[الدخان : 38] وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ
38 - (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين) بخلق ذلك الحال
يقول تعالى ذكره : " وما خلقنا السماوات " السبع والأرضين وما بينهما من الخلق لعباً .
قوله تعالى : " وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين " أي غافلين ، قاله مقاتل : وقيل : لاهين ، وهو قول الكلبي .
يقول تعالى مخبراً عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللعب والعبث والباطل كقوله جل وعلا: "وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلاً ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار" وقال تعالى: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون ؟* فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم" ثم قال تعالى: "إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين" وهو يوم القيامة يفصل الله تعالى فيه بين الخلائق, فيعذب الكافرين ويثيب المؤمنين. وقوله عز وجل: "ميقاتهم أجمعين" أي يجمعهم كلهم أولهم وآخرهم "يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً" أي لا ينفع قريب قريباً كقوله سبحانه وتعالى: "فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون" وكقوله جلت عظمته: " ولا يسأل حميم حميما * يبصرونهم " أي لا يسأل أخاً له عن حاله وهو يراه عياناً. وقوله جل وعلا: "ولا هم ينصرون" أي لا ينصر القريب قريبه ولا يأتيه نصره من خارج, ثم قال: "إلا من رحم الله" أي لا ينفع يومئذ إلا رحمة الله عز وجل بخلقه "إنه هو العزيز الرحيم" أي هو عزيز ذو رحمة واسعة.
قوله: 38- "وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما" أي بين جنسي السماء والأرض "لاعبين" أي لغير غرض صحيح. قال مقاتل: لم نخلقهما عابثين لغير شيء. وقال الكلبي: لاهين، وقيل غافلين. قرأ الجمهور "وما بينهما" وقرأ عمرو بن عبيد وما بينهن لأن السموات والأرض جمع، وانتصاب لاعبين على الحال.
38. " وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين "
38-" وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما " وما بين الجنسين وقرئ وما بينهن " لاعبين " لاهين ، وهو دليل على صحة الحشر كما مر في الأنبياء وغيرها .
38. And We created not the heavens and the earth, and all that is between them, in play.
38 - We created not the heavens, the earth, and all between them, merely in (idle) sport: