[الجاثية : 1] حم
1 - (حم) الله أعلم بمراده به
قد تقدم بياننا في معنى قوله " حم " .
مكية كلها في قول الحسن و جابر و عكرمة ، وقال ابن عباس و قتادة : إلا آية ، هي : " قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله " [ الجاثية : 14 ] ، نزلت بالمدينة في عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ذكره الماوردي ، وقال المهدوي و النحاس عن ابن عباس : إنها نزلت في عمر رضي الله عنه ، شتمه رجل من المشركين بمكة قبل الهجرة ، فأراد أن يبطش به ، فأنزل الله عز وجل : ( قل للذين آمنوا يغفروا للذي لا يرجوه أيام الله ) ثم نسخت بقول : " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " [ التوبة : 5 ] ، فالسورة كلها مكية على هذا من غير خلاف ، وهي سبع وثلاثون آية ، وقيل ست .
قوله تعالى : " حم " مبتدأ .
تفسير سورة الجاثية
وهي مكية
بسم الله الرحمـن الرحيم
يرشد تعالى خلقه إلى التفكر في آلائه ونعمه, وقدرته العظيمة التي خلق بها السموات والأرض, وما فيها من المخلوقات المختلفة والأجناس, والأنواع من الملائكة والجن والإنس والدواب والطيور والوحوش والسباع والحشرات, وما في البحر من الأصناف المتنوعة واختلاف الليل والنهار في تعاقبهما دائبين لا يفتران, هذا بظلامه وهذا بضيائه, وما أنزل الله تبارك وتعالى من السحاب من المطر في وقت الحاجة إليه, وسماه رزقاً لأن به يحصل الرزق "فأحيا به الأرض بعد موتها" أي بعد ما كانت هامدة لا نبات فيها ولا شيء. وقوله عز وجل: "وتصريف الرياح" أي جنوباً وشمالاً ودبوراً وصباً, برية وبحرية, ليلية ونهارية. ومنها ما هو للمطر, ومنها ما هو للقاح, ومنها ما هو غذاء للأرواح ومنها ما هو عقيم لا ينتج , وقال سبحانه وتعالى: أولاً: " لآيات للمؤمنين " ثم يوقنون ثم يعقلون وهو ترق من حال شريف إلى ما هو أشرف منه وأعلى, وهذه الايات شبيهة بآية البقرة وهي قوله تعالى: " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون " وقد أورد ابن أبي حاتم ههنا عن وهب بن منبه أثراً طويلاً غريباً في خلق الإنسان من الأخلاط الأربعة, والله أعلم.
هي سبع وثلاثون آية وقيل ست وثلاثون
وهي مكية كلها في قول الحسن وجابر وعكرمة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن الزبير أنها نزلت بمكة، وروي عن ابن عباس وقتادة أنهما قالا: إلا آية منها، وهي قوله: "للذين آمنوا" إلى "أيام الله" فإنها نزلت بالمدينة في عمر بن الخطاب كما سيأتي.
1- قوله: "حم" قد تقدم الكلام في هذه الفاتحة وفي إعرابها في فاتحة سورة غافر وما بعدها، فإن جعل اسماً للسورة فمحله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ، وإن جعل حروفاً مسرودة على نمط التعديد فلا محل له.
1. مكية، " حم "
1-" حم " .
Surah 45. Al-Jathiya
1. Ha.Mim.
SURA 45: JATHIYAH
1 - Ha. Mim.