناس قرأ: " إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً " فقال عمر: أو فتح هو يا رسول الله؟ قال: نعم والذي نفسي بيده ".
ففيه دليل على أن المراد بالفتح صلح الحديبية، وتحقق الرؤيا كان في العام المقبل، فقال جل ذكره: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق "، أخبر أن الرؤية التي أراه إياها في مخرجه إلى الحديبية أنه يدخل هو وأصحابه المسجد الحرام صدق وحق.
قوله: " لتدخلن " يعني وقال: لتدخلن. وقال ابن كيسان : ((لتدخلن)) من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حكاية عن رؤياه، فأخبر الله عن رسوله أنه قال ذلك، وإنما استثنى مع علمه بدخولها بإخبار الله تعالى، تأدباً بآداب الله، حيث قال له: " ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله " (الكهف-23).
وقال أبو عبيدة: ((إن)) بمعنى إذ، مجازه: إذ شاء الله، كقوله: ((إن كنتم مؤمنين)).
وقال الحسين بن الفضل : يجوز أن يكون الاستثناء من الدخول، لأن بين الرؤيا وتصديقها سنة، ومات في تلك السنة ناس فمجاز الآية: لتدخلن المسجد الحرام كلكم إن شاء الله.
وقيل الاستثناء واقع على الأمن لا على الدخول، لأن الدخول لم يكن فيه شك، كقول النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول المقبرة: " وإنا إن شاء الله بكم لاحقون "، فالاستثناء راجع إلى اللحوق لا إلى الموت.
" محلقين رؤوسكم "، كلها، " ومقصرين "، بأخذ بعض شعورها، " لا تخافون فعلم ما لم تعلموا "، أن الصلاح كان في الصلح وتأخير الدخول، وهو قوله تعالى: " ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات " (الفتح-25). " فجعل من دون ذلك "، أي من قبل دخولكم المسجد الحرام، " فتحاً قريباً "، وهو صلح الحديبية عند الأكثرين، وقيل: فتح خيبر.
27-" لقد صدق الله رسوله الرؤيا " رأى عليه الصلاة والسلام أنه وأصحابه دخلوا مكة آمنين وقد حلقوا وقصروا ، فقص الرؤيا على أصحابه ففرحوا وحسبوا أن ذلك يكون في عامهم ، فلما تأخر قال بعضهم والله ما حلقنا ولا قصرنا ولا رأينا البيت فنزلت والمعنى صدقة في رؤياه . " بالحق " ملتبساً به فإن ما رآه كائن لا محالة في وقته المقدر له وهو العام القابل ، ويجوز أن يكون " بالحق " صفة مصدر محذوف أي صدقاً ملتبساً " بالحق " وهو القصد إلى التمييز بين الثابت على الإيمان والمتزلزل فيه ، وأن يكون قسماً إما باسم الله تعالى أو بنقيض الباطل وقوله ." لتدخلن المسجد الحرام " جوابه وعلى الأولين جواب قسم محذوف . " إن شاء الله " تعليق للعدة . بالمشيئة تعليماً للعباد ، أو إشعاراً بأن بعضهم لا يدخل لموت أو غيبة أو حكاية لما قاله ملك الرؤيا ، أو النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه . " آمنين " حال من الواو والشرط معترض ." محلقين رؤوسكم ومقصرين " أي محلقاً بعضكم و مقصراً آخرون . " لا تخافون " حال مؤكدة أو استئناف أي لا تخافون بعد ذلك . " فعلم ما لم تعلموا " من الحكمة في تأخير ذلك . " فجعل من دون ذلك " من دون دخولكم المسجد أو فتح مكة . " فتحاً قريباً " هو فتح خيبر ليستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسر الموعود .
27. Allah hath fulfilled the vision for His messenger in very truth. Ye shall indeed enter the Inviolable Place of Worship, if Allah will, secure, (having your hair) shaven and cut, not fearing. But He knoweth that which ye know not, and hath given you a near victory beforehand.
27 - Truly did God fulfil the vision for His Apostle: ye shall enter the Sacred Mosque, if God wills, with minds secure, heads shaved, hair cut short, and without fear. For He knew what ye knew not, and He granted, besides this, a speedy victory.